-->

رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 23 - 2 - الخميس 11/1/2024

 قراءة رواية وهام بها عشقًا

 الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية وهام بها عشقًا 

الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الثالث والعشرون

2

تم النشر بتاريخ الخميس

11/1/2024

❈-❈-❈

مر يومًا بعد يوم وهو في انتظارها حتى أقترب الموعد

اليوم سيتحدد مصيرهم وسيكتشف ما يخبئه لهم القدر

طرق بابها فوجدها تفتح دون التفوه بكلمة

تقابلت النظرات لتبث الشكوى من تلك العيون السوداء لكن صفاء عيونها الشمسية جعلته يحتار فيهما فتحدث القلب بما يدور به:-

"حقا هذا الشعور يضايقني فأنا معكي ولأول مرة أقف مكتوف الأيدي فما أشعر به معكي غريب فأي صدفة ألقت بكي في طريقي فأنا حقا أشعر بالحيرة 

 فأيهما انتي البراءة ام الغدر! 

الطيبة أم الإنتقام!

 فكلما نظرت إلى وجهكي أرى غدرٍ لا يبالي

 وكلما أمعنت النظر إلى عينيكي أرى براءة وانكسار يغلفهما الحزن 

وكأن عينيكي تناديني أنا مجبرة على إيذائك فسامحني. 


فتجيبه بشموسها الذهبية 

إني عالقة في بحر من الحيرة..

فلا أعلم من أنت..

أأنت الطيبة أم القسوة..

القوة أم الضعف..

حقيقة أم وهمًا غاصت به أحلامي

هل سقطت في دوامة غدرٍ أم لاح  من الأفق نور أضاء ظلماتي 

فأنا مثلك لم اذق طعم الحنان يومًا 

وعانيت من ظلمات أب ظالم وبطش زوجته.. 

حتى عندما هربت من هذا الظلم وظلماته.. 

التقيتك انت وكأنه كتب على أن أرى العذاب اينما ذهبت

 فأنت تعد صورة ابي بقسوته وجبروته.. 

وفي نفس اللحظه اتفاجئ بك وكأني أرى شخصا أخر عكس ذلك.. 

ألقاك منبع للحنان وملاذا للأمان.. 

فحقا لم اعد اعرفك.. 

أأخاف منك واحذرك أم أطمئن لك وأقترب Rasha sapr"


انقطع حبل الوصال بينهم وترجلت لتسمح له بالدخول

مؤكد أن بداخله شئ يود التحدث به

وقف ينظر إليها وعينيه ترجوها تلك المرة ألا تخيب رجاءه 

_ ايه اللي عايزة تعرفيه؟

تطلعت إليه وعينيها تجوب عينيه التي ترى فيهما اسأله يود الإجابة عليها لكنها حقًا لا تملك لها أي إجابة

كل ما تعرفه بأنها عاشقة لخاطفها الذي لم ولن تستطيع الهرب منه أينما ذهبت

فتمتمت بمغزي

_ مبقتش عايزة اعرف حاجة، وياريت متقولش.

عينيها ترجوه ألا يخبرها لكن عقله يجبره على اخبارها كي يؤكد لها بأنها لم ولن تشعر بما يحمله لها بداخله وغمغم بروية

_ بس انا مصر تعرفي كل حاجة.

خفضت عينيها كي تهرب من أسر عينيه التي أصبحت سر عذابها وليلها الحالك يطغى بسطوته على شموس عينيها لا هي تستطيع اضاءة ظلامه ولا هو يسمح بذلك

حارب شوقه وانامله التي تود رفع وجهها إليه لكن منعه صوت هاتفه فلم يتردد في الأجابة وابتعد قليلًا كي يجيب وقد كان وهدان يود معرفة ميعاد التسليم

اهتزت نظراتها بخوف وهو يخبره به وخشيت أن ترفع عينيها فيرى فيهما دليل خيانتها

خائنة لكنها مجبره، كل شئ حولها يجبرها على ذلك رغم صعوبته.

ها قد عاد إليها يطالبها برفع وجهها إليه لكنها لن تستطيع

إن رفعت بصرها فسوف تعترف بكل شئ 

عليها الهرب من أمامه 

_ مهرة.

أغمضت عينيها بعذابٍ قاسٍ لا يبالي بما يعانيه قلبها الذي اخذ يهدر بعنف واسمها يطالبها بألا تخذله لكنها مجبرة.

تقدم خطوة ترجلتها هي للخلف وكأنه علم ما تعانيه عندما رأى دمعتها

أخذ ينظر إليها وهي تهرب منه إلى المرحاض وتغلق الباب خلفها فعلم حينها بأنها ستفعلها

انسحب بهدوء واستسلام من غرفتها وقد ترك عنقه بين يديها تفعل به ما تشاء

فقد زهد تلك الحياة وإن كان خروجه منها على يدها فهو اكثر من مرحب بذلك.

لكن هي كيف تواجه هي قسوة الحياة وهي وحيدة؟..

ستقسو عليها ولن ترحمه

نزل إلى الأسفل وتوجه إلى مكتبه في وجوم تام 

تعبيره هادئه لا تبين شئ فقام بفتح حاسوبه ينتظر خروجها وما تنتوي فعله.

اغلق شاشة الحاسوب عندما طرق الباب ودلف منه وهدان وبعينيه الف سؤال لكنه لم يجرؤ على التفوه بها وقد علم مهران ما يدور بداخله

فسأله

_عملت ايه؟

_ كل تمام زي ما أمرت، بس…

التزم الصمت لا يجرئ على التكملة فسأله مهران

_ بس ايه قول.

اخفض عينيه بحرج وغمغم بتحير

_ بس احنا هيكون وضعنا أيه وخصوصاً إنك بلغتها بالميعاد الحقيقي يعني لو الظابط ده صدقها هنروح كلنا في داهية لو مكنش من الحكومة هيبقى من الناس اللي بنتعامل معاها، وخليل بيه كمان هيروح في الرجلين.

يعلم جيدًا بأنه يجازف برهان خاسر لكنه تقدم خطوة لن يستطيع الرجوع فيها 

_ متقلقش انت هتكون بعيد تمامًا انت ورجالتك 

تعجب وهدان من هدوءه وسأله بحيرة

_ وانت؟

عاد بظهره للوراء ودون إرادته جال الحزن واضحًا في عينيه وقال بقوة زائفة

_ يمكن حان خلاص وقت النهاية 

تأثر وهدان بحال سيده وخاصة انه يعرفه جيدًا ويعلم مدى نقاء سيده

لكن استسلامه يتعبه حقًا وهو لم يراه يومًا بتلك الحالة

تركه وغادر فهو بحاجة إلى البقاء وحيدًا.

أخذ يطرق بأنامله على المكتب أمامه وهو شاردًا فيها 

دقات قلبه رتيبة لكنها تدق بعنف فتنقبض وتتوقف للحظات عندما سمع صوتها تهاتفه

لم ينظر للحاسوب خشيةً من طبع صورتها داخل ذكرياته فتظل عالقة بها 

فظل على وجومه وهو يسمع صوتها

_ أنا موافقة بس على شرط، تساعد بنت عمي إنها تهرب

_……..

_ لأ أنا مش هكون معها لإن الهرب منه مستحيل انا السبب في وضعها وانا الملزمة اهربها ولولا كدة كان مستحيل أخون

_ ……..

_ الميعاد هيكون………….


أغمض عينيه وقد ازدادت وتيرة دقاته وقد خسر رهانه.

نهض من مكتبه صاعدًا لغرفته مستسلم لقلبه.


دلف غرفته ومازالت الأسئلة تدور بخلده

حارب شوقه الذي يريد أن يأخذه إليها كي يعلم سبب فعلتها 

سيتركها تفعل ما تريد 

دلف المرحاض كي يأخذ حمامًا دافئًا كي يريح اعصابه قليلًا وقد كان له ما أراد إذا خرج وهو يشعر برغبة في النوم دون اللجوء إلى المنوم

هم بالاستلقاء على الفراش 

لولا طرقة خافتة مترددة شعر بها، يعلم جيدًا هوية صاحبها

لم يشاء ازعاجها ويقوم بفتح الباب وهو عاري الصدر

فقام بارتداء قميصه القطني وذهب ليفتح لها

فيجدها واقفة خافضة عينيها لا تستطيع التطلع إليه 

وهو لم يضغط عليها رغم إنه في أمس الحاجة لرؤية شموسها كي تنير دربه المظلم

وكأنها علمت ما يدور بخلده إذا رفعت عيونها الشمسية فتهتز اوصله من نورهم الآخذ لأنفاسه وقلبه الذي ازدادت وتيرته فتجعله يغوص في بحور الشوق

لكن دمعتها التي سقطت منهما أظلمت عينيه وجعلت ليله أشد قتامة.

أنادمة انتِ أم القلب بات يدق بعشقٍ جارف ليس بوسعه التوقف.

كانت عينيها تجوب داخل ليله الحالك تبحث فيه عن شئ يجعلها تتراجع ويعنفها الندم 

لكن لم تجد سوى ذلك الاحتياج الذي يناجيها ألا تخذله وتبقى معه، لم يشعر يومًا بمدى احتياجه لأحد كما يحتاجها هي وقد ظهر هذا واضحاً في نظراته

تمتمت بألم

_ حاولت أخون بس مقدرتش.

لا تعرف من اين أتتها الجرأة لكي تلقي بنفسها داخل احضانه وتسمح لدموعها بالنزول 

كانت يديها تتشبث به ووجهها تخفيه في صدره كأنها تتحامى به من غدر زمانها

بكت بحرقة وبكل الأوجاع التي عاشتها منذ مولدها حتى الآن

الصفحة التالية