-->

رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 13 - 1 - الجمعة 22/12/2023

  

  قراءة رواية وهام بها عشقًا

 الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية وهام بها عشقًا 

الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الثالث عشر

1

تم النشر بتاريخ الجمعة

22/12/2023



كانت تنظر إليه وعينيها ترچوه ألا يخذلها أمام أخيها

أو بالأحرى أمام قلبها الذي راهن عليه

لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن إذا تقدم منها عينيه لا تبشر بخير وقام بجذبها من ذراعها ليعنفها قائلاً

_ انتي ايه اللي جابك هنا؟

_ انا اللي جبتها

قالها مصطفى وهو يجذبها من بين يديه مما جعل جاسر يزداد حنقه منه وقال بانفعال

_ متدخلش بيني وبين مراتي

_ ومراتك دي تبقى أختي ومش هسمحلك إنك تتحكم فيها بالشكل ده

قالها مصطفى بتحدي وهي تنظر إليهم بتشتت، لا تعرف ماذا تفعل 

نظر إليها جاسر بحدة ليسألها بسخط

_ انتي هتسمحيله يتدخل بينا؟

كعادتها به، يدمر كل شئ بتهوره، نظراته التي تحمل مدى غضبه جعلها تتراجع عن العودة إليه

فأخيها محق في كل كلمة وعليها حقًا أن تلقنه درسًا لن ينساه

ستتحمل مرارة الفراق ربما تكون تلك الطريقة الصحيحة لإعادته إلى صوابه وألا يحملها ذنب غيرها

_ مصطفى مادخلش بينا أصلًا عشان أسمحله ولا لأ

انا بنسحب برغبتي

ضيق عينيه مندهشًا من كلمتها وكأنه كتب عليه أن يتذوق مرارة الفقد مرةً أخرى ولكن تلك المرة أشد وأقسى

_ تنسحبي؟!

اشاحت بوجهها بعيدًا عن عينيه التي تحمل الكثير بين صدمةً وعتابٍ وغضب  

لو فقط يمحي كل ذلك وترى نظرت الحب التي يخفيها خلف تلك النظرات الحانقة

لو يحتويها الآن بين ذراعيه ويعتذر عمّ بدر منه

لأسرعت بإلقاء كل ثباتها خلف ظهرها وألقت نفسها بين ذراعيه وتناست كل شئ

لكنه صدمها بأن تابع هدمه 

_ مادام انتي عايزة كدة يبقى تنسحبي لوحدك

لم تستوعب معنى حديثه فغمغمت بعدم استيعاب

_ تقصد ايه؟

يعلم جيدًا بأن ما يتفوه به قاسي إلى ابعد الحدود لكن عليه ذلك كي يجبرها على عدم الانصياع خلف أوامر أخيها

_ يعني بنتي مش هتبعد عن حضني ولا تبعد عن بيت عمران المنياوي مستحيل اسمح انها تعيش في بيت منصور تحت أي ظرف


منصور ومنصور

لن يتغير شئ، واهمة إن فكرت في غير ذلك، تلك المرة كان الرد من مصطفى الذي تحدث بحدة

_ لا من الجهة دي اطمن إحنا اللي مش هنرجع بيت منصور 

تقدم منه ليتابع حديثه بثقة

_ منصور ملوش وجود في حياتنا بعد اللي حصل

انا هشوف شقة ……

قاطعه جاسر بتعند

_ من هنا لحد ما تشوف الشقة بنتي هتفضل معايا 

قطبت جبينها بدهشة وعينيها تتساءل، كيف اصبح بتلك البشاعة، ام كانت حقيقته من البداية وهي كانت موهومة به 

_ طلقني ياجاسر

وكأنه تلقى ضربة بمطرقة حادة على رأسه من هول تلك الكلمة، نظر إليها بصدمة وعينيه تنظر إلى عينيها التي ظهر فيهما جمود ونفور لم يراه من قبل فسألها بريبة

_ بتقولي ايه؟

تظاهرت بالقوة لكن من داخلها تتمزق ألمًا على نطق تلك الكلمة فعادت تؤكدها

_ اللي سمعته احنا مينفعش نكمل مع بعض بعد اللي حصل، خلينا نطلق بهدوء ومن غير مشاكل

_ بالسهولة دي؟

ضغطت على قلبها وارغمته على الصمت وردت بتسويف

_ ده أفضل حل لينا


ظنت بأن هذا افضل لكلاهما ربما تمر تلك المحنة ويكون الفراق دواء لمشاكلهم رغم مرارته


أما هو فقد كان ينظر داخل عينيها ويرى فيهما قوة زائفة تخفي خلفها ضعفًا ورغبة شديدة في رفضه لطلبها

إذًا فقد فعلت ذلك لتؤلمه، فليؤلمها هي أيضًا حتى تستشعر قسوتها

_ ماشي اللي تشوفيه، بس الموضوع يتم بعيد عن جدي لأن حالته متسمحش بالمهزلة دي، الطلاق هيتم هنا وقبل ما تسافري لإني مش هسمحلك تمشي وانتي على ذمتي


أنهى كلمته وخرج من المنزل ليتركها في صدمتها هل حقًا وافقها بكل تلك السهولة؟

والحقيقة أنها بالفعل هانت عليه

لم تتحمل نظرة التعاطف في عين أخيها وعندما هم بالاقتراب منها أوقفته بيدها وقالت بهدوء يتنافى تمامًا عمَّ بداخلها من دمار

_ انا كويسة

ثم ذهبت إلى الغرفة وهي تحاول التحلي بالثبات، هي تعلم جيدًا بأنه يؤلمها كما آلمته وأنه لن يوافقها على ذلك القرار لا شك في ذلك

إذًا فقد صار كلاهما يتخبطان في العناد ويؤلم كلاً منهما الآخر.

اغلقت بابها واستندت عليه لتبكي بمرارة وألم لم تختبره من قبل

تلعن ذلك القلب الذي يرفض ذلك الهجر ويطالب بقلب وافق هجره 

..

من قال بأنه يستطيع تحمل بعدها عنه ولو لساعات معدودة 

يعلم بأنه جرحها حقًا لكن ماذا يفعل وداخله يحترق

ماذا يفعل بقلبه المجروح وعقله الذي لا يرحمه 

يشعر بوجعها لكن لا يستطيع التوقف عن ايلامها 

سينتظر حتى تهدئ ثورته المندلعة بداخله ويستكين غضبه هو أولًا 

سيمنع ذلك لكن بطريقة أخرى

سيوهمها بموافقته على الطلاق كي يجبرها على البقاء حتى يجعلها تنعم بعقابها له بالبعد عنه

وفي نفس الوقت تكون أمام عينيه

عاد بحره يموج بغيوم الفراق وهو يبتعد عن ذلك المنزل الذي ترك فيه قلبه والذي آبى مفارقتها

لما كتب عليهم ذلك العذاب وكأن الدنيا لا تريد تركهم هانئين.

سيعود ليداوي جروح قلبها لكن بعد ان يتركها تثأر منه كيفما تشاء.


❈-❈-❈


يجلس كعادته في نفس المكان ومع ذلك الراعي قليل الكلام، لكنه يشعر براحة غريبة في هذا المكان ومعه هو خاصة

وذلك الناي الذي يبث بداخله الرواحة والسلوان 


انتهى الراعي وعاد لصمته 

نظر إليه سليم وغمغم بحيرة

_ بدور على الخير جوه الشر زي ما قولتلي بس مش لاقي غير المرار

نحى الراعي الناي جانبًا وغمغم باقتضاب

_ بكرة يكون زين

نظر إليه سليم بحيرة من هذا الرجل الذي يظهر ويختفي فجأة، وما سر الراحة التي يشعر بها معه، أحيانًا يشعر بالرهبة منه ومن ذلك الغموض الذي يغلفه، عزفه على الناي الذي ينثر سحره على قلبٍ ملكوم فتعود الراحة والسكينة إليه

ابتسم رغم مرارته وتمتم بهدوء 

_ وانت عامل كيف السحر وقت ما بشوفك واسمع عزفك الدنيا كلها بتبقى سلسة وبسيطة

تنهد بتعب وتابع وهو ينظر إلى الأفق البعيد أمامه

_ زيها بالظبط وقت ما عيني تلمح طيفها كأن الدنيا كلها بين ايديا، عشقها في قلبي كل مدى بيزيد، حتى بعد اللي حصل مفيش حاجة اتغيرت 

كنت فاكر إن جوازها من عمي هيخليني انساها بس المشكلة بقيت أكبر واني شايفها قدام عيوني، معايا في نفس المكان بتنفس الهوا اللي بتتنفسه 

ابتسم بمرارة وهو يتابع

_ كل حاجة حلمت بيها اتحققت البيت اللي بيجمعنا والأكل اللي باكله من ايديها بس في الاخر بتروح لحضن عمي

ده غير احساس الخيانة وانا بفكر فيها 

وجودي معها بقى خطر بمعنى الكلمة.


رن هاتفه ليخرجه من شروده فعلم بهوية المتصل دون النظر إليه وبالفعل كانت والدته التي سألته بقلق

_ انت فين ياسليم؟ وإزاي تخرج وانت تعبان كدة؟

نظر سليم في ساعته فوجدها العاشرة مساءًا يبدو ان الحديث مع ذلك الراعي أخذه ولم ينتبه للوقت 

_ متقلقيش أني زين مسافة الطريق وهكون عندك

اغلق الهاتف ونهض ليعتذر للراعي ولكنه كعادته رحل دون أن يشعر به


❈-❈-❈


دلفت غرفة العذاب كما تلقنها منذ ولوجها ذلك المنزل، فقد أصبحت تبغضها حقًا وتبغض المنزل بأكمله

لحظات معدودة وسيصعد خلفها ليقتلها بحديثه اللاذع

 

دلف خلفها لترتعد اوصالها ما ان رأته لكنها لم تبد ذلك

كانت نظراته تلك المرة تحمل سخرية ونظرات احتقار لا تعرف سببها حتى فجأها 

_ يظهر إن بنت عمك كانت عشقانه ابن الهواري وهربت من الچوازة دي عشانه


لم تفهم شيئًا من حديثه هي تعلم جيدًا أن لا أحد يعلم بأمر مهرة فسألته بحيرة

_ بنت عمي مين؟

ازدادت سخريته وهو يخبرها

_ بنت عمك كامل ولا فكراني دخلت بيتكم زي التور معرفش ايه اللي بيدور فيه، هربت لجل ما تروح تتحامى في عشيقها وامبارح كتبوا الكتاب قدام العيلة كلها


قطبت جبينها بدهشة ما هذا الذي تسمعه، وما الذي اوقعها في فخ هذا الرجل الذي لن يتوانى عن القصاص منها بمنتهى القسوة، فقد ظنت انها هربت من ذلك الجحيم لتسقط في جحيم اشد وأقوى، واولها تلقينها بالعشيقة

هي تعلم جيدًا بأنها لم تراه يومًا كيف إذًا وقعت بين يديه

_ عشان إكدة مرات عمك كانت رايدة تخلص منها بأي شكل، والحمد لله أنها چات بعيد عني

نظر إليها بمغزى وتابع

_ الدماغ الناشفة تلين تحت جزمتي إنما العار نروحوا منه فين؟

أغضبها بأهانته لهما لكنها أسرتها في نفسها ولم تبدها خوفًا من بطشه

ارتعدت اوصالها عندما وجدته يتقدم منها بنظرات تعلم مبتغاها وغمغم بمكر 

_ ولا انتي ليكي رأي تاني

ارتدت للخلف بخوف حتى صدمت بالفراش خلفها لينقبض قلبها رعبًا وهي تراه يقترب منها أكثر فنظر ناحية الباب كي تلوذ بالفرار لكنه فهم متبعها وقبل أن تهم بالفرار وجدت نفسها في عناق يهشم القلوب

حاولت الفكاك من بين يديه لكنه احكم قبضته حولها فلم تستطيع

رغبته بها لم تكن بدافع شهوته بها بل بدافع كسر شوكتها وهذه هي الطريقة الوحيدة لأخضاعها له

لكنها كانت تقاتل بكل ما أوتيت من قوة لن تخضع ولن تستسلم مهما كلفها الأمر

ظلت تعافر حتى وصلت به إلى قمة غضبه

صفعة حادة تلقتها حتى جعلت الدماء تسيل من فمها

واعادها إلى عناقه لكنها لم تستسلم أيضاً

صفعة أخرى وأخرى وصرخاتها تزداد من حدتها

يأس من أخضاعها فدفعها بحدة اسقطتها أرضًا وهتف معنفًا بغضب هادر

_ يظهر إن أهلك معرفوش يربوكي وچاية تتفرعني عليا

توجه إلى الخزانة وأخرج منها (كرباج) لتتسع عيناها بزعر وهي تراه يدنو منها به وهمّ برفعه لولا طرق الباب الذي جعله يسب بغضب 

_ مين؟

_ اني ياعمي رايد اتحدت معاك ضروري


الصفحة التالية