رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 9 - 2 - الإثنين 11/12/2023
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل التاسع
2
تم النشر بتاريخ الإثنين
11/12/2023
تقدم مصطفى من جاسر الذي لم يذق الراحة منذ ما حدث وأمجد الذي ما أن وصله الخبر حتى اسرع بالمجئ إليهم
تقدم من جاسر وقال بهدوء
_ جاسر روح انت وانا هفضل معاه الليلادي
هز جاسر رأسه وتحدث باقتضاب
_ مستحيل أسيبه
نظر مصطفى إلى أمجد الذي كان يتحدث مع جمال وعاد يقول
_ بس انا معاه ومش هسيبه، وبعدين امجد هنا من الصبح وانت عارف أنه بيتخنق من جو المستشفيات خده معاك خليه يرتاح هو وعمي الليلة دي والصبح يبقى تعالوا
هم جاسر بالاعتراض لكن مصطفى منعه بحزم
_ على الاقل غير الهدوم دي وخد شاور ويبقى تعالى
بعد إصرار من مصطفى ذهب الجميع إلى المنزل وفور وصولهم قال أمجد
_ أنا هروح البيت والصبح إن شاء الله ….
قاطعه جمال بدهشة
_ بيت ايه اللي هتروحه وانا بيتي موجود
تعالى الله يرضى عليك
دلف أمجد فالوقت حقًا لا يسمح بجدال
وعند دخولهم وجدوا الجميع جالسين في وجوم تام القى جاسر السلام
_ السلام عليكم
رد الجميع السلام لتتفاجئ ليلى بأمجد معهم
سألته جليلة بقلق
_ جدك عامل ايه دلوقت ياولدي
تنهد جاسر بتعب وتمتم بهدوء
_ زين الحمد لله متقلقيش
_ ولما هو زين مش عايزيني اروحله ليه، وضغط إيه اللي يتحجز عشانه الفترة دي كلها
دلف جمال ليستمع إليها فدنى منها ليقبل رأسها ثم تحدث برصانة
_ صدقيني ياست الكل هو بخير بس الدكتور مانع عنه الزيارة عشان الضغط على شوية وبكرة بالكتير هيكون معانا
لم تقتنع جليلة بحديثهم وتحدثت بإصرار
_ مش هصدق إلا لما أشوفه بنفسي
جلس جمال بجوارها وقال بثبات
_ إن مطلعش بكرة هخليكي تروحي معانا وتشوفيه
نظر إلى ليلى وقال برزانه
_ ليلى خدي چوزك وخليه يرتاح في اوضتك
رفض أمجد بهدوء
_ لأ معلش ياعمي انا هبات في المضيفة
حاول جمال الاعتراض لكن امجد تحدث بإصرار
_ معلش سيبني براحتي
أومأ جمال باستسلام ثم ذهب أمجد لتلاحقه ليلى على مضد
نظر جمال إلى وسيلة وسألها
_ اومال فين معتز
نظرت وسيلة إلى جليلة كي تخبره ألا يتحدث أمامها
فأومأ إليها ثم نهض قائلاً
_ طيب انا هطلع أرتاح شوية ولما يرچع خليه يصحيني.
أومأت له وسيلة ثم ذهبت خلفه
فجلس جاسر بجوار جليلة متجهاهلًا سارة التي كانت تنظر إليه بلهفة، فقد اشتاقته حد الجنون
قبل يدها بحب قائلاً
_ متقلقيش إن شاء الله هيبقى زين ادعيله انتي بس
غمغمت جليلة بقلق
_ دعياله ياولدي في كل ثانية بتمر بعمري.
ربت على يدها التي يحتويها بين يديه ثم تحدث بتمالك
_ اني هقوم اتحمم وارچع تاني
رفضت جليلة بإصرار
_ لا ياولدي هخليك ريح جسمك شوية الليلة دي والصبح يبقى روح
لم يعد لديه قدرة على الجدال فأومأ لها بصمت ثم نظر إلى ابنته التي ما إن نظر إليها حتى تبسمت بسعادة رفعت عن كاهلة مشقة تلك الأيام
مدت إليه يديها الصغيرتين ليحملها بحب ويقبل وجنتها باشتياق لتعبر عن فرحتها بيديها التي اخذت تهزهم بسعادة ثم صعد بها إلى غرفتهم دون التحدث إلى زوجته
أخذت تنظر إليه وهو يصعد الدرج دون ان يتفوه بكلمة معها
لما؟ هل سيعود لنهجه القديم ويحملها ذنب لا ذنب لها فيه؟!
شعرت بها جليلة وقالت بتعاطف
_ روحي يابنتي لچوزك يمكن يحتاج حاچة
اخفضت سارة عينيها بألم شديد ثم غمغمت بحزن
_ هو محسش بوجودي عشان يحتاج مني حاجة.
_ معلش يابنتي هو بس قلبه محروق على چده انتي خابرة هو متعلق به قد أيه، اطلعي وراه وحسسيه بوجودك ديمًا چانبه
أومأت سارة بصمت ثم نهضت لتصدع غرفتها فتجده جالسًا على الأريكة يحتضن سيلا التي اغمضت عينيها على كتفه
أخرجت له ملابسه ووضعتها في المرحاض
ثم عادت إليه.
وعند رؤيتها تتقدم ناحيته نهض ليضع طفلته في فراشها ثم توجه إلى المرحاض على نفس الوجوم
وقبل أن يخطو داخله تحدثت بعتاب
_ هنرجع لنقطة الصفر من تاني؟
توقف مكانه عند سمعه كلماتها التي برغم جمودها إلا إنها تحمل عتابًا حادًا
فقال بهدوء دون النظر إليها
_ لا ياسارة مرجعناش بس مش عايز اتكلم مع حد دلوقت.
دلف المرحاض ثم أغلق الباب خلفه ليتركها هي في صدمتها، حقًا سيظل والدها بينهم مهما أنكروا ذلك
❈-❈-❈
في المضيفة
ولج أمجد بوجوم ووضع حقيبته على الفراش ليخرج ملابسه دون النظر إليها ثم توجه إلى المرحاض
اندهشت من تجاهله لها وكأنها هي التي أخطأت بحقه وليس العكس
إذا عاند ستعاند هي أيضًا
طرق الباب وذهبت لتفتح فتجد الخادمة تحمل الطعام
سمحت لها بالدخول لتضعه ثم انصرفت واغلقت الباب خلفها
خرج أمجد بعد قليل
وقد ارتدى منامة قطنية ثم توجه إلى الفراش ليستلقي عليه ويوليها ظهره دون الاهتمام بها
نظرت للعشاء ولم تستطع تركه ينام دون أن يتناول طعامه.
بعد تردد دام للحظات تقدمت منه لتقول بفتور
_ أمجد قوم اتعشا الأول
لم يجيبها وظل على وجومه
فعادت تقول
_ أمجد…
قاطعها بحدة
_ مليش نفس
استاءت من حدته معها فإن ظن أنها من اخطأت فلتعرفه خطأه إذًا، غمغمت بحنق
_ يعني على كل ده وانت اللي زعلان؟
زفر بضيق ثم تحدث بصبر
_ أظن لا وقته ولا مكانه، لما نرجع بيتنا يبقى نتكلم
ازداد عنادها من ثقته بأنها ستعود معه دون أن يعترف بخطأه ويعتذر لها فقالت بتعند
_ بس انا مش هرجع معاك.
آزاح الغطاء بحدة ثم نهض ليتقدم منها والغضب يحتل ملامحه وخاصةً عندما دنى منها ليسألها بانفعال
_ يعني أيه؟
ازدردت لعابها بخوف فهي تعلم ذلك الوجه عندما يثور فقالت بثبات زائف
_ يعني اللي حصل ده مش هيعدي بالساهل
رفع حاجبيه مندهشًا وسألها بحدة
_ واللي عملتيه انتي ده اعديه إزاي؟
رمشت بعينيها تحاول الثبات اكثر وألا يرى مدى خوفها من انفعاله الذي ينذرها بغضب شديد
_ انا معملتش حاجة انت اللي غلط لمـ..
صرخة فزع خرجت منها عندما اندفع ليمسك ذراعها ويهزها بعنف هادرًا
_ واللي عملتيه انت ده كان أيه؟ خروجك في نص الليل وسفرك للصعيد تسميه أيه؟
حالتي انا لم ارجع الساعة اتنين بالليل ملقيش مراتي وقفلة فونها عشان متكلمنيش اسميه ايه؟
غلطت واعتذرت وانتي عارفه كويس اوي إني مقصدش إنما انتي قصدتي انك تعملي كدة
حاولت افلات ذراعها من بين يده وغمغمت بخوف
_ أمجد سيب دراعي انت بتوجعني
ضغط أكثر على ذراعها وهتف معنفًا
_ أحمدي ربنا إنك حامل لولا اللي في بطنك كان زماني بتصرف تصرف أنا نفسي هندم عليه
تركها وخرج من المكان عندما رآى دموعها التي ستجعله يلين أمامها ويمتنع عن العقاب
فيصفق الباب خلفه بعنف
حاله كحال جاسر الذي خرج هو أيضًا متعللًا بمراجعة بعض الأوراق كي يتهرب من اسألتها
تقابل كلاهما ليسأله أمجد
_ خير خارج من أوضتك ليه؟
ابتسم جاسر وهو يقول نفس السؤال
_ هو أيه اللي خرجك انت؟
جلسوا على المقعد فأجاب جاسر بيأس
_ اللي خرجك انت، بس أنا هربان من أسأله معنديش أجابه ليها.
شرد أمجد لحظات ولم يشئ جاسر أحراجه لكن عليه التدخل كي لا تتفاقم المشكلة وتحدث بجدية
_ انا لحد دلوقت محاولتش ادخل واعرف ايه اللي حصل بينكم يخليها تخرج من البيت في وقت زي ده.
وفي نفس الوقت حاسس اني لازم ادخل
وعايز اعرف منك.
التزم أمجد الصمت قليلًا ثم تحدث بجدية
_ انت راجل وصعيدي زي وعارف اد أيه صعب على الانسان يرجع من شغله ميلقيش مراته او بمعني أصح هو اللي يستناها ترجع، او يرجع من شغله يلاقيها هي رايحه شغلها
غير كمان لو عندها شيفت بتبات في المستشفى
وصلت لمرحلة مبقتش قادر اتحمل
طلبت منها انها تسيب قسم الجراحة بس هي اصرت على الرفض
طلبت منها تاخد أجازة لحد ما تعدي الشهور الأولى لكن كالعادة رفض قاطع والمشاكل بدأت تكتر بينا
لا ينكر بأنه محق في كل كلمة، هو نفسه ما كان ليقبل بهذا لو مازالت في منزلهم
ولن يقبلها من زوجته، لكنه تزوجها وهو يعلم بطبيعة عملها فقال بهدوء
_ بس دي ظروف شغلها وانت عارف كدة من البداية.
_ وانا مش بطلب المستحيل، كل اللي بطلبه انها تسيب قسم الجراحة وانا هعملها عيادة كبيرة وفي المكان اللي تشاور عليه
تنهد جاسر بتعب ثم تحدث بمعزة
_ أمجد انا مش بعتبرك جوز أختي وخلاص لأ انت الوحيد اللي بآمنه على بيتي وعيلتي لإنك بقيت واحد مننا، بس نصيحة بلاش العناد يدخل بينكم، ليلى طيبة اوي وبتحبك بجنون وأكبر دليل على كدة إنها تخلت عن عادات وتقاليد قيدت نفسها بيها وخرجت منها عشانك
لما سافرت انت واترجتني تسافر معاك شفت في عينيها حب ولو الدنيا كلها في الوقت ده وقفت قصادها مكنش حد هيقدر يمنعها عنك
لدرجة إني استسلمت ليها وسيبتها تسافر معاك
خفت عليها لإني لو قدرت ومنعتها كانت ممكن تموت فيها
الي تعمل عشانه كل ده تقدر تتخلي عن روحها عشانه
يعني بالحب والتفاهم تقدر تخليها تتخلى عن كل شئ عشانك، قوم روحلها وحل مشاكلكم بهدوء مادام ليها حل، في مشاكل تانية للأسف مش بيكون ليها حل.
نهض جاسر وتابع بهدوء
_ قوم واعمل زي ما قلتلك، خليني أنا كمان اقوم احل مشكلتي.
نهض الاثنين وذهب كلًا منهما إلى وجهته بتفكير مختلف.
عاد أمجد ليجدها جالسة على الفراش وهي تبكي بشدة
آلمه رؤيتها بتلك الحالة وعينيها التي يملؤها العتاب
لكن لن يضعف أمامها، ليس بعد ما فعلته
تركها واستلقى على جانبه من الفراش ونام دون ان يلتفت إليها