رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 8 - 1 - السبت 9/12/2023
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الثامن
1
تم النشر بتاريخ الخميس
9/12/2023
انقلب المنزل رأسًا على عقب وهم يرون عمران لا يحرك ساكنا وقد أسرعوا باستدعاء الاسعاف حينما أخبرتهم ليلى بأنها جلطة شديدة ولن يتحملها قلبه
وها هي الاسعاف تقوم بدورها لنقله إلى المشفى
ومعه ليلى التي تقوم بدورها بخوف على جدها التي لا تتخيل الحياة بدونه
وعند وصله للمشفى كان الجميع يقف على قدم وساق ويحاولون بكل الطرق انقاذ ذلك الرجل الذي ظل طوال عمره مثالًا وقدوة للجميع.
تقدمت ليلى منه تقبل يده ورأسه تطلب منه التشبث بالحياة، لن تعيد تلك المأساة مرة أخرى.
تشاقطت دموعها بغزارة وعينيها لا تفارق وجهه الذي فتحت عينيها في دنياها عليه.
_ جدي..
قالتها بأنهيار جعل الممرضة ترأف بحالها فتجهش أكثر في البكاء وهي ترى مؤشراته لا تبشر بخير مطلقًا وصرخت بألم
_ متسيبنيش ياجدي، محتجالك متسيبنيش.
_ اهدي بادكتورة ليلى ان شاء الله هيكون بخير تعالي معايا دلوقت
صرخت ليلى برفض
_ لأ لو خرجت هيسيبني ويموت مش هسيبه.
وكأن شعر بأن لا مفر منها ليتعالى صوت الجهاز معلنًا بتوقف القلب فيصرخ قلبها قبل فمها وهي تسرع إليه تحاول انعاشه
بذلت أقصى ما بوسعها لكن إرادة الله فوق كل شئ
لم يتحمل قلبه الضعيف تلك الصدمة لكن ليلى لا تريد الاعتراف بذلك
حاولت انعاش قلبه مرة وأخرى لكن لا فائدة
حاولوا أخذ الجهاز منها لكنها صرخت بهم وحاولت مرارًا وتكرارًا
حتى قام أحد الأطباء بتقييدها كي يبعدها عنه.
لم تتحمل رؤيتهم وهم يقومون بوضع الغطاء على وجهه، لم تتحملها ولن تقبلها
_ جدي قوم ياجدي متسيبناش
صرخات وصرخت حتى وصل صداها إليهم في الخارج لتنقبض قلوبهم بخوف ويسرع جاسر يقتحم المكان ليجد اخته تنهار بين يدي الممرضات وجده مستلقيًا على السرير مغطي الوجه وبلا حراك، حاول أحد الممرضين منعه من الولوج لكنه نحاه من أمامه وتقدم من جده يرفع عنه الغطاء ليجد وجهه الباسم كما هو، كما عهده دائمًا متبسمًا بوجهه الذي يشع نورًا
امسك يده الباردة بين يديه ليقربها من فمه ويقبلها بشغف حتى سقطت دمعة من عينه عليها ليمحيها بيده الأخرى ويغمغم بخفوت
_ قوم ياچدي.
سقطت دمعة أخرى وهو يرجوه
_ قوم ياحاچ عمران الله يرضى عليك.
متعملش فينا أكدة.
انهمرت الدموع من عينيه وهو يتابع رجاءه
_ مش انت اللي ترقد الرقدة دي، مش انت ياچدي
على صوته قليلًا وهو يحدثه
_ متعملش فينا أكدة، متفتناش من غير وداع حتى،
قوم أحب على رچلك
تقدم احد الاطباء منه وتمتم بتعاطف
_ شد حيلك ياابني، البقاء لله وحده
ترك لدموعه العنان وهو يحتضن يده ويبكي بألم لم يختبره من قبل.
وضع رأسه على رأس جده وأخذ يناجيه
_ إلا انت ياجدي الحياة مش يبقى ليها طعم من غيرك، اوعى تعمل فينا كدة، أبوس ايدك ورجلك ترجع، قوم ياحاج عمران وانا اعوض عن الدنيا كلها مش بس ابنك.
قوم وانا اعيش خدام تحت رجلك بس ترجع، مش عايز حاجة من الدنيا غيرك انت.
ازداد نحيبه ليرأف الجميع بحالهم وخاصةً ليلى التي لم تتحمل الصدمة وفقدت الوعي.
أُخذ من بين يديه وأخذ قلبه معه حاول منعهم لكن الطبيب منعه وطلب منه ان يكون أقوى من ذلك فهي ارادة رب العالمين وعلينا ان نقبلها برضى وثبات.
لا يدري بشئ مما يحدث حوله، فقط جسد جده الذي عادوا به إلى المنزل
والده كان يتظاهر بالثبات لكنه ينتظر الوقت المناسب حتى ينهار بدوره
وجدته التي لم تفيق من ظلامها التي سقطت بداخله فور إن جاءها الخبر
كل من حوله يقاوم الأنهيار فليس وقته الآن
حضروه للغسل فأبى جاسر أن يغسله أحدًا غيره
دلف معهم ليجد جسده مستسلمًا على تلك الطاولة
بدأ الرجل يقوم بدوره
وعندما سكب الماء على وجهه عنفه جاسر وكأنه يخشي أن يدخل الماء أنفه فيتعبه
أومأ الرجل علمًا بحالته
كان يزيح الماء عن أذنه خوفًا من ولوجها بداخلها
كان يمسح الماء الذي ينزل على عينيه كي لا يتعبها.
لم يستطيع الرجل أن يقوم بدوره فطلب ممن بالخارج أن يخرجوه كي ينهي غسله
كان جمال في عالم آخر فدخل حازم ومعتز يأخذوه عنوة لكنه اصر على البقاء حتى دلف عاصم الذي أخذه في أحضانه وأجبره على الخروج
انزوى بعيدًا عن الجميع يبكي وينتحب على جده الذي رحل عن عالمهم دون وداع
فقد كان هو الاقرب إليه من الجميع
فكيف إذًا سيستطيع تحمل فراقه
تذكر لحظات مرت بهم وهو لا يفارق جده لحظة واحدة
منذ صغره وهو يكتفي به ليضيع كل شئ في غمضة عين منه.
_ جدي..
قالها بحرقة وكأنه يودعه ويودع راحته معه
انتهى كل شئ وها هو جده ملتف بكفنه ويقوموا بدفنه في قبره لينغلق مع بابه قلب جاسر الذي أغمض عينيه بألم وكأن روحه تسحب منه وتسرع للانزواء بجواره.
❈-❈-❈
أما ليلى فاصر الطبيب على بقاءها داخل المشفي نظرًا لسوء حالتها
لم تكف عن البكاء وعقلها يرفض تلك الحقيقة وهي موت جدها
كيف تتحمل دخول المنزل ولم تجده
تتذكر لحظات جميلة مرت بهم وكم وقف بجوارها في كل شئ، لم يكن يتحمل حزنها او أن يضايقها أحد وكان ناصرًا لها في كل شئ
لم يستطيع يومًا تناول طعامه بدونها وكان يأجل غداءه حتى عودتها من الجامعة
اغمضت عينيها بألم شديد يمزق قلبها لولا تلك اليد التي امتدت لتمح دموعها
نظرت إليه بحزن عميق وتمتمت بخفوت
_ جدي خلاص راح وسابني.
جلس بجوارها ليحتويها بذراعيه واراد في تلك اللحظة أن يمتص أحزانها ولا يراها بتلك الحالة
_ إرادة ربنا ولازم نرضى بيها.
اخفت وجهها في عنقه وغمغمت بألم
_ صعب أوي ياأمجد حقيقي صعب.
ربت على ظهرها وتحدث بقوة
_ كل حاجة في بدايتها صعبة، وخصوصاً الحزن بيتولد كبير ويصغر مع مرور الوقت.
يلا نخرج من هنا
اومات له ثم اخذها ورحل رغم رفض الطبيب لكنه اصر على اخذها.