رواية جديدة ذكرى مكسورة مكتملة لإيمي عبده - الفصل 3 -1 - السبت 23/12/2023
قراءة رواية ذكرى مكسورة كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية ذكرى مكسورة
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة إيمي عبده
الفصل الثالث
1
تم النشر يوم السبت
24/12/2023
شرد عامر بالأفق البعيد يتذكر أيام مر عليها سنوات حين إستيقظ ذات يوم ووجد حياة بين ذراعيه وهو يظنها لعوب خبيثة، إبتسم لتلك الذكرى
❈-❈-❈
بعد أن ألقى عامر إتهامه وصل زياد يحمل بين يداه أكياس الطعام وحين فتح الباب تفاجى بصراخهما فألقى ما بيده وأسرع إلى الغرفه فصُعِقَ لرؤيتهما سويا يتشاجران
- فى إيه
نظرا كلاهما اليه فتركت حياه الغطاء وركضت تختبأ بزياد : الحقنى يا زياد
- جرى ايه
أجابا سويا بغضب
- صحيت لقيته حاضنى
- صحيت لقيتها ف حضنى
- طب بالراحه عليا عشان أفهم انت بتعمل إيه هنا ياعامر
- ما انت عارف ثم السؤال ده تسأله لها مش ليا
صمت لثوان ثم استوعب الأمر : أوبااا أنا آسف ياجماعه دى غلطتى أنا
لم تتركه حياه وظلت متشبثه به بينما سأله عامر بتعجب : غلطتك ازاى
- مهو حياه كان عندها مشكله ومحتاجه مكان تبات فيه وأنا اللى جبتها ونسيت أبلغك
ثم نظر إلى حياه بحرج : الشقه دى بتاعتى أنا وعامر وعامر مبيجيهاش إلا لو كنا سوا أو عنده مشكله ساعتها بيجى لوحده بس هو فيه داء أزرق اما بيكتئب بيقلبها ضلمه بيدخل الشقه وهيا عتمه وينام ف الضلمه بهدومه والظاهر اتقلبتو وانتو نايمين وحضنتو بعض بالغلط
لكن حياه لم تبالى بحديثه وصرخت تتهم عامر : دا حيوان أكيد كان قاصدها
- اتلمى يابتاعه إنتى
فتدخل زياد بنفاذ صبر : خلاااص قولنا بالغلط
لكنها أصرت : لأ مش بالغلط
فحاول زياد إقناعها : يابنت الناس إنتى لابسه لحاف أساسا دا وانتى خارجه بتلبسى حاجات أقل من كده وهو لسه لابس بدلته اللى كان بيها إمبارح الرحمه بقى مش كده
ثم تنهد بضيق: روحى غيرى هدومك وهاتى شنطتك
- شنطتها!
لم يبالى زياد وتابع مؤكداً: إنجزى يا حياة
تركتهما وتوجهت إلى جانب الفراش حيث رفعت حقيبة صغيرة من على الأرض وخرجت إلى غرفه أخرى بينما تأفف عامر
- ممكن أفهم فى إيه؟
- ما قولتلك كانت عاوزه مكان تبات فيه
- تبات فيه، مش تسكن فيه
- جرى إيه ياعامر؟!
- جرالك إنت إيه البنت دى هتضيعك دا إنت حتى متعرفش عنها غير اللى هيا حكتهولك
سخر من كلماته: مالك كرفت على زينب اختى كده ليه
- مالها أختك بنت أصول ومحترمه عالاقل عارفين أصلها وفصلها
- لا والله طيب والخطوبه إمتى إن شاء الله
قضب جبينه: خطوبة مين؟!
- إنت وزينب
- أنهى متخلف قال كده زينب دى زى أختي
- لأ بس اصلى شايفك محموق عشانها أوى وبدات تتبنى أفكارها
- بلاش تخاريف مش معنى إننا متفقين على موضوع إننا هنتجوز دا معناه إننا على حق وخايفين عليك
زوى جانب فمه بيأس: الظاهر إنك حكمت وأصدرت حكمك بس يا سيادة القاضى موضحتليش حكمك دا بنيته على أى أدله هه كلمتين سمعتهم من حد ولا نقول حدايه
لم ينتظر جوابه وناداها بضيق: خلصى يا حياة خلينا نمشى من هنا
زفر عامر الهواء بضيق: هتروح فين؟!
- أرض الله واسعه
- أنا كده كده ماشى والشقه فاضيه خليها تقعد هنا لحد ما الدنيا تتظبط معاها
- وإذا إحتجت تيجى وهيا هنا
- مش هغلب يا زياد هلاقى ألف مكان ثم هيا ليه سابت بيتها من الأول
قبل أن يجيبه وجدها أمامه تنظر له بطريقه جعلته يكره نفسه وكأنها تخبره أنها توقعت هذا منه وأحس لوهله أنها بريئه من أى ظن لكنه تراجع عن هذا الإحساس فما الذى سيجعل زينب تتهمها بلا سبب
❈-❈-❈
تنهد عامر بضيق فبعد أن غادر ظل غاضباً من الأمر وقد قص له زياد ما حدث بعد مغادرته فبصعوبه بالغه أقنع حياه أن تظل هنا بينما وبمرح قرر تحضير طعام الفطور لكن بعد وقت ليس بقليل تشعب الهواء بروائح الحريق فأسرعت حياه إلى المطبخ
- بتعمل إيه يا زياد
- بعمل فول بطماطم
نظرت إلى الإناء الذى أطفأ عنه بعد أن قضى عليه وعقبت بسخريه
- أول مره أشوف طماطم سوده
- أصلها إتلسعت منى شويه
زوت جانب فمها بسخريه: قصدك فحمت
- يووووه بقى أهو على أدى
تنهدت بيأس: فى هنا فول تانى وطماطم؟
- آه
أبعدت الإناء المحترق ببسمه ثقه: طب وسع واتعلم
مهاراتها صعقته وطعم طهوها أذهله فلم يتخيل أنها بهذه المهاره رغم أن من تبنياها ليس لديهما أى خلفيه عن الطهو لكنه لم يتعجب فبعد أن تخلصت من والدها الحقيقى وزوجته الحقود فاجئته ذات مره بطعامة طهوها حيث مدحها بود
- إيه الشطاره دى كلها
- اومال يا ابنى
- اتعلمتى الحاجات دى فين وامتى
- مش كنت صبى ف مطعم
قضب جبينه: دا امتى ده
- الصيف اللى قبل اللى فات
رفع حاجبيه مذهولاً: ابوكى كان مشغلك ف السن ده
فأجابته بلا إهتمام: آه وفى عيال أصغر منى كمان
- ليه بيفطموهم عالشغل
- إنت أصلك عايش ف دنيا تانيه هه أكبر مشاكلك إنك تثبت إنك على حق وأبوك غلطان
شرد زياد وأفاق من شروده على فرقعة أصابعيها: هوهووووه سافرت فين
ضاقت عيناه: غريبه إن مهارتك ف الأكل لسه ممتازه لآ دى إتحسنت أكتر كمان
- عادى طبيعى تتحسن مع الوقت
- بس دا لو كنتى بتطبخى على طول
- مانا بطبخ علطول
- إزاى ده
- زى الناس
صمت للحظات: فهمت إنتى بتمارسى الطبخ كهوايه
- وإنت الصادق كسد جوع
- مش فاهم حاجه هو عم كارم مش عنده خدامه
- عمك كارم بيسافر أكتر ما بيقعد ف البيت وهو موجود ببقى بنوته لذيذه محبوبه وهو غايب ببقى اللقيطه اللى لازم تعمل بلقمتها
إتسعت عيناه بصدمه: يعنى مراته...
أومأت بتأكيد: من زمان مكنتش طيقانى وكل ما عم كارم يعزنى ويعتبرنى ابنه ليه ويتخبط ف نفوخه ويشتريلى أى حاجه كل ما تتفرس وياسلام بقى لو حاجه غاليه تقوم قيامتى وياما قولتله مش عايزه ومسمعنيش لأ ودلوقتي بيجيلها نوبات هطل ختمتها معايا بإتهام إنى عاوزه أخطفه منها فمشيت
- وساكته دا كله ليه مقولتليش ليه
- أنا كنت فين وبقيت فين مكنتش أحلم بعيشه زى دى ولا إنى أكمل تعليمى من أصله ولو على الطبخ وشغل البيت دا حاجه بسيطه ولو على كلامها مش مهم خدت على كده المهم إنى لاقيه بيت يأوينى ولقمه تشبعنى