رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 10 - 2 - الأربعاء 13/12/2023
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل العاشر
2
تم النشر بتاريخ الأربعاء
13/12/2023
كان كامل يقف وداخله يشتعل بنيران لو خرجت لأشعلت الدنيا بأكملها
لقد فضح أمره أمام رجال العائلة بأكملهم وتم الكشف عن ذلك السر الذي دفنه واثقل عليه بسنين طويلة وها هو ذلك الشيطان يفتح أبواب الماضي مخرجًا ما بداخله من نيران
أخذ سلام البطاقة من يده ويقرأ الاسم ويتأكد من صحته، نعم هو رأى تلك الفتاة من قبل لكنه ظنها خادمة لديهم.
نظر إلى كامل بوجوم ثم تطلع إلى مهران وتحدث باحتدام
_ وبنتنا بتعمل ايه عندك؟ وبعدين لما انت صعيدي اكدة وبتفهم في الأصول ليه مرجعتهاش لأهلها من أول ما چاتلك؟
نهض مهران بدوره ووقف أمام ذلك الرجل وهتف معنفًا
_ يعني أهلها ضربينها بالنار عشان هربت منهم آچي اني ارچعها ليهم، وبعدين انا كنت جلجان عليها ومرتحتش إلا لما ربنا شفاها واطمنت عليها.
كان سلام يرمق كامل الذي أخفض عينيه بخزي ثم قال لمهران
_ طيب انت اكدة عملت اللى عليك واتفضل ابعتها لينا.
ابتسم مهران بسخرية
_ ليه؟ ده اني چاي اطلب يدها على سنة الله ورسوله
مش في الحرام لامؤاخذة يعني
هم كامل بالتعدي لكن سلام منعه ثم هتف في مهران بحدة
_ مش برضك من الأصول انك ترچعها لأهلها لول وبعدين تطلبها؟
بسخرية لاذعة تمتم مهران
_ اهله مين تقصد؟ اللي داروها عن الناس كأنها عار ويستعروا منيه ولا من اللي كانوا عايزين يخلصوا منها بفض تار زي ما عملوا ما بنت عمها اليتيمة، ولا لما هربت من قدرها ضربوها بالنار لولا إن ليها عمر
تحول حديثه من السخرية لجدية متقنة
_ البنت چاتني تتحامى فيا واني آويتها في داري معززة مكرمة بتتعامل فيه ست الدار مش خدامة زي ما عملتوا فيها
ومستحيل تخرج منه لأي سبب، كتب الكتاب هيكون في القصر اللي عنده اعتراض يقول واني هخرج من اهنه على المأذون وهي مش قاصر يعني تزوچ نفسها بنفسها وأكون ريحتكم منيها
كان كامل يضغط على قبضته يود أن يأمر رجاله بقتـ.ـله دون رأفة لكن لن يستطيع فعلها بوجود رجال العائلة التي تم فضحه أمامها
وخاصةً بوجود سلام النعماني كبير العائلة الذي تحدث بإيباء
_ اللي تشوفه ياولد الهواري بس كتب الكتاب يكون الساعة دي، كفاية مهزلة لحد إكدة
تظاهر مهران بالتفكير رغم ابتسامة النصر الذي اخفاها بصعوبة وتحدثت بحيرة
_ مش عارف اقولكم ايه، كتب كتاب مهران الهواري مش بالساهل إكدة
لازمن اعزم فيه ناس كتير وأولهم العيلة وكبرات البلد، بس…..
تظاهر بالتفكير قليلًا ثم تحدث باستسلام
_ خلاص نخليها على اد العيلة بس والفرح إن شاء الله نعزموا فيه البلد كلاتها
هكذا إذًا ترد الصاع بصاعين لما فعلته بوالدتك من قبل، نجحت بكل جدارة
نظر سلام باستياء لكامل الذي نظر إلى مهران بسخط وسأله بحدة
_ قلت ايه ياكامل؟ مع إني شايف ان اللي حصل ملكش فيه رأي
تطلع إلى مهران وتحدث بقوة
_ الليلة كتب الكتاب والخميس الچاي الدخلة
لم يستطيع كامل الرفض ولن يستطيع بعد ما حدث، لذا كان عليه أن يلتزم الصمت
نظرة يملؤها النصر رمقه به مهران وهو يستأذن بالذهاب
_ طيب أني هسبقكم على الدار لجل ما ابعت للمأذون واجهز للمناسبة
خرج من المنزل برجاله بشماته لا توصف
وقريبًا ترتاح تلك الأرواح التي تطوف خلفه تطالبه بالثأر ممن ظلمهم.
أما كامل فقد خانته قدماه وهو يسقط على مقعده ويسمع ثرثرة الرجال من حوله
انتهى كل شئ الآن وتلك الفضيحة التي ستلوث تاريخه سيعم سيطها القرية بأكملها
❈-❈-❈
خفقات قلبٍ لم يذق طعم الراحة منذ أن فرقهما الزمان
يراها تنظر إليه بعتاب قاسٍ أرهق قلبه
ولما لا وهو يراها أمامه الآن في شرفة غرفتها
تنظر إليه نظرة يملؤها العتاب
لم يكن قلبه حمل تلك النظرات التي ترمقه بها
ما كان عليه أن يظل في المنزل تلك الليلة
بل لن يظل به بعد اليوم
عليه الإنسحاب كي لا يزيد من عذابه
عادت إلى الداخل ليغمض عينيه محتفظًا بصورتها داخله
نهض من مقعده الذي بات عليه طوال الليل حتى غفى عليه
انتابته رعشه اثر نومه في الحديقة وفي هذا البرد
دلف إلى الداخل ليجد والدته تساعد الخادمة في وضع الإفطار على المائدة
اندهشت من رؤيته وتقدمت منه بقلق تسأله
_ سليم كنت فين ياحبيبي
سعل سليم رغمًا عنه ثم تحدث بحشرجة
_ لا انا كنت في الچنينة مخرجتش برة
عاد يسعل فيزداد قلقها تقدمت منه لتتحسس جبينه وغمغمت بتوجس
_ انت جسمك سخن شكلك بردت من قعدتك في الجنينة
ادخل اوضتك ارتاح لحد ما اعملك حاجة سخنة
_ لأ انا هروح الأوضة اللي في الچنينة وعايزك تخلي حسنة تنقلي حاجاتي هناك
لم تجادله فهي تعلم أنه محق بذلك
_ حاضر ياحبيبي
دلف غرفته وقد شعر حقًا بالإعياء
دلف ليأخذ حمامًا دافئًا ربما يريحه ولو قليلًا ثم خرج ليرتدي ملابسه.
ويذهب إلى تلك الغرفة
وفي الأعلى خرج من المرحاض ينظر إليها بسخط وقد وقفت تنظر من النافذة بشرود فتحدث إليها بأمر
_ واقفة عندك ليه انزلي حضري الفطار مع الخدامين تحت، ولا تكوني فاكرة نفسك هتبقي هانم
اخفضت عينيها وتحدثت بهدوء
_ من غير ماتقول انا كنت نازلة دلوقتي
رمقها بحنق ثم القى المنشفة في وجهها تقبلتها هي مرغمة ثم تركته ونزلت للأسفل
كانت آمال تخرج من المطبخ وهي تحمل ذلك الكوب بين يديها عندما تفاجئت بـ مرح فسألتها بدهشة
_ مرح! انتي ايه نزلك من اوضتك بدري كدة.
لم تنظر في المرآة وتلاحظ أثر عنفه على وجهها وعندما لاحظت آمال لم تشاء أن تحرجها وخاصةً عندما ردت بثبوت
_ انا قلت اساعدك في الفطار و…..
قاطعتها آمال باستغراب
_ فطار ايه اللي تحضرية معايا، هما اللي هنا قليلين
اطلعي اوضتك وملكيش دعوة بحاجة.
بادرت الدموع في عينيها تهدد بالهطول وهي تقف عاجرة لا تعرف ماذا تفعل
وعندما لاحظت آمال ذلك علمت من هيئتها انها تلقت تعذيب مبرح منه وأنه من أمرها بذلك
فربتت على يدها لتقول بتعاطف
_ طيب روحي صحي شمس في اوضتها لحد ما ادخل الكباية دي لسليم
اسمه وحده جعل قلبها ينتفض بلوعة لكنها أخفتها بداخلها وذهبت حيث أشارت لها آمال لتوقظ شمس
توقفت آمال عندما وجدت خليل ينزل الدرج فقالت بابتسامة
_ صباح الخير ياخليل ثواني الفطار هيكون جاهز
نظر إلى مرح وتحدث بقوة
_ واقفة عندك بتعملي ايه؟
اندهشت آمال من حدته معها فنظرت إليها لتقول بهدوء.
_ روحي انتي يامرح زي ما قلتلك
انصرفت وهي تسخر من نفسها على تلك القوة الواهنة التي كانت تتحلى بها وقت مجيئها
لتسقط فور أن صادفت ذلك الواقع المرير
نظرت آمال إليه لتقول بعتاب
_ ايه ياخليل اللي عملته في البنت ده؟
ازداد حنقه منها وسألها بحدة
_ هي حكتلك؟
نفت بصدق
_ لا والله بس من غير ما تحكي هي باين على وشها، البنت متستهلش كدة كنت اخدتها بالراحة أنما عنف لأ.
اشاح بوجهه بعيدًا عنها ثم تحدث بتعند
_ كان لازمن اكسرها عشان تعرف مكانتها
_ بس مش بالطريقة دي، دي برضه عيلة متعرفش حاجة، مكنش ينفع ابدًا اللي عملته
حاول تغيير مجرى الحديث وهو يسألها عن الدواء الذي تحمله
_ انتي رايحة فين إكدة
_ سليم عنده برد هخليه ياخد الكباية دي ويشرب اليانسون وينام شوية يمكن يتحسن
بقلق صادق سألها
_ اشيعله دكتور؟
رفضت آمال
_ لأ مش مستاهلة دكتور هو هياخد الحباية دي وهيكون كويس
تركته وتوجهت إلى غرفة ابنها لتجده يهم بالخروج منها فقالت باحباط
_ لسة مُصر تنقل الاوضة البعيدة دي؟
ربت بيده الساخنة على كتفها وغمغم بثبات
_ معلش خليني على راحتي
تنهدت بقلة حيلة وقدمت له المشروب والدواء
_ طيب خد الحباية دي واشرب اليانسون وحاول ترتاح شوية
اوما لها وهو يأخذهم من يدها وذهب بها إلى غرفته الجديدة
❈-❈-❈
في غرفة عمران
بعد أن سمح الطبيب بنقله غرفة عادية
تقدمت منه جليلة بألم لتمسك يده تقبلها بحب وغمغمت بعتاب
_ إكدة ياعمران تقلقني عليك بالشكل ده وكمان تخليهم يحرموني من شوفتك
تقدم منهم جمال قائلًا بحزم مازح
_ عيب ياحاچة جليلة الكلام ده، احنا في مستشفى مش في البيت يعني خلي المحن ده لما نعاود
تبسم عمران الذي كان مستندًا بظهره على الوسادة وقال بحبور وهو ينظر إلى عائلته التي تجمعت حوله بحب صادق دون زيف او خداع
_ أني زين ياجليلة عمر الشقي بقي
_ بعد الشر عليك من الشقى، انت هتفضل الحاج عمران بقوته وهيبته مهما عدت عليه أزمات
تحدث مصطفى بمزاح
_ هما يحمدوا ربنا ان حازم ومعتز مش موجودين وإلا كانوا حفلوا عليهم دلوقت
_ مين اللي جايب في سيرتي؟