-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 17 - 2 - الثلاثاء 9/4/2024

    قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل السابع عشر

2

تم النشر يوم الثلاثاء

9/4/2024


بغرفة سراج

لا يدري أيًا منهم سيطر على الآخر بلحظات إستسلما الإثنين لغمرة مشاعر غير محكومة بالعقل...  ساد السكون الى أن

إخترق الصمت شهيق أنفاسهم المُنتشيه، مازال جاثيًا بجسده الضخم بالنسبه له جسدها شبة ضئيل، لم تكن تشعُر بثقُل جسده فوقها، فقط تلاقت عيناهم ينظران لبعض فقط، نفس كل منهم يلفح وجه الآخر، لحظات مُنتشيه، لا معنى ولا مغزى من تلك النظرات، كآنه لا يوجد برأسيهم عقل، فقدا الإدراك، نظرات فقط، كآن الزمن توقف وكل شئ تصنم حتى المشاعر، أخرجهما من تلك الحاله صوت آتى من ناحية شُرفة الغرفه، كان صوتً لشئ أصاب باب الشُرفه، وأصوات أطفال ربما يلهون بالحديقه أسفل شُرفة الغرفه بالمفرقعات الخاصه بالاطفال،إنزاحت نظرة عيناه عن عينيها وأخفض رأسه بين حنايا عُنقها،كآنه عاد يشعُر مره أخرى زفر نفسه برقه فوق عُنقها، لكن عاود عقله التحكُم به، ماذا حدث قبل دقائق، أصبحت زوجته كُليًا، نبضات قلبه بدأت تُعلن التمُرد كتلك المُتمردة التى تقبع أسفل جسدهُ، جسدها ضئيل أسفل جسده، لكن لم تتذمر من ذلك الثُقل عليها،لكن هى متمردة دائمًا لا تعترف بالضعف تتحمل أضعاف طاقتها، رغم أنها فعلًا لا تشعُر بثُقل جسده فقط تشعر بأنفاسه فوق عُنقها مثل نسائم ربيعيه تُطفئ لهب حرارة جسدها بعد هذا اللقاء،تراخي بجسده تعمد أن يُثقل أكثر فى جسده فوقها علها تتفوه بما يجعله يفيق من تلك النشوة، تعود لطبيعتها الجافة، لكن أنفاسه كآنه تُلجم عِصيانها الدائم، ربما عليه كتم أنفاسه كى يستطيع لسانها الكلام، لكن توهان وكل منهم ينتظر المُبادرة من الآخر كى يعود لطبيعته، رفع راسه حاسمً بإنهاء تلك اللحظات، لكن عادت تتلاقى عيناهم، سُرعان ما تخلت عيناهم عن النظر الى بعضهم، تسمرت نظرات عيني كل منهم فوق شِفاة الآخر، وأنفاس تعلو بتوق لـ قُبلة، لحظة وإثنين أخفض وجهه وبادر هو بالقُبلة التى تلقتها بقبول تحولت القُبلة لوابل من القُبلات الحارة بأنفاسهم، لقاء حميمي آخر كان مُفعم بالمشاعر أكثر من اللقاء الأول، ملِئ بالحرارة، وليست أجسادهم هى من تنصهر وتمتزج بل قلوبهم تذوب بحرارة وتمتزج بعنفوان عِشق يقاوم الإثنين غزوهُ بقلوبهم هما مثل القُطبين المتنافرين، إنتهى اللقاء كما بدأ بـ قُبلة وأعيُن تنظر لبعضها تستشف رد فِعل الآخر، ولا تبيح بشئ.. أخرجهما من تلك الحاله أصوات الأطفال وهم يلهون تزداد اصوات المفرقعات.. نظرا نحو باب الشُرفه للحظات.. لم يكُن يود أن ينهض من فوقها ود أن تتذمر من ثُقل جسده، لكن مُرغمً نهض قبل أن يعود ويُقبلها، ويترك لجِام عقله مره أخري، كذالك هى شعور غريب عليها يختلج بعقلها يجعله بغفوة مُتمنيًا أن يقف الوقت ويظل هذا الهدوء النفسي... لكن نهوضه عنها جعلها تشعر كآن البرد سري فجأة بعظام جسدها للحظات سحبت دثار الفراش على جسدها لم تكُن لتستتر به بل كي تستمد دفئ ، كذالك كان شعوره جذب سروال له سريعًا كآنه لا يود منه أن يُخفي عُري جسده، بل يُريد بعضً من الدفئ... 

تعالى صوت الأطفال مع طرقعة مفرقعات قويه قادمة من خلف الشُرفه ربما تلك المفرقعات التى كانوا يلهون بها قد سقط أحدها خلف باب الشُرفة... بصعوبه نفض تلك المشاعر وعاود للجمود 

كي يطمس تلك المشاعر المُتملكه منه، نظر لتمسُكها بدثار الفراش وسخِر بإستقلال قائلًا بإحتداد يُطمس حقيقه تتوغل منه: 

-الأرض مش من حقك يا ثريا... ولازم ترجع لأصحابها من تاني. 


أغمضت عينيها للحظه كآنها تنفض ذلك التوهان عن رأسها وتلك المشاعر لم تكُن سوا غفوة وصحوت منها، تبدلت نظرة عينيها لتلك الجافه،وإعتدلت شبه جالسه على الفراش، تضغط بيديها بقوة على الدثار كي تترك لِجام غضبها وقالت بإستهجان وإستقواء: 

-لاء الأرض دى حقِ... 

حقِ اللى بسببه جوزي سابني بعد ما دخلت دارهُ ليلة عُرسي وراح عشان يقتل ورجعلى هدومه كلها دم، حق معاملته القاسية ليا، حق ضياع فرحتِ زى أى عروسه إستكتروها عليا، صحيح إنه زي ما قتل إتقتل،بس هو كان يستحق القتل ألف مرة،وحق إنى إترملت قبل ما أكمل آربعين يوم جواز والحِنه كان لساه آثرها على يدي، حق كلمة "عَاذبه" 

اللى كتير عليها تتجوز مرة تانيه من زينة الشباب، آخرها تتجوز راچل عجوز تمرضه، حق معاملة "ولاء" الفظه ليا اللى أقل وقول عندها إني قدمِ نحس عالرچاله... واللى بتعاملني على إنى خدامه إنت جايبها الدار لأمرها، وإنت عارف بمعاملتها ليا وعاجبك، حق تهديدك ليا مرة بالقتل ومرة بالإغتصاب، الأرض دى مش هترجعلك غير بموتِ حتى وقتها هتلاقي اللى يشاركك فيها يا سراج. 


شعر بغضب وإختفى النور من عيناه تحولت الى سوداء قاتمه، بعصبيه نزع عنها دثار الفراش وجذب ساقيها جعلها تتمدد فوق الفراش عنوةً وجثي بثقل جسدهُ فوقها رغم أنه قبلها بغضب لكن لم تكُن قُبلاته عنيفه،كذالك يعبث بيديه فوق جسدها،هذه المرة شعرت بثقل جسده،والإشمىزاز من لمساته، لكن آبت أن تتفوه،وأظهرت مشاعر باردة

بعد لحظات ترك شفاه نظر لها بتحدي قائلًا: 

وشريكِ هيكون إبني من "صُلبي" منك يا ثُريا.


عكس ما شعرت قبل لحظات،طغي عليها التبلُد مرةً أخري أغمضت عينيها لحظات جاء لخاطرها ذكري أخري وغيث يحاول أن ينتزع عنها ثيابها عنوة،إعتصرت عينيها تحاول نفض تلك الذكري، سراج ليس أفضل من غيث، كانت صورة واهيه رأتها له حين إحترم رحيمة،هو معاها ليس فقط عاري الجسد بل عاري بحقيقته الذي يُجملها فقط أمام الآخرون،شعرت بإختناڨ من تلك القُبلات،لم تُمانعها،ربما تختنق وتنتهي للآبد هذا الأفضل لها،الحياة هي آخر ما توده،ليت ذلك الأحمق حفظي قتلها قبل أن تقع بهذا الفخ مع ذاك الكاذب...

كل شئ ينتهي بلحظة حتى الغرام والعذاب 

الغرام.... غرام سراج الذي يحاول طمسه بتلك الأفعال الدونية حتى فى نظره هو... ربما بداخله يود بداية أخري دون قيود

العذاب...عذاب ثريا وهي تشعر بالندم وتود نُطق كلمة "النهاية" ربما كان ذلك أفضل ما تحصل عليه إبتغاء حُرية نفسها.


قبل أن يتوغل فى غفوة وحماقة عقله وهو يحثه على سلب ليس جسدها فقط بل روحها الباردة أيضًا... نهض عنها مُرغمًا بعدما سمع طرقًا متواصل على باب الغرفه...

هبط من فوق الفراش وقف لحظات ينظر لها بعين مُتحجرة وهي تُغمض عينيها كآنها تمقت النظر له،شعر كذالك بتحجُر فى قلبه من ناحيتها،جذب ثيابه التى كانت مُلقاة أرضًا،سريعًا إرتدي بنطال والقميص،مازال مفتوحًا توجه ناحية باب الغرفه فتحه بعصبية يستمع الى قول تلك الخادمة التى أخفضت وجهها قائلة بحياء:

سراج بيه الحاج عمران بيجولك إنزل له هو فى المندرة. 


كان رده مُختصرًا: 

تمام،  قولى خمس دقايق ونازل. 


اغلق باب الغرفه بتعمُد منه لم ينظر ناحية الفراش، يتجنب النظر لها كآنها غير مرئية... 

دخل الى الحمام صافقًا خلفه الباب... بينما هي جمعت غطاء الفراش حول جسدها تشعر بالتمزُق بكل خلية فى جسدها، لكن آبت الدموع عن تنساب من بين مُقلتيها... ظلت ماكثة بالفراش تشعر بمقت من نفسها، بينما سراج وقف أسفل المياة الفاترة يشعر بثوران يود الفتك بأي شئ أمامه عله يشعر بالهدوء

، أغمض عيناه لثواني يشعر بهطول المياة فوقها، سكنت للحظة ثريا خياله وهي معه قبل لحظات، قبل أن تثور عليه مرةً أخري، وسؤال بعقله لما بهذا الوقت أردت أن تُعيد الأرض، كانت طائعه بلحظات ثارت مثله كان هادئًا بلحظات اصبح غاضبًا، أخرج وجهه من أسفل المياه وتنفس بقوة، اوصد الصنبور وخرج يلف خصره بمنشفه، حايد النظر إليها وتوجه الى خزانة الملابس، إرتدى ثيابه،لكن بفضول منه رمقها،كانت تنام على ظهرها فوق الفراش تستتر بالغطاء،تنظر الى أعلى لم تُبالي به،كآنه معدوم الروؤيه أمامها...تعصب وخرج يصفع خلفه الباب.


بينما هي حقًا كانت تنظر الى أعلى عالقة الذكريات المُره،فاقت منها على صوت صفع باب الغرفة نظرت نحوه،ثم نظرت نحو باب الحمام كان مفتوحًا،تيقنت أن سراج قد غادر،تحاملت وهن جسدها ونهضت،تركت ذاك الدثار وتوجهت الى الحمام،وقفت أسفل النياة الدافئة تتنفس كآنها مثل سمكة قد خرجت من المياة وقبل أن تلتقط أنفاسها الاخيرة عادت إليها، أغمضت عينيها للحظات لكن قبل أن تعود للذكريات فتحتهما  تسيل تلك القطرات التى كانت عالقة فوق عيناها بخطوط تُلهب وجنتيها،لم تستطيع الإستمرار واقفة أوصدت المياة وجذبت ذاك المىزر وإرتدته،ثم خرجت عادت للفراش مره أخري تنظر إلى منظره المُبعثر،شعرت بإهتراء فى قلبها،كان خادعًا بإمتياز،جعلها تستسلم له ولرغبته،رفعها الى أعلى قمة وبلحظة عادت للحقيقة  

"الارض" 

هي ما يود الوصول إليها، لكن مستحيل أن تترك تلك الأرض سوا فى حالة واحدة هي حين تُصبح بالثري... 

قاومت آلم ينخر قلبها وروحها، وتمددت على الفراش تستسلم لغفوة كانت مريره بالذكريات.  

❈-❈-❈


قبل قليل

بالمندرة 

وقفت مثل أفعي شديدة السُم تدس السُم بحديثها الغاضب: 

كل واحد فيهم خد مرته وطلع بها، وسابونا فى مصيبه هما الإتنين إتسببوا فيها، دلوك بجتل حفظي هنرجع تاني للتار اللى حصد خطيبي زمان...ويا عالم هيحصد مين تاني. 


رغم ثورة عمران لكن تفوه بقسوة: 

اللى هيقرب من ضفر واحد من ولادي مش هيكفيني فيه إبادة نسلهُ.


بنفس اللحظه دخل سراج الى الغرفه مُتعصبًا يقول:

محدش هيقدر يمس فرد من عيلة العوامري،وكفاية يا عمتي،حفظي مماتش. 


نظرت  ولاء نحوه  بتمعُن كان شعره رطبًا، شعرت بغضب مُضاعف وتهكمت بإستهزاء قائله: 

تو على ما إفتكرت تنزل، طب آدم هقول العريس... إنما إنت إيه قلبك ضعف لما مثلت إنها مُغمي عليها، تلاقيها هي اللي قامت مع حفظي بسهوله، عارفة إزاي تلعب بقلبك وترجصك على صوابعها كيف ما تريد شاطرة فى كُهن الحريم، سيطرت عليك زي ما سيطرت على غيث قبلك ويا.... 


قاطعها سراج بتعسُف وغضب قائلًا: 

عمتي بلاش طريقتك دي فى الكلام معايا، والموضوع إنتهي، إرتاحي إنتِ وأنا هعرف أحله بدون خساير لأي طرف،هدي إنتِ أعصابك.


شعرت بغيظ وكادت تتفوه لكن علمت أنها لن تستطيع التحكم فى سراج مثلما تتحكم بـ عمران،تعصبت أكثر وقالت بضجر

أما أشوف هتحلها إزاي دلوق،أنا مروحة داري أشوف عيالي.


اومأ لها سراج برأسه موافقًا،جلس مع عمران وحدهما سائلًا:

إسماعيل فين.


أجابه:

أسماعيل راح ويا الرجاله المستشفى عشان يتابع حالة حفظي،مكنش لازم تتهور وتضربه بالرصاص.


نظر سراج نحو والده صامتًا لوقت،الى أن صدح رنين هاتفه...نظر للشاشه ثم لـ عمران قائلًا:

ده إسماعيل،هطلع أكلمه من الجنينه الشبكة أفضل.

أومأ له عمران يتمني أن لا يسوء الأمر.