-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل الأخير جـ1 - 1 - الثلاثاء 13/2/2024

  

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


 

الفصل الأخير

الجزء الأول

1

تم النشر الثلاثاء

13/2/2024



الوداع لايقع إلا لمن يعشق بعينيه أما ذاك الذي يحب بروحه وقلبه فلا ثمة أنفصال، فقلب العاشق لا يهدأ قط مالم يبادله المحبوب الوله، وحين يشعر نور الحب في القلب فذاك يعني أن هناك إحساس بالحب في قلب آخر 


جلال الدين الرومي


❈-❈-❈


بغرفة ليلى، اتجهت إلى مرحاضها لتجهز لنومها، ظلت لبعض الوقت تنعم بحمام دافئ ليزيل آلامها وارهاقها حتى تنعم بنوم مريح ..اغمضت عيناها وذهبت ذاكراتها منذ ساعات 


تجلس بجوار زينب يقومون بإعداد زينة رمضان لتعليقها كعادتهم منذ دلوف ليلى لهذا المنزل 

وصل راكان إليهما 

-مساء الخير، قالها ثم انحنى يطبع قبلة على رأس والدته

ابتسمت زينب تلمس وجنتيه

-مساء النور على عيونك ياحبيبي، ايه اللي اخرك النهاردة كدا 

تراجع بجسده على المقعد، ينظر لتلك التي تصنعت الأنشغال بما تفعله، فأجاب والدته 

-النهاردة كان الحكم في قضية نورسين..هنا رفعت عيناها لتتقابل بعينيه، فاستأنف حديثه متجها لوالدته 

-اتحكم عليها بالمؤبد، تنهدت زينب بحزن ثم أردفت:

-لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اخدت ايه من جريها ورا الشيطان، ضيعت شبابها بين أربع جدران ..صمتت ثم اتجهت إليه 

-أول ماشفتها مارتحتلهاش ابدًا، وياما حذرتك منها يابني، بس أقول ايه علشان تضايق جدك 

اغمض عيناه مردفًا:

-ماما لو سمحتي الموضوع انتهى ، وجدي ربنا يرحمه، امال بجسده على زوجته 

-بتعملي إيه، ليه مابتشركيش في الكلام

رفعت حاجبها وتحدثت ساخرة:

-أيوة اصلك بتشرح درس اخلاقي، مالي أنا بعورسين تتسجن ولا تتشنق حتى 

نهضت تجذب كفيه

-قوم كدا معايا اهو استفاد بطولك اللي عامل زي الطاووس وعلق الزينة دي، أشارت بكفيها 

-الفانوس الكبير دا حطه في النص هنا، اه والزينة دي الزقها على الحيطة هنا، و ..

باغتها بنظرة يفترسها  وتحدث مزمجرا:

-وايه كمان ياست المديرة، ناقص تمسكي عصايا وتقولي اعمل بأكلتك

امشي من قدامي مش ناقص هبل ستات، قال اعلق زينة وبكرة تقولي اعمل قطايف 

قهقهت زينب عليه 

-اخص عليك ياراكان وهي اللي عمال تقول أنا هستنى راكان يشاركني فرحة رمضان 

ذُهلت ليلى من حديث زينب فأشارت على نفسها

-أنا قولت كدا ياماما، رفعت نظرها إليه وهتفت بمغذى 

-لأ ياماما حضرتك فهمتي كلامي غلط، أنا كان قصدي إن حضرة المستشار لازم يشارك، يعمل بلقمته زي ما بيقولوا كدا


نصب عوده وتقدم منها وعينيه ارسلان سهامًا مشتعلة 

-هو مين دا ، أنا ياليلى 

تحركت سريعا للداخل قائلة:

-خلص الزينة وبعد كدا نشوف مين اللي قال إيه 

تعاقبت الساعات سريعا حتى انتهى دا من اعماله، ذهبت ليلى للأطمئنان على ابنائها، ثم اتجهت إلى غرفتها، تحرك  متجهًا إليها 

-هخرج مشوار وراجع عايزة حاجة..تحركت دون حديث..

قبض على ذراعها 

-مالك، من وقت مارجعت وإنتِ مش على بعضك..اقترب يحاوطها بعينيه 

-دا حتى عملتلك الزينة وعلقتلك الفانوس، ليه زعلانة 

رفعت رأسها وناظرته بعيون متألمة:

-كنت قاسي أوي مع أمير ياراكان، ليه تكلمه بالطريقة القاسية دي، الولد لسة طفل 

ضغط على شفتيه بغضب، ثم حاوطها من أكتافها:

-ليلى الولد لازم يجمد شوية، لازم يتعود يكون مسؤل عن قراراته ، عارف إنه طفل، لكن حسب ماتعوديه هتلاقيه، لو غلط مرة بنسامحه، لكن تكرار الأخطاء هتبني شخصية ضعيفة وغير مسؤلة، علشان كدا لازم أفهمه الصح من الغلط..جذب رأسها وطبع قبلة ثم تابع سيره للخارج دون حديث آخر

ظلت بمكانها تراقب اثر خروجه، حتى اختفى..تنهدت بوجع على ابتعاده عنها تلك الفترة الماضية همست قائلة:

-وبعدهالك ياراكان في اللي بتعمله، قلبي خلاص مبقاش مستحمل بعدك القاسي دا 

تحركت حزينة وقلبها الذي يئن من عقابه القاسي لها، قررت الأبتعاد وتحافظ على كرامتها

خرجت من شرودها ثم 

اتجهت إلى فراشها بعدما قامت بتبديل ثيابها إلى منامة سوداء اللون تظهر بشرتها البيضاء الناعمة بسخاء، وتعطرت بعدما أنهت زينتها، تنظر لنفسها بالمرأة تبتسم بسخرية 


-بلبس ليه وانا هنام لوحدي، اتجهت ببصرها إلى الفراش تنظر إليه بحزن ..سحبت نفسا وزفرته كلما تذكرت تسللها ليلا لأحضانه لكن اليوم قررت أن تعتني بنفسها وتغفو بعيدا عنه 


تمددت على الفراش وامسكت كتابا تقرأ به لبعض الوقت، ثم جذبت الغطاء وأغلقت الأضاءة مستعدة للنوم 

❈-❈-❈


بعد عدة ساعات صعد لغرفته، قابلته والدته 


-حبيبي هتنام ..لو نمت اعمل حسابك للسحور 


اومأ لها وتحرك دون حديث


ظل لبعض الوقت يتقلب على فراشه وكأنه يغفو على جمرات نارية بعد تأخرها عن كل ليلة..اعتدل يمسح على وجهه بغضب متذكر ليلة رمضان


-ممكن تكون بتصلي القيام 


نهض متجها إليها وجدها تغفو بسلام فوق فراشها، اتجه إليها بخطوات متمهلة 


جلس بجوارها لبعض الوقت..تململت بنومها فابعدت غطائها عن ساقيها ووبرزت مفاتنها الأنثوية أمامه بسخاء 

كانت مثالًا للفتنة والجمال حتى أصبحت شهية مغرية 

اتجه إلى الجانب الأخر من الفراش ينظر بساعته، ثم ابتسم بدهاء


-لسة على الفجر 5 ساعات..تمدد بجوارها ، يهمس بجوار أذنها 


-رمضان كريم مولاتي 

فتحت عيناها مبتسمة مابين النوم واليقظة، ثم رفعت رأسها بأحضانه وحاوطته بذراعها 

-الله اكرم حبيبي، مسد على خصلاتها يهمس لها 

-لولة حبيبي قومي عايزك في موضوع

دفنت رأسها بأحضانه قائلة:

-عايزة أنام ياراكان..ابتسم عليها كانت تشبه الأطفال بنومها ..ظل يتأملها لفترة، وهناك معركة حامية بين كبريائه واشتياقه لها، تعالت أنفاسه وارتفع نبضه، حتى أضعفته فألقى بعقابه خلف ظهره واستسلم لضعف قلبه، تمدد بجوارها وشدد من عناقها، ثم اقترب يهمس بجوار أذنها ملمسًا إياها بشفتيه:

-حبيبي وحشتيني..هبت فزعة من نومها عندما تيقنت إنه حقيقة وليس حُلما

فهتفت بتقطع 

-بتعمل إيه هنا؟!

قطب مابين حاجبيها على ذهولها فجذب عنقها إليه

-جاي اقولك حدوتة قبل النوم 

أرجعت خصلاتها للخلف، بعدما تحررت من ذراعه،ثم بصرت إليه قائلة بنبرة ساخرة

-لا ياحبيبي متعودة انام قبل حدوتة النوم، ياله روح شوف حد احكيله حودايدك

دفعها غاضبا حتى سقطت على الفراش، ثم حاوطها بذراعه 

-هتسمعي الحدوتة ياليلى ومش بس كدا هتشكري فيها، دنى يهمس بجوار كرزيتها

-اصلها شيقة وهتعجبك..جحظت عيناها من مغذى حديثه، فدفعته قائلة 

-قولتلك كبرت على الحواديت، ياريت حضرتك تروح تشوف عيل صغير زي أمير كدا وتحكي له حواديتك العملاقة 

بتر حديثها عندما احتضن خاصتها التي أفقدته السيطرة على اتزانه، دفعته بقوة حينما منع عنها الهواء وفقدت تنفسها 

ارتفعت ضحكاته غامزا لها 

-مش بقولك الحدوتة هتعجبك 

وضعت كفيها على صدرها الذي يعلو ويهبط من شدة تسارع أنفاسها، رفعت نظرها إليه ثم أشارت بسبباتها ساخطة :

-ايه اللي عملته دا، دنت بركبتيها تغرز ليلها بشمسه اللامعة 

-ايه هو العقاب بتاع حضرتك مدته انتهت، الصبح كنت عامل تنين وتبخ نار في وشي، دنت تلمس خاصته وهمست 

-قوم ياحبيبي صلي القيام، اهو تاخدلك كام حسنة يرفعوا ذنوبك اللي اتوزعت على أهل البيت كله 

جز على أسنانه يضغط خصرها

-اغلطي، اغلطي كمان يابنت المححوب، رفعت ركبتيها على ساقيه واستندت على كتفه هاتفة 

-آه بنت المحجوب ومرات التنين، متنساش دي، والأهم من دا كله اسمي ليلى البنداري، قالتها مبتعدة ..لقد ثارت جيوش غضبه، دفعها بقوة مرة أخرى وحاوطها بجسده 

-لأ يامدام..إنتِ ليلى راكان البنداري، مش ليلى البنداري، خلي بالك من كلامك ..ابتسامة شقت ثغرها فرفعت ذراعيها تعانق رقبته 

-وأنا قولت غير كدا ياحبي،هو فيه في العيلة غير راكي حبيبي..انحنى ليقبلها، ولكنها تحركت سريعا وهي تهتف 

-قوم صلي القيام ياحبيبي، نبدأ رمضان بالعبادات مش حواديتك التافهة،..قالتها بنبرة استفزازية

ارتفعت أنفاسه ونظراته عليها لعدة دقائق، ثم نهض متحركًا للخارج 

-اعمليلي قهوة..توقف يرمقها شزرا

-إياكي تنامي، انزلي دلوقتي اعمليلي قهوة، وجهزيلي السحور، ومتنسيش الفواكه كلها والخضروات الاقيها على السفرة، تراجع خطوة واستأنف حديثه قائلًا:

-والزبادي ولازم تكوني عاملاه بايدك الحلوة دي، وبالفروالة ياروحي، اصلي بعشقها، ابتسم بسماجة قاصدا إثارة غضبها فاستأنف

-عايز عشر علب زبادي، اصلي بحبه، ياله  ولا مابخدش منك غير لسان وبس


اشتعلت أعينها ورمقته بإذدراء من استفزازه، ظلت تطالعه بصمت ثم

مطت شفتيها وابتسامة مستفزة تجلت بملامحها قائلة:

-أي أوامر تانية حضرتك..قالتها وهبطت من فوق فراشها تجذب مأزرها ...تتحرك بخطى سلحفية، وعيناه الثاقبة تخترقها، جذبها بقوة حتى حاصرها بين ذراعيه 

-مش عجبك كلام حبيبك يالولة، ارتجف جسدها بين ذراعيه فتحدثت بتقطع 

-راكان إبعد لو سمحت..انحنى يضع رأسه بحنايا عنقها 

-لو زعلانة على اللي حصل الصبح فدا غصب عني، رفع رأسه يطالعها بإشتياق 

ملس وجنتيها بأنامله، أحس بقبضة تعتصره عندما تذكر اختفائها، رفع ذقنها وبنظرات تخصها وحدها:

-لو تعرفي إحساسي وقت ماعرفت إنك بين أمجد ايه كنتي عزرتيني، احتضن وجنتيها بين راحتيه ونظر إليها بأعين تفيض عشقًا واردف بنبرة شجية متألمة:

-كأن حد مسك جمرة وحطها جوا قلبي، كنت حاسس بنار لو طلعت مني كانت حرقت الكون كله، كل مااتخيل بس إنك بين ايد واحد حقير زي أمجد

حد خنقني بجنزير من نيران، عقلي واقف وقلبي نار بتغلي، كنت عامل زي اللي غرق ومستني روحه تطلع لبارئها

وضع جبينه فوق خاصتها وشدد من إحتضانها وبأنفاسًا حارقة ..وآآه خرجت من جوفه بنيران لفحت وجهها وهو يتخيلها بين أمجد 

أطبق على جفنيه وهتف 

-العجز صعب، لا مش صعب مؤلم لدرجة تتمني الموت ومتعرفيش توصليله 

رفعت كفيها على وجنتيه واغمضت عيناها تستلهم من وجوده بجوارها أمانا لها أنه واقيها الحامي، احتضنته تسحب رائحته لراحة رئتيها وهتفت بنبرة متأسفة:

-آسفة مكنش قصدي، انا كل اللي فكرت فيه زين وبس 

ضغط على خصرها بقوة آلامتها 

-وأنا فين، فين من حياتك ياليلى، من أول مقابلة لينا ودايمًا شايفني آخر واحد تلجأيله

وقف مشدوها يتمزق بين ضعف قلبه وقلة حياته فعشقها أصاب القلب بداء الضعف