رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل الأخير جـ1 - 2 - الثلاثاء 13/2/2024
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الأخير
الجزء الأول
2
تم النشر الثلاثاء
13/2/2024
أسفك هيعملي ايه لو عمل فيكي حاجة، لمس كرزيتها وهتف بحزن
-لمس حاجة تخصني صح، لمسها ياليلى..انسابت عبراتها تهز رأسها بعنف
-مخلتوش يقرب مني صدقني، حافظت على نفسي بكل عزيمة، لو كان قرب كنت موت نفسي وأكيد أنت متأكد من دا
رفعت نفسها واحتضنت خاصته قائلة من بين قبلاتها
-مصدقني صح، اوعى بعدك عني بالطريقة الموجعة دي علشان كدا ياراكان
انسابت عبراتها بغزارة، تحتضن وجهه
-لو علشان كدا يبقى أذتني أكبر أذى، لأن مراتك مش ضعيفة ابدا علشان تخلي حد ياخد حاجة مني تخصك لوحدك
بتر حديثها بقبلة جموحة أطاحت بكل تهديداته وعقوبته، قبلة يعاقب بها نفسه ويعاقبها على أذية روحها، استمرت قبلاته حتى فقد سيطرته وتحكم سلطان قلبه به ولكن اخرجة من نشوة عشقه طرقات على غرفته
تراجع للخلف محاولا السيطرة على اتزانه ولا يختلف الأمر لديها، فجلست عندما خانتها سيقانها ..اهتز صوتها تجيب
-أيوة..تحدثت داليا من خلف الباب
-مدام ليلى آسفة، لكن زين صحي وعايز حضرتك
جذبت مأزرها ترتديه وعيناها تحاوطه، تمدد على الفراش واتجه ببصره إليها
-متتأخريش، وبعدين زين متعود يصحى ويبقى عايزك كدا، عقدت رباط مأزرها تطالعه بغضب فلقد تحولت عن من ماكانت عليه منذ قليل واقتربت منه تنذر بعاصفة هوجاء قائلة:
-أنا مبقتش عايزة داليا ياراكان، ومن بكرة البنت دي تطلع من البيت، وقبل ماتتكلم وتقولي بتقطعي رزقها ، شوفلها شغل تاني بعيد عني وعنك ودا آخر كلام
عيناه كانت تتجول على جسدها الذي ظهر من فتحة مأزرها وكأنها لم تقول شيئا
لكمته بصدره وصاحت بغضب:
-مبتردش ليه، بقولك البت دي عايزاها تمشي، نظرت للذي ينظر إليه
رفعت كفيها تغلق مأزرها جيدًا ، وبدأت تسبه
-مستفز وبارد وقليل ادب كمان
تمدد ينظر لسقف الغرفة
-قدامك عشر دقائق والاقيكي هنا..رفعت حاجبها ساخرها
-الأمر والطاعة سيدي الملك، قالتها وتحركت من أمامه سريعا تسبه بسرها، خرجت متجهة إلى غرفة ابنها وجدت داليا تحمله وتحاول تهدئته
-ماله زين ماهو كل يوم بينما اشمعنى النهاردة، قالتها بنظرة ساخطة
هزت أكتافها قائلة:
-معرفش يامدام، كنت نايمة فجأة لقيته صحي وبعيط..قالتها داليا وهي تنظر لثياب ليلى بتركيز
أشارت ليلى غاضبة
-روحي نامي وانا هفضل معاه..خطت إليها خطوة وهتفت
-لأ ..هبات معاه، ممكن تكوني مشغولة ولا حاجة، رمقتها بنظرة اخرصتها فتحركت للخارج
حملت ابنها ثم قامت بإرضاعه، تمسد على خصلاته ، سبت داليا قائلة:
-الحيوانة مفكرة مش واخدة بالي منها، وعينها اللي عايزة اقلعها من وجهها دي على المحروس جوزي..تذكرت شيئا فابتسمت بغرور وهمست لنفسها
-طيب ياراكان لو مخلتكش تلف حوالين نفسك مش يبقى ليلى البنداري، افلتت ضحكة وهي تنظر إلى ابنها
-بابا بيقول متقوليش كدا، اسمها ليلى راكان البنداري، بيحسسني هيزيد بالاسم بتاعه، انحنت تطبع قبلة على جبينه
-شبه باباك اوي حبيبي، بس إياك تطلع عينك زايغة على البنات..لمعت عيناها وهي تضمه لصدرها
-حبيبي البنات لازم اللي تجري وراه، نهضت تضعه على فراشه وظلت بجواره تحملق النظر به، ملست بأناملها على ملامح وجهه
-قمري وحبيبي ربنا يخليكوا ليا، طبعت قبلة على وجنتيه ثم اتجهت إلى غرفة أمير، قامت بدثره جيدا بغطائه الخفيف، ثم قامت بخفض درجة المكيف
جلست بجواره لبعض الوقت تمسد على خصلاته، تتذكر حزنه اليوم
-اميري نور عيني عارفة انا قصرت معاك الفترة اللي فاتت بس وعد حبيبي بعد كدا مش هبعدك عن حضني، ومش هسمع كلام بابي ابدا..تسطحت بجواره بعدما ألقت نظرة على ابنتها وتمددت بجواره تحاوطه بذراعه حتى غفت بجواره
بعد فترة شعرت بيد تهزها بخفة، فتحت عيناها وجدته معذب قلبها، جمعت خصلاتها ثم نهضت خلفه بعد خروجه
توجهت إلى غرفتهما وجدته يقف بالشرفة يشعل سيجاره، محاولا السيطرة على إنفعالاته
توقفت خلفه متسائلة:
-الساعة كام دلوقتي، أجابها وهويواليها ظهره
-باقي ساعة على الفجر، غيري هدومك وانزلي ماما كانت بتسأل عليكي
اتجهت لخزانتها بعدما علمت بغضبه من نبرة صوته، ولكنها توقفت عندما هتف بنبرة لا تقبل النقاش
-بعد كدا اشوفك برة الأوضة باللبس دا هولع في قمصانك كلها، استدار وغرز عيناه بسواد ليلها مقتربا منها ونظراته النارية تحرقها
-ازاي تنامي جنب ابنك بلبسك دا، اتجننتي افرض الولد صحي وشافك كدا
ضيقت عيناها غير مستوعبة حديثه، ثم تسائلت
-مش فاهمة هبل الكلام بتاعك، دا ابني وكمان طفل
وصل إليها بخطوة يجز على أسنانه ويتحدث بغضب جحيمي
-اتجننتي ابن ايه اللي بتقولي عليه، ماانا عارف أنه ابنك، ولا المتخلفة مش ملاحظة أن الولد داخل في عشر سنين وبدأ عقله يستوعب كل حاجة يشوفها
جذب حمالة قميصها حتى أصبحت بقبضته ونيران تخرج من عينيه
-مش شايفة دا ، ايه يامدام ، عقلك كان فين وانت نايمة جنب الولد وجسمك مكشوف بالطريقة دي
أشار على صدرها الذي يظهر بطريقة ملفتة
-دا كمان مش باين، جز على أسنانه يضغط على خصرها ويتحدث بفحيح
-متخلنيش اتغابى عليكي ياليلى، الولد في سن فاهم كل حاجة، ومتخليش عقله يجمع حاجة
ذُهلت من حديثه فهتفت غاضبة:
-راكان اتجننت انت غيران من الولد، نزع كفيه من بين يديها وصاح غاضبا
-ايه الهبل اللي بتقوليه دا، مش معقولة تكوني بلا عقل لدرجادي، انا بقولك الولد عقله بقى يسجل الحاجات دلوقتي وبدأ يستوعب، احنا في زمن الالكترونيات يامدام، لازم تحسبي كل حاجة قبل ماتعمليها وخاصة الولاد، اتعاملي مع الولاد بحذر ياليلى علشان مزعلكيش
انحنى يرمقها وكأنه تحول لشخص غير الذي كانت بأحضانه منذ فترة
-دلعك للولد هيضيعه، دا ولد لازم يعتمد على نفسه، لازم يتحمل الغلط علشان ميعملوش تاني
أشار بسبباته وتحدث محذرا دون نقاش
-ممنوع تدخلي مع الولد وهو بياخد شاور، ممنوع تغيري لكوكي قدامه، وممنوع كوكي كمان تدخل اوضته دون استئذان وهو كمان..مش هتكلم في الموضوع دا تاني، إياكي اشوفك تدخلي على الولد وهو بياخد شاور ياليلى، خلي الولد يطلع راجل مش نايتي ، نفث نيران غضبه منها مع أنفاس سجائره
أغمضت عيناها بقهر ثم تحدثت بنبرة حزينة
-عايز تمنعني اساعد ابني ياراكان ..ركل المقعد واتجه يقبض على كتفها بعنف
-هو إنتِ ليه غبية ياليلى، ماشاء الله واحدة ماسكة إمبراطورية زي شركات البنداري وناجحة جدا فيها، ليه غبية في حياتها الشخصية، وضع إصبعه على رأسها يلكزها به
-دي تشتغل في حياتها كمان، بدل مااحلف عليكي مفيش شغل تاني
اكفهر وجهها فهتفت غاضبة:
-هو إنت ليه دائمًا عايز تطلعني فاشلة ومش فاهمة، دنت تتعمق بمقلتيه
-الولد صغير، كفاية اتحرم من حنان ابوه، عايز تحرمه من حنان أمه كمان، أمير ابني انا سمعتني
تجمد بوقوفه وكأنها حطمته حتى أصبح أشلاء متناثرة
-أيوة هو ابنك وأنا ابوه، واللي بقول عليه هو اللي هيتنفذ من غير ولا كلمة
قالها وتحرك سريعا للخارج يصفع الباب خلفه بقوة حتى اهتز له جدران المنزل
❈-❈-❈
هبط للأسفل وانفاسه تتصارع كأنه خارجًا من سباق،وصل إلى والدته وتغيرت حالته، رسم ابتسامة
-رمضان كريم ياست الكل
ربتت على كتفه مبتسمة:
-الله اكرم حبيبي ، بحث بعينيه عن والده
-بابا مصحيش ولا إيه
-بيصلي الشفع والوتر وهيجي، فين ليلى منزلتش ليه؟!.
تراجع بجسده محاولا السيطرة على غضبه، فكلما تذكر رؤية نومها بجوار أمير وجسدها البض الذي ظهر كليا بعدما أزالت الغطاء بساقيها، وحديثها المخزي لروحه، أطبق على جفنيه وزفرة بنيران الغضب خرجت من جوفه فأجاب والدته:
-بتغير وهتنزل بعد شوية، نزلت بجوار أمير
-رمضان كريم ياماما زينب
ابتسمت زينب
-الله اكرم حبيبتي..فتحت ذراعيها لأمير
ألقى نفسه بأحضانها، ثم قبل كفيها قائلًا:
-كل سنة وحضرتك طيبة يانٓانٓا ..طبعت قبلة على وجنتيه
-كل سنة وإنت طيب ياروح نانا ..وضعت رأسه بأحضانها تمسد على رأسه
-حبيبي هيصوم السنادي، خرج من أحضانها قائلا:
-أنا صومت عشرين يوم السنة اللي فاتت حضرتك نسيتي ..نهض متجهًا إلى راكان الصامت وعيناه على ليلى
-بابي حبيبي كل سنة وحضرتك طيب..استدار مبتسمًا يضمه لأحضانه
-وأميري كل سنة معايا وفي حضني انا مش حضن ناس تانية
ضيق عيناه قائلا
-حضن مين يابابي، لا انت حبيبي، ضم رأسه وطبع قبلة عليها
-حبيبي ربنا يبارك فيك، واشوفك انجح شاب في الدنيا كلها
احتضن وجهه ينظر بداخل عينيه
-اميرانت زعلان من بابي علشان زعلك
هز رأسه وتحدث بخزي
-لأ يابابي ، أنا غلطت وحضرتك كنت عايز اكون مسؤل واخد بالي، يارب متكنش حضرتك زعلان من أمير
ضمه بقوة وذكرى صفعته بقوة حينما تذكر طفولة سليم، كأن الذي بين يديه أخيه المرحوم وليس ابنه
-طيب قولي ليه إحنا بنصوم
اعد على أنامله
-علشان دا ركن من أركان الأسلام، وكمان الصيام له فوائد كتيرة اوي يابابي
ماما قالتهملي
مسد على خصلاته وحاوره قائلًا :
-طيب ماتقولهم لبابي حبيبي
ربنا حثنا بالشعور بالمساواة بين المسلمين، فلا فرق بين غني أو فقير، فكلنا بنصوم في نفس الفترة، ولنفس المدّة مهما اختلف المكان، ودا يخلينا نفتخر بعزّة الإسلام،
أشار على إصبعه الثالث قائلا
له فوائد صحية كمان زي
الوقاية من الإصابة بالأمراض السرطانية، لأنه يقضي على الخلايا الضعيفة والتالفة، علشان الشعور بالجوع يحفّز أجهزة الجسم الداخلية، فبيجدد نشاطه وحيويته، و يساعد بقى على التخلص من تخليص الجسم من الرواسب الكلسية، والحصوات، والأكياس الدهنية، والزوائد اللحمية، وكمان. الحماية من الإصابة بمرض السكري، فالصيام يمنح البنكرياس مجالاً للراحة، علشان ب يفرز الإنسولين المسؤول عن تحويل السكر إلى مواد دهينة ونشوية، وزيادة الإنسولين بتصيب البنكرياس بالإرهاق، مما يؤثر على كفاءته، فبتالي السكر بتزايد في الدم، فالصيام ينظّم هذه العملية دون الحاجة لتناول الأدوية والعقاقير. وكمان بيساعد على إنقاص الوزن، بشرط الالتزام بطعام صحي وخفيف، وغنيّ بالعناصر الغذائية اللازمة لصحة الجسم وسلامته، ولمنحه القدرة على تحمّل عبء الصيام في اليوم التالي.
كمان معالجة الأمراض الجلدية، كونه يقلل من كمية الماء في الدم، وبالتالي تقل كميته في الجلد الأمر الذي يزيد من مناعة الجلد، ويقلّل من حدّة الأمراض التي تصيبه، ويخفّف من حساسيته، دا بس اللي فاكره صح يامامي
جذبه لأحضانه يتحدث بفخر
-صح ياروح بابي
دلفت الخادمة قائلة:
-السحور جاهز ياهانم..نهضت زينب تمسك بكف أمير متجهة لمائدة الطعام، بينما اتجهت ليلى إليه عندما وجدت شروده، جلست بجواره، تضغط على كفه
-مكنش قصدي ازعلك، انا أقصد الولد لسة صغير، يعني مش عايزة احرمه من حضني دلوقتي
نصب عوده واتجه إلى مائدة الطعام دون أن ينبت بحرف
جلست متنهدة وعيناها ترقرت بالدمع، فهي تعلم أن حديثها ازعجه
-قاعدة كدا ليه يابنتي، تسائل بها اسعد، نهضت متجهة إلى مائدة الطعام
-مفيش ياعمو..اتفضل حضرتك
جلست وعيناها تحاوره بنظراتها، بترت النظرات زينب
-ليلى مبتكليش ليه، ثم اتجهت إلى راكان الذي يتصفح هاتفه:
-وانت يابني مش هتبطل قهوة وسجاير، مفيش اكل خالص متنساش أننا في رمضان، اتجهت ببصرها لليلى
-ليلى ساكتة ليه، تنهد بصوت عالٍ قائلًا:
-ماما حضرتك شايفاني طفل زي أمير، انا كبرت مافيه الكفاية
أشار على أكواب الزبادي
-هاخد زبادي بس، مبحبش الأكل بالليل
تأففت زينب بضجر
-على أساس أننا عاملين خروف يعني ولا آيه، دي جبن وخضروات ياحبيبي ، ياله علشان خاطري ..ابتسمت وناغشته قائلة:
-طب علشان خاطر ليلى، هي كمان مبتكلش
قهقه بصوته الرجولي ثم رفع بصره إليها
-طب وحياتك ياست الكل ماانا واكل غير الزبادي، رفع جانب وجهه بشبه إبتسامة ساخرة ينظر إلي ليلى
-ماما مفكرة لما تحلف بيكي هاكل السفرة متعرفش كدا شبعتني
قهقهت زينب ثم اتجهت بنظرها إلى أسعد
-شوف ابنك، دا الولد محدش قادره
نهض من مقعده يحمل كوبًا من الزبادي قائلًا:
-اسحري بالزبادي حلو يازوزو علشان الجو حر، والحر وحش على صحتك ، تتعصبي على سعدوك وتقلبوها غم، وانا الغم دائما بيحب يلعب في ملعبي
تحرك بعض الخطوات ثم استدار
-أمير حبيبي متنساش تاكل زبادي وعندك بطيخ خلي الست الوالدة باشا تقطعهولك، اهي تلاقي حاجة بدل النوم جنبك