رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 50 - 3 - الثلاثاء 30/1/2024
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الخمسون
3
تم النشر الثلاثاء
30/1/2024
بأحد الشقق استمعت إلى طرقات على باب منزلها
نهضت بتكاسل
-راكان..دلف للداخل وأغلق خلفه الباب دون حديث
-فين سليم عرفت انك اخدتيه للدكتور
انسابت عبراتها تشهق ببكاء
-سليم تعبان أوي، الدكتور اخد من عينة للتحليل وشاكك بالسرطان
ارتفعت دقات قلبه عندما استمع إلى حديثها..نعم هو لم يهتم به ولكنه كان يراه كل فترة ..
تجمد للحظات وهو يدقق نظراته بها، يحدثه عقله
-لا مستحيل تكون بتكذب..تحرك للداخل بعدما تحركت على بكاء ابنها ..دلفت تحتضنه
-أنا هنا ياحبيبي
توقف على باب الغرفة ينظر لذاك الملاك..لقد تغيرت ملامحه بالكامل..ذهل من شحوبه بالكامل، وأصبح جسده هزيل، خطى إليه حتى وصل وجلس بجواره يمسد على خصلاته
-حبيبي ايه اللي بيوجعك
تشبث بعنق والدته وهو يبكي
-عمو الوحش جه ياماما علشان ياخدني صح، زي ماتيتا قالت
نظر إليها بذهول يكور قبضته
-قايلين للولد ايه ..جز على أسنانه يريد أن يحطم فكيها بالكامل
-احمدي ربنا أن الولد صاحي صدقيني وقتها مكنتش رحمتك
قام الأتصال بالمشفى وحجز له عند أشهر أطباء
-جهزي الولد علشان ناخده للدكتور..هستناكي تحت
بعد فترة جلس أمام الطبيب
-زي ماالدكتور قال لكن دا مجرد شك هنتأكد من التحاليل
-شكك كام يادكتور
اعدل من وضع نظارته الطبية واجابه بعملية
-للأسف ياحضرة المستشار النسبة كبيرة ماتقلش عن 80/ نهض راكان من مكانه بألما على ذاك الطفل البرئ
وصل إلى الغرفة التي حجز بها توقف لدى النافذة الزجاجية يطالعه بحزن يملأ الجفون
❈-❈-❈
بمزرعة نوح
كان يتلاعب مع أطفاله ..سحبهما متجها إلى الأسطبل ..اسرع طفله يامن
-ايه اخيرا هركب الحصان..ابتسم نوح على شقاوة طفله..أما ياسين الذي توقف يدقق بشيئا ما
اتجه والده إليه
-ياسين واقف كدا ليه
أشار إلى مهرة صغيرة كانت تأن من الألم
-بابي المهرة دي مريضة، شايف عينها وبتنزل حاجات من بوقها
ضيق نوح عيناه متجها بنظره لتلك المهرة الذي ظهر بها الأعياء ..نادى على المسؤل على الأسطبل
-عمو أمين ...هرول الرجل إليه
-أيوة يادكتور..أشار إلى المهرة
-ريحانة مالها، هي مريضة
اومأ الرجل له وتحدث:
-أيوة يادكتور، والدكتورة أسيا كشفت عليها وقالت هتجبلها العلاج
اومأ متفهما فتحرك الرجل بعد الأستئذان منه..اتجه لأبنه وجده يملس على خصلاتها
- ياسين بتعمل ايه عندك..ابعد ياحبيبي ممكن تعديك
- متخافش يابابي هي مش هتعمل حاجة
ظل نوح يطالع ابنه بهدوء وصل حمزة بصحبة ابنه
-عمو الدكتور اهو ياسيفو
تلاقه نوح بين ذراعيه
-سيفو حبيب عمو ..أشار سيف على يامن الذي يعتلي الخيل بصحبة أحد العمال
-بابي عايز اركب زي يامن ..حمله نوح متجها إلى يامن ..وضعه أمام يامن
-خد بالك منهم ياعم صالح
-متخافش يادكتور..تراجع إلى حمزة الذي يجلس بجوار ياسين
-ياسين مالوش في الخيل ولا ايه..تسائل بها حمزة
جلس نوح بجواره
-لا ياسين بيحب الاكتشافات..نهض متحركا يلهو حولهم
-راكان ويونس جاين بعد شوية
اومأ برأسه
-عرفت يونس كلمني
بعد بكرة رمضان وراكان غير عزومة بكرة لأول يوم وانا مش عارف اعمل
تراجع حمزة بظهره
-علشان والدك يعني ..اومأ له ..تنهد حمزة ثم أجابه
-عرفه أن كل سنة بنفطر كلنا مع بعض
باليوم التالي بغرفة راكان
استمع إلى طرقات على باب غرفته إذن بالدخول وهو يرتدي قميصه..ولجت داليا مربية أطفاله
-طنط زينب عملتلك القهوة وقولت أجبها لحضرتك
كان واقفا أمام المرآة يعدل من وضعية ثيابه ويغلق زر قميصه..دلفت ليلى عندما وجدت باب غرفته مفتوح..توقفت تنظر لداليا التي تستند على الجدار تطالعه بهيام ..دلفت سريعا
-واقفة كدا ليه..مسمعتيش صوت زين..تحركت سريعا متجهة للخارج
-آسفة يامدام، أصل ..هو يعني
اطلعي ..انت لسة هتهتي
استدار ينظر إلى غضبها فاتجه بنظره لداليا التي تحجرت الدموع بعينيها
-آسف ياداليا ...مدام ليلى أعصابها تعبانة
صرخت ليلى بوجهه
-ليه شايفني مجنونة..اتجهت ببصرها الى داليا
-انت لسة واقفة عندك امشي روحي شوفي الولاد..تحركت بعدما انسابت عبراتها على خديها ..توقفت عندما استمعت إلى حديث ليلى
-استني عندك..تعالي خدي القهوة معاكي ، ضيق عيناه مستاءا من حالتها ورغم ما فعلته التزم الصمت أمام داليا
-انت مش خدامة علشان تدخلي تجيبي قهوة ..وآه الاوضة دي محدش بيدخلها غيري انا وجوزي مفهوم
هزت راسها وارتجف جسدها متحركة سريعا للخارج ..
-ممكن أعرف المدام بتعمل ايه ومتعصبة ليه
استدارت إليه تطالعه بنظرات نارية تود لو تحرقه بها، نظرت إلى صدره العاري..خطت حتى توقفت أمامه وامسكت زر قميصه تغلقه بعنف وعيناها ترمقها شزرا
-الحلو عاجبه عضلاته قدام مربية ولاده ولا ايه ..ايه مش قادر تلم نفسك
تجمد مذهولا من غضبها وحديثها
كانت أناملها ترتعش وهي تغلق زرار قميصه حتى تحجرت العبرات بعينيها
كانت عيناه تحاوطها، جذبها من خصرها
-ممكن أعرف مالك في إيه، مش هتعقلي
لم تجبه وظلت تفعل ما تفعله ..اغضبه صمتها ازاح كفيها واستدار يصفف خصلاته يطالعها من خلال المرأة،
عقدت ذراعها أمام صدرها
-عايزة اغير داليا، البنت دي بقت تقصر في شغلها
لم يعريها اهتمام لبعض اللحظات، ثم همس قائلا
-مفيش تغيير وداليا هتفضل قاعدة هنا
توقفت متجمدة لبعض الوقت تستوعب حديثه ثم تحركت متجهة للخارج كالعاصفة النارية مثلما دخلت
زفرة حارة خرجت من جوفه أراد أن يلتهم بها كل ما يقابله..أنهى ما كان يفعله ثم هبط للأسفل وجد والده ووالدته يحتسون القهوة
-ياسلام على الهدوء النفسي..
أشارت والدته لتلفاز
-الهدوء النفسي هنا اهو
اتجه بنظره الى التلفاز واستمع
-تهنئة للمصريين بقبول شهر رمضان الكريم
لاحت ابتسامة على وجهه ثم جلس بجوار والدته
-مجرد مااسمع اي حاجة متعلقة بشهر رمضان بشعر بالسلام النفسي فعلا
ربتت والدته على كتفه
-ربنا يبارك فيك ياحبيبي ودايما منور بيتك..
-ليلى طلعت قالت هتجيب زين وتنزل ..هز أكتافه بعدم معرفة
قاطع حديثهما والده
-راكان هنسافر تاني يوم أنا ووالدتك، هنستنى الحج إن شاء الله
-مش كتير يابابا الوقت دا كله في ظل الكورونا
-لا ياحبيبي عايز افضل هناك شوية، هرجع اعمل ايه
اومأ متفهما وصل امير وهو يعانق كف أخته التي تبكي ..توقف متجها إليهما
-اختك بتعيط ليه ياحبيبي
-سوري بابي مقدرتش عليها وركبت البيسكل ووقعت على رجليها، عمو يونس حطلها معقم بس هي بتعيط كتير
نظر إليه غاضبا وتحدث بصوت مرتفع
- انا مش قولتلك خلي بالك منها واوعى تركب عجل مبتسمعش الكلام ليه
- انسابت عبراته يهز رأسه
- سوري بابي، هي اللي جريت وانا كنت مع انطي سيلين مشفتهاش
-اطلع اوضتك وإياك اشوفك بتلعب بالعجلة تاني بدل مش اد المسؤلية..توقف أسعد وتحدث بتوبيخ وهو يضم أمير
❈-❈-❈
-راكان اتجننت الولد بيقول غصب عنه
-بابا لو سمحت محدش يدخل في تربية ولادي، دلوقتي وقعت من عجلة، تخيل دي مش عجلة وحاجة كبيرة كان ايه اللي هيحصل..انا عارف بعمل ايه
نظر إليه وتحدث :
-انت لسة واقف، اطلع خد شاور غيرهدومك..صعد امير سريعا ودموعه تنساب على وجنتيه ..اتجه الى ابنته
-اخوكي مش حذرك على ركوب العجل، مبتسمعيش كلامه ليه..هزت كتفها للأعلى دون حديث
صاح بصوت هز أرجاء المنزل
-دااااليا...هرولت إليه
-نعم ياباشا
-البنت دي معاقبة لمدة أسبوع متطلعش برة البيت سمعتي ولا لا..وياريت تهتمي بشغلك شوية..قالها وتحرك للخارج والغضب يشعل صدره
كانت بالأعلى تجلس على فراشها تحتضن نفسها ..استمعت إلى صياحه على امير، تحركت سريعا متجهة للأسفل، قابلها امير يبكي ..احتضنته
-بتعيط ليه حبيبي، وبابي بيزعق ليه
بكى بشهقات وتحدث من بين بكائه:
-بابي زعلان مني، انا مطلعتس اد المسؤلية يامامي
احتضنت وجهه تزيل عبراته
-مين قال كدا ياقلبي، دا انت بطل وبطل شجاع ولما تكبر هتكون أجمل أخ في الدنيا
أشار بكفيه على الدرج
-كيان وقعت واتعورت بسببي علشان انا مش اد المسؤلية ..طبعت قبلة على وجنتيه
-لا ياحبيبي انت اد المسؤلية، وكلنا بنغلط، تلاقي بابي كان زعلان على جرح كيان فقالك كدا
-ياله يابطلي خد شاور والعب شوية على الأيباد وانا هجيلك نحكي حكاية
طبع قبلة على وجنة والدته وابتسم لها ثم تحرك لغرفته
توقفت متنهدة بحزن ،، استمعت لصياحه على داليا، وبعض دقائق صعدت بكيان، أشارت إلى داليا
-جهزيها للنوم، اومأت لها تهرب بنظراتها ..دلفت إلى غرفتها دون أن تفعل شيئا، فقلبها محطم من عقابه الذي اتخذه بعد فترة من نوم أطفالها
اتجهت إلى فراشها بعدما قامت بتبديل ثيابها إلى منامة سوداء اللون تظهر بشرتها البيضاء الناعمة بسخاء، وتعطرت بعدما أنهت زينتها، تنظر لنفسها بالمرأة تبتسم بسخرية
-بلبس ليه وانا هنام لوحدي، اتجهت ببصرها إلى الفراش تنظر إليه بحزن ..سحبت نفسا وزفرته كلما تذكرت تسللها ليلا لأحضانه لكن اليوم قررت أن تعتني بنفسها وتغفو بعيدا عنه
تمددت على الفراش وامسكت كتابا تقرأ به لبعض الوقت، ثم جذبت الغطاء وأغلقت الأضاءة مستعدة للنوم
بعد عدة ساعات صعد لغرفته، قابلته والدته
-حبيبي هتنام ..لو نمت اعمل حسابك للسحور
اومأ لها وتحرك دون حديث
ظل لبعض الوقت يتقلب على فراشه وكأنه يغفو على جمرات نارية بعد تأخرها عن كل ليلة..اعتدل يمسح على وجهه بغضب متذكر ليلة رمضان
-ممكن تكون بتصلي القيام
نهض متجها إليها وجدها تغفو بسلام فوق فراشها، اتجه إليها بخطوات متمهلة
جلس بجوارها لبعض الوقت..تململت بنومها فابعدت غطائها عن ساقيها ووبرزت مفاتنها الأنثوية أمامه بسخاء
اتجه إلى الجانب الأخر من الفراش ينظر بساعته، ثم ابتسم بدهاء
-لسة على الفجر 5 ساعات..تمدد بجوارها ، يهمس بجوار أذنها
-رمضان كريم مولاتي
يتبع...