رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 10 - 1 - الأربعاء 13/12/2023
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل العاشر
1
تم النشر بتاريخ الأربعاء
13/12/2023
تقف في تلك الغرفة التي تشعرها دائمًا بالأختناق
قد يأست من الهرب بعد محاولات كثيرة بائت بالفشل
فالحرس يحيطونه من كل جانب
وكأنهم في حراسة مشددة لأحد الوزراء
لن تبقى وتدفع مرح ثمن هروبها عليها ان تساعدها على بأي طريقة ممكنة
سمعت صوت سيارات بالخارج فعلمت بعودته
وضعت حجابها على رأسها وخرجت من الغرفة لتراه قبل أن يختفي كعادته
لكنها تفاجئت به يتقدم من غرفتها
تراجعت للخلف عندما وجدته يتقدم منها اكثر حتى دلف الغرفة وتمتم بهدوء
_ كيفك دلوقت؟
ازدردت لعابها بصعوبة وردت باقتضاب
_ الحمد لله
هز رأسه ثم تحدث باقدام
_ اسمعيني زين، دلوقت أهلك چايين عشان يخدوكي وغصب عني مش هقدر اعملك حاچة
اتسعت عينيها ذهولًا من صدمتها وسألته بفزع
_ انت بتقول أيه؟
هز كتفه بقلة حيلة وغمغم بيأس مصطنع
_ للأسف عرفوا إنك عندي اهنه في القصر وچايين عشان ياخدوكي
إزداد الخوف بداخلها وتمتمت برعب
_ بس لو چوم هيقتـ.لوني
زم فمه باستياء وأكد بضيق
_ أكيد، ومحدش هيقدر يلومهم انتي هربتي منيهم وكمان عايشة لحالك مع واحد غريب في مكان واحد
وعشان أكدة بفكر في حل هيخلصنا كلنا من المصيبة دي.
تقدمت منه تسأله بلهفة
_ ايه هي؟
سار للداخل ليجلس على المقعد متظاهرًا بالتفكير
_ بس الموضوع هيبقى صعب عليكي
تقدمت منه وقالت بثقة
_ وانا موافقة على اللي تقوله، بس مرچعش معاهم
هز رأسه باستسلام ثم رفع بصره لها ليقول بجدية
_ إننا نتچوز
قطبت جبينها بعدم استيعاب وكأن ما قاله يعد ضربًا من الجنون
_ انت بتقول ايه؟ انت واعي للي بتقوله؟
هز رأسه مؤكدًا لتهز هي رأسها بنفي
_ مستحيل.
زم فمه باستسلام ونهض ليتركها قائلًا
_ والله انا عملت اللي عليا وانتي حره معاهم
هم بالانصراف لكنها اوقفته
_ انت رايح فين؟
_ انا عرضت انقذك وانتي رفضتي خلاصي معنديش عرض غيره.
_ بس انت كدة بتزود المشكلة أكتر
عقد حاجبيه مندهشًا وسألها
_ كيف ده؟ اني اللي هروحلهم واطلب يدك منيهم ومحدش منهم يقدر يقف قصادي
هزت رأسها بخوف وهي تبتعد عنه ثم غمغمت بريبة
_ وإن رفضوا؟
_ قلتلك محدش يقدر يقف قصادي
اندهشت من الثقة التي يتحدث بها وساورها الشك في أن تكون هذه خطته للانتقام منهم فسألته بتوجس
_ دي خطة انتقام مش كدة؟
تنهد بضيق وقد صدم من ردها وسألها بحيرة
_ تقصدي ايه؟
تأكد حسها مما جعلها تغمغم بحدة
_ انت عايز ترد لأبويا اللي عمله مع امك زمان
تلاعبت الشياطين امام عينيها لعلمها بما حدث وتقدم منها كنمر يقترب من فريسته قائلاً بحدة
_ وانتي عرفتي الحديت ده منين؟
ازدردت جفاف حلقها وهي تراه يقترب منها بهذا الشكل وقالت بارتباك
_ مـ.. معرفش أني سمعت الموضوع ده بالصدفة
وقف أمامها وعينيه تقدح شررًا
_ سمعتي ايه بالظبط؟
صدرت منها صرخة فزع عندما جذبها من ذراعها وهو يهدر بها
_ قولي عرفتي ايه؟
ابعدها عنه صوت هاتفه الذي أعلن عن الموعد الذي انتظره كثيرًا فقام بنحيها من أمامه وهو يهتف بتوعد
_ لسة لينا حديت تاني بس لما اخلص حسابي معاهم
وتركها وغادر الغرفة
خرج مهران من عرينة آخذًا معه بعضًا من رجاله واستقل سيارته وجهه يدل على مدى إصراره على تحقيق ما انتواه
فاليوم سيحقق انتقامه الذي سعى خلفه منذ أن شب وعلم الحقيقة
الآن فقط بإمكانه النوم بأريحية دون أن يستمع تلك الأصوات التي نبرتها تجعله يصر على الأخذ بثأرهم
ها هو ذا يقترب من منزلهم بعد عودتهم من الزفاف
يتجمع الآن بعائلته فرحًا بفضٍ ثأرٍ واهم؛ فهو من أوهمهم به.
انفتحت أبواب المنزل بترحاب له
ولما لا وقد ظنوا بأنه قادمًا للمباركة لهم بخلاصهم
توقف بسيارته أمام بوابة المنزل وترجل منها كما فعل رجاله
خرج كامل من المنزل ليرحب بمهران الذي صعد السلالم متوجًا إليه
_ أهلًا يامهران بيه نورت المكان
توقف مهران أمامه بنظرات تحمل وعيد خفي وتحدث بقوة
_ منور بأهله
اندهش كامل من قوته في الحديث فأشار له بالولوج
_ اتفضل
دلف مهران ورجاله ليجد ذلك التجمع الوفير من الرجال فألقى عليهم السلام ثم أخذ مقعدًا وجالس عليه بكبرياء وكان الجميع يرحب به بحفاوة
ابتسم ساخرًا بداخله ثم تحدث بجدية فقال احدهم
_ كان بودنا تشرفنا من أول الفرح.
نظر لكامل وأجاب بهدوء يتنافى تمامًا عمَّ بداخله من غضب جهوري
_ كان عندي مشاغل ولسة مخلصها دلوقت وقلت آجاي عشان اخلي الفرحة فرحتين.
نظروا لبعضهم البعض بحيرة ثم تابع بدهاء
_ انا چاي ليك ياحاج عشان اطلب منك ايد بنتك
انقبض قلب كامل بخوف وسأله بوجل
_ بنتي؟! انا مليش بنات.
رفع مهران حاجبيه مندهشًا بتصنع
_ إزاي؟ أومال اللي عندي في البيت دي تبقى مين؟
ازداد انقباضته فيزدرد لعابه بصعوبة وغمغم بريبة
_ يظهر أن الموضوع فيه غلط أنا مليش بنات.
اعتدل مهران في جلسته ونظر إلى كامل منتشيًا بتعذيبه
_ مهرة، قالت إن اسمها مهرة كامل النعماني.
اتسعت عين كامل بصدمة وخاصةً همهمت رجاله من حوله يتساءلون من هي وعن أي ابنه يتحدث
فغمغم بنفي
_ قلتلك معنديش بنات ممكن تكون واحدة نصابة.
ابتسم بتشفي واضح وهو كامل مثل الفأر الذي ينزوي في الركن وتابع تعذيبه
_ بس أنا شوفت البطاقة بتاعتها واتأكدت بنفسي انها بنتك
انتفض كامل ليقف أمامه وقال متهربًا
_ قلتلك معنديش بنات غير بنت اخوي اللي اتزوچت النهاردة.
انظر إليه بسخرية وهو يتحدث بجدية مزيفة
_ كيف ده وهي عندي دلوقت
كانت صدمته لا توصف وهو يجد الرجال من حوله ينظرون إليه بشك وخاصةً عندما تابع مهران بأسف مصطنع
_ اني اول ما چاتني هربانه منك عشان كنت عايز تچوزها لخليل وكانت مضروبة بالنار في كتفها من قلقي وخوفي عليها نسيت اخبرك، بس اول ما اتحسنت قلت لازمن أقولك واطلبها منيك
نظر أحد الرجال الكبراء في العائلة إلى كامل وسأله بحدة
_ صُح الكلام ده ياكامل
اهتزت نظراته وشعر بالحنق من مهران ليرمقه بنظرات حاقدة بادله بأخرى شامته متوعدة بالكثير
فقال بثبات زائف
_ لا مش حقيقي الكلام ده.
رفع مهران حاجبيه متسائلًا بدهشة
_ معقول كانت بتضحك عليا طول الفترة اللي فاتت؟
ازدادت الثرثرة بين الجميع وعينان كامل تنظر إليه بغضب جحيمي ثم تابع بدهاء وهو يضع قدم على الأخرى
_ ايه هتستعر من بنتك عشان أمها كانت خدامتك؟
نهض كامل وقد أخذ الغضب منه مبلغه وتقدم منه بسخط
_ انت زودتها اوي ياولد الهواري
وقبل أن يتقدم ناحيته وجد رجال مهران تمنعه من الاقتراب منه
فقال كبير العائلة
_ اقعد ياكامل خلينا نعرف ايه الحكاية
استدار كامل ناحيته وهو يغمغم بانفعال
_ تعرفوا ايه؟ الحديت ده مش صُح أبدًا
نهض مهران بدوره ليتقدم منه ويقول بثبوت
_ اني مش چاي عشان نتكلموا هي بنتك ولا لأ
أني چاي عشان اعمل بالأصول واتقدم لبنتك، ومتخافش بنتك صاخ سليم ملمستش منيها شعره، قلت ايه.
نهض الحاج سلام من مقعده وتقدم منهم وينظر إلى مهران يسأله
_ وايه اللي يأكد حديتك ده ياولد الهواري
رد مهران ببساطة وهو يخرج بطاقتها من جيبه
_ كلمتي أولًا وبعدها البطاقة دي، ولو مش متأكد ابعت اشيعلكم الدكتور اللي عالجها؟