رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 25 - 1 - الثلاثاء 16/1/2024
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الخامس والعشرون
1
تم النشر بتاريخ الثلاثاء
16/1/2024
انتفض كلاهما على صوت خليل الذي فاجأهم بوجوده
والسخط الذي ظهر على وجهه جعلها تتشبث بسليم دون ارادتها والخوف يفعم قلبها
أخفاها سليم خلفه وقلبه ينبض بعنف من هول الموقف وتمتم بارتباك
_ عمي ياريت متفهمناش غلط، مرح كانت….
قاطعه خليل بشراسة عندما نطق اسمها بتلك السهولة وكأنه معتاد على ذلك وقال لأحد رجاله
_ صالح خدهم على المخزن لحد ما اخلص المهمة وأرجع أصفي حسابي معاهم.
تقدم الرجال منهم ليأخذوهم لكن ما إن اقترب احدهم منها ليجذبها حتى وجد سليم يظهر انيابه وقد اشتعلت نيران غضبه فيغمغم بتهديد وهو يمسك يده بغضب جحيمي حتى كاد أن يدميها
_ إن مديت يدك هقطعهالك.
شعر الرجل بالخوف لعلمه بأن سليم رغم هدوءه إلا إنه لا يتحكم بغضبه وإن عانده فسيحدث ما لا يحمد عقباه.
تقدم منه صالح ليقول بهمس
_ اهدى ياسليم وتعالى معايا محدش هيلمسها.
التفت سليم إليها ليجد الذعر باديًا عليها وعيونها تنظر إليه بتساؤل ماذا سيحدث لهم
لم يهتم بشئ ولا بنظرات عمه التي تحرقهم بلهيبها كل ما يهمه الآن أن يغلفها بالأمان الذي هي بحاجته
_ متخافيش محدش هيقدر يأذيكي.
أراد بث الاطمئنان بداخلها رغم أنه يعلم عمه جيدًا لن يرحمهم ولن يبالي بشئ، لكن الأمل بداخله جعله يطمئن نفسه ويطمئنها فهذا قدرهم وعليهم الرضوخ له.
تجمعت العبرات داخل عينيها وتمتمت بخوف
_ أنا مش خايفة على نفسي قد ما انا خايفة عليك، انا السبب في كل ده.
رغبة ملحة طالبته بأن يأخذها بين ذراعيه كي يطمئنها لكن لن يستطيع فعلها كي لا يسكب الوقود على النار.
_ مش ذنبك ده نصيبنا ولو مت هيبقى أرحم بكتير من العذاب اللي عايش فيه وانتي بعيدة عني.
تساقطت دموعها بغزارة وهي ترى نظراته لها وكأنها الأخيرة فغمغمت ببكاء
_ لو جرالك حاجة مش هقدر اعيش ثانية واحدة.
جالت عينيه بملامحها التي حفرها بعقله وقلبه منذ أن وقعت عليها عيناه، أقسم حينها بأنه لن يجعل الدموع تعرف الطريق إلى عينيها
لكن القدر لم ينصفهم وحكم عليهم بشقاء كاد أن يزهق روحهم
رفع يده رغمًا عنه ومسح بأنامله تلك الدموع التي بللت وجنتها وغمغم بشجى
_ متخافيش
هدر بهم خليل ليأخذوهم لكنها تشبثت به ولم تبالي بشئ سواه
_ لأ سيبوه هو ملوش ذنب انا اللي هربت وهو كان بيمنعني
صاح بهم خليل بغضب
_ قلتلكم خدوهم
سحبها أحد الرجال من بين ذراعه وهم سليم بمنعه لكن باقي رجاله قيدوا حركته فصاح بهم وهو يحاول الإفلات
_ محدش يقرب منها
كانت تصرخ باسمه وهو يحاول الخلاص منهم لكن همس صالح بألا يقلق عليها جعله يستسلم لهم
لا يهم ما يحدث له الأهم هي، لم يعد هناك ما يخشى عليه بعد الآن، سيعترف بحبه لها ولن ينكره
لكن هي كانت تعيش أسوء كوابيسها وهي ترى الأحب على قلبها في خطر وهي سبباً رئيسياً فيه
وأخيها التي لا تعرف مصيره الآن
الدائرة تشتد عليها حتى الاختناق وشعرت برغبة ملحة في التخلص من تلك الحياة لكن مصيرها الآن بين يدي ذلك الرجل وهي تعلم علم اليقين بأنه لن يتوانى لحظة واحدة عن التخلص منها
ندمت أشد الندم على تهورها لكن قضي الأمر ولن يكون القادم منصفًا لها.
كان صالح يحدثه لكنه لم ينتبه له
كانت تشمل كل انتباهه والخوف يفعم قلبه عليها
أما خليل فقد تولى القيادة وهو يتوعد لكلاهما بأشد الانتقام وأخذها إلى ذلك المخزن البعيد فوق الجبل حيث لا أحد يستطيع الوصول إليها
ترجل من السيارة وهو يجذبها من شعرها وهي مستسلمة له
فتح الباب وألقاها بداخله
وزمجر بغضب
_ بقا بتخونيني يافاجرة مع ابن أخويا؟
كانت تبكي ليس خوفاً على حياتها فقد أصبحت لا قيمة لها بعد الآن فصححت قوله بألم
_ انا خنته هو معاك يوم ما وافقت على المهزلة دي.
صفعة حادة سقطت على وجهها اسقطتها أرضًا وصاح بها
_ وكمان بتبجحي ياتربية النعمانية.
اجابت بعناد رغم الدماء التي سقطت من جانب فمها بسبب شدة صفعته
_ أيوة لأنك كنت عارف انه عايزني ورايح معاك عشان تطلبني له، والآخر حقدك خلاك تختارني انا عشان تكسر حسين بس انت كسرت ابن أخوك وكسرت نفسك قدام رجلتك، عايز تقتلني اقتلني مادام دي الحاجة الوحيدة اللي هترحمني منك، بس صدقني هتعيش عمرك كله مرفوض من حياة كل اللي بتحبهم وأولهم أم سليم.
زاد الغضب بداخله وشعر برغبة ملحة في قتلها لكن ليس الآن عليه العودة للمنزل والاستعداد لتلك العملية وبعدها سينتقم منهم جميعًا
_ حظك خدمك إني مشغول دلوقت بس راجعلك
خرج من المخزن وذهب إلى منزله فيجد ابنه جالسًا برفقة شمس وقد رأى ابتسامته التي حرم من رؤيتها منذ ذلك الحادث
فتقدم منهم ليقول بلهجة لا تقبل نقاش
_ حضروا نفسكم عشان هتسافروا بكرة
اندهش ماجد وسأله
_ بكرة ايه؟ احنا ميعادنا آخر الأسبوع
_ قلت السفر بكرة، كل حاجة جاهزة ومفيش داعي للتأجيل.
ثم نظر إلى آمال وتحدث بأمر
_ وانتي تعالي ورايا.
اندهشت آمال من حدته معها فذهبت خلفه كي تعرف ما حدث
وما إن دلفت خلفه المكتب حتى تحدث بحدة
_ اقفلي الباب
قطبت جبينها بدهشة لكنها طاوعته واغلقت الباب
ثم تقدمت منه لتسأله
_ في ايه ياخليل؟
تحدث متهكمًا وهو يتقدم منها
_ كنتي عارفة وبتستغفليني زيهم؟
رمشت بعينيها لا تستوعب معنى حديثه
_ وضح كلامك لو سمحت انا مش فاهمة انت بتتكلم عن أيه
غمغم من بين اسنانه وهو يقترب منها
_ ابنك اللي ربيته وكبرته جاي يرد الجميل بأنه يخوني مع مراتي
انقبض قلبها خوفًا وهمت بالانكار لكنه غمغم بتحذير
_ اوعاكي تكدبي لإني وقتها هعتبرك شريكة معاهم.
زادت انقباضات قلبها حدة وتمتمت برهبة
_ بس ده مش حقيقي اه هما كانوا يعرفوا بعض قبل ما تتجوزها بس بعدها كل واحد راح لحاله وسليم ساب البيت وعايش في الاوضة اللي في الجنية.
هدر بها بعنف
_ عشان يكون براحتهم ومحدش ياخد باله منهم.
انكرت بحدة مماثلة
_ مش حقيقي انا ابني عمره ما كان خاين ومستحيل اصدق أنه يعمل كدة.
_ مش خاين ازاي وانا شايفها طالعة من اوضته في نص الليل ومش مرة واحدة ده كتير، تفتكري كانت عنده بتعمل ايه؟
انصدمت من اتهامه هزت راسها بعدم استيعاب لما يقول وتابع غضبه
_ انا لو قتـ ـلته دلوقت هكون بدافع عن شرفي ومحدش هيحاسبني.
اتسعت عينيها بصدمة وسألته
_ هتقـ ـتل ابن أخوك؟
_ ما دام اتعدى على شرفي يبقى حلال فيه القـ ـتل.
هزت راسها برفص ودنت منه لتمسك يده وتقول برجاء
_ لأ سليم لأ أرجوك ياخليل أنا مليش غيره، وانا مستعدة احلفلك إنه عمره ما يعمل كدة، اه بيحبها وانت اللي اخدتها منه بس هو بعد وأقسملك أنه بعد بلاش تأذيه عشان خاطري ورحمة أخوك بلاش.
جذب يده بحدة ودموعها ورجاءها لم يهدئ ذلك البركان الذي يثور بداخله فغمغم باحتدام
_ حلفانك مش هيغير حاجة وخاصة لما شفتها بعيني خارجة من عنده.
اغمضت عينيها برعب على ابنها الوحيد فتسقط على الأرض وهي تتشبث بملابسه وتقول برجاء
_ أرجوك ياخليل بلاش ورحمة أخوك بلاش هاخده ونبعد عن البلد كلها بس بلاش تأذيه
بكاءها تلك المرة جعله يتراجع قليلًا ويتخذ الأمر لصالحه فتحدث بثبوت
_ أنا ممكن اسامحه بس بشرط.
اومأت له بلهفة
_ أنا موافقة عليه.
ابتعد عنها يوليها ظهره وقال بلهجة حادة
_ أولًا هو ملوش مكان في البيت ده بعد اللي حصل
تقدمت لتقف أمامه وأومأت بموافقة
_ تمام.
_ ثانيًا وده الأهم
التزم الصمت قليلًا كي يتلاعب باعصابها ثم تحدث بجدية
_ تكوني مراتي.
❈-❈-❈
وقف مهران أمام المرآة يهندم من ملابسه وخرجت هي من المرحاض وقد شعرت بالقلق من خروجه في ذلك الوقت
دنت منه تسأله بشك
_ مهران انت رايح فين؟
التفت إليها لينظر إلى عينيها ويرى مدى قلقها عليه فقال بثبات
_ مشوار ضروري
تلاعب الشك بداخلها وسألته بريبة
_ مشوار ايه اللي في وقت زي ده؟
زفر بضيق واجاب باحتدام
_ في ايه هو تحقيق؟
دنت منه لتمسك يده وقد ارتعب قلبها عندما تذكرت ذلك الميعاد وتحدثت برجاء
_ بلاش يامهران عشان خاطري، انت وعدتني انك تبعد عن الطريق ده، ارجوك بلاش
لم يجيبها بل سحب يده بصعوبة من بين يديها وخرج من الغرفة لم تتركه بل اسرعت خلفه وتمتمت بتهديد
_ لو روحت هترجع مش هتلاقيني، حقيقي مش هتلاقيني.
انقبض قلبه بخوف من تلك الكلمة التي القتها وعادت إليه ذكريات الماضي بقسوته لكن لا وقت لديه الآن للرد عليها فصاح بغضب
_ سامية
أسرعت سامية بالظهور أمامه خوفًا من غضبه وتمتمت بطاعة
_ نعم يامهران بيه.
غمغم بأمر وهو يشير عليها
_ عينيك عليها متغيبش عنك دقيقة واحدة.
هزت رأسها بتأكيد
_ حاضر مش هتغيب.
خرج مسرعًا ولم يبالي بتهديدها ولا بصوتها الذي يرجوه بعدم الذهاب
وأخذ رجاله وذهب لمهمته
❈-❈-❈
انصدمت آمال من طلبه وسألته بذهول
_ انت بتقول أيه؟
ضرب بعصاه الأرض وتحدث بقوة
_ زي ما سمعتي يا توافقي تبقي مراتي شرعًا؛ ياإما حياة ابنك هتكون المقابل.
قطبت جبينها بدهشة من ذلك الرجل الذي عاشت معه أعوام عديدة وقد خدعت به، كيف خدعت به تلك السنين وأتخذته ابًا لأولادها وهو يكمن لهم كل هذا الشر
كانت تعلم بحقيقة مشاعره تجاهها لكن لم تتخيل يومًا أن يكون بتلك الحقارة
كيف يتحدث عن الخيانة وهو الآن يخون ذكرى أخيه سواء كان بزوجته التي يساومها؛ أم بحياة ابنه التي يهددها به.
_ للدرجة دي كنت مخدوعة فيك؟
اولاها ظهره وهو ينظر في ساعته وقال بثبوت
_ انا ورايا مشوار ضروري ولما ارجع تكوني فكرتي.
تركها وغادر لتتسمر هي في مكانها لا تعرف ماذا تفعل
لم تنتبه لشمس التي دخلت لتطلب منها مساعدتها في توضيب حقائبها كل ما يشغلها هو كيف تستطيع انقاذ ابنها من براثينه.