رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 9 - 1 - الإثنين 11/12/2023
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل التاسع
1
تم النشر بتاريخ الإثنين
11/12/2023
انتفض جاسر من غفوته على صوت الجميع حينما خرج الطبيب من غرفة جده
يتلفت حوله يحاول استيعاب ما حدث
انتبه على صوت والده ومصطفى وهم يسألون الطبيب عن صحته
مما جعله يضع يده على قلبه ويزدرد ريقه بصعوبة حتى أجابهم الطبيب
_ اطمنوا الحمد لله مرت مرحلة الخطر و الجلطة عدت على خير بس للأسف تركت اثر….
لم يستمع جاسر لشئٍ أخر واغمض عينيه براحة وهو يحمد ربه انه مازال على قيد الحياة
لا يهم اي شئٍ بعدها
دنى منه جاسر وقال برجاء
_ ارجوك انا عايز أشوفه
تردد الطبيب لكن جاسر أعاد رجاءه
_ أرجوك دقيقة واحدة بس
اومأ له الطبيب وقال بهدوء
_ تمام بس متحاولش تجهده بالكلام
هز راسه بالموافقة وسمح له الطبيب بالولوج ليدلف وعينيه تجوب ملامح جده الذي استلقى على السرير تحيطه الأجهزة من كل جانب، لا يهم حتى ولو ظل باقي عمره على تلك الحالة المهم ان يظل يتنفس بينهم
ابتسم رغم الدموع التي سقطت على وجنته ودنى منه ليميل عليه يقبل يده ورأسه وقال من بين دموعه
_ حمد لله على سلامتك يا أغلى الناس
ضغط عمران على يد حفيده وتحدث بوهن
_ يظهر إن لسه في العمر بقية
اغمض جاسر عينيه يحاول بصعوبة التحكم في عبراته وغمغم برجاء
_ بعد الشر عليك ياجدي، انا اكتشفت إننا ملناش لازمة من غيرك، اتمسك بالحياة عشانا وعشاني أنا بالذات، ارجوك ياجدي
تنفس عمران بعمق كي يداري حزنه
_ بس اني معدش ليا لازمة، ولا هقدر امشي على رچلي مرة تانية
_ هكون اني رچلك اللي بتمشي بيها هكون سندك وضهرك وكل حاچة، مش هفارقك لحظة واحدة بس خليك معانا وأوعاك تستسلم وتهملنا
أرمي كل حمولك عليا وأني بعون الله هكون قدها.
مال على يده يقبلها مطولًا وكأنه يتأكد بأن ما رآه حقًا كابوس مزعج وقد استيقظ منه.
ربت عمران على يده بوهن ليدلف الطبيب ويطلب منه الخروج
بصعوبة بالغة نهض من جواره وهو يقول بصوت يحمل رجاء الدنيا
_ قوم بسرعة ياحاچ عمران البيت ملوش حس من غيرك
ابتسم عمران رغم آلامه ومحى جاسر عبراته وخرج من الغرفة فأسرع الجميع إليه يسأله بقلق فابتسم لهم بحبور
_ اطمنوا چدي زين وبيقولكم متقلقوش
تنفس الجميع براحة إلا من مصطفى الذي أنزوى بعيدًا عنهم وكأنه يحمل نفسه ذنب ما حدث.
لأول مرة يشعر بأنه غريب معهم، ولم يعد له مكان بينهم.
أبيه..
ذلك المتحجر الذي قضى على ما تبقى بداخلهم من عطف ناحيته.
كيف استطاع فعل ذلك بالرجل الذي لم يبخل عليه يومًا رغم آثامه.
رن هاتفه ليدق قلبه لوعة لرؤيتها والاختباء داخل أحضانها
أجابها بألم
_ حلم.
ارتعبت عندما سمعت صوته الذي يحاكي الموتى وسألته بقلق
_ مصطفى انت كويس؟
مسح على وجهه وغمغم بألم
_ مش كويس لدرجة إني حاسس بروحي بتتسحب مني.
ازداد قلقها عليه وتلاعب الشك بداخلها بأن يكون مهران علم بعودتها لتشعر بالفزع ينتابها
_ انت فين؟
_ بابا دمر نفسه ودمر كل شئ ودمرني انا وأختي معاه.
لم تفهم شئ من حديثه ولم تستطع البقاء فتقول بإصرار
_ انا مسافة الطريق وهكون عندك.
اغمض عينيه يحاول ضبط النفس وتحدث برفض
_ لأ خليكي بلاش نجازف.
_ بس انا قلقانه اوي عليك.
_ متقلقيش هكون كويس وأول ما اوصل البيت هكلمك.
اغلق الهاتف وظل بعيدًا عن الجميع لا يريد النظر داخل اعينهم كي لا يزداد شعوره بالخزي أكثر من ذلك.
…..
عاد جمال بعد أن انهى إجراءات المشفى ليجده يقف بعيدًا مسندًا كتفه على الجدار ملتزمًا الصمت
تقدم منه ليقول برزانة
_ واقف بعيد ليه؟
تهرب مصطفى بعينيه ورد بانكسار
_ مش بعيد ولا حاجة بس أنا قلقان على جدي.
شعور الانكسار في عين ابن أخيه جعله يستاء اكثر من افعاله
_ تقلق معانا مش بعيد عننا.
_ لأول مرة بحس اني مليش مكان وسطيكم.
علم جمال ما يدور بخلده فربت على كتفه وهو يقول بصوت حازم
_ شيل الأوهام دي من دماغك، محدش بيتاخذ بذنب حد، إن كان أبوك غلط فدي حاچة بينه وبين أبوه مليكش صالح بيها.
اخفض عينيه بخزي
_ بس المرة دي غير، المرة دي كانت اصعب بكتير.
تنهد جمال بتعب وتحدث بقوة
_ شوف يامصطفى خرج نفسك برة الحوارات دي تمامًا انت وسارة برة الموضوع ودي حاجة بيني وبين ابوك وجدك محدش بينكم يتدخل، بالنسبة لمنصور حسابة جاي متقلقش
اهم حاجة أننا والحمد لله اننا اطمنا عليه، وأي حاجة بعد كدة مقدور عليها.
❈-❈-❈
في منزل خليل.
دلفت الغرفة بعد أن أمرها بالولوج داخلها وتركها ليظل مع الرجال حتى ينصرفوا
ظلت تنظر إلى الغرفة وعينيها تجوب المكان بحزن
تتساءل هل تستطيع تحمل ذلك المصير؟
حبيبها الذي لم تعشق ولن تعشق غيره يعيش معها تحت سقفٍ واحد لكن تفصلهم هوةٍ لن يستطيع أحدًا تخطيها
وكأنه كتب عليهم وعليهم الرضوخ
طرق الباب ودلفت منه امرأة تشبه كثيرًا شمس أخته فعلمت أنها والدة سليم
تقدمت منها بابتسامها وهي تقول بترحيب
_ ازيك يامرح
لم تستطيع مرح أن تبادلها الابتسام وقالت بهدوء
_ الحمد لله
_ شمس كلمتني عنك كتير وكان نفسي اشوفك
ابتسمت بصعوبة ثم اخفضت عينيها بحزن مما جعل آمال تشعر بالحزن عليها وقالت بتعاطف
_ معلش يابنتي هو نصيبكم كدة من الدنيا
للأسف سليم مكنش هيقدر يقف قصاد عمه ولا يصغره قدام الناس.
اخفضت مرح عينيها بصمت فتشعر آمال بالحزن عليها وتحدثت بتعاطف
_ صدقيني يابنتي الكل اصلًا اتفاجئ بطلبه بعد ما العيلة اتفقت إنهم هيطلبوكي لسليم
وخصوصًا إن عمه متكلمش في الموضوع ده نهائي.
تنهدت مرح بقهر وتمتمت بخفوت
_ اللي حصل حصل وخلاص، ومعدش ه لازمة الكلام، ده نصيبي من الدنيا ولازم ارضى به
_ سيبي حمولك على ربنا وهو قادر انه يعوضك عن اللي شوفتيه، وبعدين خليل بيبان قاسي بس من جواه حد.كويس
اندهشت مرح من البساطة التي تتحدث بها وسألتها بريبة
_ بس مش غريبة تعاطفك معايا وانا ابقى ضرتك؟
ابتسمت آمال وتحدثت برصانة
_ انا ضرتك بالاسم بس مش اكتر، أنا اللي بيني وبين خليل ورقة عشان اقدر اعيش في نفس البيت واربي ولادي بعد موت أبوهم
لأن انا من القاهرة واتعرفت على نعمان في فرح واحدة صاحبتي واتجوزنا
بس الموت اخده مني من عشر سنين
حمايا الله يرحمه اصر إني اتجوز خليل عشان مينفعش أعيش انا وسلفي في نفس البيت وخصوصاً أن مراته ماتت مع نعمان في الحادثة زي ما انتي عارفة
وافقت غصب عني عشان ولادي بس كان شرطي انه يكون جواز صوري على الورق بس وعايشة عمري الباقي على ذكراه
ربتت على كتفها واردفت
_ انا هسيبك دلوقت عشان ترتاحي ويبقى لينا كلام تاني.
خرجت آمال من الغرفة لتصادف خليل يصعد الدرج
تقدمت منه لتقوم باقتضاب
_ مبروك ياخليل
وقف خليل أمامها وهو يتطلع نحو الغرفة ثم ينظر إليها
_ الله يبارك فيكي
تركها ودلف الغرفة لتهز آمال رأسها بأسف على تلك الفتاة وعادت لغرفتها
أغلق خليل الباب ثم تطلع إليها ليجدها واقفة بجوار النافذة تنظر إليه بريبة
ازدردت لعابها بخوف وازداد رعبها عندما وجدته يدنوا منها وخاصةً عندما وجدته يلقي العصاه على الفراش مع شاله وقال بحدة آمرة
_ انتي هتفضلي واقفة إكدة امشي غيري خلجاتك دي.
انقبض قلبها خوفًا وقد تلاعبت بها الظنون مما جعلها تهز رأسها برفض
_ لا مستحيل.
عقد حاجبيه مندهشًا وسألها بحدة وهو يدنوا منها اكثر
_ هو ايه ده اللي مستحيل؟! انتي مش واخدة بالك أن النهاردة دخلتك؟
لم تزيدها كلماته سوى رعب وفزع مما ينتوى ذلك الرجل فعله فغمغمت برفض
_ متقربش مني، انا مستحيل اسمح بده
ضيق خليل عينيه متسائلًا
_ ايه السبب؟ تكنيش معيوبة واضحك عليا؟
تحول الخوف إلى غضب من ذلك الاتهام وصاحت به
_ اخرس اني مسمحلكش تغلط في شرفي
اغضبته طريقتها في الحديث معه مما جعله يتقدم منها وجذبها من ذراعها ليهزها بعنف هادرًا بها
_ اوعى تنسي حالك يابنت النعمانية انتي چاية اهنه تخليص حق يعني صوتك ميعلاش وإن اتكررت تاني ادفنك مطرحك وملكيش عليا دية
دفعها حتى سقطت على الفراش وجلس هو على المقعد قائلًا بحزم
_ تعالي خلعيني الچزمة دي
نظرت إليه ببغض وقالت باحتدام وهي تنهض
_ مستحيل اسمحلك تكسرني مهما عملت فيا
اشتد غضبه واصبح لعينه كل شئٍ أسود وهدر بسخط
_ يبقى انتي اللي چنيتي على نفسك يابنت النعمانية
صفعة اثر أخرى جعلها تصرخ بألم تلاها ذلك الحزام التي لا تعرف من أين آتى به
كانت تتلقى ضرباته العنيفة بصرخات وصلت إلى ذلك الذي كان جالسًا يستمع إليها ظنًا منه بأنها صرخات من حدته معها
لم يتخيل بأنها تتحمل تلك الضربات كي تحافظ على نفسها له
إذا كانت تلك الطريقة الوحيدة للخلاص منه فـ ستتحمل مهما كانت النتيجة
القى خليل الحزام بجوارها وقال بسخط
_ يظهر إن كامل معرفش يربي وأني اللي هربيكي لحد ما تبوسي رجلي عشان أرحمك
دلف المرحاض وأخذت هي تبكي بحرقه وقد انزوت بجوار الجدار تبكي بألم وسخطها عليه يزداد
ظلت على تلك الحالة حتى خرج من المرجاض وهو ينظر إليها بحنق
ثم دنى من الفراش وأمسك الوسادة ليلقيها على الأرضية وهو يأمرها
_ نامي على الأرض اهنه السرير ده متقربيش منه نهائي
تركها واستلقى هو على الفراش
لتزداد عبراتها انهمارًا وهي تنظر إلى الوسادة
كيف تتحمل النوم على الارضية الصلبة تلك وفي ذلك الوقت من العام
إذا كانت هذة طريقته في كسرها فعليها التحمل
كما ان الغرفة دافئة
جلست واسندت ظهرها على الجدار وعادت تبكي
تبكي على كل شئ ضاع منها