-->

رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 14 - 1 - الأحد 24/12/2023

  

  قراءة رواية وهام بها عشقًا

 الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية وهام بها عشقًا 

الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الرابع عشر

1

تم النشر بتاريخ الأحد

24/12/2023




لم تستوعب ما سمعته من حازم وعادت تستفهم منه وهي تصيح به

_ انت بتقول أيه؟ انت اكيد غلطان 

دلف مصطفى الغرفة على صوتها ليسألها بقلق

_ ايه ياسارة في ايه؟

اشارت له بالهاتف وعقلها يرفض تصدق ما سمعته

فأخذه من يدها ليتحدث هو وقد كانت صدمته أكبر بما علم 


دلفت المشفى ومعها مصطفى الذي صدم كذلك من ذاك الخبر 

وجدت الجميع ينتظرون أمام غرفة العمليات بقلب ملتاع مما جعل قلبها يرتعد بخوف

اسرعت إلى جمال الذي وقف يتضرع إلى ربه كي ينقذ ابنه الذي لا يعرف حتى الآن ماذا حدث له فسألته بخوف

_ عمي، فين جاسر؟

تحلى جمال بالصبر أمامها ورد بثبات

_ أهدي يابنتي وادعيله هو في العمليات دلوقت.

هزت رأسها بعدم استيعاب لما يخبروها به وغمغمت بعدم استيعاب 

_ عمليات ايه؟ جاسر كان لسة عندي من شوية وحتى مشي زعلان مني

تقدم منها مصطفى ليحاول تهدئتها

_ إهدي ياسارة إن شاء الله هيكون كويس

هزت راسها بنفي وهي تتمتم بخوف

_ اهدى ازاي وانا مش عارفة ايه اللي حصله جوة

دخلوني عنده هو أكيد محتاجلي، خليني اشوفه واعرفه إني جانبه

أخذت تناديه بأعلى صوتها 

_ جاسر دخلوني عنده خلوه يسمعني، خليني اعتذرله 

اخذها مصطفى في حضنه مقيدًا حركتها 

_ اهدي ياسارة إن شاء الله هيكون كويس.

هزت راسها بنفي وهي تتمتم بعدم استيعاب

_ لأ قلبي بيقولي انه مش كويس، انا اكيد بحلم اكيد كابوس


لا لن يذهب وهو غاضبًا منها، المرة الأولى التي تقف أمامه يكون عقابها الرحيل

فليعود إليها ولن تغضبه مرة أخرى 

لكن ستنتقم فقط منه لأنه أخافها عليه ولن ترحمه حينها.


لم يستطيع عقلها المقاومة أكثر من ذلك واستسلمت لظلامها

❈-❈-❈


ازدرد ريقه بصعوبة وهو يحاول البحث عن أي مخرج وعمه يقف أمامه متسائلًا عن ذلك الأمر الهام

لم يكن هناك أمرًا من أساسه لكن كانت الطريقة الوحيدة أمامه كي يجعله يتركها

لكنه تساءل هل سيظل على ذلك الحال كل مرة؟

_ متقول ياولدي في ايه؟

تنهد بتعب وقال بثبوت

_ كنت رايد اسافر اسكندرية قد اسبوعين أكدة.

عقد خليل حاجبيه متسائلًا

_ ليه؟ في حاچة؟

اهتزت نظراته عندما وجدها تخرج من الغرفة ونظرات العتاب لا ترحم قلبه الذي يأن ألمًا وحزنًا عليها، 

أخفض بصره بانكسار وكأنه بذلك يقدم آلاف الاعذار عندما لاحظ أثار العنف الظاهر على وجهها  

اوقفها عمه بحدة

_ رايحة فين؟


الخوف الذي اعتراها منه لم يرحمه وأجابت بتهرب

_ هچيب حاچة من تحت وچاية

تركها خليل حتى ينهي حديثه مع ابن أخيه فترحل هي وتتركه لأحزانه

انتبه لعمه الذي عاد يسأله

_ عايز تسافر ليه؟

لم يعرف سببًا يخبره به فتمتم بثبوت

_ معلش ياعمي بس أنا محتاج ابعد شوية وأوعدك إني مش هأخر 

_ بس انت خابر إن ابن عمك راچع كمان يومين ومحتاچك تكون چانبه

_ اليوم اللي هيرچع فيه هكون موچود إن شاء الله

لم يريد خليل الضغط عليه فتركه كما يشاء


عاد إلى غرفته منتويًا الذهاب فهذا هو الحل الوحيد أمامه، عليه البعد ربما تكون تلك الطريقة التي يستطيع بها التحكم في مشاعره أكثر من ذلك 

لكن أثناء عودته انتبه لتلك الهمهمة وصوت أنات مكتومة 

ذهب إلى مكان الصوت لينتبه إلى تلك التي تنزوي في أحد الأماكن في الحديقة 

أغمض عينيه يحاول بصعوبة اخفاء مدى توقه للذهاب إليها والتخفيف عنها لكن لا فائدة 

وجد قدميه تسوقه إليها دون إرادته كانت جالسة على الأرض تضم قدميها إليها وتخفي وجهها بينهما

دنى منها ليجث أمامها وعينيه تنظر إليها بحسرة

رفع يده يربت عليها لكنه تراجع فلا يحق له ذلك  وحينها انتبهت هي له ورفعت وجهها بوجل لتجده هو يجلس أمامها وعينيه تجوب ملامح وجهها بصدمة

الدماء التي تسيل بجانب ثغرها وأنفها 

وأثار صفعات حادة على وجهها ما بين زرقاء تبدو منذ زمن، وأخرى شديدة الإحمرار، وعينيها التي لا ترحم ضعفه تدينه بعتابٍ قاسٍ انهكه، ورغم حدتها تحدثت بإيباء 

_ جاي ليه؟

لم يقل شئ بل نهض تاركًا إياها دون الرد عليها مما جعلها تعاود البكاء، فماذا تنتظر من شخصٍ يفضل دائمًا الهرب 

لم تلبث ووجدته يعود إليها وهو يحمل إناء به ماء وتقدم منها ليجث أمامها وتتقتبل نظراتهم ما بين عتاب واعتذار

رمش بعينين مربكتين ثم بلل تلك المنشفة الصغيرة ودنى بها منها ليمسح تلك الدما.ء الجافة على انفها وفمها لكنها أزاحت يده تبعدها عنه وهي تقول بعناد

_ ابعد عني، سيبني لوحدي مش عايزة اشوفك

لا يلومها لكن عليه أن يداوي جروح وجهها ربما ذلك يخفف من جروح قلبه

دنى بيده مرة أخرى من جروحها وهي استسلمت له تلك المرة فهي حقًا متعبة ولا تستطيع الجدال

يضع المنشفة على جرحها وهو يحاول بصعوبة عدم النظر إلى عينيها

فكلما نظر داخلهما كلما شعر بالضعف أمامهما 

مازالت دموعها تنهمر من عينيها مما جعله يرفع بصره إليها

ويا ليته لم يفعل فقد وجد نفسه يتوه في بحورها فتلك الحبيبة التي كتبها القدر بشقاءه ستكون دائمًا كذلك

دون إرادته سقطت عينيه على ثغرها الذي حلم كثيرًا بتذوقه يرتعش بآلامٍ لا يعرف إذا كانت من ألم الوجع أو من آلم القلب 

فكلاهما واحد رغم أن وجع القلب أشد وأقسى

بقعة دما.ء وجدها عالقة على شفتها السفلية مما جعله ينحدر بيده ليمسحها وكانت تلك مرته الأولى التي يلمس فيها شفتيها 

كانت مستسلمه لعتابه ولم تدري شيئًا عن تلك النيران التي تشتعل بداخله 

خطر حاف مشاعره ودق ناقوس الخطر ينبه بأن ما هم فيه ليس سوى بداية لأثمٍ كبير، فعاد لرشده بصعوبة وغمغم بخفوت

_ أمشي دلوقت

اندهشت ولم تخبرها براءتها بما يعتمل بداخله وعندما لم تطاوعه عادها بحدة 

_ قلتلك امشي دلوقت

تحولت نظراتها لبغض ونهضت من أمامه وألقت المنشفة في وجه بغضب تقبله بصبر وظل ينظر في أثرها حتى دلفت للداخل.


شقاء ما بعده شقاء، عليه حقًا الذهاب من هنا، لم يعد يثق في مشاعره 

ولن يعود سوى بعودة مالك وحينها سينشغل به عنها 


❈-❈-❈


فتحت عينيها بتثاقل تتساءل عن وجودها 

أين هي؟

لتطرق الحقيقة رأسها وتتذكر ما حدث لحبيبها 

نهضت مسرعة رغم الدوار الذي اشتد بها وأسرعت بالخروج من الغرفة تبحث عنهم حتى وجدته يخرج من غرفة العمليات 

اسرعت إليه تصرخ بأسمه

_ جاسر 

أمسكت يده وهي تناديه

_ جاسر انت كويس رد عليا

حاول مصطفى ابعادها لكنها أبت ذلك وأصرت على استجوابه

لكنه مازال تحت تأثير المخدر فلم ينتبه لها فقالت الممرضة

_ لسة مفقش يامدام خلينا نوديه اوضته الأول 


ذهبت معه وبقي جمال وحازم ليسأل الطبيب

_ خير يا دكتور؟

عدل الطبيب من وضع نظارته وقال بارهاق

_ الكسر كان مضاعف في رجله الشمال بس الحمد لله قدرنا ننقذ رجله وإن شاء الله هيكون كويس

وبالنسبة لدراعه جبسناه لما اتأكدنا إن العصب متضرش بعد اذنكم

ذهب الطبيب وترك جمال في حاله يرثى لها

فقد اشتد الحمل عليه بسقوط ولده الذي كان ظهره و سنده 

ربت حازم على كتفه وقال بثبوت

_ متقلقش إن شاء الله هيكون كويس 

أومأ له جمال بصمت وذهب معه إلى الغرفة ليجدوا سارة مازالت تتشبث بيده


دنى منها ليربت على كتفها وقال بثبات

_ اطمني هو كويس مفيش حاجة

رفعت بصرها إليه تناشده ان يطمئنها وقد كان لها ما ارادت 

_ والله كويس مجرد كسرد في رجله وخلاص، ودراعه نفس النظام.

ارجعي انتي واحنا هنفضل جانبه

تبدلت ملامحها لإصرار قاطع 

_ مش هسيبه 

تقدم منها مصطفى ليقنعها

_ لازم تروحي عشان بنتك ….

قاطعته بإصرار 

_ قلت مش هسيبه هو مش محتاج حد غيري وهفضل جانبه لحد ما يخرج من المستشفى.


لم يقتنع جمال بقرارها فقال بأيباء

_ ومينفعش إن كلنا نروح ونسيبك انتي معاه 

_ انا اللي هفضل مع جوزي مش هسمح لحد انه يمنعني

كانت لهجتها حازمة لم يستطيع أحد ردعها عن قرارها فوافقها جمال لعلمه بأن جاسر بعد عودته لوعيه لن يسمح ببقاءها في المشفى وسيجبرها على العودة


ظل الجميع بجواره حتى بدأ يسترد وعيه نطق باسمها ما إن عاد لرشده

_ سارة 

مالت عليه سارة ودموعها تنهمر من عينيها وتمتمت بألم

_ أنا جانبك ياحبيبي مش هسيبك أبدًا

ضغط على يدها بضعف وغمغم بخفوت

_ خليكي جانبي متسبنيش

وضعت جبينها على جبينه وهي تأخذ يده إلى حضنها وقالت بصدق

_ العمر كله ياحبيبي، العمر كله هكون معاك ومفيش حاجة في الدنيا هتفرقنا

وكأن كلماتها طمئنته وجعلته يغمض عينيه تلك المرة براحة

ابعدها مصطفى عنه عندما اشتد بكاءها وتحدث بتعاطف

_ اهدي ياسارة خلاص فاق واطمنا عليه

ابتعدت عنه سارة بصعوبة فتحدث جمال بروية

_ يابنتي روحي انتي مش هتقدري تاخدي بالك منه وهو بالحالة دي 

هزت راسها بنفي وقالت بحزن عميق

_ مستحيل يغيب عن عيني لحظة واحدة

تعاطف حازم معها وتحدث برزانة

_ خلاص سيبها وانا هفضل معاها وانام على الكنبة اللي برة 

وافق جمال على مضد وظل معهم حتى اضطر للعودة لأجل والده الذي ترك معتز معه حتى لا يعلم بشئ 

تقدم من ابنه ومال عليه يقبل جبينه وتركه وغادر


كان صعبًا عليه تركه لكنه يعلم جيدًا بأنه بيد آمينه

نسخة من منصور لكنها بعيدة كل البعد عن وحشيته

كان في اشد الحاجة له الآن

سنشد عضدك بأخيك 

فأين هو؟ 

عاد إلى المنزل ليجد معتز في استقباله اسرع إليه يسأله بقلق

_ جاسر كيفه دلوقت

أجاب جمال بارهاق

_ اطمن هو زين، فميش اي حاجة الحمد لله عدت على خير.

_ طيب هروح أنا…

قاطعه جمال

_ حازم وسارة معاه الصبح أن شاء الله نروحله، حد عرف حاچة

هز رأسه بنفي

_ متقلقش محدش عرف حاجة

_ طيب ادخل انت وانا هطلع ارتاح شوية 


الصفحة التالية