-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الخاتمة - 2 - الإثنين 26/2/2024

  

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


 

الخاتمة

2

تم النشر الإثنين

26/2/2024



بمنزل جلال البندراي ..ولج للداخل يبحث عن ابنته، قابلته سارة وهي تحمل بعض من الصحون التي تحتوي على معجنات العيد، وضعت السرفيس امام والدها 

-ايدك ياسي بابا على العيدية ..

أخرج بعض النقود، ثم طبع قبلة على جبينها 

-كل سنة وإنتِ طيبة ياحبيبة بابا، فين اختك ..أشارت على غرفة الرياضة وأجابته

-بتعمل رياضة..تحرك متجها إليها وجدها تجلس شاردة بالخارج لا تشعر بشيئا..تحرك إلى أن وصل إليها ..انحنى يطبع قبلة على رأسها 

-عاملة إيه حبيبة بابي 

رجعت بجسدها تضع رأسها بأحضانه 

-تعبانة اوي يابابا ، انسابت عبراتها

-كان نفسي سليم يبقى عايش دلوقتي ، كان خفف على وجع قلبي ابني وحشني أوي يابابا 


شددت من عناق والدها وبكت بنشيج 

-عارفة اني بتحاسب، بس الحساب صعب اوي يابابا، سامعة صوته في كل مكان، شوفت يابابا بينادي عليا ويقولي ياماما أنا جعان، ياماما تعالي العبي معايا 


تراجعت تنظر بعين والدها 

-قولي هقدر اتحمل العذاب دا لحد امتى يابابا، مش قادرة،نفسي اروح أخرجه من القبر، نفسي اخده في حضني واقعد اشم فيه لحد مااشبع 


مسد والدها على خصلاتها وعبراتها انزلقت رغما عنه 

-اهدي حبيبتي ربنا يرحمه، ازال عبراتها 

-تعرفي يافرح ممكن تدخلي الجنة بسبب سليم 

ابتسامة حزينة على وجهها 

-بس هو وحشني يابابا، ذنبه ايه يموت قبل مايشبع مني واشبع منه 

ضغط على وجنتيها يهز رأسها 

-متقوليش كدا ياحبيبة بابا، حرام 


حاوط جسدها واتجه بها للخارج

-تعالي ارتاحي شوية، علشان نخرج بعد العصر ايه رأيك نروح الملاهي زي زمان 

أزالت عبراتها بظهر كفيها 

-أنا عايزة انام فعلا يابابا..تحرك بها والدها إلى أن وصل لغرفتها ثم دثرها ولثم جبينها ، جلس يمسد على خصلاتها حتى غفت 

-ربنا يصبر قلبك يابنتي يارب 


بمنزل خالد البنداري ..دلفت سلمى تفرك كفيها ثم تحدثت إلى والدها 

-بابا ممكن اتكلم معاك..اومأ يشير إليها ثم أغلق حاسوبه متسائلا

-اتفضلي ياسلمى، جلست تبعد ابصارها عنه ثم اردفت: 

-الصراحة فيه واحد عايز يجي يقابل حضرتك،..ظلت نظراته على ملامحها منتظر تكملة حديثها:

-الصراحة دا اخو صحبتي اتعرفت عليه من فترة ، شخص محترم وناجح، هو مش غني اوي بس بيجتهد وانا مؤمنة هيكون له مستقبل 


-خليه يجي بس بعد اسبوع كان اخوكي يرجع من سفره، بتر حديثهما فريال بقهوته: 

-عملتلك قهوة ياخالد ..أشار إليها 

-تعالي يافريال، نظر للذي بيديها 

-قهوة بس اومال فين طقوس كل سنة 


ابتسمت له 

-لأ مش دلوقتي..عملتلك قهوة وكيك يصبرك ..نهض من مكانه متجها إلى الأريكة 

-تعالي هنا يافريال ..تحركت تضع الفنجان على المنضدة ثم جلست بجواره متسائلة:

-أسعد وفريال هيرجعوا إمتى!!

ارتشف من قهوته وأجابها 

-رجعوا امبارح يابختهم..ايه رأيك نسافر احنا كمان نعمل عمرة 

انشاء الله ياخالد..المهم قولت ايه لسلمى على العريس، بتقولي الولد باباه موظف حكومي، وهو لسة معيد جامعي، يعني فقير، هتوافق ياخالد 


-ايه اللي بتقوليه دا اتجننتي 

-الولد معيد في الجامعة وبكرة يكون دكتور، المهم أخلاقه تعجبني ..قالها وتحرك متجها للداخل 


عند راكان وليلى 

جلست بأحضانه بعد ماأحضرت له بعض معجنات العيد المشهورة، وأشارت: 

-كحك اهو وأنا اللي عملاه مش زي اللي ماما بتشتريه 

جمع خصلاتها على جنب 

-مبكلوش حبيبي المفروض عارفة، الحاجات دي بتتعب معدتي ..استدارت بوجهها إليه 

-دا عملاه مخصوص علشانك، قليل الدسم، وكمان بزبدة طبيعي ، مش هتتعب

أبعدها عنه يهز رأسه رافضا

-لأ ياليلى مش هقدر، الكحك مشهور بمصايبه..استدارت بجسدها كاملا وجلست على ركبتيها 

-بقولك عملاه مخصوص علشانك، لازم تاكل منه علشان تحس إنك في العيد بجد، رفعت كفيها إلى فمه 

-علشان خاطري، دا عيد ولازم تكون طقوسه مختلفة عن أي يوم 


امسك كفيها واكل قطعة من الكحكة ، ثم أدارها عليها لتكملها

-كمليها بقى، بجد اكلت مقدرش اكتر من كدا، متضغطيش عليا، واكلتها علشان خاطر عيونك

اكلت بقيتها دون اعتراض 

-المهم انك اكلت حاجة حتى لو كانت بسيطة، قبل كفيها 

-تسلم ايدك حبيبتي ، طعمها حلو بجد، عارف انك بتعملي حاجات صحية، بس الكحك مهما تقللي منه بيكون افضل الكولسترول بيكون عالي 


ازال بإبهامه بقايا الكحك من على ثغرها 

-وكمان سكر يالولة..ابتسمت تزيلها 

هز رأسه وانحنى يهمس أمام شفتيها

-دي مش بتتمسح كدا ..قالها وهو يحتجز ثغرها بين خاصته ليتذوق شهدها الممزوج بسكر الكحك 


التقط أنفاسه يداعب أنفها عندما وضعت كفيها على صدرها تلتقط أنفاسها ..لمس وجنتيها 

-مقدرتش اصبر حبي، خاطفة وعقلي 


وضعت كفيها على كفيه 

-قاسي اوي حبيبي


نهض وسحب كفيها 

-تعالي فيه حاجة عايزك تشوفيها..نهضت متحركة بجواره حتى وصلت لغرفة الرياضة، ضغط على بعض المفاتيح حتى فُتح باب داخلي ولجت بجواره تنظر لذاك الممر متجهان لغرفة سرية ..فُتح الباب وأشار إليها 

بالدخول..ولجت تنظر حولها، وجدت الروائح العبقة تغمر الغرفة، وبها الكثير من صورها .. 


توقفت تنظر للغرفة بذهول، رفعت نظرها لتلك الصورة التي تعلق بركنا ..تحركت إلى أن وصلت إليها

كانت صورتهما وهي تعتلي الحصان وهو يحاوطها بذراعيه حتى لا تسقط 


أشارت عليها 

-دي الصورة اللي كانت في مزرعة نوح مش كدا..وضع كفيه بجيب بنطاله وتحرك حتى توقف خلفها، يضع ذقنه على كتفها 

-الصورة دي اخدتها من جهاز نوح، لكن الباقي أنا اللي جمعتهم 


استدارت برأسها إليه، حيث أصبحت قريبة من وجهه 

-شوفتهم قبل كدا في البوكس 

اعتدل ثم سحب كفيها واتجه بها لذاك الركن الذي يوضع به بعض الأوراق 


ضيقت عيناها، ثم اقتربت متسائلة:

-إيه دول ؟!..اقترب منها يحاوطها من خصرها 

-دول المشاريع اللي اشتغلتي عليهم قبل جوازنا، مطت شفتيها واستدارت تحاوط رقبته:

-هم نفس المشاريع اللي مكنوش عجبين جناب حضرتك 

رفع ذقنه، ثم لف ذراعيه وحاوط خصرها

-كنت بحب اضايق سيادة المهندسة المغرورة 

ابتسمت تهز رأسها

-هتقول ايه غير كدا ، لو مقولتش كدا متبقاش حضرة المستشار المستفز 


قهقه بصوته الرجولي ..مما جعلها تبحر بعيناها على وجهه إعجابًا

توقف يغمز لها 

-عارف إني حلو..تراجعت تهز رأسها ساخرة 

-مغرور اوي..جذبها بقوة حتى اصطدمت بصدره 

-من بعض ما عندكم تنينتي، بس تنكري أن جوزك حلو برضو 

-وتنكر إن مراتك حلوة برضو!!


سؤال بسؤال ياحبي، مفيش إجابة يعني 

حاوطت الغرفة بعيناها وتحركت تبحث عن متعلقاته 

-بدل ليا حاجات هنا، يبقى لازم يكون لحضرتك كمان 

ضيق عيناه مستفهما 

-مش فاهم..!!، اقتربت من مكتبة صغيرة يوضع بها بعض الكتب ، حركت أناملها على تلك الكتب، ثم استدارت إليه :

-مكتبة سرية ..اكيد قضايا مهمة، أو بمعنى أصح ، دلائل مهمة 

تحرك إلى إن وصل إليها :

-فعلا حبيبي ، دي اوراق مهمة، ومهمة جدا، فيه البعض مرتبط بجدي الله يرحمه، والبعض مازال شغال عليها، والبعض تبع جواد الألفي 


اومأت متفهمة ثم اردفت 

-فهمت من مكانها..وصلت لذاك المجسم الذي يوضع على المكتب 

-دا إيه ؟!..حمله بين يديه يطالعه لفترة ثم وضعه مرة أخرى 

-دا عملته وأنا في ثانوي، كان نفسي اكون مهندس اوي، رفضت ادخل علم علوم علشان احقق حلمي، لكن حصل ظروف ومدخلتش 


-مجبتش مجموع الهندسة قصدك !!..تسائلت مستفهمة

هز رأسه بالنفي ثم سحب نفسًا وزفره:

-بالعكس كنت جايب أعلى من هندسة كمان، لكن حصل خناق بيني وبين توفيق وعلشان كدا رفضت ودخلت حقوق 

-حقوق من هندسة ياراكان !! 

-مخبيش عليكي كنت مش مبسوط وحاسس بعمل حاجة بدمر مستقبلي، رغم تحذير نوح ليا، بس فضلت متمسك بس مش التمسك الجد، لا كنت متردد، المهم كان عندي اضايق توفيق وخلاص، نفث تبغه وذكريات تلك الايام تمر أمامه ثم استدار إليها:

-تعرفي انا قررت اطلع من الكلية خالص ومكملش تعليمي، بس ماما زينب صعبت عليا اوي، دي لما عرفت تنازلي على الهندسة وحولت حقوق مرضت فيها 


ابتسامة تجلت على ملامحه فاستطرد

-كان فيه حاجة جوايا مكسورة، لما تحس إنك بتتحاربي من اقرب الناس دا بيوجع اوي ياليلى 


-طيب ليه جدك كان رافض الهندسة 

أجابها متهكما 

-مكنش عايزنا نكون احسن من ولاد فريال وعايدة، المهم ماما زينب تطلع فاشلة 

-معقولة!!..تسائلت بها ليلى مذهولة 


رفع ذقنها ولمس وجنتيها 

- مكنتش اعرف دي كلها ترتيبات من ربنا علشان أقابل اجمل بنت شفتها عيوني..


ضمها لأحضانه 


- لو فضلت اشكر ربنا طول الوقت عليكي قليل..شددت من عناقه واغمضت عيناها مستمتعة بهمسه الذي اذاب قلبها 

أخرج بعض الملفات يضعها أمامها

-شوفي دول..فتحتهما وإذ بها تنصدم 

-دول اللي مضيت عليهم، تنازل عن أمير وحق سليم 

جلس على المكتب، وأخرج ملفاتٍ أخرى 

-الورق دا مهم اوي ياليلى، خليكي عارفة مكانه، لو حصلي حاجة هتسلميه لجاسر الألفي 

جلست على ساقيه عندما فقدت الحركة 

-بعد الشر عليك حبيب ليلى ، اوعى تقول كدا ..احتضن كفيها مع ابتسامة 

-حبيبتي الموت علينا حق أنا بقولك لو