-->

رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 19 - 1 - الجمعة 5/1/2024

 


   قراءة رواية وهام بها عشقًا

 الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية وهام بها عشقًا 

الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل التاسع عشر

1

تم النشر بتاريخ الجمعة

5/1/2024



سحبت هاتفها دون أن يشعر بها وخرجت من الغرفة لتدلف غرفة أخيها كي تهاتفه 

اغلقت الباب ثم قامت بالاتصال عليه فيجيبها بعد لحظات

_ نعم 

_ عايزاك توصلني لمهرة.

عقد حاجبيه مندهشًا وسألها بجدية

_ اوصلك ليها إزاي؟

_ معرفش اتصرف انا لازم اكلمها ضروري.

زفر بيأس من تهورها وغمغم بضيق

_ انتي ليه مصرة تعرضي نفسك للخطر؟ اللي انتي بتقولي عليه ده مينفعش تمامًا

ابتعدت عن الباب كي لا يسمعها أحد وتمتمت بإصرار 

_ بس انا مصرة لازم اشوفها بأي شكل ارجوك ياسليم مسألة حياة أو موت.

أخذه الشك لطريق آخر وسألها 

_ ناوية على أيه؟

نظرت إلى أخيها النائم ثم تحدثت بخفوت

_ مش ناوية على حاجة بس عايزة اعرف ليه هربت لإن إجابتها هيترتب عليها حاجات كتير اوي.

ارجوك ده اخر طلب هطلبه منك، اعمل المستحيل وحاول تجمعني بيها…..

قاطع حديثها فتح باب الغرفة ودخول خليل والذي نظر إليها بشك 

_ بتعملي ايه هنا؟

ازدردت لعابها بصعوبة وتحدثت بريبة

_ جاية اصحي اخويا عشان العلاج بتاعه

نظر إلى اخيها النائم ثم عاد يجول بعينيه محيط الغرفة وكأنه يبحث عن شئ ما ثم نظر إليها قائلاً

_ خلصي واعملي الفطار

هزت رأسها بالايجاب ثم خرج من الغرفة فتلتقف انفاسها براحة وقد اخفت الهاتف خلف ظهرها

عادت إليه لتجده اغلق الهاتف حاولت الاتصال به لتجده قيد الإغلاق.

❈-❈-❈


استيقظ صباحًا على صوت هاتفه وألم حاد في رأسه

فلم ينام إلا بأخذ ذلك (المنوم) قبيل الفجر 

فقد اعتاد ألا ينام إلا به 

نظر في ساعته ليجدها قد تعدت الحادية عشر

اغمض عينيه يحاول الانتباه لكن الألم حقًا حاد.

عاد الهاتف رنينه لينظر به فإذا برقم غير مدون عنده

مسح على وجهه ثم خصلاته قبل أن يجيب عليه

_ وعليكم السلام، مين؟

رد الجانب الآخر

_ أولاً انا بعتذر إني بتصل عليك في وقت زي ده وثانيًا ألف مبروك على الجواز، أنا سليم النجايمي وكنت عايزك في موضوع

تنهد مهران ونهض بصعوبة من الفراش ورد باقتضاب

_ تحب نتقابل فين؟

_ مينفعش عريس زيك يخرج من بيته يوم صبحيته، أنا هجيلك القصر بعد الضهر إن شاء الله

_ تنور في أي وقت.

أغلق الهاتف وألقاه على الفراش ورأسه يكاد ينفجر من شدة الألم.

ارتدى قميص قطني وخرج من الغرفة لينادي العاملة التي أسرعت إليه

_ نعم يابيه

غمغم وهو يستدير عائدًا لغرفته

_ اعمليلي فنجان قهوة.


_ هتشرب القهوة من غير فطار؟

نظر إليها مهران بعينين غاضبتين جعلها تسرع بالذهاب دون التفوه بكلمة أخرى.



استيقظت بدورها وقد شعرت بنفس الألم، انتبهت لوضعها في الفراش وقد انتزعت طرحتها وبقيت بالثوب الذي فُتح سحابه فقط

رفعت يدها لكنها فوجئت بالطوق ينسل من بين أصابعها

يبد انه دلف الغرفة وهو من وضعها على الفراش

شعرت بالغضب منه، كيف يدخل غرفتها دون استأذن

والأدهى من كل ذلك تجرئه وفتح سحاب فستانها.


نهضت بغضب وقامت بتبديل ملابسها وخرجت من الغرفة لتقتحم غرفته كما فعلت من قبل لتجده واقفًا في شرفته يحتسي القهوة بهدوء يتنافى تمامًا عمَّ رأته أمس، وقد عاد بهدوءه العجيب ذلك.

تقدمت منه لتقف خلفه وتحدثت بحدة

_ انا عايزة أمشي.

ظل يتناول قهوته في صمت وكأنه لم ينتبه لوجودها من الأساس مما جعلها تشعر بالحنق منه ودنت منه أكثر لتقف أمامه وتنظر إليه بقوة زائفة تعيد حديثها

_ بقولك خلاص المسرحية خلصت ودوري انتهى وعايزة أمشي.


وضع الكوب على الطاولة امامه وجلس على المقعد وهو يسألها ببرود 

_ مسرحية ايه اللي انتهت؟

اغتاظت من برودة الذي يكاد يدفعها للجنون وهي لا تعلم شيئًا عن تلك النيران التي تشتعل بداخله 

_ انتقامك من أبويا.

عاد يرتشف من كوبه وسألها دون النظر إليها

_ ومين قالك إنها خلصت؟

اتسعت عينيها بعدم استيعاب واجابت بغيظ 

_ انا اللي بقولك، خلاص انتقمت منه وفضحته وفضحتني معاه خلاص بقى سيبني اروح لحالي.


_ حالك ده اللي هو فين؟

قطبت جبينها بدهشة من فتوره معها وكأنه يستخدم سلاح جديد يعذبها به 

_ اروح فـ ستين داهية دي حاجة متخصكش.

ارتعبت عندما وجدت فمه يتشنج وكأنه يصعب عليه التحكم في اعصابه اكثر من ذلك فرفع سبابته يوجهها إليها مغمغمًا بتحذير

_ احفظي لسانك بدل مـ تلاقية في ايدك

اجفلت من تهديده لكنها واصلت عنادها

_ خلاص نفذي طلبي

اعاد الكوب إلى موضعه ونهض متجهاً إليها ليقف أمامها لا تفصله عنها سوى خطوة واحدة وغمغم من بين أسنانه 

_ الكلام اللي هقوله ده تحطية حلقة في ودنك عشان لو فكرتي تغلطي معايا، مفيش حاجة هتخرجك من هنا غير بالموت، واظن إنك عارفة كويس أوي إن محدش بيخرج من هنا على رجليه، انتي بقيتي مرات مهران الهواري يعني اللعنة صابتك زي ما صابت غيرك وياريت ترضي بقدرك عشان متتعبيش.


ها هو يعود إلى حقيقته وذلك الانكسار الذي رأته أمس لم يكن سوى لحظة عابرة ولن تعود


تركها ودلف للداخل وكل شئ بداخله يدفعه لتحطيم رأسها الصلب، لن يدعها ترحل بعد أن علم بشأن والدته

أخرج عباءته من الخزانة وقام بتبديل ملابسه عقب ولوجها فتشهق بخجل وهي تخفي وجهها بيدها حين رأته عاري الصدر أمامها مما جعله يسخر منها قائلاً وهو ينتهي من ارتداء عباءته

_ ايه شوفتي عفريت؟

 ظلت على وضعها لا تملك الجرئة لمعرفة إذا انتهى ام لا، لكن عندما شعرت بخطواته علمت بانه انتهى 

رفعت يدها بحذر لتجده واقفًا أمام المرآة يهندم من ملابسه فقالت بغيظ

_ الوضع ده مينفعش أنا مش هقبل أخرج من سجن اتنقل لغيره.

القى الفرشاه من يده ودنى منها ليصحح لها بسخرية لاذعة

_ قصدك من خدامة لهانم في قصر.

اتسعت عينيها من مدى وقاحته وقبل أن تتفوة بحرف نطق هو بتحذير

_ وأنسي تمامًا إنك تخرجي من البيت ده، فاهمة؟

رغم الهدوء الذي يتحدث إلا إن لهجته كانت تحمل تهديد قاتـ ـل جعلها ترتبك وتلتزم الصمت

طرق الباب فسمح له بالولوج ودخلت سامية 

_ وهدان بيقول إن سليم النجايمي مستنيك تحت

انقبض قلبها خوفًا عندما سمعت اسمه، فسليم هو حبيب مرح والآن هي زوجة عمه

_ خليه يتفضل في المضيفة وانا چاي دلوقت

أخذ هاتفه وهم بالخروج لولا مهرة التي امسكت يده تمنعه من الذهاب وهي يتسأله بريبة

_ سليم جاي ليه؟

انتفض قلبه إثر تلك اللمسة التي لم تكن مقصودة لكن مشاعر الغيرة جعلته يمحيها جانبًا وسألها بشك

_ وانتي تعرفيه منين؟

ازدردت لعابها بصعوبة وانتبهت ليدها التي تحتوي يده بقوة فتتركها مسرعة وتهربت من سؤاله

_ أنا.. أنا معرفش حد

ضيق عينيه بشك من ارتباكها وتلاعب الظن السئ بداخله والغيرة أعمته وجعلته يجذبها من ذراعها هاتفًا بانفعال

_ انطقي تعرفيه منين؟ ولايكون ده حبيب القلب اللي كنتي بتهربي عشانه

تشنج فمها من اهانته فجذبت ذراعها من يده وهتفت بغضب

_ مسمحلكش تتكلم معايا بالاسلوب ده، انا مهربتش عشان حد ولا فيه واحد في الدنيا دي كلها يخليني اعمل كدة واغضب ربنا عشانه. 

_ اومال مالك اتبدلتي كدة لما سمعتي اسمه

رمشت بعينيها مرات متتالية وغمغمت بتهرب

_ زي ما قلتلك الاسم مش اكتر

هز رأسه بصمت ثم اولها ظهره ليخرج من الغرفة


❈-❈-❈


صافحه مهران بجمود والغيرة مازالت تتشبث بداخله

 _ أهلاً بك.

تحدث سليم بلهجة ثابتة 

_ اكيد طبعًا مستغرب من زيارتي بس انا جايلك في موضوع انساني.

رغم اندهاشه من تلك الكلمة إلا إنه رحب به 

_ البيت بيتك تيجي في أي وقت اتفضل

جلسوا معاً وبدأ سليم حديثه

_ أظن انت عارف سبب زيارتي.

رفع مهران حاجبيه 

_ مش بالظبط

تنهد سليم وتحدث برزانة

_ اظن انك عارف كويس إن عمي متجوز بنت عم حرمك، وهي كانت عايزة تشوفها.

عاد مهران بظهره للوراء وقد تلاعب الشك بداخله أكثر لكنه قال بثبات

_ وماله تشرف في أي وقت

حمحم سليم باحراج

_ بس هي للأسف مش هتقدر تيجي 

_ وتفتكر إن في عروسة تخرج من بيتها يوم صبحيتها او حتى بعد شهر

شعر سليم بالاحراج منه وتمتم بهدوء

_ لا طبعاً صعب بس حقيقي هي كمان صعب اوي أنها تيجي لإن زي ما انت عارف العلاقة بينك وبين عمي مش ….

التزم الصمت لا يريد التطرق في حديث آخر وأكمل  مهران

_ لو كان على عمك سيبه عليا انا هعرف ازاي اقنعه. 

_ إزاي؟

_ سيبها عليا، النهاردة هتكلم معاه وبكرة بالكتير هيكون معايا في القصر.

رغم اندهاشه من الثقة التي يتحدث بها لكنه ابتسم بامتنان قائلاً

_ تمام استأذن انا

_ بس انت أيه مصلحتك في كل ده؟ وايه اللي خلى مرات عمك تثق فيك اوي كدة وتخليك تدخل في حاجة زي

قالها مهران بمكر جعل سليم يشعر بأنه وضع في الزاوية بدهاء ذلك الرجل 

_ لأ طلبت من الحاجة مش مني

نهض سليم كي لا يتعرض للمزيد من الأسئلة وتحدث بقوة

_ هستنى ردك سواء بالصلح مع عمي أو بأنهم يشوفوا بعض بأي طريقة 

اومأ له مهران ونهض بدوره

_ تمام هفكر وارد عليك.

خرج سليم من المنزل وهو يشعر بأنه اخطأ في المجيء.


الصفحة التالية