رواية جديدة الضالين لزينب عماد - الفصل 2 - 1 - الأحد 12/5/2024
قراءة رواية الضالين كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية الضالين
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب عماد
الفصل الثاني
1
تم النشر يوم الأحد
12/5/2024
الجزء 1انتهت مهمة توبه وطارق بنجاح خاصه أن رئيسهم بالعمل قد هاتفهم صباحاً يمدحهم على العمل الجيد الذى قاموا به.....فالعميل الفرنسى هاتفه يخبره أنه سعيد بالعمل معهم لذلك لم يعد هناك سبب لبقائهم بعيداً عن بلادهم أكثر من ذلك...
جهزت توبه حقيبتها وكذلك طارق وتوجهوا للمطار فطائرتهم ستقلع بعد ساعتين من الأن لهذا انهوا جميع أوراقهم حتى أتى موعد طائرتهم....
بعد صعودهم وجلوس كُلا منهم بمقعده تحدثت توبه بمزاح وهى تتكأ بظهرها على مقعدها وتستدند عليه برأسها مغمضة العنينين:صراحه انا عندى فضول يا ترى أيه نوع الهديه الى جبتها ل ريم المرة دى....
تحولت جلست طارق المرتخيه والهادئه إلى أخرى متشنجه وهو ينظر للجالسه جواره بعدم تصديق... والتى كانت تجلس بسكينه ولامباله وكأنما لم تلقى بوجه ذلك الأمر الذى ظن أنه نجح بإخفائه عن أعين الجميع...إلا أنه مخطأ فمن يتحدث عنها هى صديقة عمره وبئر أسراره....فمن المؤكد أنها علمت بالأمر ولكن منذ متى تعلم بحبه ل ريم ؟!...
إبتلع طارق ما بجوفه وهو يقول بتوتر ملحوظ:أنتِ عرفتى إزاى؟!....فتحت توبه عينيها بهدوء وهى تعتدل بجلستها قائلة بمكر:وأنا أقولك ليه...هو أنت عرفتنى بحاجه...علشان أعرفك أنا عرفت منين إنك صاحب الإمضاء السحرى M.N... أنهت حديثها وهى ترفع يدها عاليا وكأنها تشير إلى لافته أمامها...
ظهر التوتر الشديد على ملامح وجه طارق الذى بدأ يتصبب عرقاً والذى لاحظته توبه جيداً....وبدأت تشفق على حال صديقها وشقيقها إلا أنها أقسمت
أن تقوم بتأديبه وها هى تفعل ذلك الآن...
بينما أخرج طارق تنهيده متعبه قائلا بإرهاق:
قولتلها؟!...اقتربت منه توبه لدرجه خطيره وهى تنظر له بعينى قناصه قائله بحاجب مرتفع:وأنت تعرف عنى كده...
تنفس طارق براحه وهو يعود ليستند برأسه على مقعده وهو يحاول إدخال أكبر قدر من الهواء لرئتيه....بينما ابتسمت توبه على تصرفات صديقها وهى تقول بتذكر:أنا كنت شكه فى أكتر من شخص صراحه....بالذات إن الهدايا الى بتيجى ل ريم من سنتين هدايه قيمة وحاجات هى بتحبها وبتبقى نفسها فيها....فإتأكدت أن الى بيبعت ليها الهدايا شخص مقرب ليها...ومكدبشى عليك أنا مسبتش واد كان بيبص للبنايه بس بإعجاب إلا ودورت وراه...من كتر ما البت صعبت عليا وهى هتموت وتعرف مين الى بيبعتلها الحاجات دى...
لم يستطع طارق منع تلك الضحكه التى خرجت من صميم قلبه...وهو يتخيل شكل صديقته وهى تبحث عن الشخص الذى يأتى بالهدايا لإبنته عمتها وصديقتها المقربه.....بادلته توبه الضحكه وهى تعلم ما فكر به....
ثم أكملت بإبتسامه مشاكسه:بس صراحه أنت الوحيد الى مجاش فى بالى...بس فعلا أنا صدقت المثل الى بيقول يا ما تحت الساهى دواهى...
كان طارق ينظر لها بهدوء وهو يستمع لها بإنصات حتى قال بفضول:بردوا لسه مقولتليش عرفتى إزاى؟!...
أجابته توبه بحزم زائف:هقولك رغم إنك متستهلشى بصى يا سيدى فاكر رحلة طوكيو إلى من أربع شهور الى تعبت فيها وإنت إضطريت تسبنى وتروح لوحدك المقابله....
أومأ لها طارق بإنصات فأكملت توبه:أنت إتأخرت علشان بعد المقابله روحت المصنع والشركه مع العميل علشان تنهوا جميع المعاملات....علشان نرجع مصر بأسرع وقت بسبب تعبى...أنا بق بعد ما أخدت العلاج ونمت شويه حسيت بتحسن وحبيت أنزل أشوف البلد الى معرفشى ممكن تصادف وأجيلها تانى ولا لا....وحولت اتصل بيك أكتر من مرة بس مكنشى فى شبكه....المهم وأنا مشيه وبطلع من شارع جانبى شوفتك وأنت داخل محل لأدوات الرسم... صراحه جاتلى صدمه وكنت هخليك تشوفنى...بس فى أخر لحظه قررت أن أسيبك تكمل خطتك للأخر وأنا فى المقابل مش هتكلم ولا هحكى حاجه ل ريم...بس قررت كمان أساعدك وأجس نبضها وأشوف هى ممكن تحس نحيتك بحاجه ولا لا ده الى حصل...
لمعت عينى طارق بأمل وهو ينظر ل توبه برجاء قائلا:طب ووصلتى لأيه معاها؟!...ختم حديثه وهو يتمسك بأيدى توبه برجاء...فسحبت توبه يدها منه قائله بثبات:أنت عارف إنى مستحيل أقولك حاجه علشان ده شئ ميخصنيش...وكمان مش من حقك تطلب منى حاجه بعد ما خبيت عليا...وصراحه أنا فرحانه فيك أهو لو كنت عرفتنى من الأول كنت خليتك توقعها فى حبك فى شهر واحد....بس يلا هنقول أيه ملكشى فى الطيب نصيب....أنهت توبه حديثها وهى تلتفت عنه تنظر أمامها ببرود ظاهرى... منتظره خطوت صديقها التاليه والتى تعلم ماهيتها جيداً....
وبالفعل تحدث طارق معتذراً:أنا أسف يا توبه والله...
بس أنا نفسى مكنتش مصدق أن فى اعجاب من نحيتى ل ريم....لحد ما أتاكدت انه مش مجرد إعجاب والسلام....والى رعبنى أن ريم رفضه فكرة الإرتباط تماماً...وأنها هى قبلت بيا كمجرد صديق علشان أنتِ وثقتى فيا مش أكتر...وفكرة الهديه دى مكنتش مرتبلها من الأول...بس أنا حبيت أخليها تفكر فيا ولو لمره وحده بس فى يومها الطويل...أو انها تستخدم حاجه أنا جيبهلها....حتى لو مش هتعرف أنها منى...ومن هنا لقيت نفسى بجبلها هدايا وأخاف أدهلها لترفضها منى....فعلشان كده قررت مقولهاش أن أنا الى ببعتلها الهدايه لحد ما بقت عادة عندى...
تنهدت توبه وهى تعود لتنظر له قائله بعينين تلمع بهجة....لهذه الفتاة التى تستحق سعادة الكون وما فيه:بتحبها بجد يا طارق...
أومأ لها طارق بصدق قائلا بثقه:ومستعد أكتب عليها كمان أول ما ننزل من الطيارة...نزلت دمعه سعيدة من عينى توبه تأثيرا بهذا الموقف...
وهى تبتسم بحنان ل طارق قائله بمشاكسه وهى تمسح عينيها:خلاص ياعم وأنا هساعدك.....أنا كده كده كنت عمله حسابى أن أنا هعملكم أنتو الاتنين مفاجأه فى مطعم راقى أول ما ننزل...علشان تعرف أن أنت الى بتبعتلها الهدايا وتواجهوا بعض وتتجوزوا وتريحونى من قرفكم ده...
اتسعت ابتسامه طارق قائلا بقلب ينبض سعاده:
معنى ذلك أن هى بتحس بحاجه من نحيتى؟!..
أجابته توبه بإبتسامة رزينه:بص مش هكدب عليك أنا فضولى كان هيقتلنى أعرف هى هيبق رد فعلها أيه لو شكت أن أنت الى ممكن تكون بتبعتلها الهدايا دى....
ف إتفقت مع مريم وتسنيم أن وحده فيهم تقول اسمك فى قعدة من قعدتنا...وانه ممكن تكون انت الى بتبعت الهدايا...
اتسعت عينى طارق بزهول من حديثها...إلا أنه لم يقاطعها وهو يستمع لها تكمل بمتعه:الصدمه أن الغبيه اتوترت جامد ووشها قلب ألوان الطيف... وقعدت تزعق بكلام مش مفهموم وسبتنا وقامت...
أنهت توبه حديثها وهى تضحك ملئ فمها عندما تذكرت ما فعلته ريم يومها.....بينما بهتت ملامح طارق واختفت لمعة عينيه قائلا بحزن:وهى كده
تبق معجبه بيا...أظن أنها وضحه وأنها مش متقبله فكرة ان يكون أنا الشخص الى بيبعتلها الهدايا...
نظرت له توبه بهدوء وهى تجيبه لتجعل قلبه يطمئن ولكن بطريقتها المشاكسه:عندك حق أنا بردوا قولت كده....بس أفتكر إن أنا كل ما أرملها كلام عن أن فى بنات كتير بتحوم حوليك وبتحاول تقربلك واحنا برا مصر...وأمك الى بتزن عليك تتجوز وعماله تجبلك فى بنات أشكال وألوان...بس أنت الى رافض الموضوع...كانت بترد عليا ردود مش الى هى...
يعنى مثلا أخر مرة سألتنى عن رحلتنا وعنك...
وصراحه مخبيش عليك أنا مخلتشى....قولتلها عن البت الملزقه الى حولت تبوسك فى أخر سفريه...
إتسعت عينى طارق صدمة وهو يقول بزهول:نهارك أسود يا توبه...قولته امته؟!..اجابته توبه بنزق بعد ما رجعلنا بيومين...
لعنها طارق بسره وهو يقول بتذكر:علشان كده كانت بتزعقى كل ما كنت أكلمها عن حاجه...ورفضت ترد عليا لما حولت أتصل بيها....
إتسعت ابتسامة توبه وهى تقول بحنق:صراحه أنا تعبت ونفسى أفرح وهى عمله نفسها تقيله..وأنت غبى عمال تعبر عن حبك من بعيد لبعيد...يا بنى
إلى زى ريم دى عيزه الواحد يحلق عليها زى الفرخه البلدى كده...ويقوم عكشها ويقولها كل الى فى قلبه دفعه وحده....سعتها هى هتتهد وهتوافق على جوازكم....ونعمل فرح ونفرح بق...
ضحك طارق بسخريه قائلا:نعكشها وفرخه بلدى صبرنى يا رب...ابتسمت له توبه وهى تعود لتقول بحماس طفله تتمنى أن تحظى ببعض من السعادة التى حرمت منها لأعوام:صدقنى كل حاجه هتبق كويسه...وبإذن الله هتوافق علطول ومتخفشى وراك رجاله أنا هساعدك...
ابتسم طارق لتلك الفتاة التى تمتلك الكثير من الجوانب المختلفه وجميعها جازب للقلب والعقل معا...كما يشكر الله على وجودها بحياته فلولا وجودها لظلت حياته بالأبيض والأسود كما اعتاد عليها...إلا أنه باليوم الذى قرر تقديم المساعدة لها والذى كان أفضل قرر اتخذه بحياته...حتى تلونت حياته بوجودها....وإزدهرت وإمتلا قلبه حبا برؤية ريم محبوته السريه التى ينتظر رؤيتها ليصرح لها
عن حبه الخفى لها....