-->

رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 20 - 1 - السبت 6/1/2024

  

   قراءة رواية وهام بها عشقًا

 الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية وهام بها عشقًا 

الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل العشرون

1

تم النشر بتاريخ السبت

6/1/2024



كان هذا صوت سليم الغاضب وهو يرى اخته في غرفة ابن عمه وبهذا القرب

انتفضت بخوف لتبتعد عن ماجد وتحدثت بتلعثم

_ أ…أنا…

تقدم منها يجذبها من ذراعها ويهزها بعنف

_ انتي ايه انطقي، ازي تسمحي لنفسك انك تدخلي اوضته وفي وقت زي ده.

كور ماجد قبضته بغضب شديد من عجزه الذي يجعله لا يستطيع الدفاع عن محبوبته وتحدث بقوة

_ سيبها ياسليم خلي كلامك معايا انا.

نظر إليه سليم بغضب وغمغم من بين أسنانه

_ اصبر متستعجلش اخلص حسابي معاها الأول وبعدين ارجعلك 

هم بسحبها للخارج لكن صوت ماجد الهادر منعه

_ بتستقوى عليا عشان مش عارف اقوم ادافع عنها.

لن ينتبه لكلامه الآن، سيضعها في غرفتها ويعود إليه لكن دخول خليل منعه من الخروج وهو ينظر لثلاثتهم بدهشة

_ في ايه. وصوتكم عالي ليه؟

زم سليم فمه يحاول ضبط أعصابه وتحدث بحدة

_ مفيش 

_ مفيش ازاي وانت ماسك اختك قدامي بالشكل ده ولا عملي حساب

نظر إلى شمس التي مازالت تبكي وسألها

_ قولي انتي في ايه؟

اعفاها ماجد من الحديث وتحدث هو بقوة

_ في أني عايز اتجوز شمس وشكل سيادته مش موافق.

نظر خليل إلى سليم وسأله

_ صحيح الكلام ده يا سليم؟

هز رأسه بنفي

_ مش بالظبط، انا رفضي انهم استغفلوني وكانوا بيحبوا بعض من ورانا.


_ وايه المشكلة مادام ابن عمها وشاريها وانا حاطط عيني عليها من زمان مستحيل تخرج برة بيتي.


شعر بالاستياء من محو رأيه في أمر اخته وكأنه تحصيل حاصل ولن يفرق رأيه بشئ فقال بإيباء وهو ينظر إليها 

_ يبقى مبروك.

ثم تركهم وغادر 

خرج من الغرفة ومن المنزل بأكمله والغضب قد اخذ مبلغه

وما كان ينقصه صوتها وهي تسرع إليه تحاول اللحاق به

_ سليم استنى

توقف مستديرًا إليها وهتف معنفًا

_ جاية ورايا ليه؟ 

تقبلت غضه وتحدتث بجدة

_ ممكن تهدى عشان نعرف نتكلم؟

مسح على وجهه يحاول أن يهدء من انفعاله وتمتم باستياء

_ خير إن شاء الله

تلفتت حولها وقالت بوجل 

_ خلينا نقعد عشان نعرف نتكلم

ستطيح بعقله تلك الفتاة لكنه احكم انفعاله 

_ انتي عارفة لو عمي شافك معايا دلوقت هيعمل ايه؟

_ انا مبعملش حاجة غلط انا بفهم منك سبب رفضك لماجد  وانت عارف كويس انهم متمسكين ببعض

تطلع إليها مطولًا وبداخله يود خنقها حتى تزهق روحها بين يده لكنه سيطر على تلك الرغبة وتحدث بانفعال

_ هجاوبك عشان اريحك وارتاح انا كمان من كلامك ده كل شوية.

شمس اختي عيلة متعرفش يعني ايه مسؤولية وجواز وخاصةً واحد في ظروف ماجد محتاج ممرضة مش بس زوجه وهي مبتعرفش تملى لنفسها كباية ماية، تفتكري انتي هتعمل ايه مع ماجد وخصوصاً انها هتسافر معاه يعني هتكون لوحدها 

_ بس هي فعلًا بتحبه وده سبب قوى يخليها تتحمل اى حاجة عشانه، مش شرط ابدًا انها تكون فدائية عشان تتحمل واحد في ظروف ماجد وبعدين الدكتور اكدلكم ان نسبة نجاح العملية كبيرة جدًا وإن شاء الله يقف على رجله من تاني ودي حاجة حلوة انهم يعيشوا الحياة بحلوها ومرها مع بعض.

_ وان كانت حياتهم كلها مر زي ناس تانية هيعملوا ايه؟

سؤال خرج منه لكنه يخرج منه إليه هكذا أرادت لكنها ردت السؤال بأجابة

_ يمكن يكونوا اقوى منهم ويتحدوا أي صعبات تواجههم مش زي الناس التانية اللي استسلموا قدام أول مشكلة قبلتهم 

تأثر بردها ويعلم أنها محقة في كل كلمة فغمغم بروية 

_ بس الناس التانية غير

هما اجبروا ومكنش فيه أختيار قدامهم، ياموت يافراق.

تلاقت النظرات لتحكي قصة آلام لم تستطيع أفواههم التفوه بها فيشعر برغبة ملحة في احتواءها والاعتذار آلاف المرات لكنه فضل الانسحاب وذهب بعيدًا عنها وعن المنزل بأكملة 

وعادت إليه تلك الرغبة بالهرب بعيدًا لكن لن يجد الراحة والسكينة بعيدًا عنها

سيتحمل كل منهم نصيبه من الألم فليس بيدهم شيئا اخر.


❈-❈-❈


شاردًا كعادته منذ ذلك اليوم وهي أكثر من يعلم بحالته الآن

جلست بجواره تسأله بقلق

_ وبعدين يامصطفى هتفضل كدة كتير؟

تنهد بتعب شديد وغمغم بضيق

_ مش قادر ياحلم، كل ما افتكر صدمته والمحامي بيقوله الخبر اخجل من نفسي اوي.

تناولت يده تحتويها بين يديه وتحدثت بتعاطف

_ معلش ياحبيبي انت في الاول والآخر بتعمل كدة لمصلحته، باباك تمادى أوي وجرح جدك وكان لازم وقفة للي بيعمله ده يمكن لما يدوق من نفس الكاس يفوق لنفسه ويحس بغلطه.

هز رأسه بنفي

_ مظنش اللي زي بابا ده عمره ما هيتغير

_ ياعالم، يمكن ربنا يهديه المرة دي، المهم تعالي اقعد مع مامتك شوية مينفعش تيجي من الشغل تدخل اوضتك على طول

أومأ لها وخرج ليجلس مع والدته التي نالها نصيب من الألم أيضًا


❈-❈-❈


في مزرعة مهران


دلف خليل إلى منزل مهران بالمزرعة ليستقليه بابتسامته الفاترة ورحب به

_ اهلًا بالحاج خليل نورت المزرعة.

_ منورة بأصحابها.

اشار له بالجلوس وقدم لهم العامل القهوة وسأله خليل 

_ ايه الموضوع المهم اللي عايزني فيه وياريت تقول على طول بدون مقدمات.

أومأ له وتحدث بقوة

_ صفقة السلاح اللي جاية  موافق اسيبهالك.

ضيق عينيه متسائلًا

_ والمقابل؟

_ بدون مقابل احنا دلوقت بقا بينا نسب ولا ايه؟

لم يقتنع بحديثه وسأله 

_ بس حاجة زي دي متجيش من ابن حسان كدة، أكيد في غرض تاني.

رفع حاجبيه وهو يجيب ببساطة

_ لا تاني ولا تالت انا حقيقي الصفقة دي بالذات مش محتاجها، وعشان أكون صريح أكتر رايد اقطع التواصل مع الناس دي، ولما عرفت انك رايدها قلت تكمل انت.

_ بس أكيد في سبب تاني خلاك تبعد 

تهادت إليه صورتها وذلك الحلم الذي رآها فيه تأخذ بيده وتنتشله من الغرق 

_ كلها اسباب شخصية مش أكتر قلت ايه؟

أومأ خليل بتفاهم وقد راقه ذلك العرض كثيرًا فمد يده لمهران وتحدث بامتنان

_ قلت موافق.

تحدث مهران بتحذير

_ بس خد بالك الناس دي مبترحمش وأي غلطة منك هترمي نفسك في الهلاك وانا هترمي معاك.


_ ربنا يسهل.


_ حيث كدة بقى انت معزوم عندي انت وچماعتك بكرة على العشا وبدون أي أعذار

تلاعب الشك بقلب خليل وقد لاحظه مهران فقال بثبات

_ الجماعة عايزين يشوفوا جماعتك وانا وعدتها إني هعزمكم يوم تتعشوا معانا ويشوفوا بعض براحتهم


_ ان شاء الله.


خرج خليل شاعرًا بالفوز بتلك الصفقة التي حلم بها كثيرًا 

أما مهران فقد عاد إلى منزله، لموعده مع العذاب لذكرى وفاة والدته، فاليوم الذكرى الأشد والاعنف في حياته.

صعد غرفتها والتي شاهدت مأساتها ليتذكر تلك الليلة بكل مأسيها

عادت الاصوات تدوى في أذنه وكأن المشهد يعاد للمرة التي لا يعرف عددها، وصورة والدته وهي ملقاه على الارض بلا حراك.

وآنات خاله المكتومة كل شئ عاد بقسوة شديدة ارهقت قلبه 


لأول مرة يشعر برغبة ملحة في الهرب 

الهرب من تلك الذكريات التي لا ترحم لكن إلى أين؟

كما إن ذلك المكان هو الذكرى الوحيدة له منها

غرفتها وملابسها والإطار الذي يحمل صورتها والتي لم تلمسه يدًا غيره منذ أن أهدته إليه قبل فراقها.


_ مهران

التفت إلى صوتها الذي لم يسمعه منذ فترة طويلة فيلتفت إليها وينشرح قلبه برؤيتها 

هي بعيونها ونظراتها التي كانت تخصها به وحده

_ أمي.

تقدمت منه وهي تضع يدها على وجنته فيمسكها براحته ويقبلها بشوق ويسألها بعتاب

_ من زمان اوي مجتيش

ابتسمت بروية وتمتمت بحنان

_ جيت لما حطيت رجلك على أول طريق للنجاة.

قطب جبينه بشجى وهمهم بعتاب

_ النجاة راحت مني بموتك.


_ ورجعت ليك من تاني

وضعت يدها الأخرى على قلبه وتمتمت بقوة

_ ابعد عن الشر وخلي الحلو اللي جواك يخرج للنور

أغمض عينيه وهو يهز رأسه برفض

_ لو خرج من جوايا مش هيلاقي مكان في الزمن ده.

_ هيلاقي مع اللي قلبه اختارها واللي هتعوضه عن كل المآسي اللي واجها لوحده

علم انها تقصد مهرة فغمغم برهبة

_ بس انا مش عايز أجبر حد تاني ليكون مصيره زي مصيرك انتي وحلم.

ابتسمت بحبور وغمغمت بهدوء

_ غير طريقك وهتلاقيها هي اللي جاية وراك بتمسك ايدك.

اومأت له بتشجيع وتلاشت من أمامه كما تلاشى الهواء من تلك الغرفة.

انسحب بروية وتوجه إليها

وقف أمام غرفتها واضعًا يده على مقبض الباب

كان بداخله رغبة ملحة في رؤيتها

وشعور غريب بداخله لم يختبره من قبل يأرق راحته 

لا يعرف هل يطاوع قلبه ويدخل أم يهرب وينجو من ذلك الوليد الذي يود الخروج للنور 

فليحاول لأول مرة السير خلف عواطفه لربما تنجح تلك المرة

فيجد يده تدفع الباب ويدخل ليرى تلك الصغيرة مستلقية على الفراش في سكون تام إلا من تلك العبرات التي تسقط من عينيها.

فاليوم هي ذكرى مشابهه لذكرته

لكن هي لم تختبر ذلك الالم الذي عاشه هو

تقدم منها لينظر إليها بعينيه التي تلتهم محياها بكل تفاصيله وكأنه يرى والدته بها.

لأول مرة يشعر بحاجته للاحتواء

احتواء قلب ذاق مرارة الفقد مثله

دنى منها أكثر وقلبه يخفق بعنف، يخفق ويعترف لها بعينيه بأنها نجحت في اسقاط  ذلك الجدار الذي شيده على قلبه كي لا يستطيع العشق احتلاله

لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن

واستطاعت تلك الصغيرة وفي تلك الفترة الوجيزة أن تجعله يقع صريعًا لهواها

لم يكن وليدًا ولا ضئيلًا كما ظن بل كان يافعًا اقتحم وجابه واحتل ليرفع قلبه الراية البيضاء مستسلمًا لوهنه ومعترفًا بهزيمته.

لم تحرك ساكنًا بل ظلت على حالها وعينيها تنظر إلى الفراغ أمامها 

أغمضت عينيها عندما شعرت بابهامه يدنو من وجنتها يمحو تلك الدموع 

شعرت بقلبها يرفرف بأجنحته خارجًا منه سربًا من الفراشات لشعور لم تختبره كذلك من قبل.

لم يمحو غير يدها دموعها، وتلك هي المرة الأولى التي تختبرها مع ذلك المتحجر

انامله التي مرت على اهدابها جعلت قلبها ينبض بقوة فتغمض عينيها أكثر لربما يرحمها من ذلك الشعور. 

لن تتحمله، هي اضعف من ذلك بكثير.


وكأنه علم بذلك إذا ابعد انامله التي تركت سحرًا أسرًا على قلبها الواهن فترفع جفنيها بغير شفقة ولا رحمة فتصيب سهامها الذهبية قلبًا أصبح اعزلًا لا درع ولا سيفًا يحمي به ارضه.

وبين ليله وضحاها أصبحت صحراءه القاحلة تزدهر ببستان من الورود التي افترشت أرضه 

تلاقت النظرات لتحكي قصة بدأت منذ عشرون عامًا فينظر بسوداويه إلى تلك القلادة التي تحتل جيدها 

وكأن والدته قد نبئت بذلك اليوم فتضع اسمه عليها وتوثق عشقهم.

أغمضت عينيها تقطع خيط الوصال ويعود كل منهم إلى دوامته

❈-❈-❈


مل حقًا من المحاولة معها وهي على نفس عنادها

مر أكثر من اسبوع وهي ترفض أى محاولة منه للاعتذار لها

ماذا يفعل أكثر من ذلك 

نظر للمفتاح في يده وغمغم بتوعد

_ محاولة أخيرة وإن رفضتي صدقيني لأندمك.

توجه إلى غرفتها وفتح الباب بتلك النسخة التي أخذها من جدته بعد الحاح منه واستطاع فتحه بسهولة والولوج إليها.

نائمة بكل أريحية وتاركة إياه يعاني مرارة بعدها 

زم فمه بتوعد ودنى منها ليستلقي بجوارها على الفراش الذي حن له ولأوقاتهم معًا

مد يده يرفع تلك الخصلة التي احجبت وجهها عنه ويأسرها خلف أذنها

وأخذت عيناه تجوب ملامحها التي حفرت في قلبه 

ملس بأنامله على أهدابها الحادة كحد السيف وخدها الناعم منه لشفتيها التي رسمت بإتقان كي ترهق قلبه

فتحت عينيها بتثاقل عندما شعرت بأنامله ولم تتفاجئ فهي تعلم جيدًا بأنه لن يمل وسيحاول بكل الطرق الوصول إليها

الحب الذي رأته بعينيه جعلها ترضخ له لكن عقلها أبى الرضوخ فيمنع ذلك القلب الخائن من الاستسلام له والوقوع في شركه

_ وحشتيني.

جالت عينيه بملامحها مدققًا النظر بها وتمتم بوله

_ وحشتيني اوي ياسارة

اندهش من صمتها فسألها بحيرة

_ ساكته ليه ؟

_ عايزني اقول ايه؟

_ عايز اسمع انك سامحتيني.

هزت راسها بالنفي وغمغمت بعتاب

_ مش بالسهولة دي.

_ انتي عارفة كويس اني اتعاقبت بما يكفي، بعدك عني طول الفترة دي كان أشد انتقام.

_ بس ده مكنش انتقام ده اختيارك ولا نسيت

أغمض عينيه يحاول بصعوبة بالغة اخفاء استياءه من التطرق في هذا الموضوع الذي مر وانتهى 

_ سارة الموضوع ده انتهى خلاص…

قاطعته بنفي

_ انتهى بالنسبالك مش بالنسبالي ابدًا.

_ بس انتي رجعتي وسامحتي؛ ليه رجعتي تقسي تاني

سارة انتي عارفة كويس أوي اني بحبك ومقدرش اعيش من غيرك وعشان كدة لما لقيتك مصرة تسيبيني عملت المسلسل ده 


_ عشان أفضل ولا عشان تشوفني هقف جانبك ولا لأ وهنا يبان معدني إن كنت حفيدة عمران ولا بنت منصور.

هز رأسه بنفي

_ مش كدة ابدًا وعمري ما شكيت لحظة واحدة فيكي

 

أمسك يدها يقبلها بحب واردف

_ صدقيني لو كنتي بعدتي فعلًا كنت ممكن أموت فيها، خلينا ننسى اللي فات ونبدأ صفحة جديدة واوعدك إني هكون انسان تاني

رفعت راية الاستسلام لكن العقل أحكم سيطرته ليضع شروطه فقالت بثبوت

_ خلاص اديني وقت عشان انسى مش هقدر بسهولة اعدى اللي حصل وكأن مفيش حاجة حصلت

رغم خيبة الأمل التي اعترته الا أنه وافقها

_ اللي تشوفيه بس من غير بعد 

اومأت له فيجذبها إلى صدره ويغلق عينيه كي ينعم بدفئها الذي افتقده 


الصفحة التالية