رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 2 - 2 - السبتط 27/4/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثاني
2
تم النشر يوم السبت
27/4/2024
انعقد حاجباها ولم تستطع منع نفسها من أن يظهر الضيق والاستياء وهي تقول
= يعني ما سمعتش ما انت صحيح هتسمع منين ما انت بتحط دماغك من هنا ومش بتحس بحاجه ما انت واخد على الراحه، و سايبني انا مع امك ومشاكلها إللي مش بتخلص هو انا مش نبهت عليك المره اللي فاتت ما تديهاش مفتاح البيت مش كل يوم تدخل علينا واحنا نايمين فهمها انه عيب وما يصحش.
عقد حاجبيه متنهدا بيأس من مشاجره زوجته مع والدته كالعاده، أردف قائلاً بعدم إهتمام
= ما تكبري دماغك يا بسمة يعني هي حد غريب عننا، وبعدين اديها بتصحيكي لما تروح عليكي نومه ما فيهاش حاجه يعني وانتٍ عارفه ان ده العادي بتاعها ومهما اتكلم معاها بتطلب المفتاح عشان تطمن عليا يعني
أغمضت عينيها وهي تنفث نفسًا مكتومًا حانقا
لتقول بصوتٍ خفيض مقتضب
= وانت ما بتعرفش تقول ليها لا لما تطلب المفتاح؟ معاذ فهمها ان في حاجه اسمها خصوصيه وبعدين هيجريلك ايه يعني؟ هي ليه مش عاوزه تقتنع ان انت خفيت عن زمان كتير وبقى عندك زوجه وكبرت.. مش لسه صغير وهتديك الدواء بنفسها
جذبها إلي أحضانه وأقترب بشفتيه يقبل وجنتيها بحنان فقال لها بمشاكسه
= ما هي يا قلبي ما تعرفش الحب اللي مولع ما بينا و انتٍ مهتمة بيا ازاي .
أبعدته بضيق و وصل له صوتها بفتور أجوف
قائله
= اوعى كده وما تاكلنيش بالكلام انت لازم تشوفلك صرفه في عمايل أمك دي
تطلع لها بثبات قبل أن يجيبها بصراحة
= من الآخر ما اقدرش يا بسمه وانتٍ عارفه ما بحبش ازعلها مشي حالك معاها وكبري دماغك ما قدامك أهو حاولت كتير زمان افهمها إني اتجوزت وما بقتش محتاج اهتمامها وانها المفروض ما تقلقش عليا زي زمان وما فيش فايده فيها هي خدت على كده خلاص .
لم تتفاجئ من أخر كلماته فهكذا طبعه امام امه لا يستطيع رفض لها طلب، لتطالعه بوجه خال من التعابير هاتفه بغيظ شديد
= بقى كده ماشي سيبني انا مني ليها بقى .
عقد معاذ حاجبيه يستفهم منها بحذر
= ناويه تعملي ايه يا بسمه انا مش عاوز مشاكل وانتٍ عارفه ان انا مش هعرف ابقى في صفك قدام أمي .
عبست بسمة بوجهها وسألته بحدة
=و انت من امتى كنت بتقف قصاد امك ولا بتنصرني عليها حتى لو هي اللي غلطانه، انت مش كبرت دماغك زي كل مره سيبني بقى مني ليها .
❈-❈-❈
في منطقة "حي السيدة زينب" تحرك شاهين نحو المحل ليجد منذر وصل متأخر وكان يجلس بجانب تلك المكنه يقطع بها قطع الزجاج الزائده، راقب اندماج إبنه من بعيد، لم يستطيع انكار مهاراته ونجاحه في العمل الظاهر دوماً لكن لم يعجبه فكره انفصاله عن زوجته وابنة الصغير، تمنى لو فقط أبد موافقته على ارتباطهما سويًا مجدداً ليتربى الطفل بينهما أو على الأقل يتزوج بغيرها لكن من بعد الانفصال لم يرضخ لاي عروس قد اقترحها هو و والدته وهذه المره أصبح مصر على موقفه بأنه سيظل هكذا دون زواج، وبالطبع ذلك لم يعجبه! فاحيانا يشعر بالقلق من فكرة أنه مزال يفكر في بسمه زوجه اخيه، فهو لا يري اي أسباب لذلك. اقترب منه وهو يقول بتهكم
= ما لسه بدري يا بيه ما كنت نمت وخدتلك اجازه النهارده، جي الضهر تعمل ايه؟ ده انت حتى ولا وراك بيت ومسؤوليه عشان التاخير بتاع كل مره ده
اغلق المكنه والتفت نحو والده بهدوء وقال
بزهق من تكرار الحديث وتوبيخة مثل كل مره
= راحت عليا نومه معلش هخلص دلوقتي الشغل كله، ما تقلقش! وبعدين فين معاذ مش شايفه يعني النهارده كمان ولا هو بس بيبقى موجود ساعه القبض اللي بياخده رغم انه مش بيعمل حاجه
رد عليه شاهين بجمود وهو يجوب بأنظاره عليه متفحصًا هيئته بدقة
= ملكش دعوه باخوك قلت لك اكثر من مرة وبعدين انا بخليه يخلص شغل ثاني بس مش بحمل عليه عشان موضوع تعبه، ركز انت في اللي هنا، وبعدين هو كل مره هتيجيلي متاخر وتقول لي راحت عليا نومه ما انت لو متجوز وفي ست في البيت كانت رتبتلك دلوقتي ظروفك.. بس هقول إيه في نشفيه دماغك.
تعقدت تعبير وجهه بشدة عندما تذكر تلك الحية غاده وكل ما عاشه معها من تعاسه بسبب زواجه بها فالأمر لم يتوقف بعد الطلاق، أفاق من شروده فاركًا مؤخرة رأسه مرددًا بنفور
= يابا ريح نفسك مش هرجع غاده مهما حصل مش كل يوم تفتح معايا الموضوع ده انا وهي ما ينفعش لبعض خلاص صفحه واتقفلت وانت السبب اصلا في الجوازه دي من الاول انا ولا طلبتها ولا كانت في دماغي.
تحدث شاهين بنبرة قوية متعمدًا صرف انتباهه عنها
= امال مين اللي في دماغك اوعى تكون لسه
بتفكر في اختها اللي بقيت دلوقتي مرات اخوك؟؟ ما تنطق ياض هتفضل تبصلي كتير ما انت حالك ده مش عاجبني من ساعه ما طلقت من أربع سنين وانت مش عاوز تتجوز تاني ولا حتى ترجع مراتك وابنكم يتربى سوا.. افهم من كده ايه بقي.
زاد انعقاد ما بين حاجبيه بانزعاج واضح من طريقته في إعطاء نفسه الأسباب للتصرف كيفما يشاء في أموره الخاصة، لاحظ الوجوم البادي عليه لانه يراه بذلك الشكل الحقير المتدني أن من الممكن مزال يفكر في زوجه أخيه بتلك الطريقه، احتدت نظراته نحوه صائحا بحده
=تفهم ان انا كرهت الجواز على اللي عاوز يتجوز بسبب الهانم اللي اتجوزتها يا ريت تحل عني وريح نفسك انا شلت بسمه من دماغي من ساعه ما بقيت على ذمه أخويا، مش انا اللي افكر في واحده متجوزه وكمان متجوزه أخويا.. رغم ان انا وانت فاهمين كويس من البدايه ايه اللي حصل بس برده شلتها من دماغي من زمان.
أتسعت عيناه نحوه بعدم تصديق وشعر بتسارع دقات قلبه خوفًا، وهو يقول ساخراً
= لسه فاكر اللي حصل زمان و بتقول نسيتها؟ انت بتشتغلني ياض لو كلامك صح يبقى رجع مراتك عشان ابنك يتربى وسطيكم؟ ده لحد دلوقتي ولا عارف اسبابك وطلقتها ليه، فجاه صحينا لقيناها مش موجوده وعرفنا بالصدفه انك طلقتها ومهما نحاول معاك عشان نعرف اللي حصل، منشف دماغك ومش عاوز تقول رغم أنك عرفت انها حامل بعد طلاقكم بشهر واحد وبرده ما رضيتش ترجعها.. وغير ابنك اللي رميه ومش بتسال عليه، وكل ما حماك يقابلني يديني كلمتين ومش بعرف ارد عليه واقول له أن أبني فاشل وعديم المسؤوليه
مسح على وجهه بفقدان أعصاب من الضغط الذي يشعر به من الجميع وبالاخص والده وثانيهم أسرته، فهم في المقام الاول من اذوه وسمحوا لغيرهم بذلك! ولم يكن ينقصه زواجه من تلك الخبيثة وذلك الطفل الذي ظهر في حياته دون مقدمات وجعل الجميع يغير نظراته له، وبعد كل ما حدث وصار بسببه حتى الآن مزال يراه شخص غير مسؤول، تحدث بصعوبة بنبرة شبه مرتجفة
= تمام خلاص انا واحد مش بتاع مسؤوليه على رايك، مش انت شايفني طول الوقت ان انا الوحش والغلطان خليك مستمر في كده براحتك انت واللي حواليك.. بس برده مش هرجعها وما لكش دعوه بحكايه الولد اللي بينا كمان.. انا بسال عليه و مش مستنيك تقول لي .
تعقدت تعبيراته من رده الغير منطقي، وهتف مستنكر عدم تحمله المسؤوليه
= كذاب ما بتسالش عليه خالص! مش عارف الجبروت ده جبته منين ده ابنك من لحمك و دمك تعمل في كده، ده انت بيركبك ميت عفريت لما تشوفه بالصدفه عندنا وبتبقى مش طايق تبص في وشه ولا تشوفه ولا هو ولا أمه.. يا أبني مهما حصل من امه واللي ما اعرفهاش لحد دلوقتي بس بلاش تشيل ابنك الذنب بكره لما يكبر هيكرهك.. ده غير ان انت دلوقتي بتتحاسب على اهمالك لي وربنا عمره ما هيبارك لك في حياتك طول ما انت رامي كده.
التفت يكمل ما يفعلة دون اهتمام، بينما هز رأسه والده بيأس منه وقال بنبرة خشنة
= ما فيش فايده! طب اعمل حسابك بعد كده جزء من مرتبك هبعته لطليقتك غصب عنك عشان تصرف على نفسها وعلى الواد وده حقها والنهارده كمان بعتلها جزء من مرتبك ليها .
انتفض منذر بغضب شديد وقال بحده
= انت ازاي تعمل حاجه زي كده من غير ما تقول لي دي فلوسي انا وانا اللي تعبان فيها بتديها لها على اي اساس! انت مش قبل كده عملتها وانا قلت لك ما لكش دعوه انا اللي هديها وما تبعتلهاش فلوس من ورايا .
رمقه بنظرات محتقنة إلى حد ما مستنكر طريقة ابتعاده عن أسرته فا مهما فعلت رغد معه يجب أن يقترب من ابنه، وهتف مغتاظًا
= بعمل كده عشان مش عاوزك تشيل الذنب وانا كمان اشيل معاك ده حقها و بطل هبل.. كفايه انك من ساعه ما طلقتها مش بتسال على الواد.
ارتفع حاجباه بدهشة قليلة عندما وجد ابنه يرحل للخارج يركض بسرعه، ليردد بنبرة عالية
= استني هنا انت رايح فين تعالي هنا.. انا بكلمك اوعى تكون رايحلها .. يا منذر.