-->

رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 15 - 1 - الثلاثاء 26/12/2023

  

  قراءة رواية وهام بها عشقًا

 الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية وهام بها عشقًا 

الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الخامس عشر

1

تم النشر بتاريخ الثلاثاء

26/12/2023



أغضبها بنعته لها بالوحل الذي جاءت منه، ماذا يقصد بذلك؟

ظلت تسارع رغبتها بالذهاب إليه والغيظ يتآكلها

لن تغفر له تلك المرة وستحاسبه عن ما قال

وقفت أمام غرفته وهي تغمض عينيها تستجمع شجاعتها وقبل أن تتردد مرة أخرى دفعت الباب لتقتحم غرفته ليندهش هو من فعلتها وخاصة عندما قالت بانفعال

_ انا عايزة أعرف وحل..

شهقت بصدمة عندما رفع جزعه ورأت صدره العاري فوضعت يدها على عينيها بوجل

فازاح الغطاء عنه وتقدم منها  ينظر إليها بغضب على اقتحامها غرفته بتلك الطريقة وقال باحتدام

_ ايه الهرجلة اللي انتي ماشية بيها دي؟ وإزاي تدخلي الاوضة اكدة من غير استأذان؟


رفعت يدها عن وجهها لكنها اشاحت به بعيدًا عنه وتمتمت برهبة

_ انا متخيلتش انك لحقت تنام وكنت عايزة نكمل كلامنا

ابتعد عنها ليعود إلى فراشه وهو لا يستطيع مقاومة النوم

_ الصبح يبقى ارغي براحتك انا عايز انام


اشتد حنقها منه وتقدمت من الفراش متحدثة بحدة

_ لازم نتكلم دلوقت انا مش هفضل في البيت ده واكمل المهزلة اللي ناوي تعملها دي


توقفت عندما لاحظت أن انفاسة اصبحت منتظمة مما يدل على نومه

لكن كيف بهذه السرعة

نادته لكنه لم يجيبها 

تعجبت من ملامحه التي اختلفت تمامًا وكأنه شخصًا آخر

قطبت جبينه التي تلازمه لم يعد لها وجود 

فمه القاسي الذي لا يكف عن فرض اوامره اصبح هادئًا 

خصلاته السوداء كحال قلبه الذي سمعت عنه وعن قسوته  الكثير والكثير

كل ذلك اختفى الآن

فقط هدوء وكفى

توقفت عن التأمل والتفكير

وجالت عينيها اركان الغرفة لتقع على تلك الصور المعلقة على منضدة عالية

تقدمت منها لتتأمل تلك الملامح الشبيهه إلى ملامحها 

لكن هذه أكثر وداعة

الصورة قديمة مما يدل على انها قد تكون والدته

نقلت نظرها للأخرى فتجد فتاة جميلة حقًا تنشر الراحة في قلب من يراها

من هي؟

هل هي حبيبته؟

ولكن أين هي؟

ولما تزوج بغيرها؟

ما هذا الغموض الذي يحيطه، لم تعد تدري اهو القاتل الذي وصم بقتل ابنة عمه، أم ذلك الرجل الذي اعاد لها الحياة وانقذها رفقًا بها دون أن يعلم هويتها

عادت تنظر إليه نظرة يملؤها التساؤل

لكن من يجيبها

شيئًا بداخلها دفعها للاقتراب أكثر منه والتأمل في ملامحه لكن كلماته جعلتها ترفض التقدم منه وآتتها رغبة ملحة بقتله والتخلص منه 

توقفت عن التفكير وخرجت من الغرفة بغيظ شديد وعادت لغرفتها

لن ترحمه وستكون لعنة حطت فوق رأسه الصلب حتى يمل منها ويتركها.


❈-❈-❈


ظلت مستيقظة بجواره لا تستطيع النوم فقد كانت ليلة صعبة عليهما حقًا

هو يتألم بشدة وهي تتألم لألمه فالكسر مضاعف والعلاج يساعده فقط على النوم 

تساقطت دموعها عندما أخبرها الطبيب بأنهم تفادوا البتر بصعوبة بالغة وعليه أن يلتزم الراحة من ثلاث لأربعة اشهر وكم يصعب عليه ذلك

محت دموعها سريعًا عندما وجدته يستيقظ

نهضت لتميل عليه وهي تناديه بخفوت

_ جاسر

فتح عينيه بتثاقل ليقع نظره على عينيها التي تحكي عن مدى حزنها عليه

تمتمت بقلق

_ انت كويس؟

ازدرد حلقه الجاف فشعرت بمدى ظمأه فملئت الكوب وساعدته على الارتواء حتى اكتفى

سألها بوهن

_ فين حازم؟

وضعت الكوب على المنضدة وأجابت 

_ لسة نايم دلوقت فضل سهران جانبك طول الليل

_ طيب صحيه لإني محتاج الحمام.

تحدثت بجدية

_ وانا روحت فين؟


_ بس انا حمل تقيل عليكي.

ردت بوداع 

_ كنت اتقل عليك ومع ذلك اتحملتني، مش هخليك تحتاج لغيري حتى لو كان عمي.

لاحت ابتسامة على وجهه تحمل الكثير من الامتنان 

تألمت من ثقل جسده لكنها لم تظهر ذلك مما جعله يشعر بمدى وحشيته عندما طاوع شيطانه وحملها ذنب والدها

ود أن يعتذر آلاف المرات لكن ليس الان، على الأقل ليس وهو بتلك الحالة 

تساءل كيف لتلك الملاك أن تكون ابنة لذلك الشيطان


لم يطاوعها قلبها على البقاء لحظة واحدة في المنزل دون الاطمئنان على ولدها

منذ أن سمعت صوته في الهاتف وهي تتهلف للذهاب إليه

طاوعها جمال ومعهم طفلته التي أيضًا لم تنام تلك الليلة وكأنها تشعر بآلام والدها


كانت تساعده على الاستلقاء عندما دلف جمال و سيلة ومعهم معتز الذي أسرع يساعده معها 

تحدث جمال بعتاب

_ ليه مصحتيش اللي نايم ده يساعدك


رفعت الغطاء على جاسر الذي كتم آهاته من شدة تحامله على نفسه كي لا يحمل عليها

_ لسة نايم ياعمي فضل قاعد جانبه طول الليل 


دنت منه وسيلة بحرقة وقالت بألم

_ الف سلامة عليك ياحبيبي 

_ الله يسلمك ياأمي، انا كويس متقلقيش

بكت سيلا وهي تشير إلى والدها وكأنها وجدت أخيرًا ملاذها 

فقد اعتادت على النوم بين ذراعيه وهذا مبتغاها الآن

تقدمت منها سارة كي تهدئها لكنها تأبى الذهاب لغيره

طلب من معتز أن يرفع الوسائد خلف ظهره وساعده معتز باخذها بيده السليمة لتهدئ وما أن قبل رأسها حتى استكانت في احضانه تلتمس الراحة ليضحك الجميع رغم حزنهم، فغمغم معتز بضيق

_ البنت دي ندلة أوى بتبعني في ثانية.

شاركته سارة المزاح

_ بعتني قبلك، بس على مين دا انا حالفة لفرق بينهم بس تكبر وانا هعرف شغلي معاهم

سألتها وسيلة

_ هتعملي ايه؟

تحدثت بغيظ

_ هقولها أنه كان عايز يقـ تل الدكتور لما قاله دي بنت

ضحك الجميع وأيدت وسيلة حديثها

_ حصل وفضل منكد في اليوم ده ومكنش طايق نفسه.

نظر جاسر إلى طفلته التي تشبثت بملابسه وكأنها تخشى من فراقهما

_ مكنتش اعرف انها هتدخل قلبي كدة

نظر إليها جمال بحب 

_ انا بقى قلبي حسها من اول ما عرفت أنك حامل وعرفت سبب تعلق ابويا وأمي لجاسر بالشكل ده

اول حفيد بياخد الفرحة كلها.

_ والاخير؟ بياخد أيه؟

التفت الجميع لصوت حازم الذي نهض بنعاس

أجابه مصطفى الذي دلف لتوه بمزاح

_ بياخد على دماغه، زيي انا كدة مع سارة، يزعلوا مع بعض يبهدلوني، يتراضوا برضه يبهدلوني

شاركهم جمال في مزاحهم كي يخفف عن وسيلة التي احتل الحزن قلبها على حال ولدها 

كما شاركه جاسر أيضًا كي يطمئنها عليه

لم يستطيعوا البقاء أكثر من ذلك لأجل عمران نظر جمال إلى سارة 

_ سارة ارجعي انتي عشان البنت وانا ومعتز هنفضل معاه

حاولت الرفض لكن تلك المرة الرفض كان من جاسر 

_روحي ياسارة عشان سيلا وبعدين انا خارج النهاردة يعني ساعتين بالكتير وهكون في البيت

وافقت على مضد لأجل أن تستعد لعودته، فلن يستطيع الصعود لغرفتهم وعليه أن يظل بغرفته القديمة في الدور الأرضي 

عادت هي ووسيلة مع مصطفى كي يمهد الأمر لجده الذي لم يسترد صحته بعد


عادت إلى المنزل وحمدت ربها بان جدها لم يدري شيئًا عمّ حدث

واثناء دخولهم اندهشت جليلة التي كانت تخرج من غرفتها وسألتهم بقلق

_ انتو چايين منين بدري اكدة؟

نظرت سارة لمصطفى بحيرة فأومأ لها بأن تطمئن وتحدث بروية

_ مفيش حاجة ياجدتي جاسر بس دراعه اتكسر وبيجبسه مش أكتر 

ضربت جليلة على صدرها بخوف وسألتهم بلهفة 

_ ماله جاسر؟

تقدمت منها وسيلة كي تطمئنها

_ مفيش حاجة ياأمي هو زين دلوقت وچاين ورانا كسر بسيط متقلقيش

هزت راسها بنفي وقالت بتوجس

_ لا انا قلبي مش مرتاح من امبارح وحاسة انه فيه حاچة، لازمن اروح عنده.

تحدث مصطفى بجدية

_ والله جاسر زي الفل وساعة بالكتير وهتلاقيه جاي ولو عايزة تطمني اخليه يكلمك فيديو ويطمنك.

_ طيب ليه مـ ستنتوش ياچي معاكم؟

_ عمي طلب مني اروحهم عشان يجهزوا الاوضة بتاعته لأنه مش هيقدر يطلع السلم.

لم تقتنع بحديثه لكنها وافقت حتى تمر تلك الساعة وتراه بعينها 


كذلك وقع الخبر على عمران لكن مصطفى جعله يحدثهم بالفيديو كي يطمئنه

_ قلتلك حاجة بسيطة بس اخدها فرصة عشان ترجعله.

_ ربنا يهديهم ويهدي سرهم.

صحح مصطفى

_ ربنا يهديه هو، انما سارة أختي مفيش زيها هو اللي محتاج شدة ودن

ايده عمران في رأيه

_ عندك حق في دي بس انا عايز اخبرك إن جاسر مش وحش زي ما انت فاكر

كل الحكاية انه بيغير عليها زي ما انت بتغير على مراتك وخصوصاً أن سارة بريئة بزيادة ومعندهاش خبرة في التعامل وصدقني اللي بيعمله ده خوف عليها وكل ما حبها واتعلق بيها كل ما زاد خوفه عليها.


يعلم ذلك جيدًا لكنه لا يريد أن يراها بذلك الضعف أمامه ولذلك قرر التدخل بينهم كي يشعرها بوجوده وانها ليست وحيدة.

_ انا عارف كل ده بس اللي ضايقني انه حاطت بابا بينهم.

تنهد عمران بتعب من كثرة التطرق في هذا الموضوع فأراد أن ينهي ذلك الأمر معهم وتحدث بقوة

_ انا ربيت عمك وأبوك في بيت واحد ومعاملة واحدة

عمري في يوما ما ميزت واحد عن التاني 

ابوك كان ديمًا متطلب لكن عمك كان قنوع في كل حاجة وده كان بيخليني ادي لعمك من غير ما يطلب وده لفت نظر ابوك حاولت افهمه بس حسيته وقتها أنه مش عايز يفهم بحيث إني اعمله كل حاجة من غير ما يطلب.


لما الاتنين كبروا واتعرضت للأزمة دي عمك اتحرك من غير ما اطلب منه 

بس أبوك طلبت منه ورفض، عرفت وقتها إن الغلط كان مني أنا مش منه لأني عودته إن كل حاجة يطلبها مينفعش نقوله لأ فأصبح يشوف كل حاجة حق مكتسب له، وإن كان حد مذنب في كل ده فهو أنا مش انتم 

اخذ مصطفى يد جده ليقبلها بحب وتحدث بحكمة

_ انت عمرك ما كنت غلط ياجدي بالعكس انت كنت بتراعي الاتنين في كل حاجة بس النفوس هي اللي مختلفة، انا وسارة اتعاملنا معاملة واحدة صحيح كلها اهمال وعدم اهتمام بس واحد في النهاية ومع ذلك متشابهين في كل حاجة، انا مقدرش اغلطه لأنه مهما كان أبويا بس هو عنده حب الذات عكس عمي اللي حب ذاته في انه يشوف اللي حواليه مبسوطين.

اندهش عمران من الحكمة التي يتحدث بها حفيده وتأكد بأن ربه لم يخيب رجاءه وعوضه باحفاده عن ذلك الإبن الضال


❈-❈-❈


كانت وسيلة تنظر إلى سارة اللذان رتبت غرفة ابنها وقامت بنقل ملابسه استعدادًا لعودته

اخطأ حقًا عندما كاد أن يضيعها من بين يديه بتهوره

من يراها الآن لا يصدق بأن لها اي صلة بمنصور

حقًا يخرج من بطن القاسي بذرة طيبة



الصفحة التالية