رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 50 - 1 - الثلاثاء 30/1/2024
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الخمسون
1
تم النشر الثلاثاء
30/1/2024
أحبك
أحرف نطق بها قلبي قبل لساني
أحبك
لحن عشقا وترانيم فرحا تنسيني ألامي
أحبك
يا عشقي الاوحد وأنيسة وحدتي ومرآة وجداني
أحبك
بعشقي
وجنون أشتياقي
أحبك
وكل مابداخلي يناديكي حتى جذور أعماقي
أحبك
بولعي وسكوني وهذياني
أحبك
لاخر لحظه من عمرى ساظل
احبك
❈-❈-❈
كانت تقوم بزرع بذورها وتضعها في الأصيص، وقف خلفها يتكأ على الشجرة ويطالعها بعيونه العاشقة، فمنذ رجوعها وهو اتخذ الصمت والعزلة عقابا لها
ظل يطالعها بعيون مكدسة بالأشتياق، فالنظرة لعيناها تهيج القلب ويبتسم الثغر، تراجع بظهره للشجرة، وهي مازالت تدندن أغنيتها مع موسيقاها الهادئة، توقفت للحظة بعدما استنشقت رائحته التي تسللت لرئتيها، استدارت برأسها ولمعت عيناها بدموع الحزن ، رجعت لما كانت تفعله ولكن بصمت، تحرك إلى أن توقف أمامها، رغم انهيار دواخله واشتياقه الكامن إليها
أردف بنبرة رخيمة:
-متخلنيش أضطر اقفل باب الأوضة بالمفتاح، سيبك من شغل الأطفال بتاع كل ليلة دا، وجيتك لعندي كل ليلة تنامي في حضني، نهضت من مكانها ونفضت كفيها بقوة حتى تناثرت الأتربة على وجهه، ونظرت لشمسه تبحث عن نظرة إشتياق إليها، ولكنه كان ماكرا لحد الأبداع عندما تراجع يضع نظراته فوق عيناه ويشير بيديه عليها
-بطلي عك في الطين، شكلك بيئة، تحركت إلى أن وصلت أمامه مباشرة وبجبروت انثى طاغيه، أثرت عليه بنظراتها ورائحتها حتى تناسى مافعلته، رفعت نفسها تحاوط عنقه بكفيها المتسختين ..وضغطت على شفتيها قائلة:
-يعني كنت حاسس بيا كل ليلة، وبتستهبل، رفعت كفيها على وجهه وغرزت ليلها بعمق عيناه وأكملت
-معلش ياحضرة المستشار لازم تستحمى عشان البيئة وسخت هدومك ووشك، واقفل الباب اه بعد كدا..قالتها وتحركت وهي تنادي على عامل الحديقة
ولم تشعر بذاك الذي حملها متجها إلى المسبح، وأغلق الباب خلفه، ثم القاها بقوة به
وهو يشير على ثيابه
هنزل دلوقتي عندك، وزي مالسانك طويل هتخلعيني القميص دا وتغسلي الطين ال على جسمي
توسعت عيناها بذهول وهو يلقي بكل أشيائه على المنضدة، ويقفز إليها بالمياه
خرجت برأسها وهي تشهق
-مجنون ياراكان، ايه اللي عملته دا..نظرت حولها برهبة وأشارت على ثيابها
-دلوقتي أخرج ازاي بهدومي دي والجنايني موجود
حدق بها بعينين مشتاقة وهي غاضبة ..جذبها وحاوطها بين ذراعيه، ثم أشار على وجهه
-اغسلي دا ..جحظت عيناها وهو يرمقها بنظرة ذات مغذى
حاولت الفكاك من حصاره
ولكنه كان الأقوى..ضغط على خصرها
-العقاب هيزيد لو عديتي دقيقة..أمسكت بعض المياه
وبدأت تزيل آثار وجهه من التراب ..كان يختلس نظرات الأشياق بها كأسد مفترس يود الأنقاض عليها ويجعلها مضغة بين فكيه
اغمض عيناه عندما شعر بأناملها الرقيقة تسبح فوق وجهه وذقنه ..شعرت برجفة بقلبها من حالته التي اثرتها
أشار على وجنتيه . ..فهمت ما يريده فاستدارت ولكنه كان الأسرع منها يجذبها ويغطس بها تحت المياه فترة من الوقت
شعرت بالأختناق ..أخرجها بأحضانه وهي تحاول أن تتنفس بصعوبة والمياه تتساقط من خصلاتها واهدابها التي ترفرف ناهيك عن شفتيها المرتعشة
-هغرق قالتها من بين أنفاسها المنسحب..
اغرقي يمكن مخك ينضف، دا أنا لو بعلم أمير كان زمانه فهم إنما الدكتور بتاعة الشهادات مبتفكرش غير ازاي ترضي غرورها
قالها وهو يطالعها هي تسحب نفس..رفع ذقنها وتحدث متهكما:
-نفسك قصير، وعاملة تنينه
دفعته غاضبة
-وسع كدا معرفش بقيت بارد ورخم
❈-❈-❈
-انا بارد..طيب هعرفك البارد دا هيعمل فيكي ايه
ومش هتنازل على كدا
اقتربت عندما وجدت نظراته التحذيرية:
-وطبعت قبلة على خديه، واستدارت سريعا وهي تتمتم
-بارد وغليظ وعايزة اااه صرخت وهي تجز على أسنانها ..لحظات ووجدت نفسها بالهواء يرفعها بين ذراعيه
-قولي أعمل فيكي ايه بس، عايز افضل معاقبك بس قلبي مش مطاوعني
حاوطت عنقه عندما تركها لتسقط بالمياه..
-راكان هغرق.. سحبها تحت المياه لفترة ثم أخرجها والمياه تتساقط من فوق خصلاتها واهدابها التي ترفرف ناهيك عن شفتيها المرتعشة
ظل يقاوم نيرانه الملتهبة عاجزا على إيقاف ارتعاشة شفتيها دنى كالمخمورمستمتعا بمذاق قربها وعانق خاصته بخاصتها لتعزف لحنا خاصا بها
ارتجفت بين أحضانه، فرفعت كفيها تملس على وجهه
-مش كفاية عقاب عليا كدا..وحشتني أوي
رفع كفيه يمسك بكفيها يثبته على وجهه متناسيا ماصار بينهما ثم طبع قبلة مطولة عليه
-مش أنا اللي عملت كدا ياليلى، امتى هتفكري قبل ماتاخدي قرارتك دي، كان ممكن تضيعي ..جذبها يضغط على أسنانه
-ليه عملتي كدا؟!
انتِ عارفة لو ماوصلتش في الوقت المناسب القذر دا كان ممكن يعمل
حاوطت عنقه ودفنت رأسها بعنقه
-راكان غصب عني، كنت هتجنن على زين
انزل ذراعها بهدوء وراجع يتسلح ببروده
-لازم يحصل مصيبة كبيرة علشان تستخدمي عقلك يا ليلى
تجمدت الحروف على شفتيها ولم تعد تعلم ماذا ستجب عليه..رفعت عيناها إليه وحاولت تجميع الحروف كطفل يتعلم النطق
-أنا أم يارا كان..تعبت نفسيا وجسديا في الحمل..دنت منه وثبتت عيناها على شمسه
-مكنتش هقدر ياراكان اكون عارفة مكان ابني واسكت
احتدت نظراته ولم يشعر بنفسه وهو يضغط على ذراعيها بقوة :
-إنتِ ليه مصرة إن الولد ابنك بس، ايه مكنش ابني كمان
دفعها غاضبا وأشار بسبباته
-غلطة كمان اوعدك بعدها هرميكي برة حياتي ..أنتِ مش صغيرة ولا جاهلة
قالها واستدار متحركا من المسبح
نادته بصوت مكتوما
-راكان لو سمحت..استدار يصرخ بوجهها
-ايه..مستنية مني اخدك في حضني، انت مش مستوعبة كان هيحصل ايه يامدام
جز على فكيه محاولا السيطرة على غضبه الضاري الذي اشعل دواخله بعدما حاول تغاضيها وعدم معاقبتها
-دا واحد مجنون بالمدام، لا والمدام مش واخدة بالها ورايحة لعنده برجليها، لو دماغها دماغ طفل ماسك ببيرونة كان فهم انه كمين ليها عشان توصله، لكن المدام كل اللي بتفكر فيه ازاي تبين لجوزها أنه ولا حاجة..استأنف حديثه ومشاعر الغضب تتمكن منه
-عند وغباء وبس، عايزة ترضي غرورها،لا وياريت على كدا بس، كذبتي علشان تبيني للجميع انك ذكية
فتحت فاهها للتحدث
قاطعها باستنكار ثم تابع مزمجرا وهو يسيطر على نيران صدره التي اشعلتها
-اعتمدي على عقلك يامدام قبل قلبك، نفسي تستخدمي عقل المهندسة اللي جواكي
تحركت وخرجت من المسبح، توقفت أمامه
-راكان لو سمحت افهمني..أشار بسبباته
-ليلى لو خايفة من غضبي ابعدي عني، لحد مااروق وبعد كدا يبقى نتفاهم
انكمشت ملامحها بألم وتبدلت الى سكونٍ وهي تبتعد عنه ببصرها
-اطلعي غيري هدومك، كيان عند يونس مش عجباني بقت بتهرب من البيت على طول، وطبعا حضرتك طول اليوم برة
كانت تناظر جموده الذي تحول عن ماكان عليه منذ دقائق بعيون هالكة من فرط ألم عقابه
استدار متحركا بهدوء مثلما جاء..أطبقت على جفنيها وانسابت عبراتها رغما عنها
-هتفضل تعاقبني لحد إمتى ياراكان على ذنب اموميتي
تحركت صاعدة للأعلى بخطوات مرتعشة تجاهد إخفاء دموعها بشق الأنفس داخلها يتمزق من قساوة كلماته التي أحرقت نياط قلبها وتشعر بوخزاته
وصلت إلى جناحها الذي اتخذه عقابا لها، دلفت سريعا الى المرحاض، واتجهت لداخل البانيو تجلس تحت المياه بملابسها وشهقاتها ترتفع بالمكان
شهرا كاملا وعقابه يتزايد يوما بعض يومٍ حتى وصل به بمبيته خارج المنزل
لم تدري كم مر عليها من الوقت بتلك الحالة المتوجعة تحت المياه، حتى اختطلت مياه دموعها بالمياه التي تسقط فوق جسدها
بالخارج
ارتفعت صيحات الطفل ..كان خارجا من غرفته استمع الى بكائه ..اتجه لغرفته قابلته المربية، ابتسمت له
-زين بيعيط ليه؟!
اتجهت بخطوات متمهلة أمامه
-آسفة كنت بعمل قهوة، هشوفه حالا، عملت لحضرتك معايا
ضيق عيناه متسائلا:
-تعملي قهوة وليه فين الخدم علشان تعملي قهوة
حملت زين وبدأت بتهدئته بأسلوبها الأنثوي الهادئ أمامه
تنهد بغضب محاولا السيطرة على نفسه فتحدث بنبرة ساخطة
-داليا وظيفتك هنا الولاد وبس، لا تدخلي مطبخ ولا غيره..ثم تحرك عدة خطوات قائلا:
-انا مبشربش قهوتي غير من اتنين وبس، امي ومراتي، فياريت تهتمي بنفسك وبس..قالها وتحرك مستديرا..توقف للحظات يتسائل
-ازاي ليلى مخرجتش بعد عياط زين، ولج غرفتها بلهفة بعدما تسلل الخوف لقلبه
❈-❈-❈
نظر بأرجاء الغرفة يبحث عنها بعينيه..وجد ثيابها الموضوعة على حافة الفراش ..دلف إلى المرحاض وجدها تجلس بثيابها تضع رأسها على حافة البانيو بسكون تنظر في نقطة ما ..شاردة لم تشعر بدخوله..خطى إليها فلقد نزفت روحه من وضعها..انحنى يلمس كتفيها هامسا بهدوء حتى لا يفزعها
-ليلى..هبت من جلوسها تطالعه بخوف
-فيه ايه اللي حصل..أغلق المياه التي وصلت لثيابه
-قاعدة كدا ليه..وبتاخدي شاور بهدومك ياليلى..خرجت من كابينة الحمام متجهة إلى البورنص
-ممكن تطلع برة عايزة اخلص الشاور
رفع حاجبه بطريقة مستفزة قائلا بإبتسامة باردة
-هو أنا هتفرج عليكي، أنا جاي اقولك ابنك مش مبطل عياط برة، وحضرتك بتسجمي في البانيو
-تمام ياراكان هخرج اشوفه ممكن تسبني اغير
رفع وجهه فتلاقت عيناه بأعينها الحزينة، جذبها لأحضانه
-ليلى خلاص..رفع خصلاتها المبتلة من فوق وجهها واحتضن وجهها بين راحتيه ينظر لليلها الأسود الحزين
-اجهزي، علشان ننزل نتغدى في الجنينة برة، من زمان متغدناش مع بعض
ارتجفت شفتيها تحاوطه بنظراتها
-سامحتني..طبع قبلة على جبينها
-غيري هدومك بقالك فترة في المية ودا مش كويس
حاوطت خصره
-قولي انك سامحتني ياراكان، مش عارفة أعيش وانت زعلان مني
ملس بإبهامه على شفتيها
-مش زعلان منك، البسي وانزلي ..انا هروح ليونس شوية تكوني جهزتي
رفعت نفسها وطبعت قبلة بجانب شفتيه تنظر لعيناه بإشتياق..استدار متحركا حتى لا يضعف أمامها ..خرج ودقات قلبه تنتفض بداخل صدره..لقد اشتاق إليها حد الحنون..ولكن عليه التريث حتى لا تخطأ مرة أخرى