رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 28 - 1 - الثلاثاء 23/1/2024
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الثامن والعشرون
1
تم النشر بتاريخ الثلاثاء
23/1/2024
خرجت مرح من العيادة وهي تشعر بالسعادة لتجاوب أخيها مع العلاج واستطاع اخيرًا نطق بعض الحروف وتلك بادرة أمل للتحدث
ظلت تحدثه وتخبره بأنه يمكن التحدث بأسرع وقت إذا ساعد نفسه على ذلك
وقفت أمام المصعد وضغطت على الزر ليفتح وتهم بالولوج لكنها تراجعت عندما
تفاجئت به أمامها فتختفي ابتسامتها ويظهر الجمود محله
فتمتم بروية
_ لقيتكم أخرتم قلقت ليكون في حد ضايقكم ولا حاجة فجيت عشان اطمن
أغمضت عينيها بملل من ذلك الذي لم ييأس منذ رحيلها وظل يحاول إقناعها بالعودة لكنها تأبى ذلك
حاولت مرارًا وتكرارًا صده لكنه لاييأس
حاولت تخطيه والذهاب لكنه وقف أمامها يمنعها
_ مرح خلينا نتكلم.
رفعت بصرها إليه وهتفت بانفعال
_ مفيش حاجة بينا عشان نتكلم فيها
اغضبته بانفعالها عليه وغمغم باحتدام
_ لأ فيه والمرة دي مش هرجع إلا لما نوصل لحل
اركبي الأول خلينا نخرج من المكان ده.
غمغمت بعناد
_ لأ مش هركب انا هنزل على السلم
رفع حاجبيه وهو يجيب ببساطة
_ خلاص اللي تشوفيه
أشار لها بالنزول لكنها بقيت على وضعها تنهد بتعب شديد وتمتم بلهجة حازمة
_ هتفضلي واقفة كدة كتير يلا ننزل
دبت الارض بقدمها وغمغمت برفض
_ مش هنزل ولا هروح معاك في مكان.
استغفر ربه يناجيه الصبر عليها ثم رفع سبابته في وجهها وتمتم بلهجة حادة لا تقبل نقاش
_ هتركبي معايا من سكات ولا اركبك بطرقتي؟
ازدردت لعابها بوجل من تهديده وأخذت يد أخيها ودلفت المصعد بغيظ تلاها ولوجه ثم ضغط على الزر لينزل للاسفل وعينيه تلتهم محياها باشتياق
وتساءل ماذا لو كانت زوجته الآن؟
وهل سيأتي ذلك اليوم أم كتب القدر عليهم الفراق ولن يجتمعوا يومًا.
أما هي فقد كان قلبها يطالبها بالرأفة به وتركه لمن أحب لكن عقلها آبى تركها لتنعم بعشقه وأجبرها على فراق أرهق روحهما.
تعشقه وتود التشبث به والعودة معه لكن لن تستطيع العودة إلى ذلك المنزل بعد ما حدث.
توقف المصعد وقبل أن يفتح لها الباب وجدها تندفع وتخرج منه فيقوم باللحاق بها قبل أن تهرب كعادتها.
تقدم منها ليقف أمامها يمنعها من الهرب وتحدث بانفعال
_ هتفضلي تهربي مني لأمتى؟
زمت فمها بغضب وتمتمت بحدة
_ يوم ما تبطل تضغط عليا وتسيبني في حالي
التفت المارة لهم مما جعله يشعر بالاحراج و تحدث بحدة
_ طيب يلا اركبي معايا خلينا نتكلم ونوصل لحل
هزت رأسها بتعند
_ قلت لأ يعني لأ ولو سمحت سيبني أمشي.
لم يعد لديه صبر لذلك التعند لكنه احكم غضبه وتمتم بهدوء
_ طيب هنتكلم في العربية ولو مش عايزة تركبي معايا تعالي نروح الكافية ده نتكلم فيه.
قلبت عينيها بملل فهو لا يمل من اقناعها بالعودة
مهما رفضت لذا ستذهب معه وتقطع اي أمل له في العودة.
اومأت باستسلام وسارت بجواره حتى دخلوا ذلك المقهى
وقام بوضع عمر في قسم الاطفال كي لا يتأثر بحديثهم ثم عاد إليها.
اشاحت بوجهها بعيدًا عنه مما جعله يغضب من عنادها وغمغم بحدة
_ هو انا هفضل قاعد حارسك كدة كتير؟
اجابت وهي على نفس وجومها
_ انا ماجبرتش حد يقعد جانبي تقدر تتفضل ترجع البلد ومتجيش تاني.
زم فمه باستياء وقال بنفاذ صبر
_ مش هقدر آمن عليكي وانتي لوحدك وعشان كدة بطلب منك ترجعي البلد…
لم تعد تستطيع التظاهر بالثبات فكشرت عن أنيابها وصاحت برفض
_ لأ يعني لأ مش هرجع مهما حاولت، خلاص اللي بينا انتهى ومفيش حاجة ممكن تضغط عليا وتخليني أرجع، قصتنا انتهت لحد كدة خلاص ومفيش سبب يخلينا نكمل المسرحية الهابطة دي.
تعلم جيدًا بأنها تجرحه بحديثها اللاذع لكن عليها ذلك لأجله فاردفت باتهام
_ انت زمان اتخليت عني وانا فقدت معاك احساسي بالأمان، اه بحبك وقلبي عايزك بس عمري ما هسامح انسان ضعيف زيك مع أول ريح سابني واتخلى عني متجيش بعد ما الريح عدت تمدلي ايدك وتقولي تعالي لإن خلاص معدش ليها لزمة انت حقيقي بالنسبة لي انتهيت وانطوت صفحة سودة من حياتي مستحيل افتحها تاني أو اكمل على نفس نهجها.
كان يستمع إليها بوجوم وكلماتها السامة تمزق قلبه دون رحمة، وكذلك هي لكن عليها أن تفعل ذلك كي لا تضعف أمامه ويجبرها على العودة
لن تستطيع العودة إلى ذلك المنزل
وهو لن يستطيع ترك بلده والبقاء هنا
إذًا فليتحمل كلًا منهم نصيبه من العذاب
نهضت من المقعد وانسحبت بهدوء لتنادي أخيها وتخرج من المقهى.
أما هو فقد أخذ ينظر إليها بوجوم حتى أختفت من أمامه
يعلم جيدًا بأنها تقول ذلك من وراء قلبها كي تجعله يبعد عنها وقد كان لها ما أرادت
إذا طاوعها قلبها على إهانته بتلك الحدة فهو أيضًا سيطاوع عقله الذي يطلب منها الإنسحاب وتركها ويعود إلى بلدته.
لقد انتهت عدتها وانتهى حقًا كل شئ الآن.
انسحب بهدوء واستقل سيارته وعينيه تنظر إلى الطريق أمامه لكن تفكيره مع قلبه الذي تركه معها..
❈-❈-❈
انتهى عصام من معاينته وجلس خلف مكتبه وهو يقول براحة
_ الحمد لله مفيش حاجة تقلق
نهض أمجد وهو يزرر قميصه ثم سأله
_ طيب والألم ده.
_ عادي جدًا بعد القلق والتوتر اللي اتعرضت له فحاول تكون ريلاكس شوية ومتضغطش على اعصابك عشان ميتكررش كتير
سأله جاسر بقلق
_ يعني مفيش اي خوف عليه؟
نفي عصام حديثه
_ لأ طبعًا مفيش قلق العملية ناجحة ومفيش قلق منها ودي ضُغطات الانسان السليم بيتعرض لها عادي
بس هو شكله بيعمل كدة عشان ياكل علينا حلاوة المولود ولا ايه ياأمجد.
ابتسم أمجد وقال بنفي
_ لا طبعًا مقدرش إن شاء الله هعمل عقيقة بس هتكون في البلد وانت صاحب بيت مش محتاج دعوة.
عدل من وضع نظراته وقال بهدوء
_ ماشي ياسيدي مع إن المشور طويل بس يستاهل انا بحب جو الصعيد أوي.
خرج أمجد ومعه جاسر من الغرفة وهو يقول له برجاء
_ ياريت ليلى متعرفش حاجه عن اللي حصل انا بقيت كويس الحمد لله.
ربت جاسر على كتفه وتحدث بمزاح
_ بحب انا الرجالة اللي بتخاف دي
_ لا ياسيدي مش قصة خوف بس انا مش عايز اقلقها
_ ماشي ياسيدي يلا ندخل بسرعة قبل ما تاخد بالها.
في غرفة ليلى
لاحظت غياب أمجد فسألت والدها
_ بابا هو أمجد فين؟
اجاب جمال بخيرة
_ مش عارف، خرج هو وجاسر من شوية تلقاهم بيشربوا حاجة في الكفاتريا
دلف أمجد بعد أن طرق الباب فتبتسم ليلى بسعادة لرؤيته وقالت بعتاب
_ ايه هتهرب من أولها؟
نفى حديثها وتقدم منها ليمسك يدها بتملك وتمتم بوله
_ أنا أقدر داانا لما بفكر اهرب بهرب ليكي مش منك.
دعست سارة على قدم جاسر وغمغمت بغيظ
_ سامع الكلام الحلو.
استغفر جاسر بيأس منها وغمغم بخفوت
_ مش هتبطلي العادة الزفت دي.
تمتمت بخفوت مماثل كي لا يسمعهم أحد
_ ولسة اصبر بس لما نروح ده انا هعمل فيك عمايل سودة.
ابتسم بمكر وتمتم بلهجة مازحة
_ اعملي اللي انتي عايزاة انتي شفتيني مرة منعتك؟
اتسعت عينيها بصدمة من تفكيره وتمتمت بغيظ
_ انت تفكيرك ديمًا شمال كدة ليه؟
غمغم بامتعاض من حديثها
_ في ست محترمة تقول لجوزها تفكيرك شمال؟
_ ايوة عشان دي الحقيقة.
انتبه كلاهما على صوت الباب فتقدم مصطفى ليفتحه علمًا بهوية الطارق
انتبه الجميع ومصطفى يرحب بها
_ أهلاً ياماما اتفضلي.
دلفت سمر بتردد وهي تشعر بالاحراج منهم وقالت بخجل
_ السلام عليكم
رد الجميع السلام رغم اندهاشهم بمجيئها
لم تندهش وسيلة فقد أخبرها مصطفى برغبتها بزيارتهم فرحبت بها بصدق
_ أهلاً ياأم مصطفى اتفضلي
تقدمت منها سارة لتقبلها وبداخلها رهبة من الموقف ومن رد فعلهم فقال جمال بترحيب
_ اتفضلي نورتي المكان.
رغم اندهاشها من استقبالهم الرحب لها لكنها من داخلها كانت تعلم بذلك
هم حقًا كما اخبرها مصطفى، أهل للكرم فتمتمت برهبة
_ اسفة إن كنت ضايقتكم….
قاطعتها ليلى بجدية
_ لأ طبعًا تضايقينا أيه! أهلا بيكي في أي وقت
_ انا قلت آجي أبارك واخطي خطوة اتأخرت فيها كتير أوي.
ابتسم جمال بمجاملة
_ توصلي متأخر افضل من إنك تهربي زي منصور ماعمل، بيتنا مفتوح ليكي في أي وقت
شعرت سمر بالندم حقًا لابتعادها عنهم وحرمان أولادها منهم.
مر الوقت بينهم ولاحظت فيه مدى تعلقهم ببعضهم البعض