رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 18 - 11 - الأحد 24/3/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الثامن عشر
11
تم النشر الأحد
24/3/2024
جاسر..!!أردف بها جواد ، رفع نظره لوالده بكتفين متهدلين وعينين تنتفض من الألم والحزن
-بابا انا معملتش حاجة، من يوم ما خرجت وقابلت فيروز وهي العلاقة بينا متوترة، حاولت تقتل ولادي
شهقة خرجت من فم غزل تضع كفيها على فمها
-إنت بتقول ايه، جنى مستحيل!!
ابتلع غصته قائلا بتنهيدة عميقة مملوءة بالألم كأنها اشواك تخربش جوفه:
-أنا ليه بيحصل معايا كدا..هي مفكرة اني خاين وكذاب، بس أنا مش كدا
- بس أفعالك كدا ياجاسر..قالها جواد ونظراته متعلقًة به ..اقنعني ايه اللي خلاك تروح طليقتك وتقابلها في بيتك، جاسر انت ايه علاقتك بيها يابني، فهمني عايز ايه من فيروز يابني ، وليه مش بتبعدها من حياتك للابد، ولا يكونش حنتلها يابن جواد، وقتها صدقني انسى انك ابني ..تنهد جاسر ناظرا لوالده
-اتصلت بيا يابابا، انا معرفش نواياها ايه، راحت عندي البيت ودخلت على أساس أنها مهندسة ديكور، يعني كان ممكن تعمل اي حاجة ، خفت تيجي على بيتك وتتواجه بعمو صهيب وعز غير جنى، خفت على جنى ، قولت هشوفها عايزة ايه، هي قالتلي انها هتسافر، فقولت جنى مش هتعرف حاجة ، لكن طبعا ليس الأماني بالتمني ياحضرة اللوا،
-ليه قعدت معاها الوقت دا كله ياجاسر
هز رأسه مجيبا
-بابا أنا مكنتش مع فيروز الوقت دا، انا كنت مع راكان جه بعدي بدقايق وقعدنا شوية كان محتاج حاجة في قضية ابن الشربيني، ودرسنا القضية مع بعض ومشينا، غير أن الولد اللي حاول يهجم على جنى لقيوه مقتول، كان عايز يتأكد مني .
-وبعدين ايه اللي حصل ؟!..تسائل بها جواد، ثم استأنف
-ليه لما رحت المزرعة جنى قالت سوء تفاهم..أطبق على جفنيه يتذكر تلك الأيام
فلاش
ولج بيجاد ملقيا السلام
-السلام عليكم ..ياترى حمايا العزيز عامل ايه ، شايفه بقى كويس على المستشفى
ابتسمت غزل تحتضن كفيه وعيناها عليه
-لأ عمك عايز يعرف بنحبه اد ايه..رمق بيجاد جاسر الذي ظهرت على ملامحه الحزن فتسائل
-جاسر ممكن نتكلم شوية..رفع جواد نظره لبيجاد وطالعه بهدوء، ثم تسائل
-سر يعني يابيجاد، أبوه مايعرفوش
نهض جاسر، يجمع أشيائه
-عندي شغل..بعد اذنكم ..تحرك للخارج بعدما انحنى يطبع قبلة على جبين والده
توقف بيجاد أمامه
-عايزك في موضوع مهم
ربت على ظهره وتحرك قائلا
-بعدين يابيجاد..قالها متجها لسيارته
طالعه جواد بغموض
-شد كرسي وتعالى جنبي هنا يامنحرف
قالها جواد ونظراته متعلقة برود أفعاله
-اقعد يلا..وهات اخرك ..حمحم بيجاد
-بقولك ياحمايا، هو انت تعبان ولا بتمثل علينا، نهض من مكانه يضع الماسك على وجهه قائلا
-نام ياحمايا، علشان ترجعلنا بسرعة اصلك وحشني
بالخارج توقف جاسر أمام
راكان لزيارة والده
-ازاي حضرة اللوا يكون تعبان وماتقولش يابني ...
-معلش دماغي كانت مشغولة، ادخل جوا بيجاد ..امسكه راكان من ذراعيه
-مالك يابني..هز رأسه وتحرك
-مفيش تعب بابا مأثر علينا كلنا
قالها وتحرك من أمامه سريعا..ولج راكان للداخل بعد طرقه
-ألف سلامة على حضرتك ، لسة عارف والله من الدكتور يونس
ابتسم جواد يطالع غزل التي توقفت
-اهلا ياحضرة المستشار مفيش لزوم لتعبك دا ..قالتها وهي تتناول منه بعض الزهور
جلس راكان بعد سلامه لبيجاد
-ألف سلامة لحضرتك ، عرفت أن حضرتك هتخضع لعملية صحيح دا ولا إيه ...هز رأسه بالنفي
-مبقاش في العمر اد ماعدى ياراكان
-ايه اللي بتقوله دا ياعمو، بكرة تخف وتنخانق زي زمان متخافش،
-خلي عندك أمل في ربنا ، إن شاءالله شدة وتزول، طالع جواد بيجاد
-بيجاد محدش يعرف بموضوع العملية، حتى غزل، فهمني طبعا
استدار برأسه بعيدا عندما تجمعت الدموع بعيناه، لم يعتقد أن صحته تسوء لتلك الدرجة ..استدار راكان بنظراته لبيجاد
-عامل ايه يابيجاد، من وقت ماكلمتني ماسمعتش صوتك..ياترى الست رجعت لجوزها في تلك الأثناء كان جواد أغمض عيناه عندما شعر بألمًا بشقه الأيسر..ولكنه فتح عيناه متسائلا
-هو إيه الموضوع
بتركيا
تغفو على الأريكة بعد خروج العاملة لزيارة والدتها بإحدى المستشفيات ، استمعت لطرقات على باب منزلها، اعتدلت جالسة تهذي بكلمات
-مين هيجي دلوقتي ممكن نورة نسيت المفتاح؟!
أغمضت عيناها بوهن فقوتها اليوم ضعيف متلاشية بل أصبحت منعدمة بعد سوء حالتها
ثُقلت رأسها فوضعتها مرة أخرى على الوسادة، ولكن عاد الطرق مرة أخرى
نهضت متحاملة على نفسها تتحرك بخطوات واهنة إلى أن وصلت لدى الباب ، وضعت رأسها على الجدار تأخذ أنفاسها التي أصبحت منعدمة
فتحت الباب بوهن ..رفعت نظراتها لذاك الذي يقف لدى الباب بنظراته الشمسية لم ترى ملامحه واضحة، لكن رائحته ملئت المكان حتى وصلت لرئتيها ، فهمست بضعف
"جاسر"!! خلع نظارته
اذيك يامدام جنى..تقابلت نظراتهما للحظات حتى أصبحت الأرض تدور بها وغمامة سوداء تحيطها
دنى منها ورغم اشياقه الكامن بجنبات قلبه إلا أنه همس لها
"مرحب مدام جنى المحترمة"
هنا تلاشت الرؤية تماما وهوت بين ذراعيه فاقدة للوعي
تلاقها يضمها بقوة لأحضانه وفرت دمعة غادرة رغما عنه من حالتها وضعفها البين عليها
حملها كطفل رضيع ووضعها بهدوء على الأريكة يجثو على ركبتيه أمامها ثم انحنى يشبع روحه الضائعة منذ خروجها من حياته، شهرين بين الحياة والموت، شهرين فاقد لروحه ونبضه، الان فقط أعاد روحه الغائبة، آلان فقط نبض قلبه وعادت من غيبات الجب
وضع رأسه بصدرها وآهة عميقة من ثنايا روحه
-ليه تموتينا كدا، قوليلي أعمل ايه ، عقلي بيقولي ارميكي واعاقبك بأصفاد وقلبي بيقولي خدها في حضنك وداوي جرحها ..مسد على خصلاتها مرر أنامله على ملامحها الشاحبة
-مش قادر ، والله ماقادر اعمل فيكي حاجة رغم اللي عملتيه، مش عايز غير اضمك وبس تمدد بجوارها دون تفكير
يضع رأسه بالقرب من أنفاسها، وكفيها يتحرك بحرية على جسدها كأنه خريطة حياته يراجعها، وصل لعنقها المرمري وتلك القلادة التي بها صورتهما، ابتسم ساخرا على جنان طفلته
أخذت أنامله ترسمها كأنه نحاط أجاد فن النحت..تسابقت أنفاسه حتى وصل لتلك الجمرتين من نيران العشق لقلبه كما وصفها ، لم يفكر قليلا ، فألقى العقل ودنى يحتضن شفتيها دون وعي كالمخمور الذي به حاله من السكر، وكيف لا يشعر بشفتيها وهي التي تسكب له عشقها، ويروي بها عطش روحه ..تسارعت أنفاسه مع دقات قلبه عندما فقد سيطرته ورغبته بها، فهب من مكانه كالملسوع، اخيرا فاق العقل على القلب يصفعه ..بحث بعينيه بارجاء المنزل ، ذهبت عيناه للدرج، صعد للأعلى حتى وصل لغرفتها، قابلته رائحته التي تعبأ الغرفة وتلك الكنزة له توضع على الفراش..كور قبضته بعنف لا يعلم ماذا عليه فعله
اتجه للمرآة وجلب قنينة عطرها ثم تحرك للأسفل، دقائق يحاول إيقاظها حتى رفرفت بأهدابها ، همست باسمه وهي تراه كالحلم يرفعها ب ذراعه
ولكنها لم تفق كاملا، استمع لفتح باب المنزل ولجت الخادمة مع الطبيبة
-اتفضلي يادكتورة قالتها الخادمة..تسمرت الخادمة من وجوده، فاقتربت متسائلة
-حضرتك حضرة الظابط جاسر
ضيق عيناه متسائلاً:
-إنتِ مين..أشارت لجنى الغافية على الأريكة
-أنا جليسة مدام جنى، اتجه بنظره متسائلا عن الطبيبة
أشارت للطبيبة بالتقدم
-دي دكتورة حياة متابعة مع مدام جنى..أشار إليها بالتوقف
-عرفتها ازاي؟!
أجابته سريعا بعدما وجدت بملامحه الشك
-دي من مشفى المنشاوي بتركيا لا تقلق سيدي
اومأ لها فحمل جنى متجها للأعلى ثم تحدث
-خمس دقايق وهاتيها، وصل لغرفتها يضعها على فراشها بهدوء كأنها قطعة أثرية نادرة، ثم طبع قبلة على جبينها
-فوقي بس وشوفي هعمل فيكي ايه مهلكتي..اتجه لأسدالها وألبسها إياه بعدما وجد تلك المنامة التي تصل لركبتيها وبدأ يتحدث بغضب
-لأ وبتفتح الباب بقميص نوم، ماشي يازفتة جنى، والله ماهرحمك
أنهى عمله وألقى عليها ذاك الدثار الخفيف منتظر الطبيبة التي صعدت وقامت بالكشف عليها
-انها ضعيفة ولم تهتم بغذائها ، للأسف سيدي، سيدة جنى بتنتحر
دقات عنيفة كادت تصيبه بمرحلة جنون طاغية عندما استمع لحديث الطبيبة، فتسائل بأنفاسًا محرقة
-الحمل السبب في حالتها دي، ولا في حاجات تانية
أعطته تلك الورقة التي تدون بها بعض العقاقير واجابته بعملية
-منذ استلمت حالتها من كابتن بيجاد وانا أخبرته أنها لا تهتم بنفسها، أنها حامل بتوم، والوضع هنا يكاد يكون صعبا عن الفردي، ارجو الاهتمام بمزاجيتها، واريد متابعة الأجنة على الايكو كي نطمئن إنها بشهرها الخامس ببدايته،
إبتسامة لاحت على وجهه فاقترب يمسد على خصلاتها بحنان
-لأ إحنا هننزل مصر دلوقتي وتكمل هناك
اومأت بعملية وتحدثت قائلة:
-هي هتفوق بعد نص ساعة، المحلول دا فيه مغذي
حضرتك مصرية
هزت رأسها بإبتسامة
-نعم بالتأكيد..بعد إذنك ..نظر للخادمة
-وصلي الدكتورة..تحركت الطبيبة للخارج، بينما هو جذب مقعدًا وجلس بجوارها ..بحث بعينيه بأرجاء الغرفة، تلك الغرفة التي كانت مأمنها بعيدًا عن أحضانه ..وجد دفترًا مزينًا بجانب لوحة من رسومتها، نهض متجهًا إليها، فتح اللوحة أولا
ابتسم ثغره وهو يجدها ترسم نفسها بشكلها الجديد وبطنها المنتفخة قليلًا
حرك أنامله على صورتها إلى أن وصل لأحشائها، فاستدار ينظر إلى نومها، وتحرك متراجعا، يجلس بجوارها على الفراش، وعيناه تتفحص بطنها ولكن ليس كما رآها بتلك اللوحة
جثى أمام الفراش ، ووضع كفيه الذي ارتجف على بطنها يحركها بهدوء واضعًا رأسه بالقرب يهمس لأطفاله كأنهم يستمعوا إليه
-عاملين إيه حبايبي، شوفتوا مامي عملت ايه، لازم تتعاقب علشان بعدتكم عني ..قالها بعيون لامعة بطبقة كرستالية..نهض ممسكا ذاك الدفتر الذي بيديه وجلس يفتح وريقاته
❈-❈-❈
بسم الله على قلبي المحطم، وبسم الله على ملهمي الذي مازالت رائحته تفوح بداخلي
بعد السلام والتحيه عليكما
وبعد أن تبخرت أشواقي لتلك الأحضان التي اشتهيها، واعتدت روحي
التي تفوح بها رائحه الالم
اجل علمت انها من مهلك روحي
أ فلا أحد غيره معذبي ومهلكي
استيقظت ذات صباحًا بعد أن لافحت الشمس وجههي لتخبرني كيف لكِ أن تغفو عيناكي وخليلُ قلبك يبعد المسافاتِ،
فتحت عيناي التي انطفأ بريق العشق بها تبحث عنك بين الأركانِ،
حبيبي الذي ضاقت بي الدنيا بعده
كيف لي ان اصف لك أشواقي وعذابي
كيف لي ان اصف ذاك النبض الذي اختبأ بين اضلعي يؤلمني من فراقك
أجل مهلكي انا الذي حفرت الألم بداخلي، انا الذي ضعت بين دموعي وآهاتي
من ذا يبلّغك بأنّي مُتعبُة؟
والشوقُ في جنباتِ قلبي يلعبُ
من ذا يُبلغك بكُلِّ بساطةٍ
أنِّي بدون وجودك أتعذّبُ
جاسري وحنين أشواقي مني اليك روحي تتعذب، ألم يدلك قلبك أنني متلهفة لرؤياك
ألم يدلك قلبك عاشقي بل مهلكي أن روحي لقُربَك تتعطش
نعم في غيابك تقتلني اللهفه
حتى تأتيني بالأحلامَ متلهفا
تداعب وجهى بمعطف الدفئ
تملأ شوقي ببسمة ثغرك المترنم وبصوتك وهمسك اتنعم بقربك
فلقد أدمنتك وكفى وأحن إلى لقـائك كل صباح ومساء
وتبكي مقلتاي
إن حل الغروب
وما واللهِ دمعي بـاختياري
ولكن العيون لهـا نحيب
أكاد أجـن ممـا يعتـريني
فعيشي دون نبضك لا يطيب
ولي روح تكاد تذوب وجدا
ومن لـفراق عينك لا يذوب
فان تكون غائبـا عني زمانـا
فإنك عن خيالي لا تغيب
أحبك ثم احبك مهلكي بل جاسري وحبيب عمري ومالقلبي إخياري سوى هواك المعذب
أهلاً بداءٍ أنـتِ منه دوائـي!!!
قلب بتلك الصفحات التي تغزوها دموعها وبأنامل مرتعشة تحسس كلماتها التي سطرتها بدموع عيناها
رفع نظره إليها
وآآهة حارقة خرجت من قلب عاشق يتعذب بكلماتها، يكفي لكِ مهلكتي عذابي وعذابك، علينا تصحيح درب الحياة حتى لو رسمناها بآلام
داعب وجنتيها بأنامله وتحدث:
-ليه العذاب دا كله، ليه توجعيني وتوجعي نفسك ..هونت عليكي تبعدي كدا، لدرجادي مش واثقة في حبي
دنى يهمس بجوار كرزيتها
-وجعتيني أوي أوي فوق ماعقلك يصورلك، على أد عذابك اللي شوفته دلوقتي مايجيش نقطة في بحر من وجعي ياجنجونة، نفسي اعاقبك اوي بس قلبي مش متحمل اشوف وجعك، بس لازم ادوس عليه زي ماانتِ دوستي ووجعتيني أنتِ مش بس وجعتيني إنتِ دبحتيني
بس ملحوقة يابنت عمي، اهلا بيكي في عشق جاسر الصامت ..استعدي مابقاش فارق معايا حاجة والفضل يرجع لك يامدام جنى ..حكمت واصدرت حكمك وانتظري مني العقوبة
يتبع...