رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 12 - 4 - الأربعاء 28/5/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثاني عشر
4
تم النشر يوم الأربعاء
28/5/2024
تحركت خطوه وعلقت حقيبة يدها على كتفها لتستعد للذهاب لعملها، هبطت الدرج مشغولة البال في حال منذر، لم تنتبه لشخصه الذي كان يصعد في نفس الوقت الدرجات ليقابلها،
حدق فيها متعجبًا شرودها الذي جعلها لا تلاحظه معتقدة أنه شخص غريب لكن هو ظن ربما مشغوله بالتفكير بالشخص الذي ارسلت طليقته صورتها معه، سد عليها الطريق متسائلاً بعتاب
= على فين العزمه، و للدرجادي مش شيفاني!
انتفضت في مكانها مصدومة من رؤيته أمامها، واحمر وجهها بحمرة كبيرة متحرجة من نظراته المعاتبة لها، ثم ردت مدافعة تبرر موقفها
= هو أنت، والله ما شفتك معلش كنت سرحانه شويه... هو انت كنت جايلي؟
ارتفع حاجباه للأعلى هامسًا بجمود ظاهر
= ايوه، بس شايفك نازله خير.
استغربت طريقته وخشيت أن يكون غاضب لأنها أحرجته بعدم انتباهها له، فقالت بتوتر
= ابدا رايحه الشغل، اصل ما عنديش مواد الصبح فقلت اروح متاخر النهارده.. على فكره انا اتصلت بيك كثير بس ما ردتش و...
أمسك بيدها لتتوقف عن الكلام محدقة فيه بخجل، ثم طالعها بنظرات غامضة مرددًا
= هو انتٍ ممكن تغيبي من الشغل النهارده!.
وتاجي معايا .
❈-❈-❈
بداخل احد المقاهي بحي السيده زينب، كان معاذ يجلس مع احد اصدقاء السوء نظر له رفيقه متساءلًا باهتمام
= وهتعمل ايه دلوقتي؟ هتشتغل فعلا
أجابه معاذ بقلة حيلة
= مش عارف، بس زهقت من زنها وانا ما ليش في حكايه الشغل دي ومش عاوزه اشتغل مع ابويا ولا منذر جربت الموضوع مره زمان متعب ومقرف ومش جاي على هوايا
تجهمت قسمات وجه الاخر بالكامل، ورد بامتعاض و بوقاحة
= والله مراتك دي وش فقر حد يلاقي حد بيصرف عليه الأيام دي ومش مخليه محتاج حاجه ويتامر! وتصمم تنزل تشتغل ما ترنها علقه محترمه كده وخلاص وهي هتخاف و مش هتفتح بقها تاني.
حدق فيه بذهول، وسرعان ما هز رأسه بنفي وهو يقول بصرامة قوية
= اضرب مين انت التاني لا طبعا انت فاكر ان حتى لو عملت كده هتسكت مستحيل، بسمه مش من النوع اللي يضرب ويسكت وبعدين افرد ابويا ولا امي سمعوا ووقفوا في صفها كسبت انا ايه دلوقتي.. وبعدين انا عاوزه اي حل إلا اضربها مش هقدر أنا برده بحبها
لوي ثغره بابتسامة تهكمية وهو يرد بسخرية
= يا حنين ما انت طول ما انت مسلم كده هتفضل تلقح بالكلام عليك في الراحه وفي الجايه .. وبعدين انا بقول لك يعني اضربها ضرب خفيف كده عشان تخاف
عقد صديقة الثاني مابين حاجبيه قائلًا بعتاب
= ما تسكت أنت الثاني و تبطل تشعلله على مراته احسن الموضوع يقلب بجد، اسمع مني الخلاصه يا معاذ شوفلك اي شغلانه كده بسيطه وهي برده بصراحه معاها حق ابوك وامك مش هيعيشوا لك طول العمر شوفلك حتى كده شغلانه ثلاث ساعات في اليوم .
فرك معاذ وجهه بضيق، وأرجع ظهره للخلف مجيبًا عليه بسخط ظاهر في نبرته ونظراته
= مش كده، وبعدين انا اتسحبت من لساني ولازم اشوف اي شغلانه تكون كده خفيفه ومش متعبه
لمعت عيناي رفيقه الأولي ببريق طامع وهو يقول مقترحًا
= طب إيه رأيك تشتغل معايا في التهريب؟
شغلانه فلوسها كتير
شهق بذعر متلفتًا حوله قائلًا بتوجس
= تهريب إيه الله يخرب بيتك انت عاوز توديني في داهيه لا يا عم ما ليش في الحرام وبعدين ابويا و أمي لو عارفوا حاجه زي كده يروحوا فيها بالذات امي
لوى ثغره مبررًا تراجعه عن اقتراحه بالعمل معه بتلك النوعية من العمليات الغير قانونية
= خلاص يا عم الحق عليا كنت عاوز اخدم انت حر .
تجرع صديقة الاخر رشفة كبيرة من كوب الشاي الذي أوشك على الانتهاء، هاتفاً بجدية
= سيبك منه يا معاذ انا عندي الحل السوبر ماركت اللي اخر الشارع لسه فاتح جديد وشفته معلق ورقه انه عاوز عمال تعالى نروح له دلوقتي ونشوف لسه عاوز ناس ولا اكتفي
أثارت جملته الأخيرة اهتمامه، فسأله بفضول
= والشغل ده عباره عن ايه؟ انا مش عاوز حاجه متعبه ولا هشيل ولا احط انا أخري اقعد على مكاتب واراقب اللي حواليا .
اتسعت صديقة عيناه بدهشة هاتفاً مستنكراً
= وده شغل ايه ان شاء الله اللي هيكون على مكاتب ومن غير تعب كمان، قوم معايا يا معاذ الله يكرمك نسال الراجل نشوف ايه الاماكن اللي فاضيه عنده ولسه ملقاش ليها موظف وانت وحظك.
اغتاظ من رد صديقة، فهتف بإصرار أشد
= لا انا مش هتحرك من مكاني غير لما أعرف نوع الشغل، انا مش عاوز شغل في مجهود كتير وتعب وكل شويه رايح جاي وده يقل أدبه عليا ويناديني اعمله الـ...
لوي الآخر ثغره للجانب ساخراً منه، بنبرة ممتعضة
= في ايه، حيلك حيلك هو في شغل من غير تعب ومجهود! جري ايه يا معاذ هو انت صحيح علي راي مراتك عاوز كل حاجه تجيلك على الجهاز وانت قاعد من غير تعب.. ما تتعب شويه في ايه وبعد كده هتتعود زينا !. دول يا اخي حتي اللي بيسرقوا بيتعبوا في الحاجه
فرك رفيقه الاخر طرف ذقنه بضحك وتجشأ قائلًا
= بصراحه عنده حق ما قلت لك سيبك من الشغل ده وتعالى اشتغل معايا في التهريب فلوسه كتير .
هز رأسه مؤكداً رفض ما طلبه منه رفيقة، و نفخ بحنق وهو يشير بيده مرددًا بتبرم
= ما قلت لك مش عاوز انا مش هعمل حاجه حرام والسكه دي اخرها وحشه، طب آآ تعالى أنت التاني نروح نشوف السوبر ماركت اللي فاتح جديد ممكن يمسكني الحسابات واقعد على المكتب، بس أهم حاجة من غير تعب .
❈-❈-❈
ترددت ضحي في قبول طلب منذر لتغيبها عن العمل اليوم والذهاب معه، لكنها في النهاية هزت رأسها كعلامة للموافقة، فبالتاكيد لم تستطيع الرفض او الإعتراض فهو جاء بنفسه لها حتى تسانده.. بعد وقت قصير كانوا بأحد المطاعم وطلب فطار لهم وكان منذر صامت طول الوقت حاولت أن تتحدث وهي راسمة على ثغرها ابتسامة هادئة تسأله
= منذر أنت كويس؟
هز رأسه بإيماءة صغيرة، ثم أشــار لها بنظرة مختلفة لكن جعلت الدماء تفر من عروقها
= تعرفي دي اول مره تقولي اسمي.. واول مره كمان حد يسألني اذا كنت كويس ولا لاء .
شعرت بالخجل و ابتلعت ريقها قائلة بارتباك
= بجد مش فاكره اذا كنت ما قلتهوش قبل كده ولا لاء، بس انت ممكن تحكيلي مالك وانا هسمعك! ما فيش داعي تشيل هم من النهارده ان هتكون لوحدك ولا حد مهتم لامرك .
مسح يديه في المنشفة الموضوعة أمامه وهو يقول بجمود عابس
= ما اعرفش المفروض اجاوب اقول ايه بس حاسس ان انا مش كويس، وفي نفس الوقت مش عاوزه اتكلم عن اللي حصل امبارح .