-->

رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل الأخير جـ2 - 3 - الثلاثاء 20/2/2024

  

قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية



رواية عازف بنيران قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد


 

الفصل الأخير

الجزء الثاني

3

تم النشر الثلاثاء

20/2/2024



بعد عدة ساعات ، رجع راكان ويونس بعدما قاموا بدفن الطفل بجوار والده ..توقف يونس متسائلاً: 

-كدا فرح هترجع بيت أبوها..أخرج زفرة حارة من اعماق جوفه ثم أردف: 

-ترجع يايونس، مبقاش ليها حد، وعمو جلال كمان هيرجع بيته مع مراته الجديدة محدش يقدر يعاتبه في اللي حصل 

اومأ يونس متفهما ثم استدار متجهًا للداخل ..ولج راكان للداخل وجد السكون يعم المكان ..صعد إلى غرفة أولاده، كانت تجلس شاردة على فراش ابنها الذي يصلي بركنا بغرفته، ولج للداخل وجلس بجوارها 

-قاعدة كدا ليه، وفين زين وكيان 

تراجعت تستند على ظهر الفراش وأجابته: 

-كيان هتبات مع قمر، وزين نايم، ماما زينب أصرت تاخده ينام في حضنها الليلة 

رفعت بصرها وسألته: 

-ليه خبيت عليا مرض الولد، وليه معرفتنيش أن ماما زينب بتزورهم باستمرار 

حمحم ينظر إلى أمير الذي أنهى صلاته فأردف: 

-قومي ارتاحي وبعدين نكمل كلامنا..اشاحت ببصرها بعيدًا ثم هتفت: 

-أمير عنده تيست بكرة لازم ارجعله شوية، روح نام وارتاح ..اومأ وتحرك دون حديث 

خرج متنهدا هو يريد أن يصل إلى فراشه ويلقي بثقل همومه عليه، فلقد اكتفى من ثقل هموم الجميع 

بعد فترة وصل هبطت للأسفل وقامت بإعداد وجبة خفيفة من الطعام الذي يميل إليه ثم صعدت إليه 

توقفت تطالعه بصمت بعدما تركت الطعام على طاولة دائرية، ثم اتجهت إليه، جلست بجواره، رفعت أناملها تخلل خصلاته، منذ فترة طويلة وهما مبتعدان عن بعضهما 

ظلت تحرك أناملها وسط خصلاته هامسة اسمه 

-همهم بصوته مرهقًا، بعدين حبيبي، هرتاح شوية وأقوم 

ابتسمت ثم نهضت بعدما طبعت قبلة على وجنتيه وقامت بإغلاق الأضاءة واتجهت إلى غرفتها، ظلت لبعض الوقت تتصفح هاتفها حتى وقت السحور 


❈-❈-❈


بمنزل يونس 

كانت تغفو بعمق على صدره، ظل يمسد على خصلاتها وذكريات الماضي تتداول أمام عينيه ..تراجع بجسده يجذبها لأحضانه وتذكر منذ عشرون عاما كيف تجمع بنوح وحمزة 

-خرج من المدرسة الثانوية يبحث عن سليم، وجده جالسًا على الدراجة البخارية 

-اوووه ، ايه دي يابني، ابتسم سليم وأشار عليها 

-ايه رأيك حلوة صح..ضيق عيناه ودار حولها وقام بالتصفير: 

-حلوووو ياسلوم، بس مقولتش الحلوة دي منين ، اعدل ياقة وابتسم 

-اشترتها من واحد .. 

-واحد..قالها يونس مذهولا، ثم اقترب متسائلا :

-يعني مش عمو أسعد اللي جابه، هز رأسه رافضا 

-لأ يابني دا واحد صاحبي قال فيه واحد بيبعهم..استمعوا لصوت خلفهم 

-خلصتو يافاشلين، اقترب راكان ينظر للدراجة 

-بتاعة مين دي؟! 

حمحم سليم متوترا ثم هتف: 

-دي بتاعة واحد صاحبي اشتريتها منه 

تحرك يفحصها ثم تحدث 

-نعم!!اشتريتها، يعني ايه اشتريتها دي، ليه مقولتش لبابا ولا لعمو 

وبعدين دي شكلها مستعمل ، انت اهبل ياله 

استمع إلى رنين هاتفه 

-أيوة يانوح، انا عند مدرسة اخويا، تمام ياسيدي مستنيك ثم اتجه ببصره إلى سليم 

-الموتور دا ترجعه لصاحبه ياجحش، من إمتى واحنا بنشتري حاجات مستعملة 

صعد عليه يونس 

-حلو ياراكان سيبه، وكمان شكله رخيص 

قولي ياسليم جايبه بكام دا 

-بمية ألف. جحظت عيناه فتحدث 

-هو ايه دا ياله اللي بمية ألف، شكلك اتجننت، دا آخره عشرين وتبقى خسران كمان 

وصل نوح إليهم 

-راكي حبيبي ، تعانق الصديقان ، ثم أشار على يونس 

-يونس ابن عمي، ودا سليم اخويا 

ثم اتجه إلى نوح 

-دا نوح صديق، اقترب يونس 

-اهلا يااستاذ نوح..هز راكان رأسه 

-لأ يابني دا في طب ياحمار، الاستاذ زمانه جاي، اتجه نوح إلى الدراجة البخارية يشير إليها 

-البتاعة دي شبه بتاعة حمزة، قطب مابين جبينها ثم اقترب ينظر إليها 

-لأ حمزة مستحيل يبيع مكنته هو بيحبها دا كأنها بنته، حتى عمره مايبيعها بالمبلغ دا 

قام الاتصال بحمزة ..على الجانب الآخر 

-أيوة يانوح..فينك يابني، انا مع راكان، 

تنهد حمزة قائلا: 

-الماتور اتسرق، يانوح، وانا في القسم، توسعت عيناه فأردف 

-طب تعالى على اللوكيشن دا ضروري 

وصل بعد قليل، ينظر بذهول الى الدراجة البخارية 

-ايه اللي جاب دي هنا، رفع نظره الى يونس الذي جلس عليها وكأنه امتلكها 

وصل حمزة يجذبه من ثيابه وبدأ يلكمه عدة مرات حتى ترنح يونس، حاول راكان ونوح ابتعاده عنه ولكن حمزة كان كالتور المفترس 

فاق يونس من ذكرياته على قبلات زوجته 

-لسة صاحي، ضمها لأحضانه 

-هنام بعد السحور..المهم عاملة ايه ياروحي دلوقتي 

اعتدلت تجذب الغطاء على جسدها 

-تعرف فرح صعبانة عليا اوي، رغم اللي عملته بس صعبت عليا، فقدان الابن غالي اوي يايونس 

جذب رأسها لصدره 

-أكيد حبيبتي ، فرح اتماديت وحاولت معاها لكن شيطانها كان مسيطر عليها، راكان بيفكر يسفرها برة ، بس مااعتقدش أنها توافق 

قبل جبينها وهمس أمام شفتيها 

-حبيبي الحنون، نسيتي فرح عملت ايه !! 

تمسحت بصدره وأردفت: 

-المهم انا فين دلوقتي يايونس، مش عايزة حاجة تانية..رفع ذقنها ولمس وجنتيها 

-بس يونس منسيش ضي القمر عملت فيه ايه، علشان توصل للمرحلة دي 

مسد على خصلاتها واردف 

-تعبت أوي ياسيلي، وتعبتيني اوي ، رغم الماضي وجعنا إلا أني سعيد دلوقتي ومستحيل انسى اي وقت بينا ..رفعت رأسها ودنت من خاصته تلثمها بقبلة هادئة، ولكن كيف يتوقف سيل مشاعر ذاك العاشق المجنون، ليجذبها لجنة عشقه مرة أخرى 


❈-❈-❈


بمزرعة نوح 

جلس الجميع أمام شاشة التلفاز بجو من الحب، نهضت نهال والدة نوح واحضرت بعض الحلويات ووضعتها أمامهما 

-نوح واسما مأكلتوش اي حاجة من وقت مارجعتو، جبت مهلبية خفيفة ، محبتش تاكلو اي حاجة تقيلة ..تمدد نوح يضع رأسه على ساق اسما 

-والله ياست الكل بطني مليانة ومش قادر احط حاجة في بوقي شوفي اسما 

هزت رأسها رافضة 

-شبعانة والله ياماما تقلت في الفطار، طنط زينب وليلى عاملين كل انواع الأكل ، وانا اكلت هناك على فترتين 

لكمها نوح 

-فجعانة ياأسما، مجنونة تاكلي مرتين، مسدت على خصلاته مردفة 

-ليلى بنت خالتك مجنونة كل شوية تجيب اكل وتحط قدامنا، دي درة اغمى عليها من كتر مااكلت حلويات 

-حبيبي المفروض نعزمهم احنا كمان، شوف يوم يكونوا فاضين واعزمهم 

اعتدل جالسًا واردف 

-أكيد ياماما، بس راكان مابيخرجش اول أسبوع من بيته، هو متعود أول يوم يجمع العيلة كلها وبعد كدا بيحب يفطر مع عيلته، وبابا عارف كدا علشان كدا وافق نفطر هناك ، ودا تعود من سنين أننا نفطر اول يوم مع بعض حتى قبل الجواز 

اومأت والدته متفهمة ثم تحدثت 

-اخواتك بكرة هيجيوا يفطروا معانا، وطبعا بما اننا هنقعد معاكم شهر رمضان فهم هيجوا على هنا، مش عايزاك تزعل وتضايق انت وأسما 

توسعت عيناه بذهول ثم أردف بنبرة حزينة: 

-ايه اللي بتقوليه دا ياماما، بيتي هو بيتكم، احنا اللي ضيوف عندكم، ومتنسيش دا خير بابا واملاكه كلها انا ما إلا أني ادير 

ربتت على كتفه وتحدثت بحبور 

-ربنا يخليك لينا ياحبيبي، اخواتك قالوا كدا كمان، قالوا نوح مستحيل يزعل 

-ماما اخواتي زي زيهم، يعني حقهم في مال بابهم ، بلاش تعملي حساسية في الموضوع دا 

وصل يحيى الذي يحمل قدح من القهوة واردف :

-بس المزرعة دي تعبك وشقاك ياحبيبي من وقت مااتخرجت وانت مهتم بيها، اه انا اشتريتها بس دي كانت خرابة مش بالجمال دا 

اتجه ببصره إلى أسما واستأنف 

-ومنكرش كمان دور اسما في الخضروات والفواكه، وأسيا في سلالات الحيوانات 

قبل نوح كفيها 

-عندك حق يابابا لو حد له فضل في المزرعة دي يبقى اسوم حبيبة قلبي 

لكزته اسما هامسة: 

-نوح اتجننت اعمل احترام لعمو ومامتك..تراقص بحاجبيه 

-ايه يااسوم مش بقول الحق 

ابتسمت خجلا على نظراته وحركاته، استمعت إلى صوت طفلتها فنهضت متجهة إليها 

-ملاكي صحيت ليه..بكت الطفلة ورفعت كفيها لكي تحملها والدتها ..حملتها وتحركت بها للداخل، كان يحيى يراقب دخولها فهمس 

-عندك حق يابني انك تحب اسما ، البنت طلعت أصيلة اوي، بصراحة تفوقت على والدك يادكتور 

نهض نوح وهو يحمل صحنا من المهلبية متجهًا إلى والده 

-اتفضل يادكتور، واحسن حاجة تروح تحج مع عمو أسعد، علشان تقتنع أن اسما تربية نوح الكومي مش منير العشري ابدا 

قالها وتحرك للداخل 

بمنزل حمزة ..انتهت درة من صلاة القيام تبحث عن زوجها، وجدته يقوم بإعداد القهوة 

-حمزة هتشرب قهوة دلوقتي مش هتنام ..حاوطها من أكتافها 

-عندي قضية عايز اشتغل عليها حبيبتي، أنتِ نامي، وانا هصحيكي للسحور..رفعت نفسها وطبعت قبلة على وجنتيه 

-تصبح على خير ياحبيبي 

.اومأ لها بإبتسامة 

-وانتِ من أهل الجنة ياحبي 

اتجه لغرفة مكتبه وجلس يتابع إحدى قضاياه، استمع إلى رنين هاتفه 

-أيوة ياجاسر 

على الجانب الآخر 

-بتصل براكان مابيردش، بقولك عايز منك خدمة، وبما أنا ظابط مينفعش ادخل 

ظل يستمع إليه فأردف :

-اعتبره حصل، بس قبل اي حاجة الدنيا هتتقلب علشان تبقى عارف 

-حمزة اعمل اللي بقولك عليه، وإياك تعرف بابا، عايزة قضية أقل فيها عشرين سنة 

قهقه حمزة ثم مسح انفه قائلا: 

-اللعب حلو ياكنج بس اعرف العبارة قبل أي حاجة..سبه جاسر واغلق الهاتف ..ظل يقهقه عليه وهو ينقر بقلمه قائلا :

-بقيت شرس ياجاسر، وانا بحب ألعب مع الأشراس 

استمع إلى خطوات ابنه دلف الطفل وهو يفرك عينيه 

-بابي ..اتجه إليه يحمله، ثم طبع قبلة على وجنتيه 

-حبيبي ايه اللي صحاك..فرك الطفل بعيناه 

-عايز اشرب يابابي، وصلت المربية قائلة :

-آسفة استاذ حمزة كنت بصلي وهو خرج..أشار إليها 

-خلاص مش مشكله، شربيه كوباية لبن وخليكي معاه لما ينام..وصل سيف يمسك بنطال والده 

-عايز مامي ..حمله حمزة واجلسه على سطح المكتب 

-حبيبي مامي تعبانة، روح مع انطي نور هتحكيلك حدوتة حلوة ..ومامي لما تصحى هخليها تروح عند سيف 

رفع كفيه وقبله واستأنف حديثه: 

-سيف شطور اوي وهيسمع كلام بابي علشان بكرة بابي ياخده الملاهي 

نزل الطفل متجهًا إلى مربيته يلوح لوالده 

-سيف هيشرب اللبن وينام بسرعة ..ابتسم حمزة ثم جلس ينهي عمله، قطع انغماسه بالعمل رنين هاتفه 

تراجع بجسده وقام بالرد 

-حبيبي عامل ايه واخبار ماما..اجابه على الجانب الآخر 

-كويسين حبيبي، كنت بقولك احفادي وحشوني ماتجيب مراتك وتقضوا معانا اسبوع