-->

قراءة رواية مملكة الذئاب 2 Black لزينب عماد - الفصل 18 - 2 - الخميس 23/5/2024

  قراءة رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني 

بقلم الكاتبة زينب عماد  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب عماد


الفصل الثامن عشر

2

تم النشر يوم الخميس

23/5/2024

خرج من غرفتها متجهاً لذلك ال كرستف وهو يحاول اقناع عقله أنه ذاهباً إليه لمعرفة المعلومات التى يريدها...وليس ليثبت تأثير حضوره على الأخرين وأنه دائماً يملك اليد العليا على من حوله...وأن تلك الصغيره تتخذ من الملك وزوجته درعاً لها...فهو متيقن أنه بث داخل قلبها الخوف تجاه فهو رأى ذلك حين اهتزت حدقتيها أمامه لجزء من الثانيه وهو يحدثها...ولكن فاليهتم الأن بعمله ومن ثم يفكر بكيف سيعاقبها بطريقته الخاصه...


دخل رالف داخل الغرفه فوجد ما سره ف كرستف متكور على ذاته بجسد يرتجف بطريقه ملحوظه... فإستند رالف على الحائط من خلفه وهو يقول بجمود وهو يخرج أحد خناجره يحركه بإحترافيه كبيره بين يده:إذا هل هناك ما تود أن تخبرنى به؟!... 


أجابه كرستف بخوف بدون مقدمات:لقد أجبرونى على الاشتراك معهم فى البداية حيث تم تخييرى بين الإنضمام إليهم أو قتلى..ولم أكن أملك سوى الموافقه على مطالبهم خاصة أنهم إتخذوا من زوجتى وطفلى رهينة لديهم...لهذا أجبرت على طاعتهم وتنفيذ كل ما أمرت به...


كانت نظرات رالف ثابته كما هى لم تتأثر وهو يعود ليسأله من جديد:أخبرنى هل كنت تعرف هوية المتحدثين معك أم لا؟!...


أجابه كرستف بالنفى قائلا:لا لا أعر....ولكنه لم يكمل حديثه فقد وجد الخنجر الذى كان رالف يلاعبه بين أصابعه قد أخترق الحائط خلفه بعد أن مر جوار أذنه وجرحها...


ورالف يقول بجمود:المرة القادمه ستكون بقدمك اليسرى...كما أننى لا أمتلك الكثير من الصبر لتكرار حديثى لهذا هذه أخر محاولة لعينه لك حتى تستطيع الخروج حى...


أومأ له كرستف وهو يجيبه:حسنا سيدى لك هذا...لقد كان هناك الكثير من الخونه بين رجالى أردوا الإطاحه بى وبحكمى...ولقد استطاعوا السيطره على الكثير من السلطه بجيشى ومجلس الحكم مما جعلنى ضعيف أمام تأمرهم ضدى...لهذا اقترح أحد رجالى المقربين جلب مجموعة من رجال العصابات لمساعدتى فى السيطرة على مقاليد الحكم من جديد....وقد كنت متردد بالبدايه فهذا سيسبب الكثير من الدمار ولكنهم من أردوا ذلك...لهذا وافقت على تدخلهم والإطاحه بمن تجرأ على الوقف أمام حكمى... ولكن بمرور الوقت كانت الأمور تخرج عن السيطره...وبعدما كانوا يقومون بتنفيذ أوامرى أصبحت أنا المجبر على إطاعتهم وتنفيذ أوامرهم...حتى لا يطيحون بملكى وقتل زوجتى وطفلى... لهذا كما يقولون انقلب السحر على الساحر وأصبحت أن الأداه التى يحركونها كيفما يريدون.... 


ظهرت ابتسامه مظلمه على شفتى رالف الذى قال بهدوء شديد:مازالت هناك حلقة مفقوده بالأمر...فلو كان حديثك صحيح لما حاولت الهرب منهم لتحتمى ببعض العصابات الأخرى حتى لا يستطيعون الوصول إليك...فمن الذى سيفكر أن الملك كرستف سيفكر بتسليم رقبته لعدوا أخر يشبه ذلك العدو الذى فر منه هارباً....ألست محقاً كرستف؟!.. 


إبتلع كرستف ما بجوفه وهو ينظر ل رالف الذى يخرج خنجره الثانى من خلف ظهره ويتلاعب به بين أصابعه مما جعل حدقتى عينيه تهتز....وهو يجيبه برجفه:لقد أصبت لقد قررت التخلى عن كل شئ سلطتى وعرشى والهروب لأنجو بنفسى...


اتسعت ابتسامة رالف الشيطانيه وهو يكمل هو باقى حديث كرستف:كما أنك قدمت زوجتك وطفلك قربان لمن أتيت بهم للإطاحه بأعدائك أليس كذلك؟!... 


إمتلأت عينى كرستف بالدموع وهو يقول مدافعاً عن نفسه:لقد حاولت إسترجاعهم لأكثر من مرة ولكن لم أكن أملك القوة لذلك...


أومأ له رالف متفهماً وهو يقول بجمود:إذا ما هو إسم رجلك الوفى؟!...ظهر الخوف جلياً على وجه كرستف وهو يقول ببكاء:لا أست...ولم يستطع إكمال حديثه لأن خنجر رالف قد أصاب قدمه اليسرى بالفعل...مما جعله يصرخ بألم شديد من قوة ما يشعر به من ألمه كما تقدم منه رالف بتريث حتى أصبح أمامه وهو يجثو على احدى قدميه...وهو يضغط خنجره أكثر بقدم الباكى أمامه قائلاً بصوت جليدى:لا يحق لعقلك الخوف من أحد سواى من بعد اليوم أفهمت أم أفهمك بطريقتى الخاصه أيها اللعين؟!...


كانت إجابة كرستيف عبارة عن بكاء وصراخ حاد وهو يؤمى برأسه له....ف رالف كان يضغط بخنجرحه على قدمه بطريقه مؤلمه...ثم قام بسحب خنجره بحده واستقام بهدوء قائلاً بثبات:والآن فلتخبرنى ما إسم هذا اللعين؟!...


أجابه كرستف بألم وصوت بح من كثرة صراخه وبكائه:جي جيكوب لافست...


لم يتحدث رالف مرة أخرى بل سار متجها للخارج مغلقاً الباب خلفه بهدوء ذاهباً لمكتبه...وكتب رسالة ما وأمسك بأحد حمامته ووضع بها رسالته التى ختمها بختمه وتركها تذهب فى ظلام الليل...وعاد هو لغرفته لأخذ حمامه وإراحة جسده لبعض الوقت...

فهو يجب عليه الاستيقاظ مبكراً فغداً يوم ممتلئ... 


أغمض عيناه فرأى أمامه تلك الصغيرة التى رغم تحرك حدقتيها خوفاً منه إلا أنها وقفت أمامه للمرة الثانيه بثبات ظاهرى...إلا أنه يقسم على كسر هذا الثبات ولكن فالينتهى مما يفعله أولا ثم سيفعل بها ما يحلو له...ولن يهتم لأحد فمنذ متى وهو يهتم لقرارت غير قرارات عقله...


❈-❈-❈

###


كانت تجلس بالغرفه المخصصه لها من قِبل الملكة سابين شارده تفكر به"هل ياترى افتقدها؟!..هل يشعر بالحنين لحديثها؟!..هل علم ما قامت به من أجله؟!.. هل بحث عنى ولو ليوم واحد من رحيلى؟!.."هنا ظهرت ابتسامه متألمه على شفتيها وقد قررت عدم المحاربه من أجل قضية خاسره...لهذا هى ستبحث عن مكان تعيش به بعيداً عن الجميع وعنه كما ستبحث عن عمل تعول به نفسها غير عائده له أو لوالدها... 


هذا ما قررته فينسيا وهى تحزم امتعتها فهى تشعر أنها ليست بمكانها رغم التعامل الجيد الذى تلقته من الملكة وممن بالقصر...تنهدت فينسيا للمرة التى لا تعلم عدد وهى تخرج من غرفتها باحثة عن الملكة لإخبارها برحيلها وأنها قررت العوده للملكه حتى لا تتشبس بها...وبالفعل بعد القليل من البحث وجدت الملكة بمكتبة القصر العامه....


فسارت نحوها وجلست على المقعد المقابل لها تنظر لها بإبتسامة لطيفه وكادت تتحدث...إلا أن سابين سبقتها قائلة:كان هناك جزء صغير بعقلى أخبرنى أنكِ سترحلين دون توديعى....بينما الجزء الأكبر منه أخبرنى أنكِ لن تفعلين ذلك دون لقائى ولو لمرة أخيرة....ولقد صدق حدسى كما أعلم سبب رغبتك الملحه فى الرحيل...ولو كنت مكانك لفعلت الأمر نفسه...ولكن وجودك هنا بالوقت الحالى هو أفضل ما قمتى به صدقينى...كما أننى قد وضعت خطة وأحتاج إلى وجودك بشدة حتى أستطيع التأكد من شئ ما....وبمقابل مساعدتك لى ستستردين ما انتزعوه منكِ بالقوة...لهذا هل انتِ معى أم لازلت ترغبين بالرحيل ملكة فينسيا؟!...


قامت فينسيا بفتح فمها أكثر من مرة لتجيبها ولكنها كانت تتوقف عن ذلك حتى استعادت رباطة جأشها... وهى تنظر ل سابين وتقول بدهشه لم تستطع منع ظهورها على صفحات وجهها وهى تتسأل بينها وبين نفسها"من أين أدركت ما أنا مقدمه عليه؟!.."


ابتسمت سابين وهى تجيبها بهدوء هذا لأننى كنت أفعل ذلك دائماً...فأصبحت على دراية بمن يرغب بالرحيل دون أن يخبر أحدهم برحيله...وأقسم لكِ أن أسباب رحيلى كانت أكثر قوة من أسبابك إلا أننى كنت دائماً ما أتخلى عن رغبتى فى سبيل رغبات من أحببتهم يوماً...وليس معنى حديثى هذا هو تقليل من شأنك أو من شأن ألمك...ولكن أنتِ تتألمين من أجل حبك وهذا له أحد الطريقين العودة أو الرحيل...بينما أنا ألمى كان من أجل ما تبقى من انسانيتى أمام ما تحتاجه عائلتى من أجل البقاء على قيد الحياة...


ابتسمت فينسيا بألم وهى تتسأل:أظن أن النهاية قد حسمت من البداية...إلا أننى من رغبت بالتمسك به وحاربت حتى أخر رمق...ولكن هذا جعل الأمور تزداد سوء وشعورى بالألم أصبح أكثر بأساً...لهذا ما يتوجب على فعله الآن هو التخلى عن حبى من أجل الحفاظ على ما تبقى من كبريائى... 


كادت سابين تتحدث إلا أن فينسيا سبقتها وهى تزيل دموعها العالقه بعنف وهناك ابتسامة مهتزه على شفتيها وهى تقول بصوت خرج محطم:إلا أننى سأبقى حتى تنتهى مما خططتى له...ولكننى لم أفهم بعد ما الخطه التى وضعتيها وما الذى ستحتاجينه منى؟!...


أجابتها سابين بهدوء:ستعلمين ذلك بعد أيام قليله فالإجتماع المقرر عقده قد اقترب...حينها ستعلمين ما هو دورك بخطتى...وأرجو ألا أكون قد أجبرت على فعل ما لا ترغبين... 


أومأت لها فينسيا بالنفى وهى تقول بصدق:أظن أننى لازلت أرغب بخوض تجربة جديد معك لعلى أحصل على صديقة تتذكرنى حين يتخلى عنى الجميع...ولا أظن ذلك سيحدث سوى من خلال التعرف أكثر على شخصيتك ملكة سابين...


ابتسمت سابين بود وهى تقول:إنه سابين فقط سابين هذا ما يدعونى به الأصدقاء... 


أومأت لها فينسيا بإبتسامه حقيقيه وتستقم واقفه لتعود إلى غرفتها من جديد...إلا أن سابين أوقفتها وهى تمسك بيدها قائلة بحماس:أظن أنكِ لم ترى مجموعتى النادرة حتى الأن...وسارت خارج المكتبه وهى تمسك بيدها متجهه إلى الحديقة الخلفيه ودلفت للإسطبل....الذى كان حجمه كبير حتى يحتوي على جميع حيوانات الملكة والملك النادرة...


بدأت سابين تخبرها بأسماء حيواناتها وقصه كل منهم...وكانت فينسيا تتأثر بشدة بقصه كل منهم حتى وصلت ل كيشان وأسرته الصغيره...وخاصة صغيرها جرومز ورفيقته وظلت تخبرها بعض الموافق التى جمعتها ب كيشان...وكانت ملامح وجه كلاتهما تتغير بسرعة كبيرة...من بين الدهشة والصدمه والحزن والسعادة على وجه فينسيا.... والحنين والسعادة على وجه سابين...


وحين انتهت سارت معاها خارج الاسطبل وجلسا تحت أحد الأشجار بهدوء...حتى كسرت فينسيا هذا الهدوء سأله بفضول:كيف تعرفتى على الملك؟!..


ظهرت ابتسامة على شفتى سابين وهى تنظر أمامها بشرود قائله:لا أظنها قصة جيدة ولكنى سأخبرك بما حدث بإختصار لعلك تدركين أن القدر قد يعطيكى أكثر مما تظنين وهذا لأنكِ تستحقين هذا الخير...لقد بدأ الأمر حين خيرنى والدى بين العمل بالقصر الملكى أو منع شقيقتى من الزواج ممن تحب...لهذا وافقت على العمل هنا...ولكن بعد مدة لاباس بها من عملى بالقصر وبعدما أصبحت مستشاراً للملك وأحد المقربين منه....إكتشفت أننى لم أكن سوى أداة استخدمها الجميع من أجل التخفيف من أحزان الملك....والذى واللعنه برع كلانا فى تحطيم الأخر...

وحين أدرك حقيقتى وأننى فتاة وليس فتى كما كان يظن....شعر أننى قمت بخيانته خاصة أننى من لم يخبره بحقيقتى...لهذا قام بنفى فقدمت لمملكتك ومكثت بها بضعة أشهر تعرفت فيها على الملك آيدان والأميرة لورا وساعدت البعض....وإلتقيت بصديق طفولتى توقفت سابين للحظات وهى تبتسم بحزن 


ثم عادت لتبتسم بمشاكسه وهى تكمل:ثم أتى الملك وأخبرنى أنه يريد عودتى ولكن قالها بطريقته الخاصه...وحين أخبرك أنه فعلها بطريقته الخاصه أنه لم يخبرنى أنه يحبنى كما يفعل الجميع...ولكنى أريد إخبارك أن طريقته فى اخبارى أنه يحبنى لا تصلح أن يستخدمها أناس طبيعيون...ولأن كلانا لا يمت للعاقلون بصلة نجحت خطته فى إستدراجى من جديد...وعدنا إلى هنا وتم إعلانى زوجة لهذا الجيلدى الذى لا يعباء لأحد.... 


كانت فينسيا تبتسم منذ بدأت سابين بحديثها إلا أنها أصدرت ضحكة رنانه على طريقة سابين فى وصف الملك...والذى من المؤكد أنه سيقوم بتوبيخها إذا استمع لحديثها عنه بمثل هذه الطريقه...ضحكتها جعلت سابين هى الأخرى تضحك وهى تتخيل زوجها العزيز كما وصفته ل فينسيا...


وظلت كلاتهما تتحدثان حتى أن الفتيات إنضممن إليهن كيت وجوليا وغيرهم...ف سابين قد عادت تبتسم وهذا ما جعل قلوب الفتيات تطمئن قليلاً...

فهن إعتدن إذا ابتسمت سابين إذا كل شئ سيعود لنصبه من جديد...



الصفحة التالية