رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الخاتمة - 4 - الإثنين 26/2/2024
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الخاتمة
4
تم النشر الإثنين
26/2/2024
جلس وقام بإشعال تبغه يحرقها بنيران صدره حتى لا يفقد أعصابه ..دلفت بقهوته بعد قليل ..اقتربت ونظراتها تحاوط جلوسه
-عملتلك قهوة ..هتشربها ولا هتخرج تفطر مع ماما وبابا
أشار بكفيه
-حطيها واطلعي شوفي الولاد خلصوا ولا لسة علشان نرجع بدري ..وضعت القهوة واتجهت إلى جلوسه
جلست أمامه على حافة مكتبه
-اتكلمت مع كوكي..دا اللي معصبك
-حبيبتي اطلعي شوفي الولاد، مبحبش اكرر كلامي، عندي شغل نص ساعة تكوني جهزتي وجهزتي الولاد
انحنت تلف ساعديها حول عنقه ثم وضعت جبينها فوق جبينه
-حبيبي بيكون رخم لما بيتعصب، بلاش تحرق في دمك، وبالنسبة للكلام اللي قالته داليا لكوكي ، أنا هقدر انسهولها
طبع قبلة سريعة فوق شفتيها وهمس
-مش وقت دلعك يالولة، اطلعي علشان انا مش فايق، عند ولادي بقلب وببقى وحش جدا، لازم احاسبها ازاي تتجرأ وتقول للبنت كدا
ابتسمت تلمس وجنتيه
-حبيبي مضايق على الآخر وقالب تنين على الاخر
نهض من مكانه يرفعها بذراعيه
-حبيبتي اطلعي زي ما قولتلك، الموضوع مش هزار
اومأت برأسها واستدارت متحركة، أوقفها
-ليلى متزعليش مني ..ابتسمت بحب إليه ثم هزت راسها
-هزعل منك ليه ياحبيبي بالعكس انا مبسوطة، محبتش اقولك كلام يزعلك علشان كدا حاولت أهديك
تحرك إلى أن وصل إليها ثم جذب رأسها يضمها لصدره
-آسف ..آسف على كل وجع سببتهولك
وضعت ابهامها على شفتيه
-متتأسفش، انا اللي آسفة علشان أنا السبب في الخلافات دي كلها
رفعت نفسها تحاوط عنقه
-بس سعيدة أوي رغم الألم اللي مريت بيه، بس انت اجمل عوض من ربنا، منكرش أنها كانت بضايقني، ومنكرش اني أضيفت منك على تمسكك بيها بس برضو منكرش انك ضيقتني بتمسكك بيها بس برضو أكيد عندك رؤية لكدا
ربت على ظهرها
-اطلعي ياقلبي ، بعدين نتكلم ..قاطعهم طرقات على باب المكتب ..ولجت للداخل تخطو بهدوء، وابتسامة تزين وجهها
-مساء الخير..استدارت ليلى تطالعها بذهول، ثم اتجهت ببصرها لراكان
طبع قبلة حانية على جبينها
-ياله حبيبي..هنتأخر ..اومأت متحركة حتى وصلت لوقوفها، طالعتها بهدوء متحدثة:
-نورتي ياداليا..قالتها وتحركت للخارج
ابتسم على زوجته لحظات فقط ثم تذكر تلك الواقفة تهيم بالنظر إليه ..لاحظ نظراتها فاتجه يجلس خلف مكتبيه بهيبته المعتادة
-اتفضلي يااستاذة داليا ، واقفة عندك ليه ..تحركت تفرك كفيها ببعضهما ثم جلست أمامه
ظلت نظراته ثاقبة عليها ، سحب نفسا من تبغه ومازال يطالعها بصمت ، دقائق مرت عليها كالسيف على العنق حتى تحمحم قائلا
-منكرش كنت معجب بإخلاصك وولائك من اول ماحبوا يصطادوا ليلى عن طريقك، وجيتي حكتيلي أنهم بيساوموكي على مبلغ كبير مجرد انك تسحبي ليلى لعندهم ..ورغم كدا رفضتي الفلوس الكتيرة وجبتي حكتيلي كل حاجة
أخرج نفسًا معبأ برائحة دخانه، ومن يراه يظن أنه غبار سيجاره ولا يعلم أنها نيران تكوي بداخله ..نصب عوده وتوقف متجها يجلس بمقابلتها
واستأنف
-احترمتك كتير اوي ، وعاملتك على إنك واحدة من العيلة، عمري ماشوفتك واحدة غريبة
فركت كفيها بارتباك متسائلة بتقطع
-فيه حاجة حصلت مني يافندم
❈-❈-❈
ضيق عيناه وشبه ابتسامة سخرية تجلت بملامحه ثم أشار عليها بتهكم
-هتشتغلي معايا على إني عبيط همسح بكرامتك الأرض
توسعت عيناها كاتساع السماوات والأرض فتحدثت بتقطع
-مش فاهمة حضرتك!!
ضرب على سطح المكتب بعنف:
-ماقولتلك بلاش تستهبليني، خليني احترم ذكائك ..انحنى وتعمق بعيناها
-عند ولادي مبرحمش، صدقيني حتى لو ابويا نفسه، اللي يقرب على ولادي ويلعب بعقلهم افعصه بجذمتي دي
تراجع ورمقها بإحتقار، ثم أشار بنبرة تحذيرية
-أنا أول مرة بنبه بس، لكن المرة التانية مبرحمش حد .. ودلوقتي هتخرجي من الباب دا وتنسي انك في يوم من الأيام دخلتيه، تحرك إلى النافذة ثم توقف وأشار بإبهامه
-اه ..اي كلمة هتخرج منك على مراتي ، فهماني مراتي وحطي تحت الكلمة دي اكبر عدد عقلك يعرف يوصله صدقيني وقتها هتتمني الموت ومش هتلاقيه..أشار للباب ببغض وتحدث
-امشي اطلعي برة، مش محتاج اشوف وشك تأتي..قالها واستدار ينظر للخارج ينفث تبغه وكأن لم يوجد معه أحد بالغرفة
اقتربت منه بخطوات مهزوزة
-ممكن اعرف ليه قسيت عليا كدا
-اطلعي برة يابت، واحمدي ربنا اني اتنازلت وبكلمك بعقل..برررررة صاح بها بغضب مما جعلها تنتفض بزعر، فهرولت للخارج سريعًا
تراجع بجسده يطبق على جفنيه..من إفراط عصبيته، استمع إلى طرقات خفيف على غرفة مكتبه..سمح بالدخول
هرولت طفلته تستدير بفستانها الدائري كلاعبة باليه
-بابي ايه رأيك حلوة ..نهض من مكانه متحركًا بهدوء كأنه يقيم فستانها ..ثم مط شفتيه يهز رأسه
-يعني مش بطال..نزلت بأنظارها للأسفل حزينة، وتمتمت بخفوت
-حضرتك لو مامي لابسة أي حاجة تشكر فيها إنما كوكي ، عادي مش بطال ..ضحكات صاخبة خرجت من فمه وكأن شقيته اخرجته من شفا انهياره منذ قليل
فجلس على عقبيه أمامها ومازالت ضحكات بالأرتفاع ..مد كفوفه ورفع ذقنها بأنامله
-إنت اللي مستعجلة مستنتيش بابي يكمل كلامه..سئمت من حديثه المبطن، فاشاحت ببصرها بعيدا عنه
فاستأنف حديثه بعدما قبل كفيها
-أنا قصدي الفستان مش بطال ، لكن جمال كوكي اروع منه بكتير؛ علشان كدا طالعة اجمل من أميرة الاساطير
اتجهت ببصرها إليه مبتسمة
-حقيقي يابابي، يعني كوكي حلوة..لف ذراعيه حولها يضمها بحنان أبوي
-كوكي أجمل بنوتة لبابي، وأجمل بنوتة في الدنيا كلها
طبعت قبلة مطولة على وجنتيه وصفقت بيديها الصغيرة ..وكمان أحسن من مامي كمان...اومأ برأسه مسيطرًا على ابتسامة شقت ثغره حتى لا يغضبها ..فرفعت رأسها تهزها
-اعترف انا أحسن من مامي ..نهض وابتسم يداعب خصلاتها الحريرية قائلا:
-كوكي حلوة علشان مامي حلوة، ماهي لو مامي وحشة كوكي هتكون وحشة
مطت شفتيها تغمض عيناها
-يعني لازم تقول مامي حلوة ..أخفى ابتسامته من ابنته الغيورة، وتحرك للخارج
-يالة يالمضة علشان نخرج ..توقفت تضرب قدميها بالأرض
-كالعادة ياسي بابا بتهرب من اسئلة كوكي ..استدار ينظر إليها بصمت حتى تحركت إليه قائلة:
-كوكي عندها سبعة سنين كبرت يابابي، بسط كفيه ليحتضن كفيها
-العمر كله ياحبيبة بابي، بس متحاوليش تقارني بينك وبين مامي ياكوكي
-يعني مبتحبنيش أد مامي مش كدا..قالتها بنبرة حزينة
ذهل راكان من حديثها فتوقف مذهولا،ذهب عقله لتلاعب داليا بعقل مدللته ...سحب نفسًا وزفره مرة واحدة
يسحب كفيها متجهًا لوالدته التي تجلس تراقبهم بإبتسامة، وصل إليها
-صباح الخير يازوزو..
-صباح الورد ياحبيبي..صباح الخير يا تيتا
جلست بعبوس تهز ساقيها، فأشار بعينيه لوالدته، فهمت مايدور بعقل الطفلة فهتفت بمحبة:
-ماشاء الله ياراكان كوكي طالعة قمراية بفستانها الملكي، خايفة حد يشوفها ويحسدها
حمل فنجان قهوته يرتشف منه
-بقولها كدا ياست الكل لكن هي مش مقتنعة..رفعت ذقنها
-ايه الجمال دا يانٓانٓا ، بقى الجمال دا وزعلان
أشارت على والدها
-زعلانة من بابي يانانا، رفعت بصرها لراكان ثم استأنفت حديثها
-ليه ياقلب نانٓا..اجمت وجهها للأسفل وهي تهز رأسها
ابتسم على حركاتها الطفولية، رفعت رأسها وتعجبت من ضحكات ابنها
فبصرته غاضبة
-ايه..مزعل حفيدتي ليه ياراكان
وصل امير إليهما
-صباح الخير..اتجه إلى جدته
-صباح الفل ياعيون نانا ..تقدمت المربية بزين
-زين باشا بيصبح عليكم ..رفعه والده بين ذراعيه
-صباح الفل على عيون زين باشا ..قالها طابعا قبلة حانية على جبينه
ثم أعطاه لوالدته التي تلقفته بحنان
-حبيب قلب نانا..وحبيب قلب جدو..هكذا أردف بها أسعد الذي جلس بجوار أمير
-عامل ايه حبيب جدو..
اجابه بثقة وهو ينظر لوالده
-الحمد لله ياجدو كويس جدا..لثم جبينه يضمه لأحضانه وتلألأت عيناها بخط من الطبقة الكرستالية من عبراته التي حجزت بمحجريه، قائلا
-يارب ياحبيبي دايما تكون كويس..شعر راكان بما يخفيه قلب والده من شعور الاشتياق لابنه الفقيد، بظهور ملامحه بأمير ..فأردف ليخفف من حدة الحزن الذي ظهرت بملامح والده
-أمير وهو أمير يابابا، حضرتك مستني يكون ايه..مسد أسعد على خصلات حفيده
-ربنا يباركلك فيه ياحبيبي، شكلكم خارجين !!
اومأ برأسه ثم استدار بجسده بعدما استمع لخطوات كعبها العالي ناهضا من مكانها ينظر إلى مربية أولاده
-خدي زين للعربية، وروحي النهاردة مش محتاجينك..رفع بصره لزوجته
-جاهزة ياليلى..اومأت برأسها ثم اقتربت من المربية
-هاتيه انا هاخده، اقتربت من زينب وأسعد
ايه رايكم تخرجوا معانا وتغيروا جو شوية..ابتسم أسعد يتوجه بنظراته إلى زينب المبتسمة
-لأ ..انا عازم مراتي بعيد عنكم، احنا برضو لازم نحتفل بالعيد
-ربنا يخليكوا ياحبيبي ودايما احتفلوا..شعرت بالحزن من نبرته ..فاقتربت منه
-راكان إنت كويس..بسط كفيه لابنته الصامته وقد اوجعه قلبه على حالتها فاليوم ظهر الكثير أمامه لم يعتري ذهنه بها قبل ذلك
أمسكت بكف والدها وتحركت وهو يطالعها بصمت متحركًا للخارج
-توقفت ليلى
-محتاحين حاجة ياماما .هزت رأسها بالنفي
-لأ ياحبيبتي ، انبسطوا، تحركت تحمل ابنها للخارج