رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 24 - 1 - السبت 13/1/2024
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الرابع والعشرون
1
تم النشر بتاريخ السبت
13/1/2024
وكعادته لا يجيب ذلك الرقم المجهول
مما جعل مهران يغلقه دون اهتمام وتركه على المنضدة ثم عاد ينظر إليها
أخذ يتلاعب بخصلاتها بأنامله وابتسامة هادئه مرتسمة على فمه اثر رؤيته لاحمرار وجنتيها من شدة خجلها
هناك اسأله كثيرة تدور بخلده ويريد إجابتها
لما كذبت على ذلك الشرطي ولم تخبره بالحقيقة
و لما عندما آتتها الفرصة للخلاص منه وعيش حياة هنيئة بعيدًا عنهم لم تقتنصها وتتمسك بها!
هل اصابتها سهام العشق كما أصابته؟
أم إنها لم تستطيع الغدر به لشئ آخر في نفسها
وكأنها لم تعد تستطيع التظاهر أكثر من ذلك إذ رفعت جفنيها لتتقابل شموسها مع سواد ليله الحالك فتنيرهما بعشقِ متملكًا وصم به كلاهما منذ صغرهم.
زحفت أنامله إلى وجنتها يملس عليها بحب وتمتم بوله
_ صباح الورد
أخفت وجهها في صدره مما زاد ابتسامته ولم يرحم خجلها إذ مد يده إلى ذقنها يرفع وجهها إليه فعادت شمسها تنير ظلمته فسألها بخفوت
_ ندمانه؟
رمشت باهدابها وقد اربكها سؤاله
بماذا تجيب؟
أتجيبه بما يعتمل بداخلها منذ أن وقعت عينيها عليه
أم تخبره بحقيقة مشاعر تحررت رويدًا رويدًا حتى أفلت منها اللجام فتجدها تنساق خلف قلبها الذي أخذها لاسوار جنته وعندما فتح الباب دلفت دون أدنى تردد
مدت يدها لتمسك القلادة التي مازالت محتفظة بها وكأنها تخبره بأنها كتبت له منذ أن وضعت تلك القلادة بعنقها، فلا لم تندم مطلقًا
سقطت عينيه على تلك القلادة التي ظل سنين يتساءل أين هي ولم يعلم حينها بأنها تحتل عنق تلك الفتاة التي كتبها القدر له
مد يده ليحتوي يدها والقلادة معًا بين يده وشعر حينها بأن العالم اجمع بين يديه وتمتم بشرود
_ السلسلة دي كانت أمي بتقولي انها عملتها مخصوص يوم ما اتولدت وقالت انها هتفضل في رقبتها لحد ما تسلمها لعرستي يوم فرحي
لاح الحزن بعينيه وتابع
_ كأنها عارفة انها مش هتعيش لليوم ده فسلمتها ليكي قبل ما تموت
تأثرت بحديثه وعادت بذكرياتها هي أيضًا
_ كان عمري ١٣ سنة لما سألت خالت امي الله يرحمها عن السلسلة دي حكتلي كل حاجة وقتها وإنها هي اللي لبستهالي يومها
كانت ديمًا تقولي فيكي شبه كبير منها
حبيت السلسلة دي أوي وفضلت محافظة عليها
لما زمايلي في المدرسة يسألوني مين مهران كنت بحتار لدرجة إني لقيتني انا كمان بسأل مين مهران اللي اتسميت على اسمه ولبست سلسلته.
لحد جدتي ما ماتت واضطريت ارجع البلد اللي خرجت منها عمر يوم.
أول حاجة فكرت فيها إني اسأل عنك بس اتراجعت لإني بالنسبة لك بنت أكتر راجل بتكرهه في حياتك.
عشان كدة لما لقيت نفسي قدامك قلت خلاص نهايتي هتكون على أيده.
أراد أن يخبرها أنه بالفعل كان ينتوي ذلك لكن تسلل الحب بداخله فلم يستطع فعلها فتتبدل خطته لأن يجعل والدها يعترف بها امام الجميع ويرفع من شأنها امام عائلتها
قد تكون بطريقة خاطئة لكن لم يجد طريقة أخرى غيرها
_ فكرت فعلاً أعمل كدة بس لما عرفت عنك كل حاجة عرفت انك ضحية وملكيش ذنب.
لم يكن هذا ما أرادت سماعه لكنها تعلم بأنه لا يصرح بسهولة عن مشاعره هكذا هو وعليها أن تقبل به كما هو وبمرور الوقت هتعمل بكل الطرق على مداوته من جروحه التي لم تلتئم بمد فحاله مثل حالها وكانت دعوة ان تخرج ما بمكنونها من آلام فتمتمت بحزن
_ انا بقا للاسف كنت ضحية آسيا مرات أبويا وهي كانت السبب في موت أمي إن مكنتش هي اللي قتلتها من الأساس، عرفت تنتقم من أمي فيا أنا
عملتني زي الخدامة مفيش فرق بينا كانت ديمًا تقولي انتي بنت الخدامة ودورك تكملي مكانها.
تساقطت دموعها بغزارة وتابعت
_ كنت بشوف في عينيه رفض للي بتعمله فيا بس مكنش بيقدر يتكلم او يدافع عني
كرهي له زاد وكل مدى بيزيد أكتر لحد ما في يوم لقيت حسين اخويا جاي مرعوب وبيقولها انه اتخانق مع ابن النجايمي والعربية اتقلبت بيه
تنهدت بتعب وتابعت
_ يومها لقيتها بتقوله إنها هتتصرف استغربت اوي هتعمل أيه؟
لحد ما في يوم لقيتها بتكلم خليل وبتهدده ياإما يسكت ويهدي الأمور ياإما هتعترف بكل حاجة.
معرفش ايه هي الحاجة دي بس جات في الآخر وطلبت منه أنه يتجوزني في المقابل، مكنش قدامي حل غير الهرب.
ولما هربت
نظرت إليه بوله وتابعت بعشق
_ وقعت في ايدك انت
ضحك كلاهما وسألها بجدية
_ ندمانة؟
عادت الدموع إلى عينيها وصححت كلمته
_ اه ندمانة.
قطب جبينه بعدم فهم لتتابع هي
_ ندمانة إني معرفتكش من زمان
مسح بإبهامه تلك الدمعة التي سقطت من عينيها وتمتم معنفًا
_ أنا قلتلك إن الدموع دي معدش لها وجود في حياتنا وأوعدك إن كل اللي غلط هيتحاسب بس واحدة واحدة.
_ وانت؟
فجأته بسؤالها وهو يعلم ما تود الوصول إليه جذب ذراعه من اسفل عنقها ونهض دون التفوه بكلمة وملامحه لا تعبر بشئ
اهتزت نظراتها وشعرت بأنها اخطأت باستعجالها
ما كان عليها التطرق في هذا الأمر الآن ليس بتلك السرعة.
نهضت بدورها وتقدمت منه وهو يأخذ ملابس له من الخزانة فمدت يدها توقفه وهي تقول بروية
_ مهران
نظر إليها بليله الحالك وقد اهتز قلبه لسماع اسمه من بين شفتيها فتابعت
_ بلاش الطريق ده، خلينا نعيش بآمان، كل حاجة اتحرمت منها لقيتها معاك حتى الأمان على نفسي، بس دلوقت عايزة احس بالأمان عليك، الطريق ده نهايته صعبة بلاش تضيع نفسك عشان خاطري.
يعلم جيدًا كم هي محقة في كل كلمة لكن ليس بوسعه التوقف ليس الآن على الأقل فغمغم بتسويف
_ مش بالسهولة دي
تقدمت منه أكثر لتضع يدها على قلبه وتقول برجاء
_ أرجوك بلاش أحنا الأول مكنش عندنا اللي نخاف عليه انما دلوقت انا معدش ليا غيرك بلاش تخليني اعيش قلقانه عليك، الطريق ده انت مش مجبر ليه ولا في أي شئ يستاهل إنك تجازف عشانه
شعور غريب اجتاح قلبه وهو يراها تتوسله لأجل سلامته
العبرات التي تجمعت داخل عينيها آلمته وتمنى حقًا أن يكون باستطاعته الابتعاد لكن ليس بتلك السهولة
فقال بلهجة حانية
_ متقلقيش كل حاجة هتمشي زي ما انتي عايزة بس اتحملي شوية.
_ توعدني؟
أومأ لها بصدق
_ أوعدك.
ابتسامتها والسعادة التي لاحت على وجهها جعلته يفكر جدياً في الأمر
ضمها إلى صدره وهو يشعر لأول مرة بأن هناك من يهتم لأمره ويخشى عليه كما تفعل هي
وكأنها شعرت بما يعتمل في صدره فشددت من احتضانه رغم خجلها فهو حقًا يستحق أن تبادر هي لأجله
❈-❈-❈
في غرفة حازم وقف
❈-❈-❈
عادوا إلى المنزل وبداخلها رهبة من رؤية والدتها
دلف مصطفى وهو يحمل الحقائب ويقول بمزاح
_ مادام البيت هادي كدة يبقا مالك نايم.
ابتسمت سارة ومازال قلبها ينبض بقوة من تلك المقابلة، تعلم أن أخيها يحاول تلطف حدة رهبتها لكن هي الآن تود الهرب لا تريد رؤيتها
نظرت لأخيها وتمتمت برجاء
_ مصطفى لو سمحت انا حقيقي تعبانة ومحتاجة ارتاح شوية هدخل اوضتي انام ساعتين وبعدين يبقا اشوفهم.
أومأ لها بتفاهم لا يريد الضغط عليها يكفي تلك الخطوة التي بادرتها بإرادتها
دلفت غرفتها لتغلق الباب خلفها وقد عاد شعور الوحدة يأرقها
نظرت إلى طفلتها التي غفت على ذراعها وكأنها توعدها بألا تخذلها يومًا كما فعلت والدتها
وضعتها في فراشها وذلك الألم يعتصر قلبها
رن هاتفها وهي تعلم جيدًا هويته فمن غيره يشعر بها كلما احتاجت إليه
_ وصلتي ولا لسة ياحبيبتي؟
اغمضت عينيها وازداد الحزن بداخلها لاحتياجها له وهو بعيد عنها، صمتها اشعره بالقلق
_ سارة انتي معايا؟
ازدردت جفاف حلقها وغمغمت بشوق
_ محتجالك اوي ياجاسر.
يعلم جيدًا بأن السبب في حالتها تلك هي والدتها، فتلك المقابلة هتكون صعبة بالنسبة لها لكن حقًا لابد منها
_ وانا ديمًا جانبك مهما بعدنا بس انا عايزك المرة دي تعملي اللي انتي شيفاه ومحتاجة له
بلاش تداري وتتخبي من كل عاصفة تقابلك كملي حياتك وواجهي لإن مهما كانت قوتها مسيرها تعدي.
هزت رأسها بنفي وقد صعب عليها المضي وغمغمت بألم
_ لو الكلام ده سمعته قبل ما اعرفكم كان ممكن اعمل به، بس بعد ما شفت ماما وسيلة واهتمامها بيكم حسيت إن أنا ومصطفى اتظلمنا كتير وعيشنا حياة صعبة معاهم.
_ بس في الآخر لقيتم اللي يعوضكم وهي برضه حست بالندم بعد فراقكم صحيح متأخر بس يكفي انها فاقت
اديها فرصة أخيرة واتكلمي معاها والغي اللي فات بلاش تفتحي القديم لأنه هيتعبك أكتر وبلاش عتاب أو أنك تفكريها بغلطها لإن كل واحد غلط من جواه معترف بغلطه مهما لسانه وعقله أنكر
والأفضل إنك متعاتبيش ولا تفتحي مواضيع عدت وانتهت.
تعلم انه محق بكل كلمة نطق بها ولذلك قررت أن تفعل ذلك كي لا تفتح جبهة أخرى من الصراع بينها وبين والدتها
_ نامي دلوقت وبعد ما تصحي بادري انتي بالكلام معها، خليكي انتي المتحكمة في أمورك.
أنهت معه المكالمة وشعرت برغبة حقًا في النوم
فوضعت رأسها على الوسادة ليبادر النوم تلك المرة ويجعلها تنام رأفة بحالها.