-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 11 - 3 - الأحد 26/5/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الحادي عشر

3

تم النشر يوم الأحد

26/5/2024

ترددت ضحي بحذر في الحديث معها حتي لا تسير أغوارا بالشك أكثر، وأجابت بهدوء بالغ


= اه يا طنط تعبانه يعني ايه اللي هيخليها ما تجيش لو تعبها بسيط


تحركت زواية فمها جانباً ببسمة ساخرة ثم

قطبت حاجبيها بإستفهام زائف قائلة بإصرار


= طب ما انتٍ ما قلتليش عندها ايه بالظبط اصل ناويه ان شاء الله اروح اشوفها واحتمال النهارده كمان وانتٍ راجعه.. واجب برده اطمن عليها 


نظرت ضحي بصمت إلي والدها الذي توتر مثلها وشتم زوجته في سره فهي السبب  بذلك حيث وضعتهم في موقف صعب للغايه بالاضافه أنه لا يريد الكذب، وحاول معها كثير هو وابنته يقنعها بالقدوم لكنها أصرت بالرفض! فتح والدها ثغره للتحدث بالحقيقه لكن قاطعه فجاه صوت منذر وهو يقول بجدية 


= عندها برد شديد يا أمي واكيد مش هينفع تزوريها عشان ما تتعديش بعدين ان شاء الله يبقى نروح نشوفها كلنا، كملي اكلك يا ضحى 


هزت راسها له بالإيجاب بامتنان وهو أبتسم بهدوء نحوها، بينما زجرته والدته بنظرة نارية لكنه تجاهل إياها وأكمل طعامه بهدوء،  أخفضت مايسه رأسها نحو زوجها هامسه بغيظ 


= شايف إبنك وعمايله بيدافع عنها من اولها هي البنت دي ايه ماسكه عليه زله عشان يطاطلها كده، طب ايه رايك انه كذاب وهم كمان كذابين وهي اللي مش عاوزه تيجي بالعند فينا بتتنك علينا من اولها بنت الـ.. 


رمقها من طرف عينيه بسخط وعقب علي كلماتها بحذر


= وبعدها لك يا مايسه تيجي ما تجيش ما لناش دعوه بيها ما تكبري دماغك بقى منهم كلهم.. كل واحد وظروفه وهي حره 


رمقتها مايسه من بعيد بإزدراء وهي تقول بنبرة حادة


= امها اللي بدات مش أنا، لما ماتجيش عزومتي وهي سليمه معناها كتير عندي والعزومه كده كده هتترد عندهم في يوم وساعتها هعمل زيها واقول مش رايحه و مش هكذب هقولها في وشها ما ليش مزاج أروح!. 


بعد ساعة صدي أذان المغرب ليستاذن فوزي للصلاة بالخارج في الجامع واصطحابه شاهين وابنه منذر يؤدي فريضه الله معه، اما بالنسبه الى معاذ قد أقام صلاته في المنزل بكسل و بعدها أخرج هاتفه يلهي نفسه باحد تطبيقات الألعاب الإلكترونية كالعاده .


❈-❈-❈


بدأت الساعات تمر عليها بسرعه حتى انتهى بها المطاف عروسًا تستعد لليلة زفافها، كانت ديمة متوترة بشكل كبير رغم اعتيادها على حضور افراح الزفاف، لكن تلك المرة مختلفة فهي العروس! وليس اي زفاف فهذا الزفاف لأجل اخفاء الفضيحة التي ربما تحدث بأي لحظة، أطالت النظر نحوه نفسها بالمرأة ظهر الثوب واضحًا أمام أعينها كان بسيطًا في تصميمه لكنه أنيقًا وكلاسيكيًا في مظهره... مطرز صدره بالفصوص اللامعة ذات الحجم الصغير والموضوعة على قماش الدانتيل ومع نقوشاتها الوردية أكثر بروزًا، وعند الخصر يضيق الثوب ثم يتسع بطبقات عريضة مموجة أعطتها حجمًا محببًا، فكان ذلك من اختيار أشقائها لكن مع كل ذلك لم تشعر بالسعادة والارتياح لما يحدث حولها.. فكل ما يشغل تفكيرها ذلك الشخص الغريب الذي ستجتمع معه تحت سقف واحد بعد ساعات! وكيف سيعاملها يا ترى ؟. 


ظلت تفكر كثيراً بذلك الأمر حتي أنها لم تشعر باختها زينب وهي تلج إلى داخل الغرفة لتتفقد حالتها، اقتربت منها وهتفت بتسائل 


= انتٍ كويسه يا ديمه.


نكست ديمة رأسها حرجًا وأخرجت تنهيدة عميقة من صدرها رافضة الحديث، لكنها هزت رأسها بالإيجاب بصمت وذهبت لتجلس فوق الفراش وهي شارده الذهن.


لكن أختها لم تتركها اقتربت منها و وضعت يدها على كتفها وأدارتها نحوها متابعة باهتمام قلق


= في حاجة حصلت؟ حد ضايقك؟


انزعجت من تضييق الحصار عليها فهبت واقفة من مكانها وبدأت في فرك أصابعها بتوتر كبير، وهي تبتلع ريقها متوجسة وأجابت بصوتها المتحشرج


= أنا مخنوقة يا زينب، مخنوقة ومش قادرة خلاص! عارفه انها غلطتي من الاول ومش عاوزه تتاذوا بسببي عشان كده وافقت على كل حاجه تحصل مع انها ضد رغبتي، بس مش قادره استوعب اللي بيحصل بره اني اتجوز بالطريقه دي.. لواحد ما اعرفوش واكبر مني وكنت بعتبره في مقام اخويا ولا والدي كمان وفجاه يبقى جوزي . 

قطبت جبينها هاتفه باهتمام


= طب اهدي وما تقلقيش هو مش يعتبر جواز بالمعنى، رانيا اتفقت على كل حاجه معاه وهو وافق! انتٍ هتكوني عنده ذي الضيفه لمجرد كام شهر وبعد كده هترجعي تاني وهنقول اي حجه انك اتطلقتي بعدها


تنهدت ديمة بقوة من المأزق التي وجدت نفسها به بسبب أفعالها السيئة فخلال وقت قصير ستكون زوجه رجل لا تعرف عنه شيء غير انه صديق مقرب للعائله وساعدهم كثيرا،  لكنها تضايقت حقا من ثقه أسرتها الكبيرة بذلك الشخص المدعو آدم، هزت رأسها بأسف وهي ترد بنبرة محبطة


= هو انتم جايبين الثقه الكبيره دي فيه ازاي ومنين، واثقين أوي انه مش هياذيني لمجرد ان كان بابا بيحبه وبيعتبره زي ابنه وياما كنا بنشوفه في بيتنا وفي اكثر المواقف الصعبه كان اول واحد في العيله بيلجا لي وحتى بعد ما مات برده ساعدنا، بس برده كل ده مش كفايه عشان تبعوني لي كده بسهوله .


هزت رأسها برفض بقوة مرددة بعتاب


= ما حدش باعك وما تقوليش الكلمه دي تاني يا ديمه، يا حبيبتي احنا كنا مضطرين وهو الوحيد اللي كان قدامنا .. آآ ويعني عمرنا ما شفنا منه حاجه وحشه وكمان هو الوحيد اللي  عارف الموضوع عشان كده رانيا فكرت في اول واحد وجه في بالها بدل ما لسه هنحكي لحد ثاني وتطلب منه مساعده ويا عالم هيساعدنا ولا ..


مسحت زينب على ظهرها بحنو وهي تتابع 


= اطمني يا حبيبتي ان شاء الله هيكون كويس وعمر ما هياذيكي، ولو حصل لا قدر الله اكيد احنا برده مش هنسيبك.. وان شاء الله مش هياذيكي ولا عمره هيعمل حاجه تضرك .


أبتسمت ساخراً بألم وتحشرجت أنفاسها وهي تقول بعتاب رقيق


= بجد واثقين فيه! طب ما تنسوش ان انا بسبب الثقه الزياده دي برده بقيت في اللي انا فيه ده.. هو انتم ضامنين اصلا ان فعلا هيطلقني وهيوفي بوعده معاكم!. 


كادت أن تتحدث وترد لتطمنها نفسياً من القادم لكنها قطمت عبارتها مجبرة حينما بدأت تفكر هي الأخرى في حديثها فجأة، فارتفع حاجباها للأعلى باندهاش كبير فحقا لم يفكروا في نتيجه العواقب إذا لم يكن آدم ذلك شخص مسالم كما يظنون ولم يضر اختهم مثل ذلك الحقير السابق، وماذا أن لم يحقق وعوده؟ بالتأكيد حينها سيدخلون في دوامه اخرى، و بدأت تدريجياً تشعر بالقلق والخوف على أختها منه وانهم اعطوه ثقه زائده لا يستحقها بالوقت الحالي.


❈-❈-❈


حاول منذر قدر المستطاع أن لا يتاخر بالخارج كثيراً في المسجد حتى لا تنفرد والدته بضحي وتزعجها بكلماتها الفظه فهو يعلم جيد بانها ما زالت غير راضيه على تلك الزيجة، بينما لاحقًا وضعت بسمة الكثير من البسبوسه والكنافه في طبق و قدمته الى ضحي وهي تنظر إليها بهدوء مرددًة 


= اتفضلي دوقي الحلويات دي عمايل ايدي هتعجبك أوي.. مدي إيدك ما تتكسفيش ولا تكسفي ايدي يا عروسه .


أبتسمت له ابتسامة خفيفة وهي تقول


= متشكره جدا تسلم ايدك بس انا بصراحه ما ليش تقل على الحلويات بس هاكل عشان خاطرك حته صغيره .


أخذت منها الطبق بالفعل، وأومــأت الأخري برأسها بالإيجاب وهي ترد 


= بالهناء والشفاء، تعالى يا مالك خد نصيبك من الحلو


ركض ذلك الطفل الصغير بحماس الى والدته وكانت تراقبه الأخري التي علقت قائله بحنان


= امور اوي ربنا يخليه لك


رمقتها بسمة بنظرات هادئة متمتمة بصوت شبه هامس


= تسلمي عقبال ما نشيل عوضك قريب .


أبتسمت بخجل ولم ترد لكن ازاد نبضات قلبها حماس وسعادة وهي تتخيل ذلك اليوم بأن يكون لها طفل يخصها وحدها، اعتدلت بسمة في جلستها وسحبت الوسادة تضعها خلف ظهرها ثم سألتها بإهتمام وفضول


= على كده يا ضحى ناويه تكملي شغل بعد الجواز.. انا سمعت يعني ان انتٍ ما شاء الله مدرسه وشغاله كمان في مدرسه خاصه.. مش اي كلام خساره حاجه زي كده تسيبيها، أكيد تعبتي عقبال ما وصلت لها


وقبل أن تتحدث دخلت مايسة إليهم وقد استمعت الى حديثها، تصلبت قسمات وجهها بانزعاج كبير واحتدت نظراتها صائحًة بصوت آجش منفعل 


= بذمتك ده سؤال مش عايزه كلام طبعاً ما عندناش ستات بتشتغل الست تقعد والراجل هو اللي يصرف عليها مش يقعد في البيت يستناها أما ترجع من الشغل .. 


عبست بسمة بوجهها بعدم رضا فهي دائما تكره تفكيرهم المنحدر والطريقة الذي ينظرون بها إلي المراه، فهي بالأساس تراهم السبب في توقفها عن دراستها التي تكملها الآن في السر.. نظرت إلي ضحي شزرًا وهي تضيف بلهجة ساخره


= ولا انتٍ عندك رأي تاني يا عروسه، و عاوزه أبني يقعد في البيت يستناكٍ وانتٍ بتلفي على البيوت تدي دروس للناس وتدخلي شققهم .


انعقد ما بين حاجب ضحي بإندهاش مريب من طريقتها معها، وضغطت على شفتيها بقوة وهي ترد بصوت مختنق


= آآ منذر اتكلم معايا في الموضوع ده واتفقنا فعلا ان أنا هقعد وبالنسبه للدروس انا وقفتها 

بعد خطوبتي باسبوع ومع ذلك ما كنتش بروح لاي حد غير وانا عارفه كويس .


أجابت بامتعاض ظاهر على وجهها


= طب والله فيه الخير، اهو عمل حاجه عدله اخيرا في حياته.


مره ثانيه اندهشت من طريقه حديثها على أبنها لتفهم بان هذه المراه لديها مشكله مع الجميع وليس ذاتها فقط، لم يعجب بسمة رده فعل ضحي المستسلمه فمن الواضح بانها فعلت ذلك مجبرة لذلك ردت علي حماتها بحذر


= بس مش كده برده يا حماتي! الزمن ده بقى الشغل فيه اهم من التعليم هو اللي بيسند و بالذات للست.. اديكي بتشوفي في الاخر الرجاله بيروحوا يتجوزوا غيرهم ويرموهم بعد زمن طويل عشان عارفين انهم ما لهمش غيرهم.


لوت مايسة شفتيها بسخرية هاتفه بصوت جاد


= ستات خايبه! ومش عارفه ازاي تملأ عين جوزها ولا تحاوط عليه، مش الشغل يا اختي هو اللي هيخليه ما يعرفش غيرك ولا يتجوز ولا يرميكٍ ويبقى ندل معاكي استنصحي انتٍ وحوطي عليه وبطلي كل شويه تنكدي عليه 24 ساعه وهو ما يشوفش غيرك .


جزت علي أسنانها بغيظ مكتوم ثم صمتت للحظة قبل أن تتحدث مبتسمة بتهكم


=تصدقي معاكي حق يا حماتي برده المفروض الست تقعد والراجل هو اللي يشتغل فعلا طول عمرنا بنشوف كده حوالينا، عشان كده الواحد لما يبقى يشوف رجاله مش بتشتغل وطول اليوم قاعده في البيت، المفروض ما يتقالش عليهم الـ... ولا ايه رايك يا ضحى


ردت عليها حماتها بنبرة جادة تحمل الإزعاج بسرعه حتي لا تتجادل معها الأخرى ويقولون أشياء لا ترغب بسماعها عن ابنها 


=خلاص.. خلاص قفلي على السيره دي بقى .


أبتسمت بسمة نحوها قليلاً باستخفاف من رده فعل حماتها المتوقعة ثم اشاحت بوجهها نحو 

معاذ الجالس بعيد مسلط انظاره الى هاتفه الذي بيده ولم يستمع الى حديثهما بالمره او يهتم، وفي تلك اللحظة دخل منذر بمفرده المنزل قائلاً


= السلام عليكم.

الصفحة التالية