رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 18 - 8 - الأحد 24/3/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الثامن عشر
8
تم النشر الأحد
24/3/2024
❈-❈-❈
بحي الألفي
وصل صهيب إلى منزل جواد بعد علمه بمغادرة ابنته منزل زوجها، توقف صهيب أمام جاسر:
-بنتي فين ياجاسر؟!..تسائل بها بعينان تطلق لهيبًا
تراجع جاسر بخطواته متجهًا للخارج
-بنتك سافرت ومعرفش راحت فين، المفروض تسألها متسألنيش، دا لو حضرتك ماتعرفش..قالها وتحرك مغادرا
اقف عندك يلا..اقترب منه بخطوات سـلحفية وجذبه من تلابيبه، يجز على أسنانه
-بنتي فين وليه مشيت من غير ماتعرفك، انت مش جوزها، ولا ايه فهمني، قالها صهيب وهو يهزه بعنف
تجمد للحظات بين ذراع عمه ونظراته ضائعة
-معرفش ، رجعت ملقتهاش، واخدت كل اوراقها، ليه تكسرني ياعمو كدا، انا حبيتها وهي داست اوي
قالها واستدار متجها للمغادرة
-بس يكون في علمك مش هسامحها، جنى كسرتني ياعمو..قالها وتحرك كالذي يهرب من عدوًا متربص له
ولكن توقف على صوت صهيب الذي زلزل الجميع
-طلعت مش أد الأمانة يابن اخويا، صرخ على جواد الذي خرج كالمخمور يتخبط بسيره..توقف بجسدٍ مترنح ينظر بعينان متسائلا:
-صوتك ياصهيب، اتجه إلى جواد وكالذي مسه جنًا
-صوتي، واللي ابنك عمله دا اسميه إيه
-عمو صهيب أهدى لو سمحت، واكيد هي حبت تبعد شوية علشان تهدى
قالها أوس لهدوء حدة الموقف الذي اشعل المكان بأنفاسهم الملتهبة...اقترب صهيب من أوس
-تعمل إيه لو عز دخل عليك وقالك مش لاقي اختك ..لكزه بقوة قائلاً:
-ماترد ، ساكت ليه!! انا عايز بنتي ياجواد، قالها صارخًا
قاطعهم صوت غزل صائحة
-مالك ياصهيب ،ليه محملنا هروب بنتك ، كفاية بقى كل حاجة على جاسر، نظرت لمقلتيه
-هي كل واحدة هتتخانق مع جوزها تهرب، ليه محمله كل اغلاط جنى
جلس جواد يضع رأسه بين راحتيه عندما اشتد الحوار بينهما، مما جعل صهيب يثور وكأنه تحول لمارد قائلا:
-اومال مين السبب ياغزل، بنتي كانت عايشة في أمان الله لحد ماابنك دخل حياتها
جلس شاردا يضع رأسه فوق ركبتيه، وحوارهما الأخير يخترق روحه، لماذا وصل بهما الحال إلى هنا
أطبق على جفنيه عندما امسكه صهيب من تلابيبه يصرخ به
-بنتي فين يلا، عملت فيها ايه، هموتك يابن جواد
تدخل عز وأوس لأبعاد جاسر الذي وقف مسالمًا لما يحدث له
صرخت غزل تدفع صهيب بعدما وجدت حالة ابنها ، تنظر لجواد الذي انكمش بجلوسه، كأنه فقد احساس ماحوله
رفعت سبباتها أمام صهيب
-انا ساكتة وبقول دي بنتي ودا ابني، بس توصل لبنتك انها تمشي ومنعرفش مكانها ..وكمان احتمال تكون برة البلد، فاعذرني ياصهيب بيه، دي مش عاميل واحدة متربية
صاعقة نزلت على الجميع من حديث غزل ، مما جعل صهيب يتراجع بخطواته للخلف، تكورت عيناه بالعبرات قائلًا بصوت مرتجف:
-بنتي مش متربية ياغزل
اه صاحت بها بصوتًا كالرعد في سماء الشتاء واستأنفت وعيناها على جواد
-فيه واحدة تعمل في أهلها كدا ، طب هي اتخانقت مع جوزها مجتش بيت عمها، بلاش عمها أصله ابو جوزها، مجتش بيت ابوها ياباشمهندس، ايه يا صهيب علشان بنتك هتسكت على الغلط
استدار لجواد يشير بيديه على غزل
-سامع مراتك بتقول ايه، مراتك بتقول بنتي مش متربية، رفع نظره لجاسر
-مراتك مش متربية
نهض جاسر متجها للخارج، أسرعت غزل خلفه بعدما وجدت حالته التي تدهورت من حديثها ..
جاسر..توقف يواليها ظهره يكور قبضته فلآن يشعر بألمًا مفرط يغزو كل خليه بجسده ، روحه تتمزق ونيران بصدره تكاد تحرق عظامه
-رايح فين ياحبيبي؟!
أطبق على جفنيه وحاول تنظيم أنفاسه
-رايح اشوف حد يساعدني ادور على مراتي ياماما، شايف بابا مش هيعمل حاجة ، بس لو عرفت أنه هو اللي ساعدها صدقيني وقتها عمري ماهسامحه ابدا
إستدار لوالدته، وانسابت عبراته تحرق وجنتيه
-مراتي هربت، انتي فاهمة معنى الكلمة ايه، زي ما حضرتك قولتي من شوية، هيقولوا عليها مش متربية
بس وحياة وجعي دلوقتي لأعلمها ازاي تعمل فينا كدا ..قالها واستدار، ولكنه توقف على صرخات ربى باسم والدها
تحرك سريعا للداخل بينما توقفت غزل بمكانها، ودقات قلبها تنبض بعنف تهز رأسها
-لأ..اكيد جواد كويس، لا انا سمعت غلط، تحركت بخطى متعثرة، وكأنها تتحرك على بلور يشحذ قدميها ، وصلت للداخل، وجدت ربى تقوم بعمل اسعافات اولية، وصلت إليها
عيناه الزائغة وشفتيه التي ارتجفت بإعوجاج
هوت ساقطة وجسدها ارتعش من حالته
-حبيبي ايه اللي حصل..احتضنت وجهه
-جود حبيبي خليك معايا، غزالتك هنا اهو، نظرت لأبنتها
-اسبرين بسرعة ياروبي، بابا داخل على جلطة..قالتها وعيناها كزخات المطر، فتحت قميصه وبدأت تضغط على صدره
-حبيبي جود سامعني، خد نفس براحة، مررت أناملها المرتعشة على شفتيه
-جواد سامعني، اغمض عيناه عندما فقد الكلام..اقترب صهيب منه وبدا على وجهه الحزن والخوف على حالة اخيه، قلبه بدأ يصفعه على ماقاله لأخيه ، وضمير ذنبه يحرق احشائه
ساعد جاسر وأوس جواد على تسطحه وكذلك عز الذي شعر بالأسف ينظر إلى عمه بقلبا ينزف ألمًا..، وقامت غزل بعلاجه الأولي انتظارًا سيارة الإسعاف
رفع كفيه ووضعها على رأسها قائلا: بصوت متقطع
-أن..ا.ا ..ك..و..ي..س ياغزل..احتضنت كفيه ثم قبلته وبكت بشهقات مرتفعة
-ألف سلامة عليك ياحبيب غزل ، كدا تخوف غزالتك عليك
وضعت رأسها على صدره تبكي
-جواد اتماسك علشان خاطر غزالتك، عارفة الحمل تقيل عليك، بس أنا ماليش غيرك ..بكت وبكت إلى أن جفت دموعها، جلس جاسر بجوارها من ناحية، والجانب الآخر ، احتضنها أوس يضمها لأحضانه
-ماما بابا كويس مش كدا..قالها أوس الذي يطالع والده ، أومأت رأسها تملس على وجهه
-أكيد كويس، لازم يكون كويس ، جوادي مستحيل يوجع غزالته، اقتربت تطبع قبلة على جبينه
-مش كدا ياجود، كان قد ذهب بنومه بعدما أعطته بعض العقاقير التي تحد من الأذمة القلبية ..وصلت نهى التي لم تكن تعلم بما صار ، وقفت توزع نظراتها على الجميع متسائلة:
-فيه إيه..ذهبت ببصرها لجاسر الذي يضع رأسه بحضن والده يبكي بصمت