رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل الأخير جـ2 - 2 - الثلاثاء 20/2/2024
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الأخير
الجزء الثاني
2
تم النشر الثلاثاء
20/2/2024
لمعت عيناها بالدموع
-كبر اوي اوي يا أسما واتعلق براكان اوي، مكنتش اتوقع علاقتهم تبقى كدا، رغم أن راكان ناشف في تربيته ..احتضنت كفيها
-ليلى حبيبتي دا من رحمة ربنا بيكي عوضك بزوج ياخد العقل، واطفال ربنا يباركلك فيهم
ابتسمت لها واجابتها
-وعوضني بيكي ياحبيبة قلبي..
نهض الاولاد متجهون للحديقة مع مربيتهم ..انتهى الجميع من الأفطار توجه الرجال إلى الجلوس بمكان والنساء بالمقابل ..جلست سيلين بجوار درة وأسما وبدأو يتحدثون عن طفولتهم
بينما تحركت ليلى إلى الداخل تبحث عن داليا، وجدتها تجلس بركنا من الحديقة مظلم وتبكي بصمت
-داليا..!!نهضت سريعا تزيل عبراتها
-أيوة يامدام لياى..تحركت إلى أن جلست بجوارها
-قاعدة كدا ليه .اشاحت ببصرها بعيدا عنها مردفة :
-مفيش، اومأت برأسها ونظراتها تفترسها ثم تنهدت قائلة:
قومي جهزي الولاد علشان هنخرج بعد صلاة القيام
نهضت وتحركت بعض الخطوات، ثم توقفت:
-ممكن اطلب منك طلب، نهضت متجهة إليها وانتظرت حديثها
-ممكن افضل مع الولاد، انا مش محتاجة الشغل التاني
سحبت نفسا محاولة السيطرة على غضبها فأردفت بهدوء:
-الموضوع منتهي ياداليا ، ومتنسيش أن راكان أعلن وخلاص ، وهتكملي معانا لأخر شهر رمضان، ..قالتها وتحركت
بمكانٍ هادئ، جلست زينب بجوار اسعد
-أنا سعيدة أوي ياأسعد، رغم الوجع اللي شوفته، لكن دا ميمنعش من سعادتي
انسابت عبراتها واستأنفت :
-3ولاد ليا ربنا اكرمني بيهم ورجع اخدهم مني ورغم كدا رضيت بقضاء ربنا علشان عارفة ومتأكدة أن عنده الأفضل.. الحمدلله على كل حال واكيد هيشفعولي يوم القيامة، مش كدا يااسعد
احتضنها من أكتافها
-أكيد يازيزو، ربنا عنده الأفضل والاجمل، بس احنا بشر والفراق صعب..لمست وجنتيه وانسابت عبراتها
-إنت أجمل هدية من ربنا ياحبيبي ربنا يباركلي فيك ومايحرمنيش منك
رفع كفيها وقبلها
-إنت ست أصيلة يازينب، ومهما اشكرك مش هوافيكي حقك، كفاية تربية راكان وسيلين وهبتي حياتك ليهم رغم أنهم مش ولادك
هزت رأسها رافضة حديثه ثم أشارت على قلبها
-لأ ..غلطان ياأسعد دول ولادي غصب عن أي حد، راكان روحي وسيلين قلبي من جوا، مقدرش يبعدوا عني يوم واحد
أزالت عبراتها وأردفت
-طيب اقولك سر، انا اللي ساعدت يونس أنه يقنع سيلين رغم كنت رافضاه في الاول، بس قولت اهو يونس بحضني ومش هيقدر يبعدها عني، خوفت اوي البنت تبعد عني، انا كنت بتحمل سفر تعليمها بالعافية
لثم جبينها وربت على ظهرها
-مش بقولك انك أصيلة يازوزو ..ربنا ما يحرمنا منك حبيبتي..وصل خالد بجوار جلال اخوان أسعد
-ايه ياأسعد هنقطع خلوتك بمراتك ..ضحك أسعد وهو يطالع زينب
-مراتي دي جنتي في الدنيا والآخرة ياخالد
أومأ جلال موافق
-فعلا ياأسعد زينب ست أصيلة..توقفت زينب مبتسمة
-ربنا يخليك ياابو فرح وعلشان كدا هروح اجبلكم حلويات، البت ليلى عاملة شوية كنافة هتعجبكم اوي
-اه والنبي ياأم راكان أصل الواحد حاسس أنه مشبعش، اكلكم بيجوع
قالها خالد بمزاح بوصول فريال إليهم ..همست زينب جملة خالد بعيونا لامعة من السعادة
-ام راكان..ياااه ياخالد ياما أتمنيت حد يقولي الكلمة دي
ربتت فريال على كتفها
-تستهاليها يازينب، ومتزعليش مني انا كنت بغير منك..سحبت فريال من كفها
-تعالي نروح نجبلهم حلويات ..
❈-❈-❈
عند ليلى ودرة
-عاملة إيه يالولة..لسة راكان واخد موقف منك
ابتسمت تهز رأسها بالنفي
-لأ ياقلبي احنا كويسين، قوليلي سيف عامل ايه والبت جنجونة ..ابتسمت وهي تنظر لسيف
-كويسين، بس جنة شقية مبتنمش ..إنما قوليلي هتفطري مع بابا امتى
تنهدت ثم تحدثت:
-ماما زينب وعمو أسعد هيسافرو بعد يومين هيروحوا يعملوا عمرة، وقتها يبقى نروح لبابا، كمان خطوبة كريم قريبة معرفش راكان هيوافق اقعد هناك ولا لا
بتر حديثهم سيلين وهي تقوم بتوزيع الكنافة
-لولة تحفة المانجو عاملة شغل اوي للكنافة، قامت بتذوقها
-اممم واو يادرة اختك هتخليني أزيد في رمضان مااخسش..طيب ماتخفي ياحبيبتي بدل ماانتِ طالعة نازلة بتاكلي كدا زي المحرومة وسايبة ولادك
قالها يونس متهكمًا..ابتسمت درة وتوقفت تأخذ منه تيم
-هاتلي عريس بنتي دا، ألعب معه شوية..اتجه بنظره لليلى
-اختك كيوتي وبتغلط، وانا مؤدب ومش هرد عليها
ضحكت ليلى وهي تحمل تيم من درة
-متزعلش ياسيدي، هناخد تيم لكيان ...
-نعم ياختي ..يعني اسيب حمزة واتخبط في جوزك، ليه حد قالك العيال دي لقيها على باب الجامع
قهقهت بصوت مرتفع وهي تقبل تيم على وجنتيه
-إنت تطول ..قطع حديثهم وصول راكان وجذب الطفل وناوله ليونس وسحبها
-تعالي معايا عايزك..تحركت تلاحق خطواته السريعة ..ولج لغرفة المكتب ودفعها بقوة
-ايه اللي شوفته تحت دا ..ضيقت عيناها متسائلة
-ايه اللي حصل؟!، اقترب يضغط على ذراعيها بغضب:
-واقفة تضحكي مع يونس كدا ليه، وازاي تبوسي الولد بالطريقة دي قدامه، اتجننتي. دا مهما كان راجل غريب عنك اتجننتي
-راكان أهدى احنا كنا بنهزر، متنساش إن يونس اخوك وبقالنا سنين بنقعد مع بعض كلنا ونهزر ، ليه المرة دي متعصب كدا
-امشي من قدامي علشان مزعلكيش
اقتربت منه
-لازم نتخانق حتى اول يوم في رمضان ..رمقها بنظرة غاضبة فتحركت دون حديث
تحركت للخارج ويكاد غضبها يحرق صدرها تحرك خلفها
-ليلى ..توقفت تواليه ظهرها تضغط على فستانها، استدارت له وعيناها تلمع بالدموع ..زفر الهواء دفعة واحدة ، ثم اقترب يحاوطها بذراعيه
-مش من حقي اغير على مراتي..استمع الى صوت خلفه
-راكاااان..استدار ينظر خلفه، توقف الجميع على صرخات فرح ..اتجه بخطوات مهرولة وعيناه على والدته، وصلت تحتضن ابنها وتبكي بشهقات مرتفعة :
-ابني، ابني مات ..شهقات من الجميع، أما زينب التي توقفت وكأن ابنها فقدته للتو،تحركت إلى أن وصلت إلى فرح الجاثية على الأرض تحتضنه وتبكي بشهقات مرتفعة، جلست بجوارها وامتدت يديها تجذب الطفل منها
-فرح ..ماله سليم، مش هو اتحسن وبقى كويس، أيوة اخر مرة كنت عندكم كان كويس، ايه اللي حصله
انسابت عبراتها كزخات المطر تطالعها بصمت، ثم رفعت عيناها لليلى المنكمشة بوقفتها تنظر إليهم بذهول، وهناك اسئلة تراود عقلها بقوة:
-راكان هو في ايه؟!..تحرك راكان إلى والدتها
جذب والدته
-قومي ياماما، جذب الولد من أحضانها ثم اتجه إلى يونس الذي أخذه بهدوء، صرخت فرح ونهضت فزعة
-ابني محدش هياخد مني ابني،،لا ..لا ..
جذبها راكان يبعدها عن يونس الذي أخذ الطفل متجها للداخل، بدأت تصرخ وتلكم راكان
-ابني، عايزة ابني ..احتضنتها سارة اختها وظلت تبكي على بكائها ..حقنها نوح بمهدئ، ثم حملها راكان متجها بها إلى بيت عمه..تجمع الجميع بمنزل جلال وحالة حزن سيطرت على الوجوه رغم أنه لم يكن شرعيا ولكن فطرة الأنسان الذي تربى عليها جعله حزينا على فقدان الطفل الذي لم يكن سوى ضحية
جلس أسعد بجوارها يحاوطها مربتًا على ظهرها
-حبيبتي اهدي، خلاص يازينب مالناش نصيب فيه
رفعت نظرها لليلى الصامتة
-أنا عارفة انك زعلتي مني لكن غصب عني يابنتي ، كان لازم اراعيه واخده في حضني ماهو ابن ابني
طأطأت ليلى رأسها دون حديث، ربتت أسما على ظهرها
-ليلى مش زعلانة من حضرتك ياماما، هي صعبان عليها الولد، مش كدا ياليلى ..اومأت ليلى ثم نهضت وجلست بجوارها
-أنا مش زعلانة من حضرتك، أنتِ ام ومهما كان اللي عملتيه علشان ابن ابنك، ربنا يربط على قلبك ياماما زينب ..قالتها وتحركت دون حديث آخر