رواية جديدة طغيان امرأة لسارة شريف - الفصل 6 - 1 الأحد 4/2/2024
قراءة رواية طغيان امرأة كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية طغيان امرأة
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سارة شريف
الفصل السادس
1
تم النشر الأحد
4/2/2024
ألمك، خوفك، ندمك، وحتى جلدك لذاتك جعلوك تعيش في الظلام حتى نسيت النور ، ربما عليك النهوض من جديد، و نسيان الماضي وما يحمله من آلام أثقلت كاهلك، تستطيع البدء من جديد و صنع أحلاماً جديدة، ولكنك كالعادة تأبى النسيان، لماذا ترهق روحك بهذا الشكل، لما لا تريد العيش بسلام، الـ لهذا الحد أنت يائس، لو كان كل هذا آلم فاصنع لنفسك السعادة، وأن كان يأس فعليك إعادة حسابتك من جديد، وأن كان ندم على شئ ما فعليك بالنسيان ندمك لن يغير شيئاً قد حدث وانتهى، أعد ترتيب حياتك فهي أقصر من أن تُضيعها بتلك التُراهات، ستفقد نفسك يوماً ما آن لم تعد تفكيرك من جديد
هذا ما كان يدور بخلده و هو ينظر لذلك القابع أمامه و علامات الأرهاق تعتلي وجهه ولكنه كالعادة لا يستمع لأحد
- برافو يا عمر، هربت كالعادة وهروبك دا مبيأذيش حد غيرك
كان ذلك صوت مراد الذي يشعر بالضيق من تصرفات ذلك الأحمق
اعتدل الأخر في جلسه ناظراً له بضيق قائلاً ببرود ظاهر
- نفس الأسطوانة المشروخة بتاعة كل مرة، أنت مبتزهقش
- لا مبزهقش، ممكن تفهمني استفدت أي من هروبك دا عرفت تهرب من تفكيرك ولا زي العادة تعبت نفسك علي الفاضي
- ملكش دعوة أنا مرتاح كدا
أبتسم بسخرية على كلماته مُعقباً: مرتاح كدا !
حاول تقنع نفسك بالكلام دا قبل ما تحاول تقنعني
ألتفت له من جديد وعيناه قد سيطر عليهما اللون الأحمر و ملامحه التي يبدو عليها الأرهاق بوضوح
رق قلب مراد له وشعر أنه قد يكون قسى عليه قليلاً بالوقت الخاطئ
لم يقصد ايلامه بكلماته ولكنه حقاً قلق عليه وبشدة
قرر التراجع عن أي شئ قد يزعـ ـجه بالوقت الحالي وتغير مجرى الحديث
- ممكن بقا تطلع ترتاح عشان أنا تعبت الكام يوم الي فاتوا دول وأنت سايب كل الشغل عليا
- متقلقش كلها بكره وبعد كدا هرجع الشغل أخلص بس القضـ ـية دي
- فل عشان عاوز أبقى مع چيهان أكتر الأيام دي
- مالها چيهان
- دا موضوع يطول شرحه أطلع أنت أرتاح دلوقت ونتكلم بعدين
أومى له وهو يشعر أن هذا هو القرار الصـ ـائب فهو لا يتحمل أي كلمة أخرى هو لا يريد سوى إخذ قسط من الراحة
❈-❈-❈
في "شركة R.K"
ابتسمت باتساع فكل شئ يسير حسب ما خططت له تماماً، ولكن الغريب في الأمر هو شعورها بالراحة لعودتها
ظنت أن بعودتها إلى هنا ستخوض صراعاً أخر كالذي خاضته قبل سبع سنوات ولكنها وجدت العكس تماماً فـ شعورها بـ التسلية تجاه ما يحدث تغلب على الضيق الذي كان يتملكها قبل قدومها إلى هنا
قاطع أفكارها صوت طرقات علي الباب وما هي إلا لحظات حتى دلفت السكرتيرة الخاصة بها بعد سماحها لها بالدخول
- ريحان هانم في واحد برا طالب يقابل حضرتك
- مقالش يبقى مين
- بيقول أسمه "حسن الرومي"
- خليه يدخل، و هاتي اتنين قهوة مظبوط
نظرت لها قليلاً بفضول عن هوية ذلك الشخص
ولكن قبل أن يتغلب عليها فضولها وجدتها تخبرها
- أمشي أعملي الي قولتلك عليه يا "نهى" وخليكي في حالك
تـ فجأة بأنها تعلم ما يدور برأسها و تنحنحت بحرج وهي تخرج
و ما هي إلا دقائق حتى وجدته يدلف لمكتبها نظرت اليه بـ إشتياق قبل أن يعانقا بعضهما البعض
- حمد لله على السلامة يا ريحان
- الله يسلمك لسه فاكر تيجي
- دول كلهم أربع أيام يا ريري
ضحكت على كلمته مُعقبه : ريري! .. ضاعت الهيبه الي ببنيها من سنين
ضحكا سوياً قبل أن تتغير نبرته للجدية قائلاً: جالتلي معلومات عن صفقة أسـ ـلحة هتدخل البلد مع الأجهزة الطبية إلي هتستوردها شركة "قدري" من الشركة الايطاليه
رفعت حاجبيها بتسلية وهي تبتسم بخبث
- أنتي الي وراها صح
- تفتكر أي
- طب فهميني عاوزه أي
- أندريا عاوز يعرف مين هي "فتاة النمر" وحب يحطني تحت الأمر الواقع
اتسعت ابتسامته مكملاً هو باقي الحديث: فقررتي تضربي عصفورين بحجر واحد منها تعلميه درس ميتنسيش و طبعاً مش هتفوت فرصة تورطي بيها عاصم صح
- صح
صمطت قليلاً، لا تدري أتخبره عن زيارة أمير لها أم لا
أن كان هناك شخص يمكنها البوح له بما يجتاح صدرها بكل أريحة لن يكون أحداً سواه فمن غيره يعلم ما حدث معها وكيف تحولت من تلك الفتاة البريئة والصغيرة إلى تلك المـ ـرأة التي يراها الأن
كان المنقذ الوحيد لها بالوقت الذي خذ لها به الجميع
هو نقطة التحول بحياتها
- عاوزه تقولي أيه
قالها وهو يرى حيرتها أمامه وهذا يدل على أرادتها بـ أخباره شئ ما
- أمير جالي البيت يوم الحفلة
شعر بغصة تملكت قلبه عند سماعه لجملة تجمعها مع شقيقه مرة أخرى
هل يمكن أنها لازلت تحبه الى الأن؟
هل مازال قلبها يكن له المشاعر كالسابق؟
الى متى سيتحمل هذا الآلم؟
لما لم تحب شخصاً أخر غير أخيه؟
نفض كل تلك الأفكار عن رأسه قائلاً بترقب غير ملحوظ: وأي الي حصل
هزت كتفيها بعفوية قائلة بحزن دفين
- ولا حاجة كان فاكر أنه هيلاقي ريحان بتاعة زمان ميعرفش أنها ماتت على أيده من سبع سنين
يبدو أن أخاه ترك بصمه بقلبها يصعب محوها مهما مر عليها الزمن رغم تحولها هذا ولكنه يعلم تمام العلم بان تلك الفتاة التي أحبها يوماً ما لا تزال بداخلها و أكثر ما يسعده هو شعوره بتميزها له دوناً عن باقي البشر ولكنه يعلم أنها تضعه فقط في خانة الأصدقاء
أيعقل أن قلبها مازال متعلق بأمير؟
تلك الأفكار السخيفة ستفقده عقله ريحان لم تعد كما كانت من قبل
-أنت كل شوية تسرح مني ركز معايا كويس الشحنة هتوصل بكرا الساعة 3 ......
وبدأت بأخباره تفاصيل خطتها وكل ما عليه فعله
- مش عاوزه ولا غلطة يا حسن
- متقلقيش كلو هيبقي تمام
❈-❈-❈
بمنزل عائلة "قَدري" بالتحديد بغرفة المكتب الخاصة بـ "عاصم" جلس يتفقد بعض الأوراق الخاصة بصفقة الأجهزة الطبية
نظر للأوراق أمامه بزهول كيف قبل أت يأخذ هذه الصفقة بهذا السعر المهول ؟بما كان يفكر وهو يوقع على هذا الهراء؟
ولكن ما كان بيده فعله سوى الموافقه فرقبته بقبضة "حامد السلحدار" وعليه تنفيذ أوامره حتى لا يرفع عنه الحماية
وضع يده على رأسه بقلة حيله فهذه الصفقة ستسحب كل السيولة التي معه
قاطعه صوت الباب و هو يفتح لتدلف منه سيدة جميلة في نهاية العقد الثالث قائلة بابتسامة جميلة ونبرة مشاكسة : جيت بدري انهارده، ياترى جاي بمزاجك ولا الهوى الي رماك
لعـ ـن بداخله وهو يجيبها بابتسامة مجبرة: أكيد الهوى رماني يا قمر بس عندي شوية شغل هخلصهم و أجيلك
- ماشي يا روحي هجهز الغدا على ما تخلص
- متتعبيش نفسك يا ماجي الخدم هيجهزوه
- مفيش أغلى منك أتعب له
قبلـ ـت وجنته قبل أن تخرج
بينما خرج صوته المنزعج فور خروجها
- غـ ـوري يا شيـ ـخة جتك القـ ـرف أنتي وأبوكي كـ ـرهتوني في عيشتي
❈-❈-❈
يبدوا إن الحياة وأخيراً بدأت تلتف لها، لم تكن تظن أنها سوف تعتاد عليها بهذه السرعة هي بالفعل أجمل مما تخيلتها بكثير لدرجة أنها تشعر أنها والدتها وليست فقط شقيقتها