-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 50 - 2 - الثلاثاء 30/1/2024

  

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


 

الفصل الخمسون

2

تم النشر الثلاثاء

30/1/2024

بمنزل يونس 

كان يجلس بين كيان وقمر يلهو معهما باالألعاب الالكترونية..وصلت سيلين إليهم ببعض المقرمشات ..جلست بجوارهم 

-بتلعبوا ايه..رفع نظره إليها

-تيم نام ..اومأت برأسها بإرهاق 

-الولد صعب أوي يايونس، وعلى طول واء واء 

قهقه عليها اتجه بأنظاره إلى كيان وقمر 

-كملوا لعب وكلوا الحاجات الحلوة اللي مامي عملاها دي هقول لمامي سر جوا وجاي 

قطبت كيان حاجبيها 

-سر جوا ليه ياانكل..طب ماتقولها هنا، وانا وقمر مش هنسمع 

جز على نواجزه 

-هتطلعي لمين..بنت راكان هتقول ايه يعني 

قهقهت سيلين وهي تلكزه..ثم اتجهت إلى كيان 

-حبيبة عمتو ياناس..السر مايبقاش سر حبيبتي لو حد سمعه..العبي مع قمر وخلي بالك منها، وأنا هشوف عمو يونس عايز ايه واجيلك 

رفعت الطفلة كفيها إليه 

-قصدك دكتور الستات..ضحكة صاخبة من سيلين حتى أدمعت عيناها تنظر إلى يونس الذي ظهرت عليه ملامح الغضب..تحرك متجها إليها 

-دكتور مين يابت..وحياة ابوكي ماانا سايبك..قفزت فوق مائدة الطعام وهي تقهقه بضحكات الأطفال الشقية وتهتف بسعادة 

-بابي وانكل حمزة سمعتهم بيقولوا عليك كدا، هو عيب ياانكل 

كور قبضته ينظر إلى سيلين التي تقف أمامها 

-يونس بس دي طفلة هتعمل عقلك بعقلها ..جذبها وأبعدها عن كيان 

-تعالي يابنت التنين والله لأقطع لسانك 

قهقهت عليه تتشبث بعنقه ثم طبعت قبلة على وجنتيه 

-انكل يونس حبيب كيان بتحبه اد البحر بسمكاته

رفع حاجبه بسخرية 

-لا والله ..هزت رأسها، وأمسكت كفيها تحسب على أناملها 

-انكل يونس، انكل حمزة، انكل نوح..كيان بتحبهم فيري ماتش..ثم وضعت ابهامها تحت ذقنها تنظر له 

-بس عمو يونس..ألوتalot)) استدار إلى سيلين 

-شوفت البت ..بتلعب بيا ازاي..ضيقت كيان عيناها 

-يعني ايه ياانكل ..اجلسها بجوار ابنته التي تلهو بألعابها..قمر التي تصغر كيان بثلاث سنوات..ثم سحب سيلين من كفيها

-تعالي بدل ما اعمل عاهة مستديمة لبنت راكان 

تحركت وهي مازالت تضحك على كيان..صاح على المربية

-خدي بالك من الولاد ..ولج لغرفته متنهدا 

-عاملة ايه حبيبتي لسة العميلة بتوجعك..قالها وهو يحتضنها 


❈-❈-❈

وضعت رأسها على كتفها وحاوطت خصره 

-لا ياحبيبي..هتوجعني برضو وجوزي اشطر دكتور في الدنيا ..رفع ذقنها ينظر لموج بحرها 

-سيلي وحشتيني اوي ياقلبي ..دنى ليعزف بخاصته على كرزيتها..تجاوبت معه في حفلة عشقهما..إلا أن قاطعهما طرقات على باب غرفتها..دلفت قمر ابنتهما 

-بابي ..انكل راكان جه برة

سب راكان بسره 

-مش كفاية بنته ام لسانين، ناقصين الحلوف الكبير

لكزته سيلين وهي تضحك ..ثم اعتدلت تعدل من وضعية ملابسها 

كان يطالعها بإشتياقه 

-اعمل ايه في أخوكي الزفت..حتى يوم أجازتي مش عارف اتهنى بيكي، لا وبنته من الفجر نايمة في حضني 

اتجهت لغرفة ثيابها تضع مأزرها على جسدها 

-خلاص بقى اكيد عايز منك حاجة..طالعها بتدقيق 

-رايحة فين كدا

أشارت لباب الغرفة 

-طالعة برة ..اتجه إليها يضغط على خصرها 

-تطلعي كدا قدام اخوكي اتجننتي ولا إيه 

ضيقت عيناها مستاءة

-انت قولت اهو اخويا..وسع متبقاش خنقة كدا 

جذبها بقوة وبنظرات نارية 

-مش هقولك راكان مش شقيق بس هقولك لو ابوكي حتى متطلعيش كدا 

جحظت عيناها

-يونس بتتكلم جد..ماانا بخرج دايما بالروب ايه المشكلة 

أشار على جسدها 

-سيلين مينفعش تخرجي كدا.. إنتِ لابسة قميص ورجلك باينة ياهانم 

دفعها بغضب حتى سقطت على الفراش وخرج ونيران الغيرة تحرق صدره 

بالخارج قبل قليل 

دلف راكان 

-قمراتي بيعملوا ايه...قالها عندما جلس وفتح ذراعيه إليهما 

قفزت الأثنتين بأحضانه يضعن قبلة على خديه

بحث بعينيه عن يونس فاتجه إلى قمر 

-بابي فين ياقمري ..همست بجوار أذنه 

-بيقول سر لمامي جوا .علشان مينفعش قدامنا 

قهقه بصوت مرتفع وهو يحملهما متجها إلى الأريكة..وصلت الخادمة 

-تشرب ايه يا سيدي

مازالت ضحكاته تعبأ المكان..رفع بصره إلى الخادمة 

-اعملي قهوة سادة، ثم رفع قمر على ساقيه 

-قولتيلي بابي بيقول لمامي سر..اومأت برأسها بنعم

جذبت وجهه كيان وهتفت 

-انكل يونس قالي يابنت التنين يابابي..رفع حاجبه ساخرا 

-قالك بنت التنين

هزت رأسها ورفعت كفيها

-علشان قولتله دكتور الستات ...توسعت عيناه بذهول 

-مين قالك تقولي كدا..مش عيب ياكيان متقوليش كدا تاني يابابي

مطت شفتيها للأمام 

-أنا سمعت انطي سيلي وحضرتك بتقوله كدا 

طبع قبلة على جبينها

-حبيبتي فيه حاجات الكبار بيقولها عادي لكن الأطفال عيب تمام حبيبة بابي

هزت رأسها

-أوكيه بابي..وصلت الخادمة بقهوته.. نزلت قمر من فوق ساقيه سريعا متجهة للداخل 


❈-❈-❈

خرج يونس ووجه عبارة عن لوحة من الغضب

ابتسم بسخرية

-ايه يادكتور الستات السر هرب ولا إيه 

استقطب بإستهجان 

-مش عايز طولة لسان مش يبقى انت وبنتك 

استدعى الخادمة 

-اعمليلي قهوة ..اتجه بنظره لراكان 

-ايه اللي فكرك بيا..مااحنا طول الاسبوع مشفناش ملامح بعض 


التوت زاوية فمه بشبه ابتسامة عابثة 

-وحشتني قولت اجي اشوفك، بس شكل التوقيت غلط 

وضع ساقا فوق الأخرى واشعل سيجاره يبحث عن البنات 

-البنات فين ؟! تسائل بها يونس 

أشار راكان لغرفة الألعاب 

-راحو يلعبوا ..المهم اسمعني كويس 

-فيه رجل أعمال مشهور كلمني وبيقول عايز يعمل مجموعة مستشفيات خاصة وطلب مني أعرفك لو حابب تشاركه 

قطب مابين حاجبه متسائلا 

-مين دا ؟!

ارتشف من قهوته ثم تحدث

-يعقوب المنسي..هب فزعا 

-ناااعم بتقول مين يااخويا

نفث تبغه ونظراته عليه 

-اهدى ايه صاروخ ..عرض وطلب ياتوافق ياترفض..على فكرة أوس وعز الألفي مشاركينه

حك ذقنه بتفكير ثم تسائل:

-طب ليه مشاركتوش 

ظل يرتشف من قهوته، صمت للحظة ينظر له ثم تحدث: 

-اولا مبحبش الشراكة ..ثانيا بقى انا مش دكتور علشان اعرف مواضيع المستشفيات دي 

نهض يونس متجها للشرفة واشعل سيجاره ينظر للخارج بتفكير ثم استدار يتكأ على الجدار الحديدي 

-انا كمان مبحبش الشراكة، ولولا الشركة عائلية مكنتش دخلت معاكم، بس ليه عز وأوس يشاركوا واحد مجهول الهوية 

نهض راكان متجها إليه 

-لا مش مجهول الهوية، يعقوب دا باباه كان عقيد في الجيش واتقتل وهو عنده ست سنين...والدته اتجوزت واحد  وسافرت بيه بعد وفاة جوزها امريكا لحد مااقلبناه، كان له عم، وعنده بنت بس للأسف مات والبنت دي دخلت ملجأ، وهو بعد ماعرف أنها عايشة رجع علشان يدور عليها..بس عجبته مصر وقرر يستقر هنا 

اومأ برأسه متفهما ..

-لا ..مش هشاركه، كفاية اللي عندي 

نهض راكان من مكانه 

-تمام ..قولت اعرفك برضو لو حبيت ..خرجت سيلين 

-حبيبي انت ماشي ..طبع قبلة على جبينها

-عاملة ايه ؟!

ابتسمت له وأجابته 

-الحمد لله..وحشتني وليلى كمان بقالنا كتير ماقعدناش مع بعض 

تحرك للخارج وهو يتحدث

-هي كمان مشغولة بالبيت والعيال ..سلام هستناكم بكرة على العشا..توقف متجها ببصره الى أخته 

-فين تيم نايم ولا إيه 

تحركت إليه 

-لسة صاحي، هو مابينمش غير دقايق..دلف خلفها ليراه 

طفل يبلغ من العمر شهر يتميز بالعيون الزرقاء مثل والدته 

انحنى يطبع قبلة على جبينه 

-حبيب خالو تاعب مامي ليه..ظل يراقبه لبعض الدقائق وهو يبتسم تحدث إلى سيلين 

-شبهك أوي وانتِ صغيرة..ابتسم وهو يعانق أكتافها 

-كنتي شقية أوي ياسيلي..وضعت رأسها على صدره 

-تعبتكوا أوي كدا زي ماهو تعبني..ضحك عليها وعلى طفوليتها 

طبع قبلة على رأسها 

-أحلى شقية في الدنيا..أشار إلى ابنها 

-الشقية كبرت وبقت مامي تخطف العقل 

حاوطت خصره 

-ربنا يخليك ليا ياأحن اخ في الدنيا ..رفع ذقنها ينظر لبحر عيناها 

-اوعي في يوم تكوني زعلانة من حاجة وتخبي عليا، حضني هيفضل مفتحولك ياقلبي، مسد على وجنتيها 

-سيلي انتِ بنتي قبل ماتكوني اختي ياقلبي ..قبلت وجنتيه 

-انت أحسن أخ في الدنيا ربنا يباركلي فيك ياحبيبي

استدار إلى تيم وأشار عليه 

-هدية تيم لسة هتوصله مش ناسي، بس بشوفله حاجة قيمة تناسب تيم البنداري 

-حبيبي ياراكان مش محتاجة منك حاجة كفاية وجودك جنبنا 

مسد على خصلاتها

-بس ياهبلة انا عندي ميت أخت..دا هي أخت واحدة 

ضمته بحب اخوي..وقف يونس على باب الغرفة يعقد ذراعيه على صدره 

-اجيب اتنين ليمون يااخويا انت وهي ..استدارت تبتسم على غيرة زوجها 

-لا ياحبيبي شجرة الليمون دي ليا أنا وانت أما راكي حضن الأخوة 

طبع قبلة على جبينها وتحرك متجها إلى يونس 

-بتغير مني يا حمار..دي بنتي ياأهبل..خرج وهو يضحك عليه 

رسم قناع بارد فوق ملامحه كي لا يعكس الغليان القابع بصدره ثم تحدث بهدوء

-اهبل في عينك، استدار له راكان مضيقا عيناه 

-مالك يلا في إيه؟!

تحرك يونس متجها إليه 

-متيجي نروح لنوح شوية، من زمان مركبناش خيل

خرج راكان قائلا

-انا هعدي عليه، بس عندي مشوار في الاول..نتقابل هناك سلام 

❈-❈-❈

بمصلحة السجون 

كانت تجلس بأحد الأركان تنظر حولها بغضب من تلك المسجونات تنظر إليهن بكبر وتفاخر..وصلت احداهن وهي تنفث سيجارها وتضع يديها بخصرها. ركلتها بأقدامها 

-انتِ يابت قومي اعمليلي شاي واغسلي هدومي 

نهضت تصرخ بوجهها 

-نعم أنتِ متعرفيش انا مين ولا إيه ..جذبتها تلك المسجونة التي تدعى بتفيدة 

-هتكوني مين ياروح امك واحدة مجرمة قذرة بتبص لخلق الله بقرف

دفعتها بقوة اسقطتها وأشارت على الأخريات 

-كل واحدة تجيب هدومها الوسخة للزبالة دي تغسلها، وعلى الله مش تنضفها 

جحظت أعينها تضعها أناملها على أنفها من رائحة تلك الثياب تتراجع للخلف 

-اللي هتقرب هموتها، متعرفوش أنا مين، انا نورسين النمساوي ..أجمل بنت في مصر كل الرجالة تتمنى منها نظرة تيجو انتوا شوية حريم سوفاج يضربوني أنا 

جذبتها إحدى السجينات من خصلاتها وهي تتحرك بها بالمكان وصرخاتها بالأرتفاع 

-عايزة اعرف مين عروسين دي ..ياله يابت وانت وريني نفسك..وضعت رأسها بأحد الأنية التي توضع بها المياه 

-سمعيني صوتك يابت ..انتهت مما كنت تفعله..ثم دفعتها بقوة اسقطتها فوق الثياب التي وضعت بمنتصف الغرفة 

-يالة اغسيلي ياحلوة ولما تخلصي سخني العدس اللي هناك دا علشان ناكل 

انهمرت دموعها كالشلال تبكي ..تنظر لحالها بحزن، اهي تجني بما فعلته

الصفحة التالية