-->

رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 12 - 1 - الثلاثاء 19/12/2023

 

 

  قراءة رواية وهام بها عشقًا

 الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية وهام بها عشقًا 

الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الثاني عشر

1

تم النشر بتاريخ الثلاثاء

19/12/2023



وقفت بين نارين

بين الفراق الذي سيكون مدمرًا بمعنى الكلمة

وبين كرامتها التي تطالبها بأخذ موقفًا ومعاقبته حتى لو ستسقى من نفس الكأس

لما تجبر نفسها على التحمل لأجله وهو لم يتحمل يومًا لأجلها 

تظاهرت بقوة زائفة وهي تنظر داخل عينيه وتقول بثبات

_ الطلاق زي ما قال مصطفى

نزل دويها كالصاعقة على قلبه الذي صدم حقًا بقولها

وتحولت نظراته من الصدمة إلى العتاب مندهشًا

كيف استطاعت قولها، حاول التحلى بالثبات وغمغم بثبوت 

_ لو انتي شايفة كدة ماشي

ثم تركهم وغادر لتظل هي ترمقه بلوعة حتى اختفى عن ناظرها

اغمضت عينيها عندما تحدث مصطفى بتعاطف

_ يلا جهزي شنطتك انتي وبنتك وانا هجز اول طيارة ونسافر 

منعتها وسلية من التحرك وقالت بحدة

_ سارة مش هتمشي من هنا، ولو حتى جاسر طاوعها في الهبل الي بتقولوه ده، البيت ده بيتها زي ماهو بيت جاسر، ومهما حصل بينهم مينفعش تسيب بيت الحاج عمران في غيابه

لكن اصرار مصطفى لم يستطيع أحد اثناءه

_ برضه مش هتقعد في البيت معاه ثانية واحدة وده قرار نهائي

تدخل امجد برصانة

_ ماشي كلامك بس في حاجة دلوقت،  ينفع إنك تاخد اختك في الظروف دي وتمشي؟

قطب مصطفى جبينه ورد بنفي

_ انا مبتخلاش عن جدي وانتو عارفين كدة كويس 

بس انا مصر ان أختي متقعدش معاه في مكان واحد ولو سمحتوا محدش يناقشني

جذبه أمجد من ذراعه وتحدث بهدوء

_ طيب تعالى معايا دلوقت


وما إن ذهب مصطفى حتى ارتمت سارة في حضن وسيلة 

التي احتارت ما بين تعاطفًا معها، وبين عتابٍ لها 


هي تعلم أنها تحملت منه الكثير ومازالت تتحمل 

لكن ما كان عليها أن تسمح لأحد بالتدخل بينهما 


لكن ستتركها لربما بُعدها عنه يجعله يكف عن ذلك التعصب

نظرت وسيلة إلى ليلى التي كانت ترمق سارة بتأثر وتقارن بين حالتيهما

لن تصل مع أمجد تلك المرحلة حتى لو اضطرت للبقاء بالمنزل 


جلس أمجد مع مصطفى الذي اعماه الغضب وجعله غير مدركًا لما يفعل

تحدث أمجد بجدية

_ ياريت تهدى كدة وتفكر بالعقل

زم مصطفى فمه بغضب شديد وتحدث بانفعال

_ هو بعد اللي عرفته هيفضل فيا عقل افكر بيه

لا يعلم أمجد شيئًا عن ماضيهم لكنه يعلم جيدًا مدى تعلق جاسر بزوجته

قد يكون متعصبًا وغيورًا لكن هذه طباعه وكما يقولون الطبع يغلب التطبع 

تحدث بحيادية

_ طيب تعالي نتكلم بالمنطق، تفتكر ده وقت مناسب للي بتعمله ده؟

جدك اللي لسة خارج من العناية المركزة تفتكر لما يرجع ويسأل عنكم هيقولوا أيه

انا عارف إن جاسر طبعه حامي وعصبي حبتين و كلنا كدة، بس دور الست أنها تتحمل وتعدي عشان المركب تسير

هم مصطفى بالاعتراض لكن امجد منعه 

_ أوعى تقول مش بيحصل، متحاولش تفهمني أنكم نزلين حب في بعض ليل ونهار ومفيش مشاكل بينكم


زفر مصطفى بضيق

_ أكيد بنزعل، بس زعل عن زعل يفرق


_ بس مهما كان الحب بيجمع بينكم من تاني

جاسر بيحب أختك ومحدش يقدر ينكر 

ومتنساش إن في بينهم طفلة من حقها تعيش بينهم.

جدك محتجلكم دلوقت اكتر من الأول اصبر لحد ما تطمنوا عليه وبعدين أعمل اللي انت عايزه 


_ جاسر لازم يحس انه هيخسرها عشان يفوق، لكن طول ما بيغلط وهي تسامح هيزيد فغلطه ده، كل ما حاجة تضايقه هييجي يتعصب عليها، ماهي بقى الوحيدة اللي بتتحمله

إنما لو حس بالخطر وأنها هتضيع منه هيتغير عشان ميخسرهاش، أنا عارف انها بتحبه ومتقدرش تعيش من غيره بس لازم تعمل لنفسها كيان اكتر من كدة 

لازم تبعد من اللحظة دي، لو معملتش كدة هيقدر يسيطر عليها ويرجعها ليه من تاني، دي أختي وانا عارفها.

فكر أمجد قليلًا 

_ طيب هقولك

أخرج مفاتيج من جيبه واعطاه لمصطفى

_ خد مفتاح البيت بتاعي واقعد فيه انت وهي لحد ما تطمن على جدك، هتكون بعيدة عنه وفي نفس الوقت هتكون مع جدك، أظن كدة منعدكش حجة.


ليس بوسعه الرفض فكما قال لن يستطيع أخذها الآن وجده بتلك الحالة فأومأ باستسلام

_ تمام

اخذ المفتاح من يده وتحدث أمجد

_ المكان نضيف ومش ناقصه أى شئ وإن احتاجت اي حاجة كلمني فورًا.

أومأ مصطفى ثم نهض متمتمًا

_ طيب انا هاخد أختي وأمشي 

دلف للداخل كي يستأذن جدته أولًا ولا يعرف ما ستفعله معه إن علمت بما ينتويه  

دلف الغرفة ليجدها جالسة على الفراش وبجوارها سيلا نائمة ببراءة لا تعلم شيئًا عن تلك الحروب التي تشن من حولها

_ تعالى ياولدي.

تقدم منها مصطفى ليجلس بجوارها ويتمتم بأسف

_ متزعليش مني لو عليت صوتي عليكي من غير ما اقصد، بس صدقيني كان غصب عني، انتي عارفة انا متعلق بسارة اد أيه ومش بتحمل اشوف حد بيضايقها حتى لو كان جوزها.

ربتت جليلة على يده بتفاهم 

_ خابرة ياغالي بس أني قلتلك قبل أكدة، متخافش عليها مع جاسر.

ده مفيش لا أحن ولا أطيب منيه.

اومأ لها بهدوء

_ عارف وواثق من كدة بس صدقيني انا بعمل كدة لصالحهم هما، عايزهم يجربوا الفراق عشان يفوقوا لنفسهم وجاسر يبطل يحملها ذنب أبوها.

قطبت جبينها بعدم رضا 

_ محدش أبدًا يقدر يحملكم ذنب أبوكم، هو في الأول والآخر ولدنا واحنا اللي غلطنا في تربيته مش انتم

واحنا اللي المفروض نتحاسب


قبل يدها بحب

_ لا عاش ولا كان اللي يحاسبكم، احنا بس ندعيله بالهداية وخلاص

جدتي انا عايزك تسمعيني كويس وتفهمي انا بعمل كدة ليه

_ خير ياولدي؟

_ بعد ما جدي صحته تتحسن هاخد سارة ونسافر القاهرة

ضيقت عينيها بتساؤل

_ كيف ده؟

قص عليها ما يود فعله ورغم إعتراضها إلا إنه استطاع اقناعها بذلك فقالت باستسلام

_ خلاص اللي تشوفه ياولدي، مع ان صعب عليا فراقكم

_ اطمني مفيش حاجة هتبعدنا عنكم، دي بس قرصة ودن عشان يبطل تهور مش اكتر


خرج مصطفى من الغرفة وهو يحمل سيلا وقد حملت سارة حقائبها هي وطفلتها وخلفها وسيلة وليلى الذين يأسى من أقناعها بالبقاء

لكنها ستتبع عقلها تلك المرة ولن تضعف وستتمرد على قلبها الخائن الذي يطالبها بالبقاء معه.


أخذها وذهب بها إلى منزل أمجد مستسلمةً لعقلها للمرة الأولى..


❈-❈-❈


لحظات مريرة مرت عليها وهي لا تعرف هل اخطأت حيما وافقت عليه أم كان عين الصواب

دقائق معدودة وستضع رأسها بنفسها داخل حبل اعدامها تمامًا كما فعلت والدته

فزواجها منه يعد القتل بحد ذاته

بماذا أفادها هروبها إذًا 

هربت من زيجة سيئة لتتفاجئ بمن هي أهلك وأشد منها

طرق الباب ودلف منها من لم تتخيل يومًا أن يعرف بحقيقتها 

سلام النعماني ومعه والدها ومهران

_ السلام عليكم 

انقبض قلبها خوفًا عندما رأت نظرات أبيها القاتلـ.ـة

لم يطاوعها صوتها على الرد ونظرات ابيها ترهبها حتى نظرت إلى مهران تلتمس منه الأمان

فوجد نفسه لأول يود أن يبث آمانه بداخل أحدٍ

كان لرؤيتها بتلك الحالة أثر عجيب على قلبه وتمنى أن يحتويها بين ذراعيه ويمحي نظرات الهلع من داخلها

لكن صوت سلام جعله يعود لرشده

_ أني چاي عشان أعرف منك الحقيقة، انتي هنا برضاكي ولا غصب عنك

اهتزت أوصالها وهي تنظر إلى مهران بعينيه التي تحولت لتصبح حازمه بعد أن لمحت بداخلها لأول مرة نظرت عميقه بثتها الأمان، وياليتها دامت

نظرات والده القاتمة جعلها تتخذ مهران ملجئًا لها بعيدًا عن قسوته.

لكن ماضيه يجعلها تتخذها فرصة للهرب بعيدًا عن جحيم ذلك القصر

رفعت بصرها إلى عينيه التي ترى فيهما دائمًا حزن دفين يتدارى خلف قوة ورعونة قد تكون زائفة


_ أيوة برضايا.

هم كامل بالتوجه ناحيتها وتعنيفها لكن سلام منعه وأشار لها بأن تكمل حديثها فتابعت بوجل

_  انا عرفت مهران من فترة ولما أجبروني إني اتجوز خليل النجايمي هربت له عشان ينقذني منهم.


أومأ لها بتفاهم ثم عاد يسألها

_ ومين اللي ضرب عليكي نا.ر؟

اهتزت نظراتها وشعرت برعشة تنتابها إثر تلك الذكرى فأخفضت عينيها بوجل وهي تغمغم بخفوت

_ حد من رجالة ابويا 


قذف سلام كامل بنظرات متوعدة ناقمة ثم تطلع إليها وسألها بعتاب

_ وليه مجتيش تتحامي فيا بدل الغريب؟

رفعت بصرها لمهران الذي أخذ يتطلع إليها بوجوم

كأنه ينتظر ردها فتمتمت هي بدون إرادة منها 

_ لأنه هو الوحيد اللي قبلني بوضعي ورفع من شأني قدام نفسي

ماستعرش مني وقال دي بنت الخدامة زي ما عمل أبويا ونفاني بعيد عنه عشان يراضي مراته

هو الوحيد اللي قبل بيا بظروفي دي، فطبيعي وقت ما اتكسر الجأ له هو

أومأ لها بتفاهم ثم تحدث بجدية

_ على العموم من بعد النهاردة أني موچود أب ليكي، إن احتاجتي لأي حاچة أني موجود

هزت راسها بالموافقة ثم نظر سلام إلى مهران 

_ يلا نكتب الكتاب لإن الوقت اتأخر أوي

خرجوا جميعًا ليبدأوا عقد القران في ذلك الوقت المتأخر ليشعر مهران بلذة النصر وهو ينظر بتشفي واضح في عين كامل، لكن فرحته لم تكتمل بغياب ولده الذي أراد رؤيته الآن وهو يرى انكسار أبيه أمام عائلته والبلدة بأكملها

ذلك الرجل الذي أخفى ابنته عن الجميع ليتركها في أيدي زوجته تعمل كخادمة في منزله.



❈-❈-❈

في غرفة أمجد 


عاد إلى الغرفة بوجه مكفهر 

جلس على الأريكة ونظر إلى ليلى التي تبعته بعيون عاتبة على تعنده معها 

اخطأت واعترفت بذلك إلى متى سيظل هذا الهجران

تقدمت منه لتجلس بجواره وتمتمت بخفوت

_ هتفضل مخاصمني كتير

عاد أمجد بظهره للوراء وغمغم بهدوء

_ انا مش مخاصمك


_ أومال اللي بتعمله ده أيه؟ وبعدين مين فينا اللي يزعل انا ولا انت؟


هز رأسه بيأس وقد تعب حقًا من كثرة الجدال معها في هذا الشأن فتمتم بثبوت

_ انا شايف إننا نأجل اي كلام لما نرجع بيتنا 

_ بس انا عايزة اتكلم دلوقت مش هستنى لما نروح


نظر إليها مطولًا وبداخله مازال يود معاقبتها، لكن قلبه يود حقًا احتضانها ومعاقبتها عقاب العشاق

كلاهما اخطأ لكنه حقًا لم يقولها بوعي، فقد اعماه الغضب تلك اللحظة وجعله غير مدركًا لما يقول 

فغمغم بروية

_ انتي عارفة كويس إني بحبك وعمري ما عملت حاجة ضايقتك ولا زعلتك

وفجأة حسيت إنك حطيتي شغلك في مكانه كبيرة اوي لدرجة إني مبقتش باين جانبها 

حسيت إني لو اتحطيت في مقارنة مش هيكون ليا ظهور أصلًا عشان تختاريني

دنت منه ليلى لتضع رأسها على صدره مبادرة منها على الاعتذار والتمسك.بذاك الحب الذي كاد يضيع منهم بتهورهم كما يحدث مع أخيها 

_ وانا عمري ما هسمح لأي حاجة تفرق بينا مهما كان تعلقي بيها

رفع وجهها إليه وتحدث بثقة

_ عارف؛ ولولا كدة مكنتش سامحتك أبدًا، صدقيني ياليلى انا مش ضد شغلك بس ضد بعدك عني وضد اللي بيعدني عنك مش اكتر

نظر في ساعته ثم نهض وهو يقول 

_ انا أخرت أوي عليهم، هروح المستشفى عشان اكون معاهم

اومأت بتفاهم ثم غمغمت بحزن

_ امجد أرجوك حاول تتكلم مع مصطفى وتهديه شوية

_ المرة دي انا فعلًا مع مصطفى فـ اللي بيعمله، جاسر لازم يحس إن طريقته دي هتخسره مراته وبنته

ارتدى سترته وتابع

_ انا هعدي على مصطفى لو كان محتاج حاجة وبعدها هطلع على المستشفى

أومأت له في صمت وخرج هو مارًا على مصطفى 


❈-❈-❈


جلس مصطفى مع أمجد الذي قابله بامتنان 

_ انا قلت اعدي عليك اشوف إن كنت محتاج حاجة قبل ما اروح المستشفى

ابتسم مصطفى بامتنان 

_ متشكر أوي يا أمجد على وقفتك جانبي 

ربت أمجد على ساقه وقال بصدق

_ وقفت ايه؟ متقولش كدة احنا أخوات، المهم هتسافر أمتى عشان اسافر معاكم

تنهد مصطفى وعاد بظهره للوراء وغمغم بحيرة

_ مش عارف لسة بس أكيد في اليوم اللي جدي هيخرج فيه.


_ انا كنت عايز اقعد معاكم اكتر من كدة بس بابا جاي من العمرة كمان يومين ولازم اكون موجود 

غير كمان الشركة اللي سايبها على فارس دي


_ سافر انت عشان مصالحك جدي الحمد لله اتحسن واتغلب على صدمته زي كل مرة، بس انا اللي مش عارف ازاي هيتعايش مع الصدمة دي.


_ انت ناوي تعمل ايه


هز كتفيه بحيرة 

_ مش عارف، بس اللي اعرفه إني مستحيل أرجع للبيت بعد اللي حصل، وفي نفس الوقت مش عارف هروح فين؟

فكر أمجد قليلًا ثم تحدث بجدية

_ طيب ايه رأيك تقعدي في الشقة ..( حاول مصطفى مقاطعته لكنه تابع بثبات) ياسيدي ادفعلها إيجار هي كدة ولا كدة مقفولة على الفاضي

وإن كان على الشغل أنا محتاجك معايا

_ هشوف الأول الأمور هتوصل لحد فين وبعدين ارد عليك

_ انا حقيقي محتاج حد ثقة زيك يكون معايا فكر كوبس ورد عليا

أومأ له مصطفى فنهض أمجد قائلاً

_ على خيرة الله انا هسافر بكرة وهستناك 

نهض مصطفى بدوره

_ إن شاء الله 


الصفحة التالية