رواية جديدة طغيان امرأة لسارة شريف - الفصل 3 - 1 - السبت 16/12/2023
قراءة رواية طغيان امرأة كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية طغيان امرأة
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سارة شريف
الفصل الثالث
1
تم النشر السبت
16/12/2023
"و بمشفى R.K"
تسير بـ شرود بعد خروجها من غرفة تلك الفتاة لقطات من الماضى تمر أمام عينيها حاولت تمالك نفسها و لكن كل محاولتها بائت بالفشل اسرعت نحو مكتبها قبل يراها أحد بتلك الحالة
جلست بأحد الجوانب تضع يدها علي أذنها وهي تحاول منع صوت ذلك الحـ.ـقير الذي تتردد كلماته بأذنها
زادت ضربات قلبها بهلع كما ذاد ارتجاف جسدها كأنها تعيش تلك الحالة من جديد
منذ سبع سنوات وستة أشهر
وبنفس تلك الليلة المشئومه التي غيرت حياتها كثيراً
سحبها ذلك الرجل خلف الشجرة بينما هي تحاول أن تتملص منه وهي تترجاه أن يتركها و شأنها
ـ أنت عاوز مني أيه سبني بالله عليك
تجاهل حديثها و ألقها على الأرض لتصطدم رأسها بـ صخرة كبير أدت لنزيف رأسها بينما تجاهلت هي ذلك الآلم و هي تزحف إلى الخلف ببكاء مرير وهي تراه يقترب منها ببطئ و تعلو ثغره تلك الإبتسامه القذره التي ترسخت داخل عقلها
ذاد نحيبها وهي تراه قد شرع في تمزيق ثوبها حاولت ضم بنفسها وهي تحدثه بخوف: بلاش تعمل كدا أرجوك بعد عني، ابعد عني و هديك كل الفلوس الي تطلبها بس بلاش كدا ارجوك
تفقدها بنظراته القذره قائلاً بنبره لم تنساها يوماً : ابعد عنك أزاي بس بقا في حد يشوف الجمال دا كلو و يبعد سيبي نفسك انتي بس وانا هدلعك
وجدت أن اللين لن يُسدي نفعاً معه ، جذبت حجر من خلفها تصدمة برأسه ليصرخ بقوة وهو يطالعها بغضب حتى تحولت نظراته سريعاً إلي المكر قائلاً : أنتي الي جبتيه لنفسك أنا كنت ناوي ابقي كويس معاكي بس ملكيش في الطيب نصيب
اخرج من جيبه إبره بها محلول مُخدر وحقنها برقبتها بسرعة قبل أن تدرك هي ما يفعله شعرت بدوار وتخدر باطرافها انتشر سريعاً بكامل جسدها حاولت دفعه من فوقها بعدما شعرت به يمزق الجزء العلوي من ثوبها ولكن هيهات فمن أين لها بالقوه التي أنعدمت بفعل المُخدر
ـ اببعد .. ععني
كانت تلك كلمتها الأخيره و التي خرجت بتلعثم قبل أن تفقد الوعي ولم تشعر باي شئ بعدها حتى فتحت جفنيها ببطئ وهي تشعر بآلم يفتك برأسها غير ذالك الآلم بساري جسدها حاولت النهوض لتتأوه من الآلمها الذي أشتد
نظرت لذلك الواقف أمامها والتي تراه لأول مرة بحياتها لتتسائل: أنا فين وأي الي جابني هنا
ـ أهدي يا انسة انتي في المستشفي متقلقيش
إلى هنا و استرجعت كل ما حدث بالليلة الماضيه نظرت له بخوف حقيقي قائله : صحبتي كان .. كان واحده .. فين
فهم ما تقصده فأجابها باطمئنان: اهدي بس هي كويس والله و مجرلهاش أي حاجه بس هي مشيت بليل مستعجلة و سابتلك الرساله دي
اخرج من بنطاله ظرف واعطاه لها
بينما هي تنظر له باستغراب ومازال عقلها لم يترجم ما حدث لها إلى الأن
عودة للوقت الحالي
تناولت أحدى الحبوب المُهدئه بعدما أستطاعت تمالك نفسها تنهدت بحزن علي حالها وهي تتذكر كل مره اتتها نوبة الهلع هذه عند تعرضها لاي شئ مشابة أو تذكر الأمر حتي تشعر وكأنها عايشه الأمر بالأمس وكأن لم يمر علي تلك الحادث ثمانيه سنوات تعلم أنها مريضه وتحتاج لعلاج نفسي نعم فهي طبيبه وتعلم جيداً ما بها و لكن هي لا تستطيع التحدث مع أي شخص عن هذا الشئ حتى و إن كان الطبيب هي ليست بتلك القوه التي تجعلها تتحدث عن الأمر
كان هذا ما يدور بـ رأسها حتي صدح صوت هاتفها معلناً عن تلقيها اتصالاً برقم تعرفه جيداً لتبتسم بصدق مُتناسيه كل ما كانت تفكر به ضاغطه زر الرد و هي تخرج من المكتب
كانت على وشك الخروج من المشفى وهي تتحدث بهاتفها بابتسامه ولم تلخظ تلك التي تتخطو إلي الداخل بخطوات واثقه بارده منافيه لذلك الغضب الي قد أعمى بصيرتها عن الطريق وهي تفكر كيف ستعاقب أندريا وسايمون
فاجئها اصطدامها بشخص ما
رفعت كُل منهما عينيها لترى بمن اصطدمت وما هي إلا لحظات حتى وسعت عينا ريحان بصدمة عند وقوع نظرها عليها وكان ذلك نفس رد فعل جيهان لتمتما معا بغير تصديق: ريحان
ـ جيهان
❈-❈-❈
و بمنزل "عمر الرفاعي"
جلس بالغرفة السرية التي صممها خصيصاً حتى يختلي بنفسه و بذكرياته داخلها بعد ما حاول الجميع محو أي ذكرى لهما بحياته ظناً منهم أنه يعاني من اضطراب ما سيؤدي به إلى فقدان عقله ولكن ، هو لا يلوم أي منهم فهم لم يُعايشوا ما عاشه بذلك اليوم المشئوم والذي لم يستطع تخطيه إلى الأن كأن الزمن قد توقف ليظل هو محتجزاً بتلك البؤره المُظلمه نعم حاول الانتحار الشهر الماضي ولكنه كان لا يستطيع التعايش مع تأنيب الضمير هذا مما جعله يفقد رغبته بالحياة ولكنه أقسم على عدم التفكير بالأمر مرة أخرى ، هو ليس بمجنون ولكنه يعيش ألم لن يستطيع فهمه أحداً سواه
كان هذا ما يدور بعقله و هو ينظر للصوره التي أمامه و التي جمعته بهما يوماً ما ليشعر بآلم يعتصر قلبه عند رؤيتهما وهو يحاول ذرف الدموع ولكن من أين له بالرحمه حتي عيناه أبت أن ترحمه
ظل يتفقد تلك الصور بحزن حتى صدح صوت هاتفه بـ أرجاء المكان
ضغط ذر الرد عند رؤيته هوية المُتصل لـُيجيبه قائلاً : عاوز أي يا هشام
ـ يبني طب سلم عليا طيب دا انا مكلمتكش بقالي تلت شهور
ـ و عشان كدا بقولك عاوز اي اكيد مش بـ تكلمني في الوقت دا عشان تطمن اكيد جايب خبر زي الزفت، فـ اخلص بقا و قول فيه أي على طول
تنهد الأخر و هو لا يدري كيف يخبره بقرار رئيسه ولكنه قرر اخبارة ليرى ماذا سوف يحدث
ـ في جريمة قــ ـتل حصلت من اسبوعين و سيادة اللواء حول القضية ليك
ـ مينفعش يا هشام أنت عارف أن مينفعش أمسكها بعد ما اعلنت تقاعدي قدام الكل
ـ متقلقش من الناحية دي لان أنا إلي ماسك القضية قدام الناس ، بس اللواء قرر انك انت الي تمسكها بعد ما فشلوا يلاقوا دليل
تنهد بغضب قائلاً بتساؤل : مين كان ماسكها قبلي
ـ حسين
ـ تمام ابعتلي ملف القضية و أنا هجيلك الصبح أشوف الموضوع دا بس في البيت
ـ تمام يا بوب سلام
انهى المُكالمة بعد سماعة الرد منه، لـ يعاود للنظر للصور أمامه قائلاً : القضيه دي جت في الوقت المناسب ، يمكن تشغلني شوية رغم أني أشك في دا
كانت تلك أخر كلماته قبل أن يخرج من تلك الغرفة المخفية عن الأنظار متجهاً لغرفتة مرة أخرى
وما هي إلا دقائق من عودتة لغرفته حتى أستمع لصوت طرقات على الباب
وقف متشابك الذراعين أمام مراد الذي أتى و معه بعض الأقراص المهدئة يقدمها له بابتسامة سمجة
ـ حط البتوع دول في جيبك بدل ما اكـ ـسرلك صف سنانك الي فرحان بيه دا
ضحك علي حديثه متمتماً: ما تهدى يا وحش أنا مالي دي فريدة هانم هي الي أمرت
ـ و أنت بقا ما صدقت روحت تجيبه على طول
تغيرت نبرة مراد إلى الجدية و هو يُجيبه
ـ عمر أنت فعلاً لازم تشوف دكتور نفسي الموضوع ذاد عن حده إلي أنتَ فيه دا مش طبيبعي
ـ و ياترى بقا هقوله أية معلش شوفلي حل أصل بيجيلي كوابيس ، أنا مش مجنون يا مراد و متتكلمش في الموضوع دا تاني
قالها بـ سخرية قبل أن يغلق الباب بوجهه
حاول تهدئة نفسه من حديث صديقة السخيف الذي لا يمل من تكراره
جلس على الأريكة التي تتوسط الغرفة و تفقد حاسوبه بتركيز شديد وهو يُدقق النظر بتفاصيل تلك القضية
❈-❈-❈
في نفس الوقت كانت رنا تسير بجوار شقيقها الذي حدثها بأهتمام
ـ و دارين حالتها أي دلوقت
ـ والله يا سليم حالتها مش أحسن حاجة ، دارين كانت دايماً تحكيلي عنها وعن قد أي كانت بتحبها ، وقد أي أتأثرت لما إختفت فجأة، فأكيد لما تظهر فجأة كدا هتتلغبط دا غير انها مسبتلهاش فرصة تستوعب إلي حصل و شدتها وراها على طول أنا بجد خايفه عليها أوي يا سليم
حاول أخفاء قلقه عن شقيقته بقدر الإمكان و نظر لها بابتسامة مُطمئنة قائلاً : متقلقيش يا حبيبتي أختها معاها و أكيد هتخاف عليها أكتر من أي حد وإلا مكانتش رجعت بعد كُل السنين دي، متقلقيش بقا كل حاجة هتبقا تمام
تنهدت قائلة بپ خفوت: يارب يا سليم يا رب