-->

قراءة رواية مملكة الذئاب 2 Black لزينب عماد - الفصل 18 - 1 - الخميس 23/5/2024

 قراءة رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني 

بقلم الكاتبة زينب عماد  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب عماد


الفصل الثامن عشر

1

تم النشر يوم الخميس

23/5/2024

 


كانت قد انتهت من جزء بسيط من عملها الذى كان شاقاً على غير العادة بسبب كسر يدها...فهى لم تستطع حمل الاشياء الثقيله لهذا تركتها وجلست تنتظر قدوم أحد العمال الأخرين ليقوم هو بهذه المهمه حتى تتعافى يدها...وخلال ذلك كانت تنظر أمامها بشرود تفكر فى ما أصبحت عليه مما جعل ابتسامه ساخره ترتسم على شفتيها...وهى تنظر للإسطبل من حولها حتى توقفت أنظارها على جبيرتها مما جعلها تتنهد بهدوء وهى تتمنى ان تنتهى هذه الايام على خير....قبل أن تفتعل كارثه قد تتسبب بموتها وهى تعلم أن هذا ما سيحدث...عند هذه الفكرة ارتسمت ابتسامة مشاكسه على شفتيها...


أثناء ذلك أخرجها من شرودها دخول أحد الرجال للإسطبل ليتأكد من إنهائها للعمل...ولكن لم يجدها قد انتهت من عملها بل وتجلس بإسترخاء بأحد البقع.... مما جعله يتقدم نحوها وهو يحدثها بغضب قائلا:أنتِ كيف لكى أن تكونى بهذا الكسل وتجلسى بإستمتاع دون ان تنهى عملك....


نظرت له ليلى بحاجب مرفوع تشعر بكم هائل من الغباء بهذا الرجل الواقف امامها...إلا أنها وللأسف الكبير مجبره على تبرير فعلتها له...لهذا استقامت وهى تقول بإبتسامه سمجه:أظن أن سبب ذلك هى تلك الجبيرة التى لم تستطع عيناك إلتقاطها...


نظر لها العامل بثبات وهو يجيبها بنزق:هذا ليس من شأنى عملك يجب أن تنهيه فلا دخل لى بما حدث لكِ جراء وقاحتك...لهذا فالتنهى عملك حتى لا يتم معاقبتك وأنا أظن أن جسدك لن يحتمل لكمة أخرى من السيد رالف...ألا تتفقين معى يا فتاة؟!... 


أنهى حديثه بإبتسامة شامته جعلت دماء ليلى تغلى إلا أنها لم تشعره بذلك وهى ترد عليه بإبتسامة ساخره تقلد أدائه قائله:إذا فالتذهب لهذا الرالف ولتخبره أننى لم ولن أنهى عملى وليأتى وليرينى ما هو قادراً على فعله....اللعنه على ذلك...وقامت بركل دلو من الماء كان جوارها وخرجت من الإسطبل ووجهها مائلاً للإحمرار من شدة غضبها وحنقها على هذا الرالف اللعين...إلا أنها أقسمت داخلها أنها لن تتركه حتى تسترد حقها منه...حتى وإن تسبب هذا بموتها....


وصلت ليلى لغرفتها وهى تشعر بإرهاق شديد بسبب المجهود الذى بذلت لهذا قررت أن تستريح لبعض الوقت فقامت بالتسطح على فراشها...وظلت عينيها تنظر للسقف بعض الوقت حتى غلبها أرهاقها وسقطت بنوم عميق...


مر بعض الوقت واستيقظت ليلى وهى ترمش بعينها وهى لا تدرى كم من الوقت ظلت نائمه....فنظرت للنافذة فوجدت القمر ساطع مما جعله يضئ جزء بسيط من غرفتها إذا لقد نامت لما يقارب الساعتين أو أكثر قليلاً....تنهدت وهى ترفع يدها المعافه تدلك بها رأسها وهى تجلس بإعتدال على فراشها وتحرك رقبتها المتيبسه... 


وأثناء قيامها بهذا توقفت عن الحركه وهى ترى ظل أحدهم يجلس على المقعد الوحيد بالغرفه...والذى لم تراه لأنه يقع بالجزء المظلم من الغرفه...لم تتحرك ليلى إنشاً واحداً كما لم ترمش بعينها ليس خوفاً ولكن لأنها أدركت هوية الجالس على مقعدها...وهذا جعل ابتسامة باهته ترتسم على شفتيها وهى تقول بسخريه:هل هذه طريقتك فى إخافة فريستك سيد رالف؟!..أظن أنك تحتاج لتعلم بعض الأساليب الأخرى فكما ترى طريقتك لم تنجح معى للأسف الشديد.... 


صمتت ليلى للحظات ولكنها عادت لتقول من جديد بجديه لا تتناسب مع وجهها المائل للإحمرار بسبب نومها:ماذا تريد رالف؟!.. 


لم يجبها رالف بل استقام بهدوء عن مقعدها وسار نحوها بهدوء شديد وعينه لاتزال مثبت عليها حتى وصل لفراشها....واحنى جذعه حتى أصبح وجهه يبعد انشات قليله عن وجهها وهو يقول بهدوء قاتل وابتسامه قد يراها كثيرون مخيفه:أتعلمى أن كثيرون كان يخشون ذكر إسمى بينهم وبين أنفسهم خشية مما قد يحدث لهم...بينما أنتِ هنا تتلفظينه بحريه مطلقه...صمت وابتسامتة قد إزدادت اتساعاً وهو يقترب منها أكثر حتى إلتصق فمه بأذنها مكملاً:أظن أننى أخطأت المرة السابقة وكسرت يدك ظناً أن هذا سيجعلك تبتعدين عن مرمى عينى....ولكن لا تقلقى فأنا لا أقع بالخطأ مرتان لهذا فالتفكرى جيداً بخطوتك التاليه حتى لا تقعى متعثرة....وحينها... توقف رالف عن حديثه وهو يعود لينظر لعينها بنظرات ترعب كل من رأها وكلاهم يتنفس هواء الأخر وهو يكمل بهدوء قاتل:أقسم أن أجعلك تتمنين لو أنكِ لم تولدى يا صغيرة لهذا نصيحتى لكِ فالتبعدى عن النيران حتى لا تحرقك...


أنهى حديثه واستقام مبتعداً عنها وكاد يتحرك خارجاً إلا أن هناك يد منعته من ذلك...فاستدار ينظر بحاجب مرتفع لهذه المجنونه التى ترغب بموتها وهى تناظره بغضب غلف جميع حواسها...فقد كانت تمسك يده بكامل قوتها وهى ترفع رأسها تنظر لعيناه بقوة وهى تتحدث بحده:أظن أنك شديد التغافل ونسيت ما أخبرتك به منذ لحظات....إلا أننى لا أمانع بتذكيرك إن كنت ذو ذاكرة ضعيفه... 


توقفت وهى تقترب منه حتى اصطدم صدرها بصدره قائله وهى تشير بيدها لصدره:لم يخلق بعد من يقوم بتهديدى أو إخافتى....لهذا أعتذر عن عدم قدرتك على اخافتى كما تفعل مع الأخرين فأنا لا أراك مخيفاً...لهذا نصيحتى لك أيها الرالف فلتبتعد أنت عن طريقى ولتكف عن اصدار أوامرك اللعينه تجاهى حتى لا يحزن كلانا مما سأفعله...فأنت لازلت لا تعلم ما الذى تستطيع تلك الصغيرة أن تفعله....


ابتسم رالف وهو ينخفض بجسده قليلاً لينظر لعينها من جديد وهو يقول بسخريه:وما الذى يمنعك؟!..ثم حرك نظره ليدها وهو يكمل:هل هذه حجتك...إذا لننتظر حتى تشفى وحينها لنرى ما أنتِ قادره على فعله وما أنا قادراً على صنعه... 


انهى حديثه وهو يمسك بيدها المعافه والتى كانت مسقره بهدوء على صدره يبعدها بهدوء...وهو يسير مبتعداً عنها وهى تنظر لأثره بتشوش وعقل يكاد ينفجر من كثرة التساؤلات التى تدور حول هذا الرالف...هى لن تنكر أنها شعرت بالخوف من نظراته وطريقة حديثه إلا أن أكثر ما تبرع فيه ليلى وتفوقت به على جميع شقيقاتها حتى سابين أنها جيدة فى اخفاء ما تريد اخفائه.... 


أغمضت عينها بإرهاق من تلك المحادثه التى استنزفت كامل قوتها الجسديه والعقليه...مما جعلها تعود لفراشها من جديد تجلس عليه ودون ادراك منها وجدت عينها تعود لتنظر لهذا المقعد الذى كان يجلس عليه هذا اللعين...وهى تسبه بسبب تعكيره لصوف يومها...لهذا قررت العودة لنومها من جديد لعلها تحصل على بعض من الهدوء الذى برع هذا الرالف على انتزاعه منها....


❈-❈-❈


كان يظن آيدان ان صباحه سيكون هادئ بعض الشئ كما كان مساء أمس حين أتى من طريق شبه خاليه من المارة....وهو طريق على طرف المدينه ولكن تغير كل شئ حين خرج صباحاً مع العجوز شارول وصدم مما رأه....فقد كانت الرؤيه أكثر وضوحاً الآن حيث كان الطريق مظلم حين اتى مساءً...كما لم يظن أن المشهد أمامه سيكون مريعاً لهذه الدرجه...


فمازالت الطرقات ملئ بالدماء والمنازل مدمرة وكأن إعصاراً قد حل عليهم....كما كان هناك الكثير والكثير من المصابين الذين يصرخون ألما ولا يوجد من يسعفهم فلا وجود لحكماء ينقذونهم من بأسهم....وما جعله يشعر بالغثيان ويرغب بالتقيأ أنه رأى أشلاء لبعض الجثث كأصابع وأقدام لأشخاص متناثره فى قارعة الطريق....


كان تنفس أيدن يهتاج مما يراه وعيناه قد امتلأت بالدموع وهو ينظر حوله بصدمه تامه...وهو يرى هؤلاء الأطفال الذين يصرخون ألماً منهم المحروق والأخر الذى بتر جزء من جسده...ووالديه أو ما تبقى منهم لا يستطيعون تقديم المساعده لهم فقط يبكون...هذا ما يستطيعون فعله البكاء....


ظل يتسأل داخله كثيراً كيف لهم أن يتركوا هؤلاء القوم يعانون دون أن يفكروا فى تقديم العون لهم... لقد كان الليل ساتر لما يراه الآن....كما كان يشعر بثقل شديد على قلبه وهو يرى ما تبقى من أهل القريه يحاولون تجميع بقايا زويهم من قارعة الطريق... 


تحرك آيدن عائداً لمنزل العجوز شارول وهو يتخيل ما حدث لهؤلاء القوم خلال الشهور المنصرمه...دلف لمنزل العجوز وهو يغمض عيناه يحاول الثبات فهو رجل حرب ولكنه لم يرى يوماً طفل فاقد لقدمه يصرخ ويبكى جوار والدته...وأخر فقد عينه والأخر ينازع ليأخذ أنفاسه الأخير وجواره تجلس والدته تبكى بحسرة منتظرة انقطاع أنفاس صغيرها...


تجمعت الدموع بعيناه تأبى التحرر ظل هكذا لبعض الوقت حتى شعر بوجود العجوز جواره وهى تربت بأسى وحزن على كتفه....وهى تقول بألم:ما رأيته أهون مئة مرة مما رأيناه نحن يا صغيرى...فما رأيته اليوم هو بقايا حربنا ونحن ننازع لنبقى وحدنا...

أعلمت لماذا لن يفكر أحدهم بتقديم يدى العون لكم؟!... 


أومأ لها أيدن بتفهم وهو يستقم ويخرج من منزلها وذهب لحمامه وأمر خادمه بإرسال رسائل للملكين إستيفان ونيكولاس أن اجتماعهم القادم سيكون بمملكة كِينا...وأن عليهم جلب الكثير من الحكماء والأدويه على قدر استطاعتهم....وأن عليهم القدوم على وجه السرعه....


ثم عاد للمنزل من جديد وهو يفكر كيف سيحاولون اصلاح ما قاموا بتخريبه...فهم من ساعدوا هؤلاء الاوغاد على تخريب هذه المملكة...جلس يفكر لبعض الوقت حتى قرر الذهاب هو وجميع رجاله لتقديم المساعده للمصابين حتى وإن رفضوا هذا...


كما أرسل يأمر أطباء مملكته بالقدوم لمداوة المصابين على وجه السرعه...وكما توقع فقد كان الجميع يرفض مساعدة الملك أيدن بالبداية خاصة حين يعلمون هويته...بل ومنهم من قام بالتعدى عليه بالضرب والسب وحين كان يحاول جنوده التدخل كان يأمره بالإبتعاد وعدم المساس بأحد...كما لم يقم بالرد عليهم أو تبرير فعلتهم...بل عاد وقدم يد المساعدة بكل ما يملك من طاقة وقوة...


وحين لاحظ الجميع إلحاحه فى تقديمه للمساعدة رغم إهانتهم لهم...بدأ البعض بالسماح له بمساعدتهم واخباره بما لاقوه على أيدى هؤلاء الرعاع الذين سلبوا منهم كل أشكال الحياة دون أن يرحموا أحد...

وكان أيدن يستمع لهم بكل جوارحه وهو يحاول التخفيف عنهم على قدر استطاعته...



الصفحة التالية