رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 11 - 1 - الأحد 17/12/2023
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الحادي عشر
1
تم النشر بتاريخ الأحد
17/12/2023
انصدم كلاهما وهما يروا مصطفى واقفًا ينظر إليهم بغضب فعلمت بأنها النهاية
لن يمر الأمر مرور الكرام بعد ما سمعه الآن، لوهلة أرادت الاختباء خلف جاسر خوفًا من أخيها لكن انتهى الأمر وستواجه الآن غضب أخيها، فتقدم منهم وعينيه تنظر إليهم بغضب متسائلاً
_ ايه اللي سمعته ده؟
رمشت بعينيها تحاول الثبات أمامه والبحث عن كلمات تنكر بها لكنها فزعت عندما سمعته يهدر بهم
_ ردوا عليا مين دي اللي خاطيا وحقيقة ايه اللي عرفها.
نظرت لجاسر تستنجد به وقلبها يدق كالطبول في صدرها
صرخت بفزع عندما جذبها من ذراعها بحدة وهو يهتف بها
_ ردي عليا.
استاء جاسر من حدته معها وهم بجذبها لكن مصطفى ابعده بانفعال
_ متدخلش؛ واركن انت لأن حسابك لسة جاي
_ خلي كلامك معايا انا وسيبها هي
نظر مصطفى إليه بحنق وتحدث بتحذير
_ قلتلك متدخلش بيني وبين أختي
هتف جاسر به أيضًا باحتدام
_ اختك دي تبقى مراتي ومسمحلكش تمد ايدك عليها.
تجمع المنزل باكمله على أصواتهم فحاولت جليلة التدخل بينهم لكن مصطفى منعها بحدة
_ محدش يتدخل بيني انا وأختي
نظر إلى جاسر وتابع بحزم
_ وانت بلاش تدخل لحد ما اعرف مخبيين عليا ايه.
انهى حديثه وأخذها من ذراعها خارجًا من الغرفة متوجهًا إلى غرفته
وما ان وصل بها حتى دفعها بداخلها مغلقًا الباب خلفه بعنف وتقدم منها ليسألها بسخط
_ خاطيا إزاي؟ وحقيقة ايه اللي عرفها؟
هزت رأسها بدموع وهي تستجديه أن يرحمها من تلك الذكرى
لكن صمتها جعله يزداد غضبًا منها فهدر بها
_ انطقي.
بكت تتوسله وهي تراه لأول مرة بهذا الغضب فتمتمت ببكاء
_ الموضوع مش كدة يامصطفى صدقني
_ فهميني إزاي
انتفضت بوجل من صوته الهادر وبدأت بسرد كل شئ من البداية حتى تلك اللحظة وهو يستمع إليها بصدمة كبيرة وخيبة أمل
لما لم تأتي إليه وتخبره، لما ذهبت إلى جلادها وتركته يعذبها كيفما يشاء وقد أتته الفرصة للانتقام من أبيهم
_ ومجتيش ليا أنا ليه؟ ليه سمحتيله يهينك ويجرحك بالشكل ده؟
ايه اللي كان يجبرك تتحملي كلمة زي دي وتوصل للضرب.
لم يجيبه سوى صوت نحيبها وعتابه يجلدها بغير رحمة وتابع تعنيفه
_ شكلك ايه قدامهم وهو بيعاملك كأنك شئ مفروض عليه، مصيبة من مصايب منصور اللي بتنزل عليهم كل شوية.
ولما عرفتي الحقيقة ليه رجعتي و رميتي نفسك في حضنه؟ ليه رخصتي نفسك للدرجة دي؟
أنا كنت فين في حياتك عشان تلجئ له هو وتمحيني أنا؟
ازاي قبلتي على نفسك ترجعي ليه بعد ما كسرك قدام الكل وأهان كرامتك قدام نفسك؟
_ لأني بحبه
قالتها بكل العذب الذي بداخلها والذي تحملته منذ أن وطئت قدمها داخل تلك الشقة حتى تلك اللحظات وتابعت بألم
_ غصب عني بحبه، مهما يعمل قلبي غصب عني بيسامحه
تنفست بعمق وتابعت
_ حتى لو دخل دلوقت واعتذر برضه هسامحه، تقول تافهة تقول مليش كرامة تقول اللي تقوله بس دي الحقيقة انا مقدرش أعيش من غيره وعشان كدة مهما يعمل بتحمل
وواثقة ان هو كمان بيحبني بس ديمًا بيشوف فيا منصور
قاطعها بانفعال
_ يبقى ملكيش قعاد معاه لأن منصور هيفضل بينكم، مادام شايف فيكي منصور يبقى عمر ما هيكون في استقرار لأن مشاكل ابوكي مش بتخلص وكل مصيبة تحصل كل ما الفجوة تزيد بينكم لحد ما تكرهوا نفسكم من شدة الضغط، وإن كنتي ضعيفة للدرجة دي ادامه ومش عارفة تعملي لنفسك كيان وتوقفيه عند حدة يبقى أنا اللي هعمل كدة
اتفضلي جهزي شنطتك
حاولت اثناءه على التراجع لأجل جدهم لكنه منعها بحزم
_ مش عايز اسمع ولا كلمة، اللي اقوله يتنفذ من سكات.
خرج من الغرفة ليجد جاسر خارجًا من غرفته متوجهًا إليهم هم بالولوج لها لكن مصطفى منعه بحزم
_ سيبها
زم جاسر فمه بعناد
_ دي مراتي
_ مش من بعد النهاردة
عقد حاجبيه متسائلًا
_ يعني أيه؟
_ يعني هاخد أختي وامشي دلوقت وبعدها هتطلقها
انقبض قلبه من سماع تلك الكلمة وشعر حقًا بأنه سيخسرها تلك المرة فـهز رأسها بنفي وصاح به
_ انت شكلك اتجننت أوعى من قدامي
اسرع أمجد وليلى فور ولوجهم على صوت جاسر
تدخل بينهم
_ في ايه ياجماعة اهدوا
صاح به جاسر
_ خد المجنون ده من قدامي
رد مصطفى بتعند
_ مش هتشوفها بعد النهاردة وهصر على الطلاق لحد ما أخلصها منك
تحدثت ليلى بامتعاض
_ طلاق ايه اللي بتتكلم عنه يامصطفى
أجاب بلهجة شديدة
_ مش سيب اختي تعيش معاه بعد النهاردة
تدخلت وسيلة بعد ان تركت الطفلة مع جليلة واسرعت إليهم
_ اهدي ياابني مش كدة، هو ايه اللي حصل لكل ده؟ وبعدين جاسر وسارة محدش بيتدخل بينهم
انفعل مصطفى من ردها وسألها بحدة
_ ليه؟ متدخلوش ليه؟ ليه سيبتوه يهينها ويستقوى عليها بالشكل ده بحجة انكم مش بتدخلوا بينهم.
زم فمه يحاول السيطرة على اعصابه وأردف بحسم
_ انا بقى اللي هتدخل
نظر إلى جاسر بتحدى وتابع
_ وريني بقى هتعمل ايه
تدخل امجد بينهما وتحدث برزانة
_ مصطفى احنا هنسيب الرأي لسارة مينفعش انت اللي تقول، لو موافقة على قرارك محدش هيقدر يمنعك، إنما مينفعش ابدًا تتكلم بالنيابة عنها
كانت هي بالداخل تزرف دموعها بألم وهي في حيرة بين تتبع قلبها الذي يجبرها على المسامحة مثل كل مرة، وبين عقلها الذي يطلب منها الوقفوف أمام جبروته مرة واحدة
نظر إليها مصطفى بأن توافقه ولن يخذلها
تقدمت منهم وهي تنظر إليه بعتاب جعله يشعر بمدى ضئالته في نظرها لكنه يعرفها لن تستطيع البعد عنه مهما حدث
أما هي فكانت في حيرة من أمرها
هي ضعيفة دائمًا أمامه ما أن ينظر إليها حتى تنسى كل شئٍ وتسرع للغوص في احضانه، فهذا حالها الآن وهي في اشد الحاجة إلى ذراعيه التي ما إن يحاوطونها حتى تنسى كل شئ
صوته الذي جعلها تغمض عينيها بألم
_ سارة
وكأنه علم نقطة ضعفها فهل تلقى نفسها بين يديه
أم تعيش العذاب الأشد بعيدًا عنه.
……. ……. ……..
عودة للماضي
أسرعت بالهرب من الباب الخلفي بعد أن ذهب الحارس لتناول عشاءه داخل حديقة القصر فتخرج منه وقلبها يأن ألمًا على فراق طفلها
تلفتت حولها لتجده واقفًا بعيدًا عن القصر فأسرعت إليه بخوف شديد
_ طارق أنا خايفة ليلاقونا وممكن يقتـ.تلوك فيها
جذبها من ذراعها وهو يقول بإصرار
_ يعملوا اللي يعملوه بس انا مستحيل اسيبك معاهم بعد النهاردة واللي يحصل يحصل
توقفت بوجل
_ ومهران؟
طمئنها بثبوت
_ متقلقيش اهربك انتي بس ومهران أنا هقدر اهربه بعدين.
تلفت حوله وتابع بقلق
_ المهم يلا بسرعة قبل ما حد يشوفنا.
اسرعت بالهرب معه ولأنهم ليلًا وأغراب عن تلك البلدة لم يستطيعوا تتبع الطريق جيدًا
فـ ضلوا طريقهم وتوقفوا عن السير لتسأله بريبة
_ احنا رايحين فين دلوقت؟
طمئنها قائلاً
_ اطمني انا بحاول اتذكر الطريق وإن شاء الله هنوصل.
ظل كلاهما يتخبطان في الطريق حتى استطاع الوصول إلى وجهته
وما أن وقفوا امام ذلك المبنى حتى سألته بوجل
_ جايبنا هنا ليه وبيت مين ده
_ ده بيت كامل النعماني سمعت إن فيه عداء كبير بينه وبين جوزك وهو اللي هيقدر يساعدنا
انقبض قلبها خوفًا وسألته
_ انت واثق فيه؟
_ زي ما قلتلك هو الوحيد اللي هيساعد بجد عشان يشمت كويس، انا مستعد أعمل أي حاجة عشان انقذك
أومأت بتفاهم ثم ذهبت معه حتى وصلوا إلى ذلك المنزل المنشود
دلفوا للداخل طالبين مقابلته وعند رؤيتهم سأله
_ انتو مين؟
تحدث طارق بثبوت
_ انا طارق وجدي ودي أختي تبقى مرات حامد الهواري
ضيق كامل عينيه بشك وتقدم منه يسأله
_ وچاي عندي ليه؟
نظر طارق إلى أخته وقال برجاء
_ احنا جايين نطلب حمايتك وانك تساعني اهرب بيها بعيد عن البلد
تطلع كامل إليها وقد اخفت وجهها خلف وشاحها ثم سأله
_ وعايزني اني اهرب واحدة من چوزها؟
نفى طارق حديثه
_ بس هي مش مراته
اندهش كامل اكثر
_ كيف ده؟ عايشة معاه في الحرام؟
_ لا مش كدة بس هو مطلقها من فترة ومصر يرجعها وهي مش عايزة ترجعله، وعشان كدة عايز اهرب بيها بعيد عنهم
عاد يتطلع إليها ويسألها
_ صُح الكلام ده؟
أومأت له مؤكدة
_ ايوة صح
هز كامل رأسه بتفكير قليلًا ثم نادى على احد الخدم التي اسرعت إليه
وكانت سيدة كبيرة في السن
_ نعم يا كامل بيه
أشار لها قائلاً
_ خدي …أم مهران برضك؟
أومأت في صمت
_ خدي ام مهران چوة دلوقت
نظرت إلى اخيها الذي أومأ لها برأسه ودلفت معها رغم خوفها من القادم فتأخذها السيدة إلى إحدى الغرف التي تبدوا بأنها مخصصة للخدم
_ اتفضلي يابنتي
دلفت الغرفة في وجل لتقول الخادمة
_ اطمني مفيش حد اهنه، اقعدي لحد ما اعملك حاچة تشربيها
خرجت المرأة وجلست ام مهران على المقعد ومازال الخوف يسيطر عليها
انتفضت بوجل عندما انفتح الباب ودلفت منه أمرأة تبدو في شهرها التاسع
_ خالتي سعدة…
صمتت عندما وجدت امرأة أخرى غيرها فسألتها
_ انتي مين؟
ارتبكت ام مهران وتمتمت برهبة
_ انا ……
قاطعها دخول سعده التي ما ان رأتها حتى عاتبتها
_ ايه اللي قومك من فرشتك بس يابنتي
كانت تبدو عليها علامات التعب والانهاك فقالت بألم
_ حاسة بوجع جامد أوي
ساندتها سعده حتى تجلس على فراشها وتحدثت بطمئنينه
_ متقلقيش ده وجع عادي، لسة بدري على ولادتك.