رواية جديدة براثن العشق لنانسي الجمال - الفصل 10 - 2 الأحد 28/1/2024
قراءة رواية براثن العشق كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية براثن العشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نانسي الجمال
الفصل العاشر
2
تم النشر الأحد
28/1/2024
همسات بصوته الغليظ شتت ذكرياتها لتبقى محاطة بغمامه سوداء؛ تدور حول نفسها بحثًا عنه .. عن النجاة .
_ قاسم… انتَ فين.
_ اني أسف يا براءة؛ معرفش ايه عمل فيكي اكده.. لكن اني اسف عشان سيبتك توصلي للحاله دي.. سامحيني .. اني بحبك
أستمر همسة كمرشدٍ لها؛ وركضت تلحق بالصوت الذي ظهر كشعاع من النور في الأفق البعيد؛ ركضت وركضت؛ حتى شهقت الأنفاس لصدرها وهي تنتفض علي الفراش صارخه بصوت هلعًا
_ قاسم؛ متسبنيش
شعرت بذراعين تتوقانها سريعًا وقبل أن تستنفر منهم همس صوته الأجش بأذنها
_ ششش أني جارك؛ متخافيش يا براءة؛ اني مستحيل أسيبك
تشبثت بأحضانه كغريق؛ عينها تبكي بهلع وهي تهمس بخوف
_ كل حاچه رچعت يا قاسم؛ هيأذيني متخليهوش يأذيني يا قاسم اني خايفة.. اني خايفة
ضمها لها يعدل مجلسها لتصبح بين أحضانه ويستند بظهره علي الفراش
_ متبكيش ولا تخافي.. اني جارك بجولك! أني لو حاچه هتأذيكي هاخدها عنك؛ الموت لو عايز يطولك لازمن يطولني أني الأول؛ متخافيش يا براءة.. حضن قاسم هيحميكي.. مش هسيب الهوا يأذيكي يا نبض جلبي
ظلت براءة تبكي رغم ما أحرزته كلماته من هدوء بنفسها؛ لكن أنتفاضة جسدها ودمع عينها كان يبكي ماضيًا يخشى أن يتكرر؛ تخشى أن تسقط بين فكي العزاب مجددًا وأن تلوكها ضرباته وصفعات الألم دون أن تحمى.
❈-❈-❈
كان سالم جالسًا في حُجره بمنزل قاسم؛ وعلي بعد بابٍ واحد فقط حُجرة روان.
رفض كلاهما رفضًا قاطعًا علي ترك براءة قبل أن تفيق و يطمئنان عليها؛ مما أجبر قاسم " الذي لم يهتم كثيرًا" علي ترك غرفتين لهم بالمنزل.. غرفتين متلاصقتين.
كان يحادث عاصم علي الهاتف وهو يكرر للمره التي لا يعلم عددها بهدوء
_ متجلجش يا عاصم اني بايت عنديهم!
_ برضة تخلي بالك ومتتصرفش بتهور أني معرفش هجدر أرچع ميتي!
كان يسألة عن السبب منذ مهاتفتة له لكن عاصم يتهرب من الأجابة؛ مما جعل عقل سالم يتسائل" ما الذي قد يشغل شقيقة عنهم بتلك الطريقة" .
بالتأكيد لم تكُن شمس التي تعشق براءة وان تتركها بمحنتها أبدًا
_ أيه الي منعك ترچع يابن أبوي!
صمت عاصم علي الجهه الأخرى من الهاتف؛ يحاول التهرب من قول الحقيقة والتي نطقها لسان حاله بلوعه محب "ما يمنعني هو عشقي التائه؛ زوجتي التي تُحلق في سماء لا تعلمها؛ قلبي الملتاع عليها والخائف الرحيل وتركها تتعرض للأذى، كيف أحملك يا أخي همًا فوق همومك!! كيف أزيد حصرتك وخوفك وأنتَ الصغير"
_ مش مهم الي مانعني دلوك يا سالم؛ لما أرچع هخبرك بكل حاچه
كانت نبرته تصرخ ارهاقًا ومرضًا؛ ولكن سالم قرر بتعقل أن يدفن فضوله وقلقه؛ فعاصم لم يكن بالطفل الصغير الذي يحتاج القلق عليه؛ ولا ما هم به يتحمل أضافات لا داعي لها؛ كعتابه لشقيقة عن بعده!
تنهد بثقل وهو يسمع حركه روان بالحجرة المجاورة؛ لولا الأرهاق بصوت عاصم لأخبره ما يحمله في صدره من ضيق وثقل.. ولكن من منهم بحاجة لحمل متاعب الأخر! لذا تحدث بنبره أخويه صادقة
_ خلي بالك من نفسك يا عاصم؛ ومش عايزك تشغل بالك بحاچه اهنه يا اخوي؛ انتَ سايب راچل؛ اني عارفك أن فيك هم يا عاصم فمتزيدش علي نفسك يا خوي وحملني لمره نص الحمل؛ أرچعلنا سالم يا عاصم ودا بس الي مهم
_ ربنا يخليكوا ليا يا سالم ويحفظك انتَ وخيتك؛ أني بخير يا خوي محتاچ بس وجت وهرچع وهتعرفوا كل حاجه؛ والله لو ماكان الشديد الجوي الي مانعني عنكم لكنت لقتني جارك انتَ وبراءة في المحنه دي
أبتسم سالم مصدقًا لحديث عاصم؛ أبوهم الثاني والذي لم يترك أي منهم يعاني وحده من قبل
_ مصدقك يا اخوي؛ روح أرتاح وربك يسترها معانا بكرا.
أغلق سالم هاتفه وألقاه علي الفراش بأرهاق؛ كان الليل قد أسدل ستارة منذ فتره؛ وشقيقته فاقده لوعيها منذ منتصف اليوم مما يجعل أعصابه علي اشدها ولا يحتمل تلك الخطوات بالغرفة المجاورة؛ خصوصًا لعلمه انها من روان.
وقف بأندفاع ناحية الباب وفتحة بحده ليقابله وجه روان المفزوع من دخوله المتهور.
حافظت علي ثباتها بصعوبه وهي تعدل حجابها وتكمل حديثها مع وداد كي لا تشعر بتغيرها
_ لا يا مداد متقلقيش كل حاجه كويسة؛ براءة بأذن الله أحسن وانا كويسه متقلقيش عليا
_ أوعي قعدتك قربه يا روان تنسيكي أنتِ عايزه ايه؛ لو عايزك بصحيح هيتنازل هو ويفتح الماضي وساعتها يعرف سبب مشيانك من عندهم ويفهم كل حاجة
ابتلعت روان لعابها تتمني أن تغلق وداد ذلك الموضوع فالحديث عن سالم وهي تنظر بين عينيه الهائجة بغضب تجعل الكلمات صعبه الخروج
_ ا..أكيد يا مدام متقلقيش عليا انا كويسه؛ حضرتك أخدتي دواكي؛ طب الحمد لله يا دوبك تنامي عشان بكرا تشوفي موضوع الشركه، يلا تصبحي علي خير.
أغلقت الخط وهي ترغب بالتنفس براحه لكن وجود سالم جعلها تشعر أن الراحة بعيدة كثيرًا عنها وتحدثت باندفاع
_ أنتَ ازاي تدخل كدا من غير ما تخبط علي الباب!
_ زي ما انتِ رايحه چاية ومش هاديه خليتي عجلي هيشت من مكانه؛ ايه مفيش مراعيه ان أعصابي لوحدها بايظة
كان يتحدث وهو يتحرك ناحيتها وحينما وقف امامها معبرًا عن سخطه ونظرات الغضب تلمع بعينها؛ تذكرت "مهره" بدون سبب وتحدثت بغيرة تشعلها
_ والله خطواتي هي الي مضيجاك! ما أكيد مهيش خطوات الست مهره عشان تعچبك؛ وكيف متعچبكش وهي بتمشي تتغنج ولا كأنها بدوارها بس هي كدا الغازيه لا تستر دلع ولا غنج وتمشي تفرچ الشارع كله عليها؛ روح خليها تهدي أعصابك البايظة وتريحها
كان سالم منفعلًا كقنبلة بكاد ينزع فتيلها؛ والذي لم تتأخر روان بسحبه أبدًا.
جذبها من ذراعيها بعنف؛ وهو يهز جسدها كورقه تحركها العاصفة
_ انتِ ايه ها عجلك فلت منيكِ ومبجتيش واعيه! كأنك متعرفيش مين الي سكناني؛ يارتني جادر أخلص منك حتى لو بعشج غازية! انتَ زي السم في عروجي… بتجتليني بس عچباني.. وانتِ الوحيدة الي تجدر تريحني بمچرد كلمة!
لحمت عينها بنظراته؛ تقابلة بتحدي غاضب
_ كداب يا سالم! لو عشجك ليا كيف ما بتجول مكنتش خليت الكل يغلط فيا في وجودك! مكنتش خليت روان البت الصغيرة الي عشجتك لبانه في بوج البلد والكل يمدغ فيها ويتفها مكان ما يحب؛ مكنتش وجفت كيف العيل الصغير وأمك بتغلط فيا وتهيني!
سقطت يده عن ذراعها؛ رأى بعينها ما كرهه؛ الخذلان.. كان يعيش فتره غيابها يعاني من مشاعر كثيرة بغيضة وأكثرها إيلامًا كان أنها خذلته وتركته وحيدًا.
لكن الأن يقف علي حافة الحقيقة؛ علي نيران نظراتها وبئر خذله لها؛ يمكن لعقله الأن أسترجاع كل تلك اللحظات التي نظرت له تستجديه في الدفاع عنها؛ في أثبات حبهم.. ولكنه أخفض رأسه في خنوع وأغمض عينها معميًا عنها.
_ ايوه يا سالم! شوفت الحجيجه بتعمل ايه! بتخليك اكده؛ كتافك واجعه وجلبك بينزف؛ أني عيشت عمري كله أكده جمبك؛ وأضحي وأسكت وأتنازل لكن دلوك لاه يا بن الشهاوي.. لو جلبي عاشجك فأني بجيت أجدر أدوس عليه؛ ودلوك أني معنديش حاچة أضحي بيها عشانك؛ وخلص وجتي وچع وجتك أنك تضحي لو رايدني، يلا تصبح علي خير
تراجع سالم بكلماتها مدونه في عقلة؛ يعيد كل حرفًا بها وكأنه عاد تلميذًا يتعلم بعض الدروس.
حينما أغلق الباب تنهدت روان وألقت ذاتها علي الفراش مبتسمة بسخرية
_ لاء برافوا يا روان بتسمعي كلام وداد جدًا
كانت تجد ذاتها مندفعه في وجوده؛ وكل كلمة قررت فعلها كل وعد قطعته علي ذاتها يتبخر أدراج الرياح ويندفع غيرة تمامًا للخارج.
❈-❈-❈
أزاح عاصم كفيه من علي عينه؛ ينظر لحاتم أبن عمه الذي ولج للغرفة حاملًا كوبين من القهوة؛ لم يجد لذاته مهربًا ألا طلب عون حاتم؛ والذي كان يملك بالفعل الأسم المعروف والدراية الكاملة بطرق التصرف هنا بالمدينه.
_ متضايقش نفسك يا عاصم؛ مراتك بأذن الله بخير طلامه مش في مستشفى ولا قسم يبقا بخير؛ مش بعيد تكون راكبه وراجعه للبلد .
_ لاه يا حاتم؛ بجولك تايهه من امبارح! يعني لو اكده كان زمانها وصلت البلد؛ وبعدين شمس معهاش فلوس ولا تلفون
قتل الأمل بأن تكون بخير؛ رغم أنه يرغب بتصديق ذلك لكن بهذا الزمن لم يكن هناك خيرون لمساعدة شمس؛ لذا عليه قتل أمله بالمهد حتى لا يقل قلقه وعزيمته.
تنهد حاتم دون تعقيب؛ هو يملك بالفعل يأسًا مشابهًا لعاصم.. حيث صغيرته داليدا هاربه منه ولم يجدها بعد.
لكنه فضل أخفاء ذلك الأمر عن عاصم حتى لا تقل ثقته به.
أغمض عاصم عيناه؛ قلبه يتحرك بقلق أن تكون شمس هاربه لا تائهة؛ لكن أيعقل أن تهرب منه!
هو الذي لم يؤذيها يومًا؛ تزوجها غصبًا عنه تخليصًا لموقف عصيب كان قد ينهي سُمعه كلاهما، أحبها عل غفلةٍ من ذاته وعشقتها عيناه قبل أن يدري.
حاول بكل طاقته أن يكون لها العائلة بعد ما عانته من عائلتها؛ بعد حقيقة أنها بلا نسب وأن أمها ليست أمها؛ لكنه دائمًا كانت شارده منه؛ طير أستطاع أمساكه في يده ولكن يخشى فتحهما عنه.
وهذا ما حدث حينما أخفى عيناه عنها كانت هي تطير محلقة بعيدًا؛ ولكن أكثر ما يخشاه هو أن تتعرض للأذى في سماء مجهولة.
نفض الأمر عن عقلة؛ متمتمًا بهمس
_ يارب تبجي بخير يا شمس.. ربنا يحفظك ليا.
❈-❈-❈
ظَل ذراعي قاسم حول براءة؛ وقد أختفت الشمس من مسكنها وحل الليل عليهما؛ يسمع خطوات خارج الغرفة ولم يهتم لمن تعود.
لم يهتم هل رحلت عائلة راضيه ام لا أو ماذا تفعل زوجتة الأخرى الأن وما يعتمر صدرها؛ كل ما يفكر به براءة القابع بين يديه كعصفور صغير خائف ومرتعش.
يحتوى انتفاضتها التي تتكرر كل حين ويقبل هامتها بحب.
فكر لما وصلت حياتهما لتلك الناحية السوداء؛ لما لم تبقى الفتاة الفاتنة؛ ذات البرائة المتفجرة في عينها التي تأتي لتلقاه !
لما لم يظلا بتلك الاثناء حيث كان يمشي لجوارها؛ علي بُعد خطواتٍ منها دون حديث؛ حينما كان يشعر برغم البُعد أنها في أحضانه.
كيف تحول الوضع؛ قُتل عزمي شقيقة والذي لبشاعة الحظ كان سالم شقيقها هو المتهم الوحيد بنظرة؛ لتقتحم هي جلسه التسوية معربه عن موافقتها أن تكون فداء.
قتلته.. ذلك اليوم كلماتها قتلت كلاهما؛ و أقيم أول سدين في علاقتهما؛ مقتل أخيه كونها فداء؛ ثم أزداد الطين بله.. بل عدة بلات حينما أعرب المأذون أنها ليست زيجتها الاولى.
حماقته وتيهه لم يجعلاه يسمع تلك الكلمات؛ وكان سيظل أعمى عنها إن لم يخبره أبن عمه عن الأمر.
وبهذا.. كان أقيم بينهما حصونًا شائكه يحذر الاقتراب منها؛ تفكيرة كل ليلة أن غيرة قد لمسها؛ أنها كانت أمرأة رجل أخرى؛ أحرقه… وخداعها له كان كسكب البنزين علي الحريق.
فصمم هو أن يزيد الحريق اتساعًا وأن تصيب روحها النيران؛ لذا تزوج ليحرقها.
لكنه مزال عاشقًا لا يستطيع رؤية الأذى يصيبها أبدًا.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية