-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 5 - 3 الأحد 5/5/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الخامس

3

تم النشر يوم الأحد 

5/5/2024

شعرت فجاه بوخــز كبيره في صدرها وأكملت قائلة بنشيج 


= بس انا بعد كده عرفت الغلط فين لما بقيت اواجه كل حاجه لوحدي، انا ما قدرتش ابعد عنه رغم ان انا حاولت زي ما انتٍ قلتيلي عشان ما كنتش عاوزه ازعلكم بس ما قدرتش هو مش موضوع ان انا بحبه ومش قادرة ابعد عنه؟ لا انا ما بقتش قادره استغنى! ما بقتش قادره أعيش الحياه دي لوحدي طول الوقت والكل بعيد عني و زياره كل شهرين ولا ثلاثه مره ولا مرتين او ساعات اصلا تنشغلوا وما تجوش خالص وعشان تريحوا ضميركم تطمنوا عليا بمكالمه لمده دقيقتين! ياااه في الدقيقتين دول بتعرفوا ان انا باكل كويس؟ ونايمه مرتاحه وما عنديش مشاكل ولا خايفه ولا تعبانه من اي حاجه.. وفي الدقيقتين دول بتناموا وتحطوا راسكم على المخده وانتم ضميركم مرتاح ان انتم بتصونوا الامانة اللي سابها لكم ابوكم وامكم.. وفي الدقيقتين دول برده بتكونوا متأكدين ان انا بخير مش عارفه إزاي؟ وبالدقيقتين دول اطمنتي يا ابله رانيا ان انا فعلا قطعت علاقتي مع الولد ده و سمعت كلامك! وبعد كل ده بتسالوني احنا قصرنا في إيه .


هربت الدمـاء من وجه الاختين وهم يسمعون معاناتها فهي تواجههم امام انفسهم بأنهم كانوا جزء من تلك الكارثة بسبب إهمالهم لها.. لكن رفضت رانيا ان تعترف بذلك وبصعوبة بالغة تمكنت من إمساك نفسها نسبياً عن ضربها على تهورها الغبي وصاحت فيها موبخة إياها


= انتٍ مش هتجيبيها فينا مهما قصرنا زي ما انتٍ بتقولي ما فيش واحده محترمه ومتربيه تعمل اللي انتٍ عملتيه ده ولا مستنيه انا واختك نقول لك ان ده غلط .. وبعدين انا عاوزه اعرف علاقتك اتطورت مع الكلب ده ازاي اللي انا رغم حذرتك فضلتي برده مكمله معاه 


لم تعبأ ديمة بتعنيف أختها لها فقد كانت في حالة صعبة للغاية، ثم ردت عليها بنبرة ثقيلة 


= ما انا لو كنت في اهتماماتك يا أبله رانيا كنتي اتاكدتي وعرفتي انا علاقتي اتطورت ازاي عايزه تعرفي حاضر! الشاب ده اصلا كان السواق بتاع الاتوبيس اللي بيوصلني للمدرسه قرب مني وابتدى يعرفني عليه واحده واحده العلاقه بينا اتطورت حسيت ان انا مش واعي كفايه للي بيحصل حواليا ما كنتش مرتاحه أن بعمل حاجه من وراكم؟ وفكرت فيكي انتٍ اول واحده جريت عليكي احكيلك كل حاجه عشان توعيني وتفهميني!!! بس اتفاجئت من رده فعلك لما ما سمعتنيش ولا فهمتيني وامرتيني بغضب أن لازم أبعد عنه من غير حتى ما تفهميني وتوعيني كفايه اضرار الموضوع وأن ممكن ياذيني ازاي؟ 


أخذت أنفاسها وهمست مجدداً بصوت مختنق مقهور ومتقطع ناظرة نحوهم بنظرات مشوشة


= ولا حتى تفهمي الشاب ده مين ولا هو قريب مني لاي درجه، كل خطوه كنت بخطيها معاه كان جوايا إحساس مش مريح و ان انا غلطانه بس مع ذلك ما كنتش بنسحب! ما كنتش فاهمه نفسي في الاول بس فهمت متاخر بالذات لما بقيت اركز في تصرفاته بعد ما عرفت حقيقته ان هو كان كل ده بيلعب بيا عشان ياخد مني فلوس وان هو عمره ما حبني وأنه كان بيقرب مني عشان مصلحته هو كمان .. و أن كنت في حياته ولا حاجه واخر اهتماماته زي غيره 


شعرت للحظة بالإنكسار والخزي، وبمهانة من الصعب محوها من الذاكرة بعد أن أدركت أنها وقعت في مأزق كبير، صـاحت بهما بعنف 


= لما لقيت نفسي لوحدي حبيت القرب ده رغم أنه كان غلط ولاني برده لوحدي كنت بحكيله كل حاجه كان نفسي احكيها لكم بس انتم مش موجودين، ودي كانت اكبر غلطة انه عارف عني كل حاجه ونقطة ضعيفه كمان.. عارفه كنت كل ما ارفض حاجه غلط عاوزني أعملها ولا افكر أبعد ولا اعترض كان بيعمل إيه؟ كان بيستخدم معايا أسلوب حقير! انه يقفل تليفونه ويختفي من حياتي ويحسسني بالخوف ان هو كمان مشي من حياتي ذيكم.. وانا كنت زي المغيبه بتجنن وعاوزه اوصل له بأي طريقه؟ وبعد أسبوع ولا ايام يظهر لي وانا اوفق على طلبه مضطره.. لحد ما طلب مني الزواج العرفي بحجه ان انتم عمركم ما هتقبلوه به في حياتي لانكم رافضين تسمعوني ولانه هو شاب على قد حاله وانا اقتنعت فعلا انك هترفضوا حاجه زي كده واتجوزني عرفي مع الأسف بعد طبعاً ما استخدم نفس اسلوبه في الاختفاء عشان يحسسني بالخوف وان انا اللي محتاجاه .


بدوا الاثنين ينظرون إليها باهتمام بالغ خوفاً على حياتها مما بدأت تسرد عليهم، فهم لا يعرفون ما تعرضت له و أن تلك الأحداث العصيبة حدثت معها بمفردها وهم كانوا بعيد عنها و يظنون أنها بخير وليس أصبحت تحصد خسائر فادحة، غطت ديمة وجهها بين يدها باكية بحرقة وندم على ما افتريته بحقها

ثم هزت رأسها بعنف وهي تضيف بحسرة شديدة


= وفي نفس اليوم اللي قرب مني! كشفلي عن حقيقته وان عمره ما حبني وكان بيقرب مني عشان طمعان فيا مش اكتر وابتدى يهددني ويضربني عشان ياخد مني فلوس! وكان بيقول لي دايما لما احاول اهرب ولا اهدده زي ما بيعمل ان اضعف من ان اعمل كده لوحدي و جبانه وما حدش عمره هينقذني منه، وحتى اخواتك اللي نسيوكي ولا بيسالوا عليكي ولا دريانين باللي بيحصل لك عشان كده هتفضلي تحت رحمتي واوعي تفكري تعترضي علي طلباتي.. وانا كنت ضعيفه قدامه فعلا لوحدي! حتى لما هددني بميه النار اللي هيشوي بيها وشي عشان امضي على ورقه بيضاء استسلمت وما قدرتش ادافع عن نفسي.. و فضلت كده طول الوقت بتعرض لأساليب ابتزاز منه وانا مش قادره اقوم ولا اقول لكم ولا اعترض على طلباته.. حتى موضوع حملي اكتشفته بالصدفه اصلا في المستشفى زيكم بس احسن انه مات انا ما بقيتش بكره حد في حياتي قده ولا طايقاه ونفسي اخلص منه ومش عارفه.


شهقت زينب مفزوعة لاطمة على صدرها مما تسمعه، مرددة بصدمة 


= إيه!.


بينما اتسعت حدقتي رانيا بفزع كبير حينما أدركت حجم الخطر المحيط باختها منذ فترة طويلة وهي كانت لا تعلم به! خفق قلبها بتوتر كبير وهي تتخيل كل ذلك حدث بالفعل مع أختها الصغيرة وتحفزت حواسها بالكامل بعد سماعها كل ذلك وكيف استغلها ذلك الخبيث وكان يهددها بأبشع الطرق..


نظر إليهم فجاه بقسوة، ثم رددت عليهم من بين شفتيها بصوت متشنج مرير 


= وانتم كمان بقيت بيكرهكم ومش عاوزاكم في حياتي و انتم اصلا اللي ابتديتوا تنشغلوا في حياتكم وتنسوني يلا اتفضلوا بره وافضلوا زي ما انتم واعملوا نفسكم مشغولين وطمنوا نفسكم بمكالمه آخر الليل مدتها دقيقتين عشان تعرفوا تحطوا راسكم على المخده وانتم ضميركم مرتاح.. ومش حاسين ولا دريانين باللي بيحصل لي واللي انتم كنتم جزء منه.. يلا بره مش عاوزه اشوفكم اخرجوا من حياتي زي ما انتم خرجتوني.... يلا بره مش طايقاكم ولا عاوزاكم في حياتي برررره.


❈-❈-❈


تحركت بسمة إلي خارج المطبخ ثم وضعت طبق الحلوى الذي أعدته إلي زوجها فوق المنضدة بقوة، ثم وقفت متخصرة أمام التلفاز الذي كان يتابعه زوجها باهتمام هادرة


= اتفضل الحلو اللي طلبته.


نظر لها بانزعاج وهو يلوح لها بيديه جانبا كي تبتعد


= خلاص مش حطيتيه.. اوعي بقي من قدام التلفزيون عاوزه اتابع الماتش .


نظرت إليه نظرة حقد ثم استدارت تغلق التلفاز من الزر المخصص له ببساطة ثم عادت تنظر لزوجها متجهمة بينما تكتف ذراعيها، انتفض

وهو يعتدل جالسا على الأريكة فزعق بها باستنكار


=انتٍ بتقفلي التلفزيون ليه هو انتٍ مستقصداني مره تقفلي عليا النت ومره التلفزيون افتحيه دلوقتي حالا .


ازدادت ملامحها غضب وهي تقترب منه ثم أردفت تتحدث بجدية


= طالما انت قاعد فاضي كده ومش لاقي حاجه تضيع فيها وقتك اتفضل اخرج مع ابنك شويه وفسحه زي ما كل الابهات بتعمل.. الولد ابتدى يزهق ويسال انت ليه مش بتخرج معاه 


ضيق معاذ عينيه متسائلا باستهجان


= امال انت كل جمعه بتاخديه وتروحي فين مش بتفسحي وبعدين هو مش في مدارس! عرفي ابنك يا هانم مش كل حاجه لعب طالما عليه التزامات تانيه .


تمتمت بسمة له باقتضاب مغتاظ


= طب ما انت شاطر اهو وعارف التزامات غيرك عقبال ما تعرف التزامات نفسك، اسمعني كويس يا معاذ انا مش كل حاجه فوق دماغي لوحدي! مطنش تساعد في البيت وخلاص جبت اخري منك وانت مش راضي قلت ماشي لكن مش ابنك كمان هتهمل فيه.. الولد ابتدا يفكرك انك مش بتحبه، انت كل يوم والثاني بتنزل تقعد على القهوه مع اصحابك بالساعات خصص لنفسك ساعه واحده بس هتفرق معاه .

الصفحة التالية