-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 12 - 3 - الأربعاء 28/5/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الثاني عشر

3

تم النشر يوم الأربعاء

28/5/202

حاول ترك مشاحناته جانبًا الآن وفكر بتعقل في أمر تلك الصوره إذا كانت صحيحه بالفعل وضحى على علاقه بشاب آخر، ربما يكون هذا أول دربه الصحيح معها ليكتشف بتأنٍ ما تخفية ضحي من أسرار له.


ظل هكذا لعدة دقائق يحاول اقناع نفسه أن صمته عما رآه يعني رضاؤه التام والامر مقدما سيتجاوز مثل ما حدث مع غاده، واحضرت عاشقها في منزله بكل جرأة! لذلك يجب أن يفكر بسرعه في حل حتى يتأكد من سمعته وشرف ضحى، حدق في سقفية الغرفة مخرجًا زفيرًا عميقًا من صدره، وحدث نفسه مجدداً

بحسم حازم


= ما فيش غير الحل ده فعلا، هو صعب شويه و ممكن ترفض بس انا لازم أصر عشان اتاكد انها بنت بنوت، ومستحيل تخوني ذي غيرها. 


❈-❈-❈


في نفس التوقيت، ضرب معاذ بقبضة يده على الطاولة الزجاجية لاعنًا حظه العثر الذي انعكس مجدداً على حياته الزوجية، وعادت زوجته الى تلك الاسطوانه مره اخرى وهو أمر العمل!. 


حدج معاذ زوجته بنظرات مغتاظة من طريقتها في فرض أمورها عليه كما يعتقد، و يئس من اقنعها بالتفكير بتلك الطريقه وتحرك أمامها وهو يقول بسخط


= يوووه وبعدين يا بسمه هو انتٍ كل ما تشوفي وشي هتفتحي معايا نفس الموضوع، يا ريتني ما اتسحبت من لساني ووعدتك يا شيخه ان انا هدور على شغل .


ســارت خلفه بضجر، وهتفت بفتور


= ايه عاوز ترجع في كلامك دلوقتي؟؟ طب خليك فاكر كويس يا معاذ ان الراجل بيتربط من لسانه والكلمه طالما طلعت من بقه لازم ينفذها وانت قلت هتشتغل يبقى لازم تعمل بكلامك 


توتر الأخر قليلاً ثم هتف قائلاً بضيق شديد


= انا ما قلتش هشتغل انا قلت هفكر بس! يعني تفرق، وبعدين مين قال لك ان انا هرجع في كلامي انا بس عاوز وقت لحد ما الاقي شغل قدامي كويس


احتدت نظراتها، ثم زفرت بحنق قائله بسخرية 


= والشغل ده هيجيلك وانت قاعد ولا لما تروح تتعب وتدور عليه، انا مش عارفه امتى هتتحرك من مكانك وتبطل الكسل اللي انت فيه ده الحاجه لازم تسعي عشانها، والشغل ده هو اللي هيخليك راجل محترم ومسؤول


حذرها زوجها قائلًا بغلظة


= ما تحاسبي على كلامك يا بسمه هو انا يعني مش راجل ولا محترم! دلوقتي ولا إيه؟ 


تمنت لو تستطيع ان تفصح عما بداخلها وبأن صورته أصبحت تهتز في عيناها و بدأت تندرج إلي مستوي سيئة للغاية بسبب تفكيره المنحدر ذلك، إبتلعت ريقها بتوتر ثم ردت عليه بحذر


= مش قصدي بس نفسي تفهم ان الشغل ده مهم جدآ في حياتك وحياتنا وحياه إبنك، وهو اللي هيخليك تتعلم حاجات كثير وتشيلي المسؤوليه مش لما تعتمد على امك وابوك طول حياتك وتستنى المصروف منهم من غير مقابل هو ده اللي هيخليك تتعلم حاجه.. يا معاذ الانسان من غير سعي وتعب في الحياه دي ما اسمهاش دنيا ولا هتعرف قيمه الحاجه اللي هتكسبها.. جرب كده بس مره واحده تشتغل وتشتري حاجه من مالك الخاص هتحس بشعور تانيه خالص وهتعرف قيمه الحاجه اللي اشتريتها .


هز رأسه بعدم إقتناع وهو يقول بجمود مستفز


= انا مش فاهم كل يوم وجعي دماغي بالموضوع ده ليه، ما فلوس ابويا تعتبر فلوسي بالظبط وفي الاخر هتروحلي انا !!. بعد عمر طويل يعني .


لوت شفتيها بامتعاض قائله بإحباط طفيف


= والله ما حدش عارف مين اللي هيورث التاني، وبعدين ضامن أوي انهم بعد عمر طويل هيسيبه اللي يكفيك ويكفينا طب بلاش الفلوس اللي هيسيبها لك صدقني مش هتكمل معاك شهرين وهتروح او أقل كمان لانك ما تعبتش فيها ومش عارف قيمتها عشان تحافظ عليها، وبعد ما تخلص ولا هتعرف تشتغل وتروح وتيجي لانك ما تعلمتش من البدايه.. صدقني انا خايفه على مصلحتك وطاوعني لو مره واحده في حياتك وانزل اشتغل حتى لو مش محتاج دلوقتي و بص لقدام .


زم فمه هاتفًا بحدة وهو يشير بكفه بانزعاج


= رجعتي لنفس الحور والنكد والقرف تاني بتاعك، يا بسمة ارحميني من اسطوانة كل يوم


زفرت بسمة بضيق شديد وهي تقول بيأس من إقناعه 


= هو انا لما اكون عاوزه مصلحه جوزي ومش عاجبني حاله ابقى نكديه، هو انت بجد عاجبك أوي نظره الناس ليك وهم شايفينك كده مستني كل شهر تاخد المصروف من امك وابوك وهم اللي بيصرفوا على البيت! طب بلاش عاجبك حالك كده وانت ما عندكش اي احلام بتسعى ليها غير اللعب على التليفون والخروج مع أصحابك ومش عارف تشيل مسؤوليه البيت ولا إبنك.. اخوك كلها كام شهر وهيتجوز يا معاذ وبعد كده لما مراته تيجي وهتشوفك قاعد كتير كده من غير شغله ولا مشغله مش هتقول عنك غير حاجه واحده .


صــاح بها بنفاذ صبر


= هتقول عليا ايه ان شاء الله وبعدين هي مالها بيا أصلا .


رفعت بسمة كف يدها أمام جبينها لتؤدي حركة مستنكرة وهي تهتف ساخطة


= لا مالها ونص يا حبيبي لانها هتكون واحده من العيله بعد كده وهتسكن معانا في نفس البيت، و مش محتاجه تسال مع الوقت هتشوف كل حاجه بعينيها ومش بعيد تقول للناس الأغراب وعارف هتكون شايفاك ايه وهتقول لهم إيه؟؟؟.. أنك راجل نطع!.


تجهمت تعابير وجه معاذ إلى حد كبير، وهو يصيح بانفعال كبير


= وبعدها لك يا بسمه ما تحترمي نفسك و  تخلي بالك من كلامك .


عقدت بسمة ما بين حاجبيها مبدية تهكمها للأمر وهي تقول عن عمد


= مالك اتحمقت اوي كده ليه عليا انا بقول لك اللي هتشوفه وهتقوله للناس، عشان كده انا عماله احاول معاك ما تشوفكش بالنظره دي ولا هي ولا غيرها.. 


أومـــأت برأسها إيجابًا وهي تضيف ببرود متعمدة استثارته


= مع أنها بصراحه هتكون معاها حق لان انت ما لكش مسمى تاني غير كده! الراجل اللي بيفضل قاعد في البيت وفي عيله مسؤوله منه، ومستني حد تاني يصرف عليه غير نفسه يبقي... نطع!.


ازداد اقتضابه من إجابتها ووجد نفسه يتحرك نحوه باب المنزل ليخرج صافقا الباب خلفه بغضب... 


❈-❈-❈

لاحقاً، أستيقظت ضحي كالعادة علي صياح والدها و توبيخه لزوجته وهذة المرة بسبب المصاريف التي لم تكفي متطلبات البيت من مأكل و أشياء كثيرة. 


حاولت تجاهل الأمر ولم تهتم لهم، ثم عادت تحاول الاتصال علي منذر فهي منذ راحلها ليلة أمس تريد تطمئن عليه وتخفف عنه ما حدث، لكن بدت محاولاتها بالفشل فلم يجب على اتصالاتها مطلقاً! لكن مع ذلك لم تيأس فهي تعلم جيد بأنه في وضع محرج ويحتاج للجلوس بمفرده و بنفس الوقت يحتاج الي شخص للتحدث معه و يكون علي محمل ثقة به. 


أطلقت الأخري تنهيدة لا تعلم إذا حتي رأته بماذا تواسيه أو تخفف عنه، تدرك مدي قسوة الموقف عليه حتى هي نفسها الان لا تصدق ما حدث دون آنذاك، وكيف يتهموا عائلته بهذا الإتهام!. لذلك رفضت التدخل أو مساعدته في نفس الموقف ذاته لأنه أمر عائلي.. وبالتاكيد هم ندموا على ما فعلوه وتاسفوا له.


لكن لا تعلم بأن كلما كبر زادت قسوة و طغيان اهله عليه، وفوق كل هذا لديهم أسوأ الخصال وهو التفرق في المعامله بين الاخين .


أغلقت هاتفها عندما لم يرد هذه المره أيضاً وقد علمت اليوم صفه في منذر جديدة لم تكن تعرفها بعد! منذر رجل كتوم ولا يتحدث كثيراً لذلك، ستصمت وتنتظر أن يأتي هو و يخبرها من نفسه أفضل .

الصفحة التالية