-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 14 - 3 - الخميس 22/2/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل الرابع عشر

3

تم النشر الخميس

22/2/2024



بحي الألفي 

بحثت ياسمينا على جنى بالحديقة ولكنها لم تعثر عليها، توجهت إلى منزل صهيب 

-عمو صهيب، رفع رأسه من فوق الجريدة ينظر إليها 

-تعالي حبيبتي..فركت كفيها واقتربت منه 

-روبي مش موجودة، بدور عليها مش موجودة في البيت كله 

نهض مضيقا عيناه ثم تسائل: 

-مش فاهم يعني ايه روبي مش موجودة 

هزت كتفيها 

-كانت قاعدة في الجنينة ورحت اشوف خديجة رجعت مالقتهاش.. 

تحرك بجوارها 

-دورتي كويس!! 

-دورت واتصلت ياعمو..كور قبضته عندما شك بابنه هو رآه يدلف من البوابة منذ فترة ولكنه لم يصل إلى آلان 

امسك هاتفه وقام بمهاتفته 

كان يغفو بجوارها يحجزها بجسده، فتح عيناه ثم اتجه ببصره لتلك التي تتشبث بثيابه 

-تراجع برأسه يجذب الهاتف حتى لا يوقظها ثم قام بالرد 

-بابا!! 

-روبي معاك ياعز..تملمت بنومها ثم فتحت عيناها عندما استمعت لصوته 

-أيوة يابابا معايا.. 

تحرك متسائلا :

-ازاي معاك يعني..استمع الى صرخاتها 

-أنا فين وجيت هنا ازاي، حاولت التملص من بين ساقيه ولكنه حجزها بذراعيه ثم أجاب والده 

-مراتي واخدتها محدش له حاجة عندي، قالها واغلق الهاتف سريعا ..ظلت تلكمه وتصرخ به 

اعتدل يحاوطها بجسده ورمقها بنظرة مرعبة 

-هسمع صوتك صدقيني هخليكي تحلمي بكوابيسي، انا لسة بتعامل معاكي بانك بنت عمي ومراتي، اتحملت إهانة للعالم كله، ودا مش علشان أنا مش راجل، علشان انا لسة باقي عليكي 

انسابت عبراتها على وجنتيها فهمست بشفتين مرتجفتين 

-ابعد عني ياعز متخلنيش اكرهك لو سمحت..انحنى يضع رأسه بعنقها 

-أنا مش هقدر على كدا ياروبي، ارحمي قلبي، عارف اني ظلمتك، وعارف انك اتكسرتي واتجرحتي مني، بس انا مش هقدر ابعد عنك اكتر من كدا، صدقيني عز بيموت ياروبي، رفع رأسه وسبح برماديتها 

-ربى أنتِ الهوا اللي بتتفسه، يرضيكي تخنقيني، رفع كفيه يمسد على خصلاتها 

-على عيني ياقلبي اشوف دموعك دي، بس انتوا اللي وصلتوني لكدا 

-عز لو سمحت اللي بتعمله دا غلط، لا بابا ولا اخواتي هيسكتوا، احنا مايقناش ننفع للبعض 

هز رأسه رافضا كلماتها 

-كذب..كذب ياروبي بتكذبي على نفسك..وضع كفيه على أحشائها 

هنا فيه بذرة حبنا ، هتحرميني منها ياروبي، هتقدري تبعدي ابني عني وتعيشي مع ابنك من غيري 

حاولت الاعتدال ولكنه كان المتحكم الأكبر بجسدها 

-أنا طلقت البنت اللي اتجوزتها، دي بنت سكرتيرة عندي، ليها اخت مريضة حبيت اساعدها في مقابل تعملي خدمة اضايق جاسر، كنت عايز احسسه بالنار اللي جوايا، ورغم كدا مقدرتش يعيش الوجع اللي عشته، مستحملتش اخليكي تشوفيها وتتألمي، رغم أن جاسر عذب اختي كتير 

-مكنش يعرف ياعز..لكم الفراش بجوار رأسها 

-كان حاسس ياروبي، ماهو متقنعنيش أن الكل اخد باله وجاسر لا، دا حتى بابا قاله تعرفي رد قاله جنى اختي 

-اقنعيني ياروبي منين كان بيعتبرها اخته، ومنين هيموت الكل علشانها 

انسابت عبراتها بقوة 

-عز انا انكسرت من جوا، وانت اللي كسرتني، ماليش دخل بجاسر انت اللي كسرتني مش جاسر، رغم أن جاسر بيحارب الكل وانت بترميني جيت تساوم عليا 

اقترب وتحدث بالقرب من شفتيها 

-مكنش قصدي أوجعك، هو فيه حد يقدر يوجع روحه ياروبي، اقترب يرتشف دموعها بعدما أطبقت على جفنيها وشهقات خرجت متألمة من جوفها مهتزة ..ابعد ياعز، ارجوك متكهرنيش فيك اكتر من كدا 

توقف عما كان يفعله، لقد أصبحت كلماتها كالسهام المخترقة لقلبه حتى تلألأت عباراته 

-يااااااه ياروبي، لدرجة دي شايفة عز وحش أوي، كرهتيني ياروبي 

نهضت بعدما ابتعد عنها ، تدور بعيناها بالمكان

-إنت خطفتني ياعز، خطفت بنت عمك ..اقترب يحتضن وجهها بقوة 

-انتِ مراتي مش واحدة من الشارع وخاطفها 

صرخت به وهي تحتضن أحشائها

-عز من فضلك رجعني على بيتي

نهض من فوق الفراش وأشار على الطعام الموضوع

-عملتلك اكل، ياريت تهتمي بنفسك، متنسيش انك حامل ..ومفيش خروج من هنا ..قالها وتحرك للخارج


بالمشفى عند جاسر..ولج للداخل، بخطوات مبعثرة مثل دقاته العنيفة التي تخترق صدره بقوة ، وحزنه عليها حفر ثقوبًا داخل قلبه حتى مما أفقده شعوره بالنبض..وصل إليها وجلس بجوارها على المقعد، يحتضن كفيها ثم رفعه يلثمه 

-هونت عليكي ياجنى، عايزة تموتي وتبعدي عني..ووخز كالمسامير يخترق صدره من مجرد فكرة ابتعادها عنه


انحنى يضع رأسه بصدرها وبدأت شهقاته بالارتفاع 

-ليه ياجنى، ليه تموتيني كدا، رفع رأسه يمرر كفيها على وجنتيها كأنها ينحت معالمها ..اقترب يطبع قبلة على وجنتيها 

-جنجون حبيتي افتحي عيونك حبيبتي، متعمليش فيا كدا 


رفع كفيها يضعها على  خديه وأطبق جفنيه متألمًا على ما وصلا إليه 

آآه ياجنى لو تعرفي أنا حاسس بإيه دلوقتي


طالعها بنظراته، وهناك رجفة اعترت فؤاده وسحبت أنفاسه تقوده إلى سحقها بأحضانه  ..



❈-❈-❈


رفرفت بأهدابها تهمس باسمه..ابتسامة تجلت على ملامحه ، 

حبيبة جاسر انتِ، قالها ثم انحنى يقطف قبلة يخطف أنفاسها عندما فقد سيطرته 

فتحت عيناها عندما حجز ثغرها الندي بين خاصته ، دفعته بكفيها 


ابتعد وهو يلهث يحتضن وجهها

-كدا تموتني من الخوف عليكي..ظلت صامتة وسحبت عيناها بعيدًا عنه 

أدار وجهها إليه 

-مش عايزة تكلميني ، لمس الجهاز الموضوع بأنفها 

-تنفسك عامل إيه ياحبيبي..دفعت كفيه وتحدثت بتقطع: 

-ابعد عني إياك تلمسني، قالتها بشهقات 


برودة اجتاحت أوصاله وكأنها صفعته بقوة 

-أبعد ياجنى، عايزاني ابعد 

ابتسامة سخرية تجلت على ملامحها بوسط عبراتها الخائنة قائلة:

-مستني اخدك في حضني  بعد كذبك وخداعك وخيانتك ليا 

أصبحت عبراتها كالشلال حتى تحولت لشهقات مرتفعة وجسدها يهتز

-كنت عرفني انك مش قادر تبعد عنها، بس تدبحني بالطريقة دي ، ليه عملت فيك إيه يابن عمي، دا أنت حبيتك حب لو اتوزع على الأرض يغطيها 


كانت دمعاتها تنحدر مع كل كلمة تتفوه بها، اقترب منها عندما اعتصرت دموعها قلبه واحرقته دون رحمة


احتضن كفيها يقبلها ..صرخت به 

-ابعد ماتلمسنيش، ابعد يابن عمي مبقاش ينفع 

هنا شعر بوجع بحجم الكون ، حاول السيطرة على غضبه الذي تجلى بأنفاسه الحارقة، بينما هي استأنفت حديثها ببكائها المرير وهي تشعر بالقهر منه ومن قلبها الذي يتمنى قربه


-مبقاش ينفع نكمل مع بعض يابن عمي، كسرتني ، برافو عليك 


لم يتحمل كلماتها ولم يعد يتحمل دموعها التي كوت روحه

جذبها لأحضانه، يشدد من عناقها وهمس بنبرة متحشرجة بآلام صدره


-خدي روحي ياجنى معاكي قبل ما تمشي وتسبيني، شهقت بأحضانه 

-مبقاش ينفع، مش عايزة اكرهك، ارجوك مش عايزة اكرهك، قالتها وهي تلكمه  


احتضن وجهها يزيل عبراتها بأنامله 

-حبيبتي والله العظيم مافيه حاجة حصلت بينا، اللي شوفتيه البنت الخدامة دلقت القهوة على قميصي، 

ظل يحرك أنامله حتى أزال عبراتها، إلى أن رفع ذقنها 

-تفتكري بعد الحب دا كله تصدقي اني اخونك 


اشتد بكائها ودّت لو صرخت من أعماق روحها لتصل آلامها إليه ويشعر بها 

-اتجوزتها صح، رديتها لعصمتك تاني، أنا شوفتك نايم جنبها ..أطبقت على جفنيها تعصر جفنيها وكأنها تمحو ذكريات تلك الصور 

ضمتها، كنت نايم جنبها وهي نايمة على صدرك، ارتعش جسدها تصرخ كالذي مسها مسًا جنيا 


-خاين ..واحد خاين، انا شوفت كل حاجة، هدومك كانت على الأرض ياكذاب 

وضعت يديها على عيناها تصرخ ثم تراجعت تجذب جهاز التنفس من أنفها 

-كرهت نفسي، كرهت قلبي مبقتش عايزك ، ابعد عني متخلنيش اكرهك اكتر من كدا ..هتفت بها بنيران قلبها بدلوف أوس إلى الغرفة 


-جاسر..استدار إلى أخيه كالضائع ، فلقد شقته إلى نصفين ..ثم اتجه إليها 

-أنا كذاب، وخاين ياجنى..هزت رأسها وصرخت كالمجنونة 

-طلعه برة يااوس، مش عايزة اشوفه قدامي،. ..كان واقفا مذهولا مما استمع اليه،


الصفحة التالية