-->

رواية جديدة ذكرى مكسورة مكتملة لإيمي عبده - الفصل 5 -1 - الإثنين 25/12/2023

  

قراءة رواية ذكرى مكسورة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قراءة رواية ذكرى مكسورة

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة إيمي عبده

الفصل الخامس

1

تم النشر يوم الإثنين

25/12/2023



لاحظت زينب رغم محاولات زوجها بألا يبدى شيء أنها لا تكفيه وعيناه لم تكف عن إلتهام كل من يراها ولكنها بمنتهى الغباء تغاضت عن هذا لتمنع أى أحد من التشفي بها وظنت أنه مادام يعود إليها بالأخير فهذا يعنى محبته لها وليس لأنه لن يجد حمقاء مثلها يسرق أموال أخاها بإسمها دون أن تدري


لقد حاول جعل زياد يرفع راتبه الشهرى لكنه رفض ولم يهتم لتهديداته فحاول إقناع زينب بعمل توكيل له بحجة نيته فى إنشاء مشروع ما بإسمها وهى كالحمقاء نفذت طلبه فحاول بيع المنزل والهرب بماله بعد أن أغرته فاتنة جعلته يدرك ما فاته بسبب تلك الزيجة وقد كانت الصاعقه التى وقعت على رأسه حين إكتشف بأن زينب لا تملك شيء مطلقاً 


كاد يُجن ولكنه لم يستطع أن يعنفها لذا أخبرها ببؤس تعرضه لضائقه مالية وطلب منها مساعدته بمصاغها فأحضرت له المصاغ القليل الذى إشتراه لها فصرخ بها مستنكراً يسألها عن ذهبها قبل الزواج فمن المؤكد أنه كان لديها الكثير فأجابته بلا إنتباه لإشتعال عيناه بالحقد


- لأ مهو بابا كان بيخاف لأتعرض للخطف بسبب الدهب فماكنتش بلبسه


- أيوه بس كان موجود


- لأ مهو مش هلبسه هنشتريه ليه ثم دايما كان رائف يقول إن الهديه بغلاوة صاحبها مش غلاوة تمنها


- يعنى إيه معندكيش دهب كمان


- متزعلش حبيبي ممكن أستلفلك من حد من إخواتي


- مش عاااايز 


صرخته الغاضبه أجفلتها وحالته الشارده البارده تجاهها جعلتها تقلق من أن يكون كف عن حبها الذى لم يكن له وجود سوى بخيالها فقط 


ظن أنه الأذكى ولم يكن يعلم أن زياد وضع كل تحركاته نُصب عينيه ويعلم بعلاقاته المتعدده بهذه وتلك ومن يريد الهرب بنقوده معها ولم يبالى لو طلق زينب أو هجرها فحينها سيريها وضاعة من إختارته شريكاً لحياتها بالأدله ليجعل والدته لا تنوح سوء حظ إبنتها ويجعلها تدرك أن دلالها لها وإصرارها على هذه الزيجه لسعادة إبنتها دون أن تستمع لصوت العقل أو تفكر لما يرفض زوجها وإبنيها هذا الشاب الذي أسقط زينب بالهاويه وسيكون درساً لإثنانتيهما لكنه لن يكشف عن هذا إلا حين يظهر الوجه الحقيقى القبيح لزوج زينب الذي حين وجد أنه الخاسر تنصل من عشيقته وظل مع زينب وظن أنها حين تصبح أماً لأبنائه سيتبدل الوضع لكن هيهات لأحلامه تلك


❈-❈-❈


علمت زينب بأمر عشيقة زوجها، فقد أتت إلى المنزل تخبرها بوقاحه كل ما كانا ينتويانه لكنها لم تكن تعلم بأمر المسكن تعلم فقط أنه أراد مصاغ زينب لهربهما 


صعقت الحقيقه زينب لكنها لم تخبر أحد بما حدث وتظاهرت أن شيئاً لم يكن وظنت أن زوجها تعقل حين علم بحملها الذي إستغلته جيداً فى الراحه وإدعاء المرض لتجعل حياة تعمل كخادمة لديها حتى لاحظت نظرات زوجها إلى حياة فهى لم تعد تلك الطفله البائسه أصبحت شابه فى مقتبل العمر تزداد جمالاً كل يوم فأصبحت تستغل كل مناسبه لتحط من قدرها لكن حياه كانت بارعه فى إخفاء مشاعرها عنها ولم تمهلها فرصه للتشفى بها


❈-❈-❈


مر عام وتلاه آخران وها هو عام يتبعهم وحياه على أعتاب التخرج تأمل أن تجد بتحقيق حلمها السلوى عما تعانيه بحياتها الشخصيه 


بينما تمت خطبت زياد وريتاج أخيراً فلسوء حظ زياد كانت ريتاج تهتم كثيراً بدراستها ولم توافق على الخطبة إلا بعد أن تحصل على الماجستير وقد تعلم الصبر حقا على يديها بينما رُزِقَت شمس ورائف بتوأمين أعاد تربية شمس من جديد بينما كانا وديعين تماما مع رائف وكأن الثلاثه إتفقوا عليها مما جعلها دوماً متذمره ورائف يستمتع بالأمر


❈-❈-❈


ترقى زياد وعامر فقد كانا وكأنهما خُلِقا لهذا العمل وها هى قضيه كبيره من المفترض حلها ولكنها كالأخطبوط لها كثير من الأذرع ومنها أذرع داخليه غامضه ويعمل عليها معهما ضابطين آخرين هما يوسف وعمر لكن القضيه تحتاج لعنصر نسائى ورئيسهما يرفض الموجودات لأن الإخباريه التى وردت له بأن الذراع الداخلى إحداهن لكن لم يتأكد من هويتها بعد


تداول الفريق النقاش بالقضيه مع اللواء حيث إقترح عمر


- أنا بقترح نجيب واحده من كلية الشرطه


فإعترض عامر: مينفعش معندهاش أى خبره ف شغلنا مجربتش تخوض عمليه حقيقيه 


- ندربها ثم إن كل العاملات ف الشرطه بقوا معروفين له ودى هتبقى وسيلتنا عشان نكشفه ونعرف العين اللى له وبتكشفله أسرارنا


❈-❈-❈


تقرر الأمر وغادر الجميع وكاد أن يتبعهم عامر ولكنه توقف ونظر للواء يبدى إعنراضه للمره الأخيره


- بس دى مجازفه يافندم 


آحتدت نبرته فليس هناك سبباً وجيهاً لإعتراضه


- وإحنا من إمتى بنخاف

 

فرد ظهره بحده وتجهم وجهه لسوء ظن اللواء به وهتف بجديه


- مش إحنا اللى نخاف هما اللى لازم يترعبوا


- تمام من بكره تجتمع مع فرقتك وهتلاقى البنت اللى اخترناها معاك وتبدأ تنفيذ الخطه


- تمام يافندم


خرج بوجه أسود جعل الجميع يتحاشاه لكن ليس زياد فقد تبعه إلى مكتبه


- شكلك عكيت وإندكيت يا صاحبى


- أنا مبحبش أشتغل مع الستات


- غريبه مكنتش معترض لما كنا بنشتغل مع أى واحده من اللى شغالين هنا


- عشان كلهم عندهم خبره عن شغلنا وبيتعاملوا بجديه أما الجديده دى لسه عيله فرحانه بالبدله ومهما كانت شاطره ف تدريبات كليتها ولا الاولى حتى مش زى الواقع وياسلام بقى لو كانت غبيه وهتقعد تتنحنح لنا


- كلام إيه الفارغ ده دول رجالة ف شغلهم وحتى لو دماغها ف النحنحه هتخليها للبيت مش هتقل عقلها وتجربها هنا دول متنقيين عالفرازه مش أى حد والسلام واديك أهوه حد كان معانا بيتمايص كنا اللى بس يتهاون لحظه بيتكدر


- يوووه


- الظاهر سيلا عامله عمايل


- الله يحرق دى سيره


- ليه بس دا البت بتحبك


- حبها حنش وإتلفحت بسمه


قهقه زياد بمرح: مش فاهم أنا ثقتها ف جوزاها منك دى جابتها منين وإنت مبتقبلش شكلها


أجابه بسخط: فاكره إن صحوبية أبوها وأبويا هتساعدها


- دا على أساس إنك علاقتك بأبوك حلوه أوى يا إبنى دا إنتو إنتقام من غير غرام


دندن زياد قليلاً بمرح جعل عامر يلتهى عن غضبه ثم تحول حديثهما فيما بعد عن القضيه فنسى غضبه تماماً وتذكر زياد حديثه معه فيما سبق حين كان يتجادل حول رغبته فى الغناء كعادته بتلك الأيام 


- يابختك بأبوك تيجى نبدل


تنهد بيأس منه: ياعامر أبويا وأبوك ميفرقوش عن بعض الإتنين عاوزينا نمشى على هواهم بيخطتو لحياتنا على مزاجهم بغض النظر عن رأينا إحنا إنت بس اللى عجبك أبويا عشان عاوزلى الحاجه اللى إنت عاوزها


لاحظ ضيقه فحاول تعديل مزاجه فمازحه ببسمه خفيفه: ياسيدى يكفى إننا إتعرفنا على بعض 


تلاشى ضيقه وهنف بصدق: تصدق اهى دى الفايده الوحيده اللى طلعت بيها من الموضوع دا كله بس إنت مالك النهارده


تنهد بضيق: قولت لما دخلت الكليه وخلصت وإشتغلت هيبقى أمر واقع بالنسبه لبابا لكنه لسه مُصمم عاللى ف دماغه


- طب إنت عرفت تعافر وتدخل الكليه اللى إنت حاببها وتبقى ظابط انا بقى خيبتى تقيله


- ليه غني وإملا الدنيا غنى مش لازم الشهره غني لنفسك ولحبايبك غني فرح قلبك  


نظر له بإستغراب للحظه فسأله :مالك


- تصدق إن فى حد قالي نفس الكلام


- أكيد حد بيحبك


أومأ بصمت وهمس لنفسه بسخريه: آه لو تعرف إن الحد ده ست كنت ولعت ف نفسك 


لقد سبقته حياه بتلك النصيحه وإقتنع بها لأنها نبهته لنقطه لم يعلمها قبل زفاف أخاه فقد طُلِبَ منه الغناء فوقف أمام المدعوين وكان كمن إبتلع القط لسانه وشحب وجهه وترك المذياع وإبتعد ليس لديه الشجاعه الكافيه لمواجهة رهبته المفاجئة هو ذو صوتٍ شجي لكنه لا يستطيع نشره على الملأ فقط أمام قله قليله أو لنقل من يعرفهم شخصياً


إنتبه عامر لشرود صديقه ففرقع بإصبعيه ليعيده إلى أرض الواقع وهو يعقب بمزاح


- شكل ريتاج مدوخاك


لم ينتبه أنه مزاح وأجابه بصدق: عالآخر


فقهقه عامر وأشار له لمتابعة العمل ثم توقف للحظه وقال فجأه: إيه رأيك نروح النادى النهارده نفك شويه


- موافق نخلص اللى ورانا ونروح نغير جو 


ضحك بسخريه وهو يومئ له فليس هناك أى إختلاف سيجلسان أو يسيران يثرثران غالباً بشأن حياتهما والعمل كما المعتاد فقط مع إختلاف المكان


وقد كان، فقد ثرثرا بكل شيء بجانب كوبي العصير وقد ظهر إسم حياة من العدم على شفاه زياد الذي يشعر بالقلق تجاهها فمنذ إلتحقت بالكليه وهى تبدو غريبه متباعده شيء ما بها ليس فى وضعه الصحيح لكنها لا تخبره ما هو لكنها بعد عدة أشهر عادت كما كانت بدون سبب مقنع ولكنه لاحظ أن هذا قناع تضعه لتهرب من مواجهته ولكى لا تخبره عما يزعجها حقا



الصفحة التالية