-->

رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 29 - 1 - الأربعاء 24/1/2024

  

  قراءة رواية وهام بها عشقًا

 الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية وهام بها عشقًا 

الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل التاسع والعشرون

1

تم النشر بتاريخ الأربعاء

24/1/2024



اهتزت نظراته بصدمة وهو يقرأ تلك الكلمات التي كتبت بإيدي مرتعشة وكأنها الأخيرة

لكنها كانت كخنجر مسموم يمزق قلبه بلا رأفة

ربما أخطأ في فهم محتواها فظل يعيدها مرة تلو الأخرى لكن ليس لها معنى آخر.

اسودت الدنيا بعينيه وأصبح نهاره أسود قاتم كسواد ذلك الخبر الذي قسم ظهره بلا رأفة

حلم؛ تلك الزهرة التي عطرته بروحها وكأنها تشعر بما لم يتخيله هو 

هل كانت تعلم بذلك!

وإذا كانت حقًا تعلم كيف وافقت على زواجهم 

جثى على ركبتيه وهو يغمض عينيه بشتات 

ماذا يحدث له وكيف باستطاعته تخطي تلك الصدمة

ويلات من العذاب تنتظره منذ الحين وقلبه يأن ألمًا على ما عرفه

هز رأسه بضياع وكأن روحه تسحب منه ودعا من قلبه أن يكون ما يعيشه الآن ليس سوى كابوس مزعج أو تلك الرسالة لا تخصه هو

لكن كيف ذلك وهي موجهة إليه هو

 كيف استطاع جده الوصول إليها ولما لم يخبره بها

كيف؟

وكيف؟

وأين الإجابه؟

طوي الرسالة وأعادها إلى الصندوق ليتفاجئ بضربة حادة على رأسه أفقدته الوعي.


………..


في منزل أمجد

عادت ليلى إلى غرفتها بمساعدة أمجد وسارة تحمل آسر و وضعته في سريره بجوار فراش ليلى ثم دنت حلم منها تساعدها على الاستلقاء 

_ مرتاحة كدة؟

أومأت ليلى بامتنان

_ تعبتِ معايا انتي وسارة 

ربتت حلم على يدها وتحدثت بصدق

_ متقوليش كدة احنا أخوات هنزل انا وسارة لطنط وسيلة نعملك حاجة خفيفية تكليها وهرجعلك على طول

خرجت سارة وحلم وتركوا أمجد معها وقد لاحظت حقًا تعبه فسألته بقلق

_ أمجد انت كويس؟ شكلك مرهق أوي.

ابتسم أمجد وجلس بجوارها ليقول بتروي

_ يعني بعد اللي عيشته معاكي انتي وابنك ده عايزاني اعمل ايه؟

لم تقتنع بحديثه وعادت تسأله

_ أمجد متخبيش عليا انا لاحظت انك بتحط ايدك على قلبك من وقت للتاني ارجوك طمني

طمئنها بثقة 

_ صدقيني مفيش اي حاجة تقلق أنا فعلاً تعبت شوية وحسيت بألم بس دكتور عصام طمني وقالي بسبب التوتر اللي مريت به مش اكتر ولو مش مصدقة تقدري تسألي جاسر لأنه كان معايا.

امسك يدها يقبلها وقال بحب

_ حمد لله على سلامتك

ردت بابتسامة رغم قلقها 

_ الله يسلمك ياحبيبي المهم إنك كويس.

ابتسم بحب

_ لازم اكون كويس طول ما انتي كويسة

نهض من جوارها وقال

_ معلش هضطر اسيبك وانزل عشان عمي وجاسر وانتي حاولي تنامي شوية 

اومأت له وتركها خارجًا من الغرفة ونزل للأسفل 


❈-❈-❈


في المطبخ 

وقفت حلم وقد ظهر عليها القلق فدنت منها سارة تسألها 

_ مالك ياحلم شكلك مش طبيعي في حاجة مضايقاكي؟

اجابت حلم بتوجس

_ مش عارفة ليه قلبي مقبوض وقلقانه

تقدمت منها وسيلة وقالت برصانة

_ ده اكيد شيطان استعيذي بالله والقلق ده هيروح الحمد لله كلنا بخير ومفيش حاجة تخليكي قلقانة.

اومأت حلم وبدأت بالاستغفار كي ينتهي ذلك القلق الذي لا تعرف سببه.


في الخارج


نهض جمال وهو ينظر في ساعته

_ كان نفسنا نقعد معاكم بس للأسف لازم نرجع الصعيد النهاردة 

تحدث صابر برفض

_ ازاي بقا عايزين تقولوا علينا بخله ولا أيه لازم نتغدا مع بعض الأول 

تحدث جمال معتذرًا

_ مش هينفع عشان ميعاد الطيارة ويادوب نلحق نوصل، وبعدين احنا بقالنا يومين هنا ولازم نرجع عشان الوالد وكمان حازم ومعتز عايزين ييجوا يطمنوا على اختهم

تحدث أمجد برزانة

_ مجتش على النص ساعة اللي هنتغدا فيها ثواني والأكل هيكون جاهز.

نظر أمجد إلى مصطفى وقال بمزاح

_ انا بقول تدخل انت المطبخ تستعجلهم لإن اللي جوه كلهم تبعك.

نهض مصطفى وغمغم باستسلام 

_ ماشي ياسيدي وسع انت.

دلف مصطفى المطبخ ليجد حلم واقفة جانبًا تبعث بهاتفها فتقدم منها قائلاً

_ حلم..

توقف عن التحدث عندما انتفضت بوجل وكاد الهاتف أن يسقط من يدها فسألها بحيرة

_ مالك اتخضيتي كدة ليه؟

انتبهت سارة لوجوده وتقدمت منهم تقول بحيرة

_ مش عارفة مالها النهاردة مش طبيعية خالص، انت زعلتها؟

نظر إليها مصطفى باتهام وقال بثبوت

_ ردي انتي.

اهتزت نظرات حلم وقالت بنفي 

_ لأ خالص انا بس مصدعة مش أكتر 

نظر للهاتف الذي وضعته في حقيبتها ثم نظر لها بعتاب وسارة تنقل بصرها بينهم ولا تعرف شئ مما يدور بينهم حتى تحدث بجمود

_ خلصوا الغدا بسرعة عشان ميعاد الطيارة

اومأت له بصمت وخرج هو دون التفوة بكلمة أخرى


اجتمعوا الرجال على المائدة وتناولت سارة ووسيلة وحلم طعامهم مع ليلى كي لا تكون وحدها

وعند ذهابهم 

حاولت سارة إقناعهم ببقاءها معهم لكن وسيلة أصرت على عودتها 

_ مينفعش ياسارة انتي حامل وكمان مينفعش احنا الاتنين نسيب البيت عشان جدك وجدتك ميكنوش لوحدهم.

نظرت لليلى بتأثر وتحدثت بضيق

_ بس صعب أوي أسيبها وامشي خليني معها يومين…

قاطعتها ليلى 

_ والله يابنتي انا كويسة متقلقش عليا وانا عشر ايام بالكتير وهكون في البلد عشان عقيقة آسر.

وافقت سارة على مضد وعادت مع جاسر وعمها



اما مصطفى فقد التزم الصمت اثناء عودتهم وهي مازالت شاردة تحاول الوصول لسامية لكنها لا تجيبها

هل حدث شئ وتتهرب منها؟

لما تشعر بالقلق عليه لتلك الدرجة؟

نظرت بجانب عينيها لمصطفى الذي التزم الصمت طوال الطريق ويبد عليه الوجوم

يبد أيضاً أنه ناقم عليها فقالت بمراوغة

_ انا مضايقة اوي إن سارة مشيت ملحقتش اقعد معها.

لم يحيد عينيه عن الطريق لكنه أجابها بفتور

_ ما انتم بتتكلمواوكل يوم في الفون ولا أيه؟

رمشت بعينيها بوجل وتمتمت برهبة

_ اه طبعاً بس انا مشبعتش منها وكمان طنط سمر كان نفسها تطول معانا.

عاد لصمته والشك عاد يتلاعب به

ما الذي تخبئه؟ وما قصة الهاتف معها؟ وشرودها الدائم منذ يومين.

يود إجابة لها هل يبادر بالسؤال أم يتركها هي تأتي وتخبره بما تخفيه؟


❈-❈-❈


حاول فتح عينيه لكن تلك العصابة المحكمة عليها لم تجعله يفلح في ذلك 

حاول تحريك يده لكنها مقيدة كما أقدامه في المقعد 

ماذا يحدث وأين هو ومن هؤلاء.


انتبه لهمهمات أخرى يعرفها جيدًا فينقبض قلبه رعبًا عليها.

حاول التحدث لكنه مكمم الفم فلم يستطع التحدث والاطمئنان عليها.

حاول فك قيده لكنه محكم جيدًا لم يستطيع التخلص منه

لا ما يعيشه الآن ليس سوى كابوس مزعج وعليه الاستيقاظ منه

نعم ما يحدث الآن يؤكد ذلك.

لكن همهماتها لا ترحمه وعقله يخبره بحقيقة وضعه


انتبه لفتح باب وخطوات ثابته تتقدم منه ويقف أمامه قليلًا كي يتلاعب باعصابه ثم تحدث بجمود

_ ارفعوا الشريط من على عينيه

تقدم احدهم منه ليرفع الغطاء عن عينيه فيتفاجئ به أمامه، رمش بعينيه والصدمة جعلته يزدرد جفاف حلقه بصعوبة يبد أن هذه نهايته فقلوب هؤلاء لا تعرف الرحمة

_ ايه كنت فاكر إنك هتهرب بعملتك؟

ازداد جفاف حلقه عندما وقع نظره على مهرة التي قيدت أيضاً في المقعد فيرتعد قلبه خوفًا عليها.

فتابع الرجل حديثه

_ متخافش عليها لسة محدش قربلها بس لما نصفي حسابنا الأول.


قام الرجل بنزع الشريط اللاصق من فمه ثم تحدث بقوة

_ انت لعبت مع الناس الغلط وعملتك دي هيكون تمنها كبير اوي عليك الباشا بعتني عشان اندمك الأول قبل ما أخلص عليك

نظر مرة أخرى لمهرة بقلب مرتعب ثم تحدث بحدة

_ خرجها برة الموضوع وخلي كلامك معايا 

ضحك الرجل وتقدم من مهرة كي يداعب خصلاتها كي يستفزه وغمغم بمكر

_ ازاي! بقا حد يسيب القمر ده يمشي كدة من غير ما يتمتع به شوية دا حتى تبقى عيبه كبيرة.

استطاع حقًا إخراج شياطينه لكن ذلك القيد منعه فصاح بصوت هادر

_ ارفع ايدك من عليها لقطعهالك

نظر الرجل إلى أحد رجاله ليفك قيدها 

_ خدوها على الاوضة جوة لحد ما أخلص حسابي معاه

زئر مهران من بين أسنانه بتوعد

_ اوعاك تقرب منها مش هرحمك يا……

قاموا بفك قيدها وأخذها للخارج وهي ما بين الاغماء واليقظة تهمهم بإسمه ولا تدري بشئ وهو يزئر كأسد جريح لا يستطيع الدفاع عن زوجته.

_ مراتي حامل ولو آذتها مش هرحمك حتى لو قتلتني

_ لا القتل مش بالساهل كدة لما اعذبك شوية وأولهم إني أسمعك صوت مراتك وهي معايا عشان اكسرك بس لما تفوق عشان تكون واعية للي بيحصلها.

أغمض مهران عينيه يعتصرها بألم وشعر بالعجز لمرة أخرى لكن تلك المرة اشد وأقسى.


……..

دلف وهدان المزرعة كي يأخذ الأوراق كما أمره مهران لكنه تفاجئ بالحرس الموجودين في المكان مصابين بالرصاص

أسرع إلى الداخل يبحث عن سيده لكن لا آثر له لا هو ولا زوجته

اسرع بالاتصال على الشرطة والتي لم تتأخر واسرعوا بالبحث في المكان لعلهم يجدون آثر يقوموا بتتبعه.

سأله مدحت 

_ انت تعرف الناس اللي كان بيتعامل معاهم؟

اجاب وهدان بنفي

_ لأ لإن حاجة زي دي بنبقى بعاد عنها.

تلاعب مدحت بالقلم في يده وعاد يسأله

_ طيب مين اللي له علاقة بيهم غير خليل ومهران؟

_ زي ما قلتلك الحاجات اللي زي دي مش بيدخلونا فيها لأنها بتبقى سرية.

زم مدحت فمه باستياء يحاول بصعوبة الوصول لحل 

فالرجال الذين تم القبض عليهم لم يعترفوا بشيء ولا أحد يستطيع الوصول إليهم سواه.

خرج وهدان من المركز ليتصل على أحد رجاله الذي كلفه بمراقبة كامل فيجيبه الرجل 

_ انا واقف قدام البيت زي ما طلبت 

_ تمام، وخلي عينك على اللي خارج واللي داخل من البيت 

وقبل أن يغلق الرجل وجد آسيا تخرج من منزلها فقال بسرعة

_ استنى مراته خارجة من البيت

_ خليك وراها واعرفلي هي رايحة فين.

أغلق الرجل الهاتف وانتظر انطلاق سائقها بالسيارة ثم انطلق خلفهم ببضع امتار كي لا يشكوا بشئ


الصفحة التالية