-->

الفصل الثاني والعشرون - كما يحلو لكِ - النسخة الفصحى




 الفصل الثاني والعشرون

النسخة الفصحى

 

شكر خاص لـ سمر إبراهيم للقيام بتعديل الحوار للفصحي

 

اتجهت للخارج وهي تحاول منع نفسها عن البكاء أمام الجميع واتجهت مباشرة حيث كانت حقيبتها لتجد من ينظر لها بتفحص ونهض "يونس" من مقعده بتأهب يتفقدها باستغرابٍ هائل وهو لا يدري ما الذي حدث لها فهي للتو كانت جالسة معه وملامحها طبيعية ولم يستطع نفسه من أن يسألها:

 

-      هل أنتِ بخير؟

 

 

 

لم تكترث حتى للنظر له ثم غمغمت بنبرة بالكاد فسر ما تقوله بها:

 

-       هذا ما كان ينقصني أن يحدث لي مشكلة بسببك أنت أيضًا.

 

 

 

سرعان ما أكملت طريقها للخارج فتبعها ليرى ما الذي حدث لها وسألها مرة ثانية:

 

-       ما الذي حدث؟ هل أخطأت في شيء؟

 

 

 

لم تتوقف ولو للحظة ومباشرة جلست بالكرسي الخلفي للسيارة بينما انطلق "محمود" فورًا بعد أن أرسل له "عمر" بأن يقلها إلى منزل والده ولم يحصل منها على أي تفسير ولا حتى اهتمام بسؤاله لها فرفع حاجباه في تعجب هائل من شأنها وعاد من جديد لداخل المنزل!

 

 

 

حاول أن يبحث عن الأسباب بعقله فلم يجد إجابة واحدة تتوافق مع مظهرها وبُكائها فعاد من جديد ليجد أن "يارا" قد عادت وبعدها "بسام" الذي سرعان ما توجه نحوه ثم أخبره متسائلًا بمرح:

 

-       مستعد لكي أهزمك؟

 

 

 

ابتسم له باقتضاب واجابه محاولًا أن يحدثه بنبرة تناسب نبرته المرحة دائمًا:

 

-      وهل يوجد من هو أغلى منك لكي أُهزَم من أجله، ولكني أخشى أن أُلحق بك شر هزيمة.

 

 

 

 

رفع يده وهو يشيح له بعدم اكتراث ليُتابع كلماته له حتى يتفقد ما سبب بُكائها على الأقل عليه تفقد الأمر مع "روان" فهو لا يدري لماذا اثارت غمغمتها ريبته، هو لم يفعل أي شيء خاطئ ليضرها به:

 

-      فلتجعل هدى تصنع لي قدح من القهوة وستجدني جاهز على الفور.

 

 

زفر ببعض الضيق وأومأ له ثم اتجه ليُبلغ "هدى" بينما بحث عن "روان" الذي رآها تأتي لتوها متجهة نحو الجميع ليسألها بهمس:

 

-     ما الذي حدث لعنود؟ وجدتها تخرج باكية وأخذت حقيبتها وذهبت، هل حدث شيء؟

 

 

 

 

ضيقت ما بين حاجبيها واجابت بعفوية وهي تخبره:

 

-       لا لم يحدث شيء فهي كانت تتـ..

 

 

 

سكتت من تلقاء نفسها عندما استجمعت ما كان يحدث منذ قليل وتيقنت أن زوجها المجنون لابد وأنه فعل شيء بدوره جعلها تبكي وحرفيًا لا تستبعد مدى ما قد يُفكر به أو يفعله معها!

 

 

 

بحثت عن هاتفها لتتذكر أنه بغرفة مكتبه واتضح على ملامحها أنها تدرك شيئًا فسألها "يونس" باهتمام:

 

-      ما الذي حدث؟

 

 

 

تغلفت ملامحها بالغضب لتقول بنبرة واثقة قبل أن تغادره فورًا دون انتظار كلمات منه:

 

-       ما الذي يمكن أن يحدث غير أفعاله التي لا تنتهي.

 

 

 

اتجهت سريعًا صوب غرفة المكتب وفتحت الباب بمزيد من الغضب ولم تهتم بتفقده بالرغم من شعورها بعينيه التي تتابعها وتناولت هاتفها وحاولت أن تتصل بأخته مرة واثنان وثلاثة وهي توجه ظهرها له بينما لم تستطع الوصول إليها!

 

 

 

اكتفت بإرسال رسالة إليها وأخذت تحدق بشاشة هاتفها ولم تنتظر لكثير من الوقت لتجدها قد قامت بقراءة الرسالة ولم ترد حتى انها انتظرت خمس دقائق ولم تجبها فأدركت أنها تتجنبها، ما تعرفة عن أخت زوجها أنها لطالما قامت بالرد فورًا فما تفعله معها الآن غريب للغاية، هي تتجاهلها بمنتهى الوضوح ولا تريد أن تتحدث لها ولا حتى تريد الرد عليها!

 

 

هنا لم يكن هناك مفر من مواجهته هو شخصيًا بعد كل محاولاتها الفاشلة في الوصول إلى "عنود" فوقفت أمامه بتحفز وهي تعقد ذراعيها وتركت كل تلك النظرات العميقة المخيفة جانبًا فهي لم تعد تكترث بما قد يفعله لها يقينًا منها أنها قد واجهت معه الأسوأ بالفعل ولكن لا تزال لا تعرف ما قد يُفيه رجل مثله!

 

 

 

-       ماذا فعلت لعنود؟

 

 

 

يا لها من شهية، فاتنة، واثقة للغاية بنفسها، وستبدو أشهى عندما يقوم بنزع هذه الثقة منها، نفس النظرة ونفس الرغبة التي نظر لها بها ورغبته تحركه ليفتك بها، نفس التجاهل يبدر منه كما كان يتجاهلها في أول زواجهما، نفس الصمت وملامحه المريبة التي يستطيع أن يتحكم بها ببراعة، التاريخ يُعيد نفسه أليس كذلك؟!

 

 

 

ترقبت منه أي إجابة بينما ادعى عدم الاكتراث وحتى نظرته إليها تلاشت وتحولت لحاسوبه واستمر في اعداد تلك الخطة بداخل رأسه إليها بينما لا تعلم هي عنها شيء، عليه فقط الانتهاء من تلك الرسائل ببريده الالكتروني المكتظ بشدة، عليه استلام هذه الأوراق لتوقيعها ليُرسل إلي "باسم" رسالة من هاتفه تُفيد أن يبعث بكل الأوراق المتأخرة بصحبة "محمود" سائقه الخاص، يُكفيه فقط أن ينتهي من هذه الإجراءات المتأخرة وتصريحات الدفع التي عليه أن يُنهيها، فالشركة بأكملها لا ذنب لها في تلك الأعمال العالقة، ولتُلعن القضايا، لن يترافع مجددًا قبل أن ينتهي من قضيتها معه، وهذه المرة سيُعيد تهيئة عقلها المسموم إلي أن يجد الدليل على خيانتها التي لا يقبل سوى بوجودها، ولو حدث، لا يمانع قتلها بيديه!

 

 

 

همهمت بتفهم وهزت رأسها مرارًا ثم تحدثت بنبرة هادئة:

 

-       هل ستظل مستمرًا في مسلسل السكوت المقيت الخاص بك؟ جيد جدا كما تريد.

 

 

 

وكأن الكلمات لا توجه له، تركيزه مُسلطًا على حاسوبه يُنجز أكبر قدر مما تأخر به، لو فقط كان اكترث مثلها بمجرد مناقشة بسيطة مع مساعده الشخصي لكان انجز الكثير بالفعل ولكنه ليس الرجل الذكي بعمله، وهذه هي النهاية لرجل لا يحب ما يفعله..

 

 

 

التفتت وغادرته وقد أخذت قرارها هي الأخرى بالفعل، لا يُمكن التعامل مع مرضه سوى بالمرض المساوي له في المقدار، وهي لا تريد أي من أُسرتها الصغيرة لتضرر كما تضررت أخته اليوم وأخيه بالسابق، يكفي كيف ينظر لها ابن خالتها وابنة خالتها، هما الآن يتأكدان أن زوجها رجل مجنون، عليها اصطحابه بعيدًا عن الجميع بأي طريقة ممكنة

 

 

--

بعد مرور ساعة..

 

اعدت بالفعل كل ما تحتاج له، عقاقير لمنع الحمل، هاتف احتياطي دسته بجيب خفي في هذه الحقيبة تحديدًا حتى لا يعلم عنه شيء فهذا أحيانًا كل ما تحتاج له معه بصحبة بطاقة ائتمانية، أموال، حافظة نقودها، علاجه لعل مزاجه الهادئ يستمر دون أن تفاجئ بنوبة هوس أو اكتئاب، هاتفها الأساسي الذي عبثت بإعداداته ليظهر متصلًا أمام عينيه ولا يفاجئها أحد برسالةٍ جديدة تجعله يزداد ارتيابًا، ووضعت كل هذا في حقيبة يدها حتى لا يرتاب بشيء، جميعها أشياء صغيرة على كل حال..

 

 

 

ودعت كلًا من "يارا" و "يونس" واكتفت بإخبار والدتها أنها تريد التركيز على العمل هي وزوجها وسيعودان عما قريب وستهاتفها لتطمئن على حالها هي وأخيها، وبالطبع والدتها لن تمانع، أهم ما تريد معرفته أنها بخير، تبتسم، وتنتظر إنجابها بفارغ الصبر!

 

 

 

اتجهت من جديد لتعود له، تحمل كل مخاوفها بداخلها في نهاية أولوياتها، هو لم يكتشف بعد أمر التوكيل، وعلى ما يبدو المعلومات التي وردته من الأمن الخاص بشركتها قد نسيها بصحبة ما نساه بالفعل أثناء نوبة هوسه، أو يتذكر، هي حقًا ليست متأكدة تجاه هذا الأمر، ولكنها ستعلم عما قريب.. عليها استفزازه أولًا لترى ما الذي سيفعله تجاه هذا!

 

 

 

وقفت أمامه وحدثته بمنتهى الهدوء بالرغم من عدم رفعه لنظره نحوها:

 

-       لا يوجد لدي مشاكل معك ولو كنت تعتقد أنني أقوم بخيانتك فهذا شأنك أنت، ولكن والدتي وأخي ليس لهم ذنب في ذلك، فالأفضل للجميع إذًا أن نذهب لبيتك الآخر لنمكث به بعض الوقت.

 

أنا ذاهبة إليه الآن إن كنت ترغب في المجيء تفضل أمامك عشر دقائق فقط، سأنتظرك في السيارة مع السائق وإن لم تأتي سأذهب بمفردي.

 

 

 

كما لم يرد عليها منذ أمس، لم تُعطه الفرصة لإعطائها المزيد من النظرات الثاقبة خاصته وتوجهت سريعًا للخارج، فاكتفى هو الآخر بمتابعتها بعينيه وسواد عينيه يتسمر على سواد ثوبها، يلاصق منحنياتها بطريقة تجعله يود أن يفتك بها، سيفعل عما قريب، ولقد وفرت عليه المجهود وهو يجذبها رغمًا عنها ليعودا لمنزله، فلقد قرر هو الآخر أن يذهبان لمنزله، أمّا عن تلك اللهجة التي حدثته بها فسيرى كيف ستقوى على اسقاطها على مسامعه في المستقبل مرة أخرى، سيعمل ألف مرة قبل أن يخطر على بالها أن تتحدث بمثل هذه الطريقة له!

 

 

 

الخطأ من البداية خطأه، وقع في عشقها بلمح البصر، ودفعه عشقها لفعل كل ما لا يؤمن به، أمّا في النهاية هي امرأة لا تختلف عن النساء، والنساء لابد من التعامل معهن بطريقة خاصة حتى لا تفلت زمام الأمور من بين أيدي الرجال أمام عشقهن الذي دائمًا ما ينتهي بالخداع!

 

--

 

 الغرفة، الأوراق، الطلاق، هذا كل ما يلوح بعقلها، عليها أن تصبح عا هرة ستفعل، عليها أن تجاريه بأمراضه بمنتهى الثقة، ليس لديها مانع، تتظاهر بأنها خاضعة مخضرمة، ليس لديها أي مُشكلة، أهم شيء هو أن تحصل على كل ما تريده، ألا وهو الفرار!!

 

 

 

انتظرت بالمقعد الخلفي للسيارة، حاولت مهاتفة "عنود" من جديد، أرسلت لها المزيد من الرسائل، ولكنها لم تُجبها، فأعادت الاعدادات من جديد، بينما ازداد خوفها مما حدث، فهي لا تضمن ما الذي قد فعله لها، قد يُفسر كل الأمور بشكل خاطئ، هي على ثقة من هذا!

 

 

 

فجأة وجدت السائق يترجل للخارج، فسألته قبل أن يذهب:

 

-       ما الذي حدث؟ ألن نتحرك الآن؟ ال أين أنت ذاهب؟

 

 

 

فورًا أجابها قائلًا:

 

-       آسف سيدتي ولكن السيد عمر أمرني أن اغادر السيارة.

 

 

 

رفعت احدى حاجبيها بتحدي وغادرت السيارة ثم اتجهت لكرسي السائق لتقود هي وبمجرد اشعالها للمحرك وجدته يدخل للسيارة بالكرسي الجانبي ولم يُعطها لو نظرة واحدة متيقنًا أن بكاملها داخل الثقة أنها استطاعت استفزازه وأنه آتى من أجلها، ليدعها تفعل ما يحلو لها إلى الآن، ليدعها تظن أنه لا يطيق فراقها!

 

 

 

انطلقت بالسيارة في صمتٍ تام، لم تنظر له، لم تتحدث معه، تعاملت معه بالمثل تمامًا كما يفعل، إذا كان هو يتجاهلها فها هي الأخرى تتجاهله مثل ما يتجاهلها هو، ستصل للمنزل بعد دقائق على كل حال، ووقتها لن تتوقف لتصيبه بجنون فوق جنونه حتى يفقد عقله ويُلقيها بهذه الغرفة الملعونة، هذا ما كانت تتوقعه، ولكن هذا لن يحدث بالطبع، فكل مرة معه تختلف عن سابقتها حتى ولو تكررت نفس القصة مرارًا وتكرارًا، دائمًا ما يحمل في جعبته فكرة مبتكرة لإلحاق العذاب بها!

 

 

 

مرت الدقائق في سكوت حتى وصلا منزله البعيد الناء، لابد أنه فعل كل هذا من أجل هوسه بسا ديته اللعينة حتى لا يستمع أحد لأصوات عذاب نسائه، هذا اللعين ستتخلص منه، حتى ولو كان عن طريق الجنون المحض!

 

 

 

ترجلت من السيارة، توجهت مباشرة للغرفة وصعدت إليها، شعرت به خلفها وعينيه تحرق جسدها، لم تبالغ بالطبع في تبديل ملابسها، مجرد ثوب منزلي لا يغيب عنه الأنوثة مثل بقية ملابسها، وضعت حقيبتها واخرجت منها هاتفها وامسكت به بيدها، أدركت أنه اكتفى بالنظر من على مسافة، فعادت لتجلس على الفراش ووضعت هاتفها أمامه على المنضدة الجانبية للسرير، وعدلت من جلستها لتضع ساق فوق الأخرى لتصبح ساقها مكشوفة له أكثر، هذه الجلسة تستفزه للغاية، حان وقت المواجهة اذن!

 

 

 

-       هل من الممكن أن تخبرني ما الذي فعلته بعنود وجعلها تهرول باكية أمام الناس بذلك الشكل؟ كما أنها ترفض أن تحدثني من وقتها أو تقوم بالرد على أي من رسائلي.

 

 

مددت كلتا يديها يمينًا ويسارًا بجانبها على الفراش، استقامت بجلستها، ترقبته باكتراث شديد، ومن جديد، لا يوجد إجابة!

 

 

 

بداخل عقله وهو يتذكر ما حدث مع أخته منذ قليل، هذه هي الطريقة المُثلى للتعامل مع النساء، يبدو أن والده معه كل الحق فيما كان يُخبره به بكل تلك الأيام السابقة، تعامل "يزيد الجندي" مع النساء يؤتي بثماره حقًا لدرجة أن "عنود" لم تتجرأ على مجرد الرد عليها كما تخبره، جيد للغاية!

 

 

 

هزت كتفيها وأخذت تلاحقه بالأسئلة وأضافت نبرة مستفزة للأخرى الهادئة التي كانت تحدثه بها:

 

-       ما الذي فعلته بها؟ هل وبختها؟ أم لأنها خرجت معي قمت باتهامها بالخيانة هي الأخرى؟ أم أوصلت إليها فكرة أنها ليست فتاة محترمة لمعرفتها بخائنة مثلي إلى أن تتصرف معي وترى هل أنا خائنة بالفعل أم لا؟ هل قمت بضربها؟ أنا لا استبعد عنك ذلك فلقد انقطعت عن تلك التصرفات منذ فترة ومن المؤكد أن تكون قد اشتقت لها.

 

 

نفس النظرات ونفس جماد الصخر ينهمر من عينيه، لا يتوقف عن بروده، حسنًا هناك المزيد، بابتسامة رائعة منها:

 

-      لقد كنت على يقين أنك ستعود لأسلوبك هذا عند أول خلاف يحدث بيننا، فما الذي سيجعلها تبكي غير أن تكون قد قمت بإهانتها، أو ترهيبها، أو ضربها، فذلك هو أسلوبك معي على أي حال، فلا يخرج عن العقاب، والتهديد، والزجر، والتعنيف، فمن المؤكد أن ذلك ما فعلته معها.

 

 

 

حسنًا، المزيد لا يُفيد، وتفحصه الجامد لا يتغير، واستفزازها لا ينتهِ:

 

-       هل ستستمر في صمتك هذا كثيرًا؟ أليس الأفضل من ذلك أن تقوم وتضربني، أو تكبلني في أي شيء من الأشياء العجيبة التي لديك في حجرة العذاب تلك، وتقوم بتوثيقي وتحدثني عن الثواب والعقاب؟ سيكون ذلك أفضل بكثير من أن يحدث لك شيء من كثرة السكوت، فالبشر الطبيعيين يتحدثون مع بعضهم البعض ولقد خلقنا الله في احتياج لبشر مثلنا لنحيا معهم.

 

 

قربت ما بين حاجبيها بتعجب وهي تتفحصه بينما لا يغيب عنه محاولات استفزازه لتقلب شفتيها ثم حدثته بسخرية هائلة:

 

-       لقد نسيت ان تلك ليست الطريقة التي حدثتني عنها قبل ذلك عندما كنت أرى أن تلك الأساليب ما هي إلا مرض بحت وليست ميول كما تعتقد أنت، انا أعلم جيدًا إنك تفضل أساليب الحيوانات مثل الكلاب التي تجلس تحت أقدام أصحابها.

 

 

نهضت ثم جلست أسفل قدميه ليطالعها بنظرات تميل للغضب هذه المرة ولم يمنعها هذا من رفع عيناها الواثقتان نحوه ثم همست له باستهزاء:

 

-       لقد نسيت شيء آخر هل أقبل يدك لكي تتفضل علي وتعاملني بتلك الطريقة الهمجية؟

 

 

قبلت يده بتقزز استطاع الشعور به ليقارب على الانفجار ولكنه ثبت أمامها بصلابة ولم تحرك به ساكنًا بأفعالها المستهزئة التي لن يغفل أيًا منها لاحقًا ليجدها تُكمل بالمزيد:

 

-       أوه كيف يمكنني أن أنسى ذلك، ما ذلك الغباء الذي حلّ بي فأنت تفضلهم مجردين من ملابسهم.

 

 

نهضت وهي تتخلص من ملابسها، لم يعد هناك مجالًا بينها وبين مُغتصبها الذي لا يتوقف عن انتزاع ملابسها بين الحين والآخر، فانتهت ثم عادت من جديد وكررت فعلتها بتقبيل يده لتضيف ابتسامة ساخرة وهي تقول:

 

-      هيا يا سيدي قم بتعذيبي لأنني رأيت ابن خالتي في بيتك وتحت عينيك، وقام بمساعدتي عند احتباس المياه في حلقي، وكيف أسمح لنفسي بمقابلته صدفة في مكان عام مع شقيقتك؟ حقًا أنا استحق العقاب على ذلك، أم اقول لك.

اتسعت عينيها بملامح مقترحة وكأنها وجدت فكرة رائعة ثم اضافت بما وقع على مسامعه مثل الصاعقة:

 

-       أنا أسوأ من تلك الفتاة التي كانت تشبهني، أقصد تشبهنا، أقصد الفتاة التي كانت ستفقد حياتها على يديك منذ ثلاث سنوات والتي ذكرتها لي قبل ذلك، فأنا حقًا أستحق العقاب.

 

 

ابتلع وهو يحاول التماسك أمامها قبل أن يفقد اعصابه بالكامل فهي لا تدري ما لعنة ما تتحدث عنه لتضيف بهمس مبالغ في سخريته:

 

-       أنا استحق العقاب وأنت الملاك هنا الذي يرفرف بجناحيه متوليًا مساعدة البشرية بأكملها ويهتم بها، أليس كذلك؟

 

 

 

لم يفهم في البداية ما ترمي إليه ليجدها تنهض وتبتعد عنه وهي تنظر له بمنتهى الغضب ثم تابعت:

 

-       أنت ملاك، لا تخطئ لم تقم بجرحي في يوم، هؤلاء النساء والفتيات وتلك التفاصيل المقززة التي ذكرتها لي يجب علي تحملها بصدر رحب أما أن يكون لي علاقة طبيعية مع أحد أقاربي فلا وألف لا، حلال عليك وحرام علي.. استمع أنا عن علاقاتك الجنـ سية البشعة بينما ألتقي بابن خالتي الذي أعرفه منذ يوم مولدي، يا له من خطأ جسيم!

 

 

 

 

تعالت أنفاسها بغضب وهي تتفقده بجدية شديدة خالية من استخفافها وأكملت:

 

-       أتحمل حديثك عن هؤلاء النساء وكيف كنت تقيم علاقة معهن ولكن أنا أقابل قريبي فلا يجوز ذلك، أن تتحدث كما تريد وتقيم علاقات مع من تريدها وتأتي لتحدثني عن كل ذلك وفي المقابل يجب علي أن أتحمل ذلك دون تذمر.

 

 

 

 

لم تتغير نظراته ليتصاعد غضبها من صلادته التي لا تنتهي وبروده الذي يلتهمها ثم صرخت به:

 

-       هل من الممكن أن أقول لك مثلًا أنني رأيت رضوى زوجة انس ابن عمك وهي تنظر إليك نظرات لا تعجبني أو أنها أطالت لمس يدك وهي تسلم عليك؟ وأنسج الشكوك في مخيلتي كما يحلو لي وأستمر في تخيل أشياء غير حقيقية وأوهم نفسي بها؟ وأصدقها، فأنا أفكر بطريقة خاطئة مثلك تمامًا.

 

 

امسكت بملابسها وهي ترتديها بينما ما زال جالسًا كما هو لتتابع بالمزيد من كلماتها:

 

-      لك الحق في أن تثمل وتبكي داخل أحضاني مما حدث لك على يد امرأة غيري وأنا أتحمل ذلك وأقوم بالتخفيف عنك أيضًا، تقص عليا قصصك مع النساء اللائي أقمت علاقات معهن ولا يجب أن أغضب لأنني في نظرك لست بإنسانة، ولكن أن يكون لي علاقة من أي نوع مع أي أحد فهذا لا يجوز ولا ترضى به وذلك لأنك دائما على حق وجميع من حولك على خطأ.

 

اخفضت من ثوبها مرة أخرى ثم رمقته باحتقار لتبصق بالحروف بملامح متقززة:

 

-      شقيقتك ليس لها ذنب فيما حدث حتى تزجرها أو تضربها، مشكلتك معي انا وأنا من تتحدث معها وليس هي فأنا من اخترت أسوأ إنسان على وجه الأرض لأتزوجه وانا من يجب أن تتحمل نتيجة سوء اختيارها ولكننا لا نستطيع اختيار إخوتنا، أو عائلتنا، فلا تبقى بهذا الجبروت، والغباء الذي يجعلك تهرول خلف تلك الأوهام التي تدور فقط في عقلك، وليس بها من الحقيقة شيء.

 

 

انتظرت لدقيقة واحدة قبل أن تلتفت وتغادره بينما لم تختلف نظراته، لم ينطق بحرف، ولن يفعل، واستمر في صمته لمدة شهر بأكمله!

 

--

 

مساءًا في نفس الليلة..

 

شعر بالحيرة تجاه ما عليه فعله، هل يهاتفها، أم يكتفي بإرسال رسالة إليها، أم عليه أن يتتبعها ويفاجئها بلقاءٍ آخر، الكثير من الأفكار تجول بخلده ولا يدري ما الذي عليه فعله!

 

 

 

فكر مليًا في كل السُبل المتاحة أمامه، لو أرسل رسالة إليها ربما ستتجاهلها كما تجاهلته أمام عينها ولن تقوم بالرد، وإذا قام بالاتصال بها ربما لن تُجيبه، يا لها من خبيرة بهذا الأمر وهو ينزعج بشدة من أي امرأة تتجاهله، لم يتعامل قط مع فتاة أو امرأة تتجاهله، ولو فعلت احادهن لطالما لم يُعجب بهن في الأساس، أمّا هذه الفاتنة الصغيرة فهي تُزيده بها تعلقًا كلما رآها!

 

 

 

حسنًا، هي بالفعل تملك رقم هاتفه الشخصي، ولكنها لا تملك رقم هاتفه الذي يستخدمه للعمل، ومن حسن حظه أن رقمه محجوب ولا يظهر للمتصل، ليحاول أن يفعلها اذن..

 

 

 

تردد قليلًا ليستغرق في التفكير فنهض أولًا ثم اغلق باب غُرفته، لا يضمن أبناء أخته، ولا يضمن أخته نفسها، ولا خبر من زوج أخته يخبره أنه يريد أن يحدثه بشأن ما بخصوص العمل، هذه هي الخطوة الأولى..

 

 

 

لديه كوب من العصير، لديه سجائره، لديه هدوء يعم المكان، قد حضر ما الذي عليه قوله مُسبقًا، لا يدري لم هو متوتر هكذا فهي ليست مرته الأولى بالتحدث لفتاة.. حسنًا ليفعلها اذن والوقت لم يتأخر بعد!

 

 

 

لم يقم بالانتظار كثيرًا، فلقد اجابته مباشرة ليأتيه صوتها الذي أدرك لتوه كم هو ناعمًا عبر الهاتف:

 

-       مرحبًا

 

 

 

ارتبكت ملامحه قليلًا فهو حقًا يشعر بالخوف بداخله، ففي مرتهم الأولى لقد حولت كلمة بسيطة منه إلى جدال عن حقوق المرأة في المجتمع فأخبرها بعد أن فكر بجملته مليًا:

 

-       كيف حالك؟

 

 

 

سؤال بسيط لا يحتوي على ما يُفسد الأمر:

 

-       من معي؟

 

 

 

آتاه تساؤلها بنبرة رسمية للغاية ولكنه لم ينس ما غمغمت به قبيل مغادرتها لمنزل ابنة خالته فأجابها بما تلقاه منها بالفعل:

 

-       هذا أنا الذي لم تكوني في حاجة إلى المزيد من المشاكل بسببه هو أيضًا، أريد فقط الاطمئنان عليكِ ليس أكثر، فلقد رحلتي وأنتِ تبكي بحالة مُزرية دون قول شيء.

 

 

 

 

لوهلة دام صمت، ربما لثلاثة ثواني، ثم حدث ما صدمه تمامًا:

 

-       أنا بخير شكرًا لاهتمامك، إلى اللقاء سيد يونس.

 

 

 

نظر بشاشة هاتفه ثم تمتم مكررًا كلمتها:

 

-        سيد يونس! هل أنا بعمر والدها أم ماذا؟ فأنا أصغر سنًا من إخوتها الإثنين، يبدوا أن الموضوع لن يكون سهلًا أبدًا.

 

--

في المساء، بعد مرور يومين..

 

نظر مليًا لتلك المحادثة بينه وبينها التي تحتوي على ثلاث ارقام ارسلهم إليها بالسابق عبر احدى التطبيقات الشهيرة، انزعج من هذا التردد الذي يلازمه طوال اليومان الماضيان، هل عليه أن يُرسل لها بشيء، أم ستقوم بصفعه بتجاهل لا ينتهِ، أم عليه مفاجئتها بمراقبتها إلى أن تخرج من المنزل وتجده أمامها بشارع من الشوارع..

 

 

 

أحكم أمره وقرر أن يحاول لمرة أخيرة، لعلها تستجيب له!

 

 

 

-       هل هناك من يغلق الهاتف في وجه أحدهم بتلك الطريقة وهو فقط يريد الاطمئنان عليه، هذه الطريقة ليست لطيفة بالمرة.

 

 

انتظر مترقبًا أن تجيبه وقد فعلت مباشرةً، يبدو أن هاتفها هو الشيء الذي تعتمد عليه لقتل الوقت!

 

 

-      أنا أقدر حديثك جدًا وأشكرك على ذلك الاهتمام وعلى ما أتذكر أنني قد شكرتك سيد يونس بالفعل هل هناك شيء آخر يمكنني فعله من أجلك؟

 

 

صخر يترامى عليه كلما نطقت هذه الفتاة بكلمة، وجد نفسه يحدق بشاشة هاتفه بصدمة شديدة وملامحه متعجبة ليجد نفسه يكتب ويُرسل بدون تفكير فيما قد أرسله بالفعل:

 

-       على ما أذكر أنكِ قد ذكرتي لي أثناء ذهابك أنكِ لستِ في حاجة إلى تلك المشاكل التي سببتها لكِ هل هناك ما فعلته دون قصد مني وسبب لكِ تلك المشاكل؟

 

 

 

 

انتظر ردها لبعض الوقت بينما ندم على تلك الجملة، كانت من المفترض أن تكون أفضل من هذا، ولم يصله الرد فورًا هذه المرة، بل آتى بعد مدة جعلته يرتبك بشدة:

 

-       لا، لا يوجد شيء

 

-       هل هناك شيء آخر يمكنني مساعدة حضرتك به.

 

 

هذه الكلمة من جديد، هل تراه يبلغ المائة عام أم ماذا بها هذه الفتاة ومن جديد لم يفكر بما أرسله سريعًا:

 

-     أريد منكِ إجابة فلقد اختفيتِ فجأة وعند ظهورك قلتي لي أنكِ في غنى عن تلك المشاكل التي ستأتيكِ بسببي، وأنا لست من ذلك النوع ممن يتسببون في صنع المشكلات لمن حولهم، فمن المفترض أنه حين أسمع تلك الكلمات أعلم ما الذي حدث لتقولي ذلك

 

 

 

غبي رسمي بدليل موثق أمام عينيه، هذه الفتاة تثير جنونه، وفجأة تحول مجرد تعرفه على فتاة لمناقشة رسمية بحتة، ما لعنة ما يفعله، ولماذا هي قاسية ورسمية بردودها، وما كل هذا الوقت الذي تأخذه لمجرد رد بسيط!

 

 

 

أخيرًا آتاه رسالة طويلة بعد دقيقتان وهي تقوم بالرد على احدى رسائلها ليقرأها مليًا:

 

-      إذا افترضنا جدلًا إنك بالفعل قد تسببت في مشكلة لي فأقصى ما تستطيع عمله هو الاعتذار فتقول لي انك آسف ولا تقصد كل ما حدث وهذا الاعتذار لن أستفيد منه بشيء.

 أما إذا افترضنا أنه لا يوجد شيء كما ذكرت لكَ سابقًا ففي تلك الحالة لست بحاجة للاعتذار ولا يوجد ما حدث بسببك من الأساس كما أوضحت لك سيد يونس من قبل في المكالمة الهاتفية وهنا، هل يوجد شيء آخر أستطيع مساعدتك به؟

 

 

هل هي تعمل بقسم خدمة عملاء ما، من هذه الفتاة حقًا ولم تتعامل بكل هذه الرسمية، حسنًا، فليُريها إذن كل هذه الرسائل التي ستثير جنونها:

 

-       أجل يوجد!

 

-       هل أنتِ دائما هكذا تتحدثين دون أن تفكري فيما تقولين؟

 

-       أم أنكِ تسيرين أثناء نومك؟

 

-      فلا يوجد فتاة بهذا الجمال والعقل ترا شاب يريد التعرف عليها فتقول له هذا "ما كان ينقصني أن يحدث لي مشكلة بسببك أنت أيضًا".

 

 

 

-      وكل هذا الحديث لا يوجد معنى له سوى أنكِ تريدين أن تخفين شيء عني ولا تريدين ان تخبريني عن تلك المشكلة التي حدثت لكِ بسببي.

 

 

-       أو من الممكن أن تكونين تخافين أن أعلم؟

 

 

 

هل يظن أنه أوشك على كسب هذه المناقشة، ليس معها أبدًا، سترد الصاع مليون صاع:

 

 

قامت الرد على رسالته هذه " هل أنتِ دائما هكذا تتحدثين دون أن تفكري فيما تقولين؟"

 

-       هذا ليس أسلوب لائق للحديث معي.

 

 

 

وكذلك فعلت بتلك "أم أنكِ تسيرين أثناء نومك؟"

 

-       وذلك أيضا ليس أسلوب لائق للتحدث معي.

 

 

 

 

ولم تتهاون في غزله المخفي بداخل احتدام مناقشتهما لتعقب على هذه الرسالة برفض صريح لكلمة مثل هذه " فلا يوجد فتاة بهذا الجمال والعقل ترا شاب يريد التعرف عليها فتقول له هذا ما كان ينقصني أن يحدث لي مشكلة بسببك أنت أيضًا."

 

-      ولا أعتقد أنه توجد علاقة بيننا من أي نوع تؤهلك لتقول ليه كلمة مثل جميلة تلك أو تحكم أنني عاقلة أم لست كذلك فأنت ليس لك الحق قي محادثتي من الأساس فأرجو منك الالتزام بالحدود التي بيننا جيدًا هذا إن حدث بيننا حديث آخر.

 

 

صدمات، صخر يُلقى به أصاب كل كرامته واقتات على ماء وجهه الذي بعثرته بالفعل تحت قدميها ووطأت عليه بخطوات واثقة، بل ويبدو لديها المزيد، لا تزال تقوم بالكتابة!!

 

 

 

بعد دقيقتان آتاه رد طويل أصابه بالذهول:

 

-      نحن لا يوجد بيننا شيء سوى أننا أقارب فقط ولو فرضنا أنك قد تسببت لي في مشكلة فمن الممكن أن تقوم بمراجعة تصرفاتك جيدًا وترا ماذا فعلت؟ وكيف يكون في وجودك مشكلة بالنسبة لي؟ هذا إن كنت تريد أن تعرف حقًا ومهتم بذلك الأمر لدرجة أن تهاتفني يومها ليلًا، واليوم، وذلك فقط لأنك تريد معرفة ما حدث، فلقد تركت عملك وحياتك لكي تطمئن علي، أرجو منك أن تنتبه لحديثك معي أكثر من ذلك فلماذا يمكن أن أخشى منك أو أخفي عليك أمرا من الأساس، فمن أنت بالنسبة لي؟ فكل ما يربطني بك أنك ابن خالة زوجي أخي ولو اعتقدت أنني من الممكن أن أتحدث معك فقط لأنك على معرفة بدكتور تامر الذي أرسلت إلى أرقام هاتفه فأنا شاكرة لك ذلك الصنيع ولكني لن أستطيع قبول مساعدتك تلك لو كان ثمنها أن تحدثني بين الوقت والآخر وإن حدث وتحدثت معه يمكنك وقتها أن تأتي وتتحدث معي لأنني لا أتحدث مع رجال لا أعرفهم فلا أخلاقي، ولا تربيتي، ولا ديني، يسمحون لي بذلك إلى اللقاء.

 

 

وكأن هذه الرسالة غير كافية، بل حظر لرقمه، وبعثرة لماء وجهه، وإحراج غير مسبوق له على يد فتاة، وجعلته يلعن هذا الأمسية التي رآها بها، بل ويلعن ابنة خالته التي تزوجت من رجل غريب الأطوار يملك أخت صغيرة فتنته بشدة!

 

--

 

بعد مرور أسبوعين..

 

لقد قرر بالفعل أن يعرض عن الفكرة تمامًا، ولكنه فشل بكل الطرق الممكنة أن يتوقف عن التفكير بها هي نفسها، كلما تذكر أي تفاصيل عنها، طريقتها الشرسة في الحديث ودفاعها عما تُريده وتلك الرسمية الغريبة التي تتعامل بها معه، اللعنة عليها، لم يصدق قط أن سيتعقب فتاة بالكاد تترك منزلها، بأي عالم تعيش؟ بل وبأي طريقة؟!

 

 

 

لقد بات مصمم أن يمحي هذا الرفض القاطع منها، ولو السبيل الوحيد هو مداهمتها بمجرد مغادرتها لمنزلها، لم يتصور قط أن عليه مهاتفة أخيها "عُدي" ليُناقشه بشأن عمل واهي لو علمت عنه "روان" ستقتله من أجله بالتأكيد، فأنظمة الشركة بأكملها تتولاها شركة زوج خالته الراحل منذ زمن طويل، وأن يُقنع "عدي" بأنه يريد الحصول على نظام آخر منه هو كفترة تجريبية أخذ منه الكثير من التظاهر والكذب فقط ليعلم أن يقطن وعنوان منزله بالتحديد! وبدأ بمصادقته نوعًا ما.. فعلى الأقل هو أفضل من أخيه الآخر غريب الأطوار!

 

 

 

وأخيرًا وبعد انتظار كل هذه المُدة لقد غادرت المنزل، وها هو قد تلقى اتصالًا من سائق وكله بمتابعتها، وقارب للغاية من الوصول حيث خرجت هي، وكانت مفاجئة له أنها قد ذهبت للجامعة بالفعل.. ما هذه الورطة الذي وقع بها..

 

 

 

دخل من الباب الخاص المجاور لكلية الطب، ليوقفه أمن البوابة فأخفض من زجاج سيارته واستمع لسؤال الرجل:

 

-      إلى أين أنت ذاهب؟

 

 

 

ابتلع وقال ببعض الارتباك:

 

-       ذاهب لدفع المصروفات.

 

 

 

نظر له الرجل بريبة بينما وجد هذا الأمر منطقي نوعًا ما للدخول للجامعة:

 

-      أريد أن أرى رخصة السيارة ورخصة القيادة الخاصة بك.

 

 

أخرج من جيب سترته الرسمية حافظة نقوده وناوله الرخصة الخاصة بالسيارة وكذلك الخاصة به ثم انطلق بالسيارة لا يدري إلى أين ولكن من حسن حظه أن مقر الكلية بجوار الباب تمامًا!

 

 

 

صف السيارة في أول مكان وجده بالقرب من مقر الكلية ثم توجه للداخل وتحمل حرارة الشمس الشديدة واتجه سريعًا إلى الداخل بمنتهى الثقة وقبل أن يرتاب أحد آخر سوى هذا الأمن الخاص بالبوابة الخارجية اتجه بنفسه نحو الرجل ثم حدثه قائلًا:

 

-      من فضلك لقد أتيت لكي أدفع المصروفات لشقيقتي هل من الممكن أن تدلني على الطريق؟

 

 

نظر له الرجل وسأله:

 

-       في أي عام هي؟

 

 

 

همهم لوهلة ثم قال سريعًا:

 

-       الفرقة الثالثة..

 

 

 

قام بوصف الطريق له فتوجه حيث أخبره الرجل وهو لا يدري أيم يجدها في هذا المبنى الغريب الذي يمتلئ بالفتيات بملابسهن الغريبة تلك، ربما عليه العودة والخروج، والتوقف عن كونه لحوحًا ولينسى هذه الفتاة تمامًا!

 

 

 

وأخيرًا ولمرة وحيدة كان الحظ حليفه معها، رآها تأتي بصحبة فتاتان وكل واحدة تحمل الكثير من الكُتب وهي تحديدًا تلتفت لواحدة وتحدثها بابتسامة لأول مرة يراها على وجهها ليتوقف أمامها على مسافة وبمجرد رؤيتها له توقفت بارتباك فنادتها واحدة من أصدقائها متسائلة:

 

-       لماذا توقفتِ هكذا؟

 

 

 

بينما اقتربت الثالثة وهمست بمرح:

 

-      انظروا، انظروا الى هذا الوسيم الواقف هناك ترا ما الذي جاء به إلى سجن النساء الخاص بنا؟

 

 

 

ابتلعت "عنود" بصدمة ثم قالت وهي تنظر له:

 

-       فلتصمتي يا بسمة إنه يكون ابن خالة زوجة أخي.

 

 

 

 

قالت معقبة على كلماتها ولكن بجدية:

 

-       ما الذي جاء به هنا وماذا يريد منكِ؟

 

 

 

ردت بتوتر شديد:

 

-       لا أعلم فهذا هو الذي كنت قد حدثتكم عنه في مجموعة الدردشة من أسبوعين.

 

 

 

قالت صديقتها الأخرى بمزاح:

 

-      هل تريدين ان تقولي لنا أنه قد ترك أعماله من أجل أن يأتي هنا وبالصدفة جاء في نفس اليوم الذي جئتِ فيه لأخذ الكتب؟ لما لا تقولين أنكِ تتحدثين معه دون علمنا؟

 

 

 

نظرت لهما باندهاش ثم اخبرتهما:

 

-       أقسم لكما أنني لا أحدثه ولايزال على قائمة الحظر إلى الآن، ماذا أفعل الآن؟ فالسائق يقف في الخارج إن رآنا سويًا سيذهب ويخبر والدي وسيقوم بتوبيخي، يكفيني الشعور بالرعب الذي استمر معي طوال الاسبوعين المنصرمين ما إذا قام عمر بإخبار والدي بما حدث، لما لا تتركون ذلك الحديث التافه؟ وتقولون لي ماذا أفعل في تلك المصيبة؟ فأنا في غنى عن مزيد من الكوارث.

 

 

 

رمقتها صديقتها "بسمة" بريبة ثم قالت بتنهيدة:

 

-     لا تقلقي أنا سأتصرف مع السائق أشرف، هو رجل طيب وسأخبره بأي كذبة وسيستجيب، عليكِ فقط أن تحملي هذه.

 

 

 

 

تركت الكتب فوق الكُتب الخاصة بها لتتحمل هي هذا الثقل دفعة واحدة لدرجة أنها أوشكت على السقوط من بين يديها ثم قالت:

 

-      تعالي معي نوران لكي نجد طريقة فمن يدري علنا نحضر حفل خطوبة في القريب العاجل.

 

 

 

 

تناولت "بسمة" من صديقتها الأخرى الكُتب التي تقوم بحملها ثم اتجهت بثقة نحوه واعطت له الكُتب من بين يديها واخبرته بنبرة ذات مغزى:

 

-       ألم تأتي لتراها؟ قم بحمل هذه الكتب إذًا حتى يمكننا التعامل مع ضابط المباحث المنتظر بالخارج، سوف أرسله ليحضر لنا بعض الطعام قل ما تريد سريعًا حتى لا تتسبب لها في مزيد من المشكلات.

 

 

 

تابعها "يونس" بعينيه وهو حتى لا يعرف من هذه الفتاة ليجد "عنود" تقترب منه بأنظار غاضبة وغادر ملامحها الارتباك ولم يغفل عن صعوبة حملها لهذه الكُتب بينما وجدها تزجره بهمس:

 

-       يبدو أنك إنسان لا تحمل ذرة دماء في عروقك لكي تتجاسر وتأتي إلى الجامعة بهذا الشكل وتسبب لي المشكلات فمن أنت لتفعل كل ذلك؟ اعتقد أنني قد أوضحت لك أيها السيد اللحوح في آخر محادثة بيننا أن لا تتح..

 

 

 

-       لما لا تصمتي قليلا وتعطيني فرصة لكي أتحدث ففي كل مرة لا أستمع منك سوى لهذه الحجارة المتساقطة من فمك، وعليكِ أيضا أن تتوقفي عن مناداتي بسيد تلك.

 

 

 

زفر براحة شديدة عندما نجح في مقاطعتها وتوقفت بالفعل عن الكلام ليحدثها بنبرة هادئة عن سابقتها نوعًا ما ولم يجد مفر من الصراحة مع فتاة مثلها ثم أخبرها قائلًا:

 

-       منذ أن رأيتك لأول مرة يوم عيد مولدك وأنا معجب بكِ كثيرًا وتحدثت مع روان أنني أريد رؤيتك والتعرف عليكِ أكثر ونكون بمفردنا بعيدًا عن شقيقتي يارا وكذلك عمر وعُدي، وانتظرت عودتها من السفر بفارغ الصبر، وعندما تقابلنا صدفة لم تكن كذلك، يمكنك تحديد الطريقة المثلى التي تريحك لكي نتعرف وأنا على استعداد لفعل ما تريدين.

 

 

 

أُصابت بالصدمة من كلماته وكادت تلك الكُتب أن تسقط من بين يديها وتفقدته لوهلة دون أن تجد كلمات مناسبة لصده هذه المرة بسرعة، بل وجدت لسانها ينعقد لتجده ينزعج بشدة من صمتها فأضاف سائلًا:

 

-       ما هو ردك؟

 

 

 

ابتلعت وتلعثمت في ردها:

 

-       أنا، أنا، أنا..

 

 

 

أكمل بدلًا منها ثم قال مستفهمًا:

 

-       أنتِ ماذا؟

 

 

 

رطبت شفتيها وهي لا تنظر بعينيه مباشرة ثم قالت بنبرة حاسمة:

 

-      أنا لا أريد التعرف على أحد ولا أفكر في تلك الأشياء الآن فلدي دراستي والكثير من الأشياء الأخرى والارتباط بشخص ما هو آخر الأشياء التي أفكر في فعلها في الوقت الحاضر عذرًا سيد يونس.

 

 

 

 

 

تركته واتجهت نحو الخارج ليُناديها لعلها تتوقف:

 

-       هل من الممكن أن تخبريني عن السبب؟

 

 

 

لم تتوقف لثانية ليناديها بنبرة أعلى:

 

-     هلا اخبرتِني ماذا علي أن أفعل في كتب صديقتك؟

 

 

 

أكملت في طريقها مباشرة ولم تلتفت له ولو للحظة ليلعن حظه آلاف المرات ونظر لتلك الكتب بين يديه ليتجه نحو الخارج خلفها مباشرة!

 

--

 

في نفس الوقت..

 

لم يتخل عن صمته، ولم تتخل هي عن صمتها، حرب ضارية من التجاهل والبرود والاثنان يبرعان بها، ولكن في الحقيقة هي تزداد رعبًا فوق رعبها من ذلك اليوم الذي سيتحدث به، بالسابق عندما فعل المثل عندما تحدث كان يريد اقناعها بأن السادية هي العلاقة التي لابد من أن تدوم وتكون بينهما، إنما هذه المرة ما الذي يريد فعله؟ يُقنعها بأن القتل درب من دروب العشق وهو الوسيلة الوحيدة لتحقيق الثقة بين الطرفين؟ حقًا لا تستبعد عنه هذا!

 

 

 

أيامها باتت تصيبها بالاختناق، لقد تناول هاتفها وحاسوبها وأخفاهما كعادته، لا يتناول طعام تصنعه وبالطبع لا تعرف ما الذي عليها أن تتوقعه، اكتئاب أو هوس أو ربما مزاجه المعتدل سيدوم لفترة، وها هي تجلس كامرأة لم تتعلم يومًا حرف أمام شاشة التلفاز اللعين وهي تشاهد الكثير من المسلسلات الشيقة التي باتت تصيبها بالملل!

 

 

 

يقرأ، لا يعمل، هاتفه مُغلق، وهي إلى الآن لم تستخدم هاتفها الذي قامت بإخفائه، يأتي كل ثلاثة أيام بعد أن يقوم بتشغيل هاتفه، ويُلقي به أمامها لتهاتف والدتها وأخيها بعد أن يقوم بالاتصال هو بهما أولًا.. وهذا بات دليلها الوحيد على أنه لا يزال يكترث إلى هذا الزواج..

 

 

 

لقد هجرها في الفراش، وهجر تلاقي السنتهما، بل وحتى اعينهما، وبالرغم من عدم اكتراثها الظاهري ولكن بداخلها هي لا تتوقع كل هذا منه!

 

 

 

فاق توقعاتها هذه المرة، تشعر بالرعب الشديد مما سيفعله بها، ولا تغفل عن تلك الكلمات التي خطتها يده عندما وجدتها في ورقة فوق مكتبه من ثلاثة أيامٍ مضت وكانت تحتوي على كلماتٍ غريبة لا تعرف ما قصده بها:

 

 

 

وأنت أول من يدعو الثيران البطيئة..

 

مشدودة إلى نيرها المنحني لشق الأخاديد..

 

وأنتِ تخدعين أطفال المدارس بالنوم ثم تسلمينهم

 

إلي المُعلمين لتتلقى أكفهم ضربات قاسية!

 

 

 

وأنت ترسلين الرجال إلى المحكمة ليوفوا بعهودهم،

 

وهم يكابدون خسائر هائلة من كلمة واحدة؛

 

ولا تحملين أي بهجة للقاضي أو المحامي!!

 

 فكلاهما مكره على النهوض لسماع قضايا جديدة؛

 

وأنتِ عندما تتعرض أعمال النسوة للتأجيل

 

تستدعين عمال الغزل لإنجاز الأعمال المؤجلة..

 

 

 

هذا كله أستطيع احتماله، ولكن من يستطيع يومًا أن يتحمل

 

أن ترغم الصبايا الحسان على النهوض مع الفجر،

 

باستثناء ذلك الشخص الذي لم يحظ بواحدة أبدًا

 

فأمضى لياليه الطويلة متوحدًا بائسًا؟

 

 

 

لكم تمنيت لو أن الليل لم يكن قبلك،

 

وأن النجوم لا تلوذ بالفرار حين تصلين؛

 

وكم تمنيت لو أن الريح تحطم مركبتك

 

أو أن الغيوم تزل بجيادك وتدفعها للسقوط..

 

 

 

لم العجلة أيتها المخلوقة الغيرى؟

 

فليس في السماء من حكاية أشد خزيًا..

 

أنت هربت منه لأنه تقدم في العمر،

 

وقد ارتفعت عجلاتك عنه مع أول شعاع..

 

ولكن إذا كانت ذراعاكِ تطوقان سيفالوس الحبيب

 

فإنك تصرخين: "سيري بطيئة، سيري على مهل يا جياد الليل"..

 

أينبغي على حبيبتي أن تقاسي لأن زوجك خرف؟

 

وهل كان زواجك من رجل عجوز إحدى خططي؟

 

تأملي أي نوم طويل منحت ربة القمر فتاها،

 

مع أن جمالها ليس أقل روعة ولا بذرة واحدة..

 

 

 

إن جوف – من أجل متعته – ولكي لايراكِ كثيرًا،

 

جعل الليل الواحد ليلين اثنين بلا نهار

 

ذلك توبيخي الأخير؛ توردت خجلًا، ولا شك أنها سمعتني..

 

لكن النهار طلع بلا إبطاء بطريقته المعتادة!!

 

كم كانت تتمنى لو أضاف بعض الترجمة لذلك الشعر الغريب الذي لم تقرأ مثله قط، ولكن هناك العديد من الرسائل بتلك الكلمات التي لا تفهمها.. لا يهم، لا يزال لديها كلمة وحيدة لا تجد غيرها لتستفزه بها، أيام قليلة بعد، إن لم يكسر هذا الصمت الذي يداوم عليه سيكون آخر سبيل تستطيع تحريكه به!

 

--

 

مساءًا، نفس الليلة..

 

 

 

-       أنا أرى أنه رجل محترم ويريد دخول البيت من بابه فلما لا تعطيه فرصة لتعلمي ماذا يريد؟

 

 

 

 

قالت "نوران" هذه الكلمات لتلاحقها "بسمة" وهي تضيف:

 

-       وأنا أتفق معها وأرى أن تتحدثين مع هذا الرجل الذي مَلّ من كثرة الانتظار ومن الممكن أن يحدث له شيء إن لم تتحدثي معه فلقد قارب على تقبيل يدي لكي أعطيه رقم هاتفي ليقوم بإقناعي حتى أقنعك بالأمر.

 

 

 

لم تتقبل "عنود" هذه الكلمات لتصيح بكلتاهما:

 

-      ما هذه التفاهة التي أنتن عليها فكلاكما لا تمتلكان أي من الطموح أو الكرامة، هل لأنه يمتلك بعض الوسامة فمن المفترض أن أركض نحوه وأقوم باحتضانه؟ فنحن أمامنا الكثير من الدراسة ولازال الوقت مبكرًا جدًا على هذا الحديث، نحن الآن في العشرون من عمرنا وأمامنا سنوات من الدراسة التي لا تنتهي، ثم أنه لم يتقدم لوالدي مباشرة ولا يجوز لي أن أتحدث معه دون أن يكون بيننا ارتباط رسمي.

 

 

تدخل صوت "بسمة" الرافض تمامًا لكلماتها بينما قالت:

 

-       ما هذا الحديث الذي تتفوهين به هل جميع من يُحَضّرن الدكتوراة أو الماجستير لا يتزوجن وليس لديهن حياة اجتماعية ألا يوجد فتيات في عامهم الدراسي الأول وهن مخطوبات بالفعل وعلى وشك الزواج؟ كل ما أنصحك به هو القيام بثلاث مكالمات لا أكثر لتري خلالهم هل هو إنسان مناسب بالنسبة لكِ وهناك تقارب في الأفكار بينكما أم لا دون الدخول في حديث رومانسي، فإن شعرتي بالتقارب فيما بينكما وقتها يمكنكِ مقابلته بصحبة شقيقك الهادئ وليس ذلك الهمجي الذي قام بضربك لأنه نسخة من والدك، تقابلينه مرة أو اثنان إن شعرتي بالإعجاب والارتياح نحوه وأصبح لديكِ اليقين من صدقه وعدم تلاعبه بكِ وقتها يتقدم لخطبتك من والدك، فإن رفض هو ذلك سيثبت أنه ليس جادًا ويريد التسلية ليس إلا وإن وافق ستكونين الفائزة وستتخلصين من منزل والدك المقزز هذا، فبعد حديثك عن زوجة شقيقك وعائلتها فمن الواضح أنهم ألطف كثيرًا من عائلتك وأكثر تحضرًا، وفي النهاية أود أن أقول لكِ أنه رجل يعمل بعمل جيد ومن عائلة محترمة كما أن والدته متوفية فلن يكون لديكِ حماة تمرر حياتك، كما أنه وسيم وله أخت جيدة ولطيفة كما تقولين وابنة خالته تكون زوجة شقيقك فماذا تريدين غير ذلك فهو بذلك يكون كامل الأوصاف ولا يوجد لديكِ حجة لرفضه.

 

 

 

عقبت "نوران" بعد أن دام الصمت للحظات:

 

-       في الحقيقة لو يقصد من حديثه معكي ارتباطًا رسميًا فأنا أتفق مع حديث بسمة.

 

 

زفرت ثم ردت غاضبة:

 

-      كلاكما تافهتين وانا مخطئة بحديثي معكما فمثلكن كمثل باقي البنات التافهات اللائي لا يفكرن سوى في الزواج فقط، سأنهي المكالمة أفضل سلام الآن.

 

 

 

 

 

انهت المكالمة وهي تُفكر في كلمات أصدقائها بعد أن استطاعت الهدوء بأعجوبة، لم يلفت نظرها سوى جملة واحدة بكلام "بسمة" مرت على رأسها آلاف المرات:

 

"وإن وافق ستكونين الفائزة وستتخلصين من منزل والدك المقزز هذا، فبعد حديثك عن زوجة شقيقك وعائلتهم من الواضح أنهم ألطف كثيرًا من عائلتك وأكثر تحضرًا."

 

 

 

جلست تُفكر مرارًا وتكرارًا، لم تُفكر قط بأن ترتبط برجل بهذه السن الصغيرة، ولكنها فكرت في كلماته التي تحدث بها سابقًا، مساعدته لها، محاولاته التي يبدو أنها لم تنته فقط من أجل أن يراها أو يُحدثها.. لم قد يفعل كل ذلك فقط للتسلية؟!

 

 

 

ربما عليها أن ترى ماذا هناك، مكالمة واحدة فقط، وليُعينها الله على اقناع "عُدي" بالأمر.. على ما يبدو هو الرجل الوحيد في حياتها الذي قد يتقبل هذا دون عنف أو غضب!

 

يُتبع..