رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 20 - 2 - السبت 6/1/2024
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل العشرون
2
تم النشر بتاريخ السبت
6/1/2024
في اليوم التالي
دلف مهران مكتبه وخلفه وهدان الذي احتار حقًا في سيده، فقد تحول وأصبح شخص آخر
جلس مهران على مكتبه واخرج حقيبة سوداء وناوله إليها قائلاً
_ الشنطة دي هتديها لواحد من رجالة فريد نعمان هتلاقية مستنيك في العنوان اللي في الورقة ده وترجع على طول.
اندهش مهران عندما لاحظ نظرات وهدان الحائرة وسأله
_ مالك في ايه؟
_ مستغرب جنابك إنك تضيع شحنة زي دي من ايدينا وانت سعيت وراها كتير
تنهد بضيق شديد وهو يعود بظهره للوراء وتحدث بجدية
_ لا متستغربش، كل الحكاية إني اكتفيت لحد كدة وعايز أعيش في جو نضيف.
_ بس أي غلطة من خليل هتدفعنا احنا التمن.
_ بالعكس خليل حارب كتير عشان يوصل للصفقة دي ومش معقول يعمل اي غلطة تضيعها من ايديه
اومأ الرجل باستسلام
_ اللي تشوفه بعد اذنك.
❈-❈-❈
اشرقت الشمس على تلك العيون التي لم تذق طعم النوم واثر لمساته التي لم ترحم قلبها.
وباتت ليلتها حائرة مضطربة
ماذا تفعل في ذلك القلب الذي غفلها ودق لذلك الرجل
تهادت القلوب لعشقٍ لن يجني إلا عذاب
نهضت بتثاقل لتفتح باب النافذة لتتفاجئ به واقفًا مع أحد رجاله
ازدادت دقات القلب واهتزت نظرات الأعين أمام ذلك الذي خطفها على حين غرة واوقعها في شباكه.
لا تعرف كيف أو متى كل ما تعرفه بأن ذلك السارق استطاع التسلل إليها وايقاعها في شباكه وقد كان له ما أراد
أخذت تنظر إليه وهو يتحدث مع رجاله ثم أنصرفوا من أمامه وهم بالعودة لكن نظراتهم تقابلت
وكأن حديث امس لم يكفي ولم يكمل حديث القلب فتكمله العيون بتلك النظرات..
لكنه قاطعها بأن انصرف وكأنه يهرب منها كي لا تشعر بضعفه ووهنه أمامها.
فعادت هي للداخل ومازال قلبها يدق بعنف لم تختبره من قبل
………
في غرفة خليل
عادت إلى الغرفة وقد شعرت حقًا بالاجهاد من ضغط العمل في المنزل.
جلست على الأريكة بتعب وهمت بالاستلقاء لول دخول خليل الذي نظر إليها بازدراء كما ينظر إليها دائمًا وتحدث بحدة
_ اعملي حسابك اننا كمان ساعة هنروح نتعشى عند مهران الهواري
ثم تركها وغادر
لم تصدق ما سمعته اذناها واخذ قلبها يدق بفرحة اثر تلك المفاجأة
نهضت بسرعة كي تستعد للذهاب وقد شعرت ببادرة أمل للخلاص من تلك الحياة
وفي الأسفل
جلس خليل مع ولده الذي مازال منزويًا في غرفته رغم محاولات الجميع معه لإخراجه منها
_ ماجد هتفضل حابس نفسك كدة كتير؟
_ عايزني اعمل ايه؟
المه نبرة الانكسار في صوته وتحدث بمصابرة
_ بس انت عريس وفرحك بعد اسبوع المفروض……
قاطعه ماجد بعذاب
_ المفروض أكون واقف دلوقت وفرحان وبختار كل حاجة بنفسي
لكن اللي انا فيه غير كدة خالص انا واحد قعيد قاعد على كرسي واللي حواليها بيختاروا له كل حاجة لأنه ميقدرش يختار، هو ده المفروض
تنهد خليل بتعب وقال بثبوت
_ بكرة تخف وتمشي على رجلك من تاني وتعمل كل اللي بتحلم بيه.
ابتسم بمرارة وغمغم بألم
_ مظنش بعد العمليات اللي عملتها دي كلها
_ ليه التشاؤم ده بس؟ مش يمكن تنجح المرة دي؟
_ ولو منجحتش؟
_ خليها على الله ويلا بقى اطلع من الاوضة دي واقعد مع البنت اللي كسرت فرحتها دي مع إن الفرحة مش سيعاها
تردد ماجد لكن خليل اقنعه
_ ياابني البنت بتحبك وعايزة تقف جانبك بلاش تخسرها بعمايلك دي.
تنهد ماجد بتعب وتمتم بلهجة رغم هدوءها إلا إنها تحمل حزن وألم.
_ حاضر اللي تشوفوه.
ربت على كتفه وتحدث بقوة
_ طول ما انا عايش متشيلش هم حاجة.
يلا اطلع لعروستك واقعدوا اختاروا كل اللي محتاجينه، انا رايح مشوار صغير وراجع على طول
اومأ له ماجد فيبتسم خليل براحة ويخرج من الغرفة ليجدها جالسة مع شمس تنتظر خروجه
نظر إليها تلك النظرة التي خصها بها والتي تحمل ازدراء جعلها تخفض عينيها برهبة.
أشار لها بحدة
_ اتفضلي قدامي.
اومأت له وخرجت معه وهي لا تصدق بأنها أخيرًا وضعت قدمها في أولى خطتها.
❈-❈-❈
في منزل مهران وقفت مهرة أمام المرآة تعدل من وضع حجابها قبل نزولها لاستقبال الضيوف التي لم تعرف عنهم شئ
سمعت طرق على الباب فنهضت لتفتحه فتتفاجئ بمرح أمامها
تسمرت للحظات وهي لا تصدق ما تراه عيناها
هل هي حقًا مرح ابنة عمها وصديقتها الوحيدة والتي لم تعاملها كمثلهم ابنة الخادمة
انفرجت شفتاها عن ابتسامة لم تدوم طويلاً بسبب الجمود الذي رسم على وجهها وصوتها الفاتر يقول
_ ازيك يامهرة.
تنحت قليلًا كي تسمح لها بالولوج وأجابت بهدوء
_ الحمد لله اتفضلي.
دلفت مرح وقلبها يعاتبها على فتورها معها لكنها محقة في غضبها وقد التمست لها مهرة العذر وعليها أن تخبرها بحقيقة الأمر
اشارت لها بالجلوس فجلس اثنتيهم وسألتها مهرة
_ انتي جيتي مع خليل؟
إجابتها باقتضاب
_ أكيد.
اخفضت عينيها بخجل وهي تعاود اسألتها
_ ليه وافقتي؟
ابتسمت بتهكم واجابت
_ كنتي عايزاني اعمل ايه. للاسف انا معنديش الجرئة اللي عندك عشان اهرب فمكنش قدامي حل تاني وانا بتهدد بأخويا.
تمتمت بخفوت
_ انا لما هربت كنت واثقة إن حسين هيرفض إنك تكون بديلة ليا، وعارفة كويس إن آسيا هتتمسك بيكي عشان ابنها،غير سليم طبعًا
_ يعني كنتي عارفة؟
أومأت لها
_ سمعت آسيا وهي بتكلم خليل وبتطلب منه أنه يتجوزني ويخلصها مني.
رفعت رأسها لتنظر إليها وقالت بصدق
_ بس اقسملك لو كنت اعرف ان ده هيحصل مكنتش هربت ابدًا
بدات العبرات تتجمعل بمقلتيها وغمغمت بألم
_ لأن الحياة هنا متفرق عن الحياة اللي انتي عيشاها، انا وقعت في ايد مهران الهواري عشان ينتقم من أبويا واللي عمله في امه زمان، وظهرت قدام الناس إني بنت الخدامة اللي ابوها استعر منها والآخر عشقت واحد وهربت من اهلها عشانه.
تساقطت دموعها وهي تتابع
_ عايشة في سجن وواحد اتجوزني بالاجبار عشان ينتقم لأمه يعني مجرد وسيلة و قت ما يوصل للي عايزة هيرميني في الشارع بوصمة عار هتلازمني العمر كله.
تأثرت مرح بدموعها فتناولت يدها بين يديها وقالت بتعاطف
_ يظهر إن انكتب علينا نعيش نفس المصير، بس انا عندي امل كبير أوي إننا نهرب.
تطلعت إليها بعدم استيعاب وسألتها
_ نهرب إزاي؟ دول وحوش ولو وقعنا في اديهم مش هيرحمونا.
_ انا هقولك نعمل أيه.
في الاسفل
جلس مهران بصحبة خليل وقد بدأ في التحدث بشأن صفقة السلاح التي تم الاتفاق عليها
_ يعني كدة الشحنتين هيوصلوا مع بعض؟
زم مهران فمة بضيق وتحدث بنفي
_ انا كنت طلبت منهم يحولوا الشحنتين ليك انت بس هما رفضوا إن اقطع التواصل معاهم فكدة الشحنة التانية انت اللي هتستلمها باسمي.
أومأ خليل وغمغم بقوة
_ وانا موافق معادهم هيكون أمتى
عاد مهران بظهره للوراء وتحدث بجدية
_ خليك على استعداد في أي وقت، بس خد بالك الناس دي مبترحمش واسهل حاجة عندها *****.
_ وانا خليل النجايمي ولا هما ولا مليون زيهم يقدروا يمسوا شعرة منى.
_ افهم منك كدة انك هتغدر؟
هز رأسه بنفي وتحدث بثقة
_ لأ انا مبحبش الغدر بس الناس دي لازم تعرف من البداية كدة هما بيتعاملوا مع مين ومتقلقش مفيش اي غدر من ناحيتي
نهض خليل وتابع
_ أنا همشي دلوقت ولو حصل جديد عرفني.
وطبعًا مش محتاج عزومة على كتب الكتاب
_ إن شاء الله
_ نادي بقا على الجماعة عشان نلحق نوصل.
…..
_ تفتكري هتنفع؟
قالتها مهرة بخوف فتأكد مرح
_ مش هتفرق احنا كدة ولا كدة ميتين واحنا معانا الفلوس اللي هتساعدنا وهنقدر نسافر بسهولة.
طرق الباب ودلفت سامية
_ خليل بيه عايز ست مرح عشان ماشيين
اومات لها مهرة
_ طيب قوليله جاية حالًا
انصرفت سامية ونظرت مرح لمهرة وقالت
_ زي ما اتفقنا الرقم معاكي ولو في اي جديد بلغيني
احتضنتها مهرة بقلق ثم تركتها ترحل وقلبها ينقبض بخوف مما يحدث.
وقفت في شرفتها وأخذت تتطلع إليها وهي ترحل مع ذلك الرجل الذي يكبر والدها
لعنت والدها ولعنة الحياة التي اجبرتهم على فعل ذلك
عادت للداخل وقد شعرت بحركة في الغرفة مما جعلها تشعر بالخوف
نظرت إلى الباب الذي تركته مفتوحًا لتجده مغلق مما أثار حفيظتها
همت بالاسراع إلى باب الغرفة لكن جذبتها يد قوية وأخرى وضعت على فمها تكتم انفاسها وصوت بجوار اذنها يغمغم بخشونة
_ إن صوتك طلع هفرغ المسدس في دماغك……
يتبع..