-->

رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 27 - 1 - الأحد 21/1/2024

  

  قراءة رواية وهام بها عشقًا

 الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية وهام بها عشقًا 

الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل السابع والعشرون

2

تم النشر بتاريخ الأحد

21/1/2024




استعدت شمس لسفرها وكذلك ماجد الذي اندهش عندما لم يجد والده في المنزل

ودلف سليم كي يستعجله خوفًا من علمهم بما حدث لوالده لكن ماجد لم يقتنع بتلك الحجج الفارغة التي يرويها له سليم وشعر بأن هناك خطب ما فسأل سليم 

_ أبويا فين؟

غمغم سليم بتهرب

_ زي ما قلتلك اضطر أنه يسافر القاهرة ضروري.

لم يقتنع وعاد يسأله 

_ فين أبويا ياسليم.

زم فمه باستياء ولم يجد سوى أن يقول له الحقيقة فتمتم بصوت مبحوح 

_ أبوك اتقبض عليه امبارح.

صدمة كبيرة أجفلته لكنه كان يعلم جيدًا بأن هذا اليوم قادم لا محالة

فهذه ليست المرة الأولى الذي يفعل فيها تلك الجرائم 

حاول كثيرًا أن يقنعه بالبعد عن ذلك الطريق لكنه لم يستمع له مرة واحدة 

_ كنت واثق إن اليوم ده جاي بس للأسف جاه في وقت صعب أوي.

تقدم منه سليم وربط على كتفه 

_ سافر انت ومتقلقش انا هفضل جانبه وهشوف محامي واتنين وتلاتة لحد ما يخرج.

ابتسم متهكمًا

_ ده مقبوض عليه متلبس وجريمة سلاح تفتكر بعد كل ده ممكن يخرج منها؟!

يعلم جيدًا كم هو محق لكن سيفعل ما بوسعه دون يأس لأجله هو فاردف ماجد بلهجة حازمة 

_ انا هسافر بس من غير رجعة.

قطب سليم جبينه بحيرة وسأله 

_ تقصد ايه؟

_ يعني أنا هسافر وهعمل العملية نجحت او فشلت هفضل هناك مش هرجع البلد دي تاني

_ بس..

قاطعه بلهجة حادة لا تقبل نقاش

_ مفيش بس ده قرار نهائي ومش هرجع فيه، الحلجة الوحيدة اللي ليا في البلد دي أخدتها معايا ومفيش داعي للرجوع. 

لم يريد الضغط عليه وهو بحالته تلك كما إنه يعلم جيدًا بأنه لن يتحمل البقاء هناك فنظر في ساعته وقال 

_ طيب احنا لازم نمشي دلوقت عشان ميعاد الطيارة.

أومأ له ماجد وخرج معه منتويًا حقًا الذهاب دون عودة.

❈-❈-❈


لم يستطيع خليل تحمل تلك الجدران التي احاطته وأصبح حبيسًا داخلها.

كيف سيتحمل تلك الهزيمة والأدهى من ذلك البعد عنها 

خسر كل شئ كما ظن يومًا انه فاز بكل شئ، حبيبته وحلم حياته التي أرهقته بعشق محرم منذ أن أخذه أخيه لخطبتها

يذكر وقتها كيف سرقت قلبه من أول نظرة لكنه صرها بداخله ليس لأجل أخيه بل لأنه يعلم مدى عشقها له وانها تخلت عن كل احلامها لأجله

عاشت معه في منزله وهو يرى سعادتهم تمزق قلبه الواهن 

ابتسامتها، ضحكتها، رقتها كل شئ بها يجعل قلبه يهيم بها

حتى آتى اليوم وتعبت زوجته 

لم يكن في المنزل حينها وحينما هاتفه أخيه يخبره طلب منه أن يأخذ السيارة الأخرى وينقلها للمشفى

وبعد أن أغلق الهاتف تذكر بأن السيارة الأخرى ليس بها مكابح.

تلاعبت الشياطين بعقله وحسته على الصمت 

فربما صمته ذاك يقرب المسافات بينهم

نهر نفسه حينها كيف ذلك وهو اخيه الوحيد 

وعندما دق قلبه حنينًا لها وافق عقله الغادر وتركهم لمصير مجهول حتى آته الخبر بعد ساعات قليلة

بكى حينها ندمًا لكن فات آوان الندم وضاع كل شئ.

ظلت تبكي أخيه حتى يومًا طلبت الرحيل لكن والده حينها رفض ذلك وأجبرها على الزواج منه

شعر بالدنيا تدور بسعادة من حوله لكنها اخلفت ظنه ورفضت اقترابه منها 

ظن وقتها أن الأمر مسألة وقت لتمر أعوام وأعوام وهي على نفس وجومها ترفض اقترابه منها.

والآن انقطع الأمل وانتهى كل شئ.

شعر بنصل حاد يوضع بجانبه وصوت بجواره يغمغم بفتور

_ الكينج بعتلك الهدية دي.

لم يقوم خليل او يهتز من مكانه فقد كان ينتظر تلك المقابلة منذ ان علما بأن القاتل يُقتل ولو بعد حين.


❈-❈-❈

في منزل مهران 

أصرت مرح على الذهاب رغم رجاء مهرة لها بالبقاء لكنها لن تبقى في تلك البلدة يومًا آخر فقد بقيت ثلاثة أيام وعليها الذهاب 

خرجت مهرة من الغرفة ببكاء وما إن رأت مهران يصعد الدرج حتى أسرعت إليه تلقي بنفسها داخل أحضانه مما جعله يسألها بقلق

_ مالك يامهرة في ايه؟

اخفت وجهها في صدره كما تفعل دائمًا وغمغمت ببكاء

_ مرح مصرة تمشي.

ابعدها عنه قليلًا وتحدثت برزانة

_ متقلقيش انا هتكلم معها واحاول اقنعها إنها تفضل معانا وخصوصاً أن سليم جاه معايا وعايز يتكلم معها.

لاح الفرح على وجهها وسألته بأمل

_ بجد؟ يعني ممكن يقنعها إنها تفضل معانا؟

_ والله بقا هو وشطارته هو أصلًا رافض اي كلام معايا، وعلى فكرة أنا رفعتلها قضية طلاق وإن شاء الله هتكسبها في اقرب وقت.

تطلعت إليه بكل الحب الذي تحمله بداخلها له ولم تجد الكلمات التي تصف بها امتنانها له بوقوفه بجانب ابنة عمها فسألها بدهشة

_ مالك بتبصيلي كدة ليه؟

وضعت يدها على خده وتمتمت بامتنان 

_ مش لاقية كلام أقوله.

ابتسم بمكر 

_ خلاص خليها افعال بس بعد ما نخلص من الاتنين اللي واجعين دماغي دول.

ضربته بقبضتها على كتفه وغمغمت بغيظ

_ منحرف.

ضحك مهران وتمتم بخبث

_ طيب يلا روحي لمرح بدل ما اوريكي الانحراف اللي على حق.


ولجت غرفة مرح لتجدها تعيد ملابسها إلى الحقيبة كي تستعد للذهاب

فقالت بعتاب

_ لسة مصرة؟

تابعت مرح ما تفعله واكدت بابتسامة حزينة

_ لسة قايلة الكلمتين دول دلوقت ورديت عليكي بأيوة لازم أمشي.

أخفضت عينيها بحزن

_ طيب مهران عايز يتكلم معاكي ومستنيكي تحت في المكتب

تطلعت مرح إليها بهدوء 

_ اكيد عشان القضية اللي طلبتها منه، حاضر نازلة حالًا

أغلقت الحقيبة وأخذتها معها للأسفل ومهرة تدعوا أن يستطيع مهران إقناعها بالبقاء معهم.


في المكتب 

نظر مهران بتسلية إلى سليم الذي جلس على المقعد ينتظر مجيئها على احر من الجمر 

ولم يدوم انتظاره طويلًا إذ طرق الباب ودلفت مرح التي صدمت من وجوده 

همت بالعودة لكن صوت مهران اوقفها

_ استني متمشيش.

استدارت إليه وهي تشيح بعينيها بعيدًا عن سليم الذي اخذ ينظر إليها باشتياق وأشار لها مهران

_ تعالي اقعدي الأول.

غمغمت برفض

_ مفيش وقت عشان ميعاد القطر …

قاطعها مهران بجدية 

_ مفيش داعي للقطر إذا كان ولابد هحجزلك على اول طيارة بس خلينا نتكلم شوية، ثواني بس هطلع اشوف المحامي وصل ولا لسة.

خرج مهران كي يتركهم معًا ربما يستطيع سليم إقناعها وترك الباب مفتوحاً حتى لا تحرج منه

نهض سليم ليتقدم منها قليلًا وتحدثت بولع

_ لسة مصرة على السفر؟

تحلت بالشجاعة أمامه رغم قلبها الذي يطالبها بالرأفة به وردت بجمود

_ خلاص معدش ليا حد هنا افضل عشانه.

جرحتن بكماتها فسألها بدهشة 

_ وانا؟

ازدردت جفاف حلقها ومازال ذلك الشعور يطالبها بالرأفة وغمغمت بتعند

_ احنا قصة اتحكم عليها بالفشل من بدايتها بس كنا بنضحك على نفسنا ومشينا ورا سراب فوقنا منه على جوازي من عمك، والآخر خرجت بفضيحة.

انكر حديثها وغمغم برفض

_ محدش يقدر يقول كدة …

قاطعته بهدوء

_ محدش هيقولها في وشك بس هيقولوها من وراك.

انفعل سليم من تعقيدها للأمور وتحدث بانفعال 

_ ميهمنيش حد كل اللي يهمني إنك متبعديش عني، خلينا نستنى شهور الحداد ونتجوز بعدها ونعيش في المكان اللي يعجبك.

_ بلاش دلوقت على الأقل

سيبني أبعد عن البلد والحياة دي يمكن الاقي نفسي ويكون الناس نسيت وبعدها يمكن يكون لعلاقتنا أمل

_ يعني ده قرارك النهائي؟

أومأت بتأكيد ثم سألها

_ وهتروحي فين؟

تنهدت بتعب وتحدثت بتيهه

_ هسافر القاهرة لشقتنا اللي هناك.

رن هاتفه برقم مجهول لكنه لم يبالي له وعاد أسئلته

_ لوحدك؟

اخفضت عينيها بحزن وردت بخفوت

_ هيكون معايا عمر.

عاد الرقم يرن بإلحاح مما جعله يجيبه بملل لكنه تفاجئ بذلك الخبر الذي جعله يتسمر للحظات.


❈-❈-❈


بعد مرور ثلاثة اشهر


سارت بجواره في حديقة القصر تتشابك أيديهم وقلوبهم معًا 

كانت ابتسامته الساحرة تنير دنيتها التي عاشتها في ظلام دامس وجاء هو لينيرها بحبٍ اضاءت له قلوبهم.

تطلع إليها مبتسمًا وتحدث بحب

_ مالك بتبصيلي كدة ليه؟

هزت كتفيها وتمتمت برهبة

_ اقولك ومتزعلش؟

قطب جبينه بحيرة وسألها

_ خير؟

جلس كلاهما على المقاعد وردت مهرة بتردد

_ مستغربه بس، حساك واحد تاني غير اللي اعرفه، اللي كان شديد في التعامل مع اللي حواليه، وبالأخص انا

رفع حاجبيه مندهشًا

_ ياسلام.

أومأت بتأكيد

_ اه تنكر؟ حتى بقيت مبتسم على طول غير ابتسامتك المستفزة اللي كنت بشوفك بتبتسمها، حقيقي كل حاجة فيك اتغيرت.

_ماشي ياستي المهم مفاجاة أيه اللي دوشاني بيها وخلتني اسيب شغلي وارجع؟

هزت كتفها ببساطة مصطنعة وتقول بمكر

_ لا مفيش انت بس وحشتني وقلت اقولك كدة عشان ترجع بدري وتوديني المزرعة زي ما وعدتني.

نظر في ساعته وغمغم باسف

_ مش هينفع نروح دلوقت خليها الخميس الجاي ونفضل هناك يومين.

ظهر العبوس على وجهها وقالت بتزمر

_ مهران انت كل شوية تسمعني الكلمتين دول وطول الوقت مشغول عني.

تناول يدها ليقبلها بحب وشوق وتمتم بعشق

_ لأ المرة دي بجد هنفضل يومين في المزرعة بس ياريت متزهقيش

قالها بخبث وهو ينظر إلى ثغرها برغبة وجذبها لتجلس على قدمه وتمتم بوله 

_ بقولك بما إني جيت بدري النهاردة متيجي نطلع أوضتنا

قاطعته بارتباك وهي تسحب يدها من بين يده وتقول بتلعثم ادهشه

_ لأ لما نروح المزرعة الأول.

عقد حاجبيه مندهشًا وسألها

_ انتي ايه حكايتك مع المزرعة؟ وليه النهاردة بالذات مصرة عليها.

اهتزت نظراتها بخجل وتمتمت بخفوت

_ مفيش 

ضيق عينيه بشك وسألها

_ لأ فيه انا عارفك لما تكوني مخبية حاجة.

هزت كتفها بنفي 

_ مفيش انت كنت ديمًا بتتشائم منها وإن الأخبار الوحشة كلها بتجلك وانت هناك وعشان كدة كنت….

رفع حاجبيه متسائلًا فتجيبه بشموسها الذهبية ثم تخفضها بخجل 

رغم أن عينيها اخبرته بما لم يستطيع لسانها البوح به لكنه أراد أن يسمعها منها فنهض بها وهو ممسك يدها لتنهض قبالته وسألها بريبة

_ كنتِ ايه؟

كانت عيناه ترجوها ألا تكذب حدسه ورأت نظرت رجاء في عينيه التي تحتضن عينيها بتوسل فأومأت بخجل

_ كنت عايزة اعرفك الخبر ده هناك

ازدرد لعابه بصعوبة عندما سمعها

_ انا حامل.

اغمض عينيه منتشيًا من سماعه تلك الكلمة التي اطربت قلبه قبل أذنه وكأنه داخل حلم جميل لا يود الاستيقاظ منه 

فتح عينيه ليجدها أمامه بابتسامتها الخجله 

فأخذ ينظر إليها برهبة يرجوها ألا تتلاعب به 

لكن هو يعلم جيدًا بأن تلك الفتاة التي اقتحمت حياته واضاءتها بنورها ستظل تنثر نورها على ظلمته حتى يذهب ظلامه

عائلة حلم بها كثيرًا وها هي وضعتها بين يديه فينكشح ظلام الوحدة بنور العائلة.

حملها بين يديه وأخذ يدور بها وهي تضحك بسعادة لم تتخيلها يومًا.

عادت تقف على قدميها لكن ذراعيه أبت ذلك فيحتضنها بحب وهو يضع قدميها على قدميه وكأنه يخشى عليها من صلابة الأرض أسفلها وتمتم بوله

_ عرفتي أمتى؟

أخفت وجهها في صدره وقالت بحياء

_ عرفت النهاردة الصبح ومصبرتش لما ترجع 

رفع وجهها إليه لينظر لشموسها وتحدث بقوة

_ انتي عارفة إن خبر زي ده مينفعش يتأجل؟

هزت راسها بالايجاب فتمتم بعتاب

_ وكنتي عايزة تخبي عليا لحد ما نروح المزرعة؟

هزت كتفيها بدلال 

_ مقدرتش واعترفت على طول.

نظر لعينيها التي تجذبه للغوص في بحورهما وتمنى أن تدوم سعادتهما فهل هناك من يتربص لها أم ستظل تلك الفقاعات الوردية تلتف بها حول نسمات عشقهم.


الصفحة التالية