-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 26 - 6 - الأثنين 6/5/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل السادس والعشرون

6

تم النشر الأثنين

6/5/2024

بغرفة ياسين قبل عدة ساعات 

توقف يستمع إليها بذهول، ارتبكت تتراجع للخلف وهي تشير  للهاتف

-دا ..دا ..اقترب منها يرمقها بنظرات نارية 

-دا عشيقك الحقير صح..دفعته صارخة 

-اخرص ..انت ازاي تتجرأ وتقول كدا، أصابها الذهول واخترقت كلماته روحها لتنزف بصمت 

-من اول مرة اتقابلنا فيها وانت نظرات شك واتهام وبس، سألت نفسك مرة واحدة انا ممكن اعمل كدا ولا لا، واحدة عارفة معالم دينها، وبتخاف ربها ممكن تنزل الانحطاط دا، لا طبعا سمعت انت وكريم ونفذت حكم الاعدام ..ازاي انتوا ظباط اه ازاي 

واحد عديم الاخلاق عرف يلعب بيا، وانتوا حكمتوا عليا ..عمري ماهسامح حد فيكم، انا بكرهكوا كلكو


أخرجت كل مايؤلمها ونظرت إليه بنظرات معاتبة تنخرط ببكاء مرير 

-شوف التليفون وبعدين اتهمني براحتك، دا رقم رن عادي معرفوش 

فكرت جنى لأنها كل شوية بتغير رقم ، واكيد سمعتني 


اكتفت بإيماءة تتراجع للخلف وتنساب عبراتها بقوة 

-طلقني مبقتش طياق انت انسان مريض، مريض بالعند والتكبر، زي مايكون الكون كله تحت امرك، مستحيل افضل على ذمة شخص ذيك 

ظلت تبكي بشهقات 

-بكرهكوا كلكوا، قالتها وولجت لغرفتها تغلق الباب خلفها بقوة 


جلس على المقعد وانفاسه تتسارع داخل صدره حاول تهدئة نبضات قلبه التي صخبت بقوة 

نهض يثور كالأسد المفترس يحطم كل مايقابله 

-حقيررررة..استمعت لصراخه بالخارج أطبقت على جفنيها متألمة 

-ليه ياياسين تعمل كدا، وضعت كفيها على صدرها هامسة 

-يارب اصلح حالي، يارب خدلي حقي من كل من اذوني ..تمددت تتكور بوضع الجنين حتى غفت بمكانها 


بمنزل جاسر 


خرج من مرحاضه يقف أمام المرآة يصفف خصلاته بعدما ارتدى ملابسه، جمع اشيائه الخاصة يضع سلاحه بخصره، كل هذا وهي تراقبه بعينان تفيض ولعًا بعشقه ..استدار متجهًا إليها 

-همشي جنجون وساعتين هرجع اويكي حي الألفي 

هبت من مكانه متناسية ماترتديه ، 

-بجد ياجاسر يعني هنروح حي الألفي، انا بحبك أكتر واحد في الدنيا، قالتها بطفولية،  وقف ونظراته تخترق جسدها الذي لا يستره سوى منامة شفافة تصل أعلى ركبتيها،  دنى بخطوات سلحفيه ومازالت نظراته تخترقها، توقفت عن الحديث تنظر إلى ماينظر إليه، جحظت عيناها، تلقيه بالوسادة ثم هرولت للمرحاض

-أنا كنت عارفة إنك قليل ادب، غبية ياجنى سايبة الرجالة المحترمة كلها ورايحة تتجوزي ابو عين زايغة، أغلقت باب المرحاض تعض على أناملها تبتسم بخبث عندما استمعت لطرقاته على الباب

-مش عجبك عايزة تتجوزي راجل محترم ..، طيب انا قليل ادب ، افتحي الباب يابت


وضعت كفيها على فمها تمنع ضحكاتها ثم هتفت من خلف الباب 

- اه انت قليل ادب واقف تبصبصلي، ركل الباب بقدمه 

-عارفة لو مش ورايا شغل صدقيني كنت اعرفك ازاي ابصبصلك يامؤدبة 


صفقت بكفيها تبتسم بسعادة ثم تحدثت:

-روح شغلك ياحبيبي اتأخرت، واقفل رماديتك دي علشان محطلكش  فيها ملح يابن جواد 


تحرك وهو يطلق صفيرًا قائلا:

-ماوعدكيش ياجنجون قولتلهم ينقلوني قضايا الاداب المخدرات دي كلها مجرمين بس الاداب فيها ستات حلوة..لم يكمل حديثه عندما استمع لفتح باب الحمام، تخرج منه كالمجنونة 


وصلت إليه تلكمه بصدره صارخة به 

-ستات ايه يابو عين زايغة يابتاع الاداب، طب والله لأعلمك الادب اهو مفرد اداب ، ظلت تلكمه كالمجنون تصرخ به،  وصوت ضحكاته التي ارتفعت بالمكان يرفعها لاحضانه يدور بها يدفن رأسه بخصلاتها

- اخيرا خرجتي ياروحي، شوفتي عرفت اخرجك..حاولت التملص من أحضانه 

-وسع يارخم يابصباص يابتاع الاداب 

ألقاها على الفراش ومازالت ضحكاته تزين وجهه، حاوطها بذراعه 

-أنا بصباص ياجنجون، وقليل ادب وعايزة تتجوزي واحد مؤدب ..طيب هبص اهو ..قالها وهو يوزع نظراته على جسدها، يمرر أنامله ، وضعت كفيها على وجهها تغمض عيناها 

-بس بقى ياجاسر، عيب كدا، والله هعيط، ياله امشي بقى 



❈-❈-❈

اقترب من وجهها يزيل كفوفها يهمس لها 

-لازم اصالح جنجونة قلبي الأول وأعرفها أن عنيا مش شايفة غيرها، وبدعي من ربنا لو حاولت في مرة اشوف غيرها ودا اللي مستحيل يحصل علشان مفيش اجمل منها في الدنيا كلها، ربنا يصبني بالعمى ياروحي


قالها وهو يدنو يطبع قبلة بجانب شفتيها واستأنف همسه 

"جاسر بيعشق جنته، مش محتاج لحد تاني انتي اخترقتي القلب وتربعتي على عرشه ياروحي ومفتاحه يخصك وحدك" قالها وهو يفترس ملامحها الجميلة ثم اعتدل وأشار عليها 

-هبلة نسيت أنها كانت طول الليل كدا في حضني، اجهزي حبي  فرح ياسين اخر الأسبوع هخليكي تباتي كمان ليلة هناك..قالها واستدار سريعا للخارج يحاول السيطرة على نفسه من طلتها التي أضعفت كيانه وزلزلت دواخله..

هبت من فوق فراشها 

-جاسر!!

توقف يواليها ظهره، تحركت إليه ثم أدارته إليها ترفع نفسها تطبع قبلة بجانب شفتيه:

-هتوحشني اوي، مش عايزاك تفكر في أي حاجة غير مراتك حبيبتك، ومش عايزة ابات بعيدة عنك 


مسد على خصلاتها ثم استدار وتحرك 


ارتدى نظارته متجها لسيارته يتحدث بهاتفه:

-جهز القوة جالي إشارة بالمكان، هعدي اجيب إذن نيابة 


باليوم التالي عند ياسين  


خرج من شركة يتحدث بهاتفه 

-كريم ابن عمك هموته سمعتني، توقف كريم متسائلاً :

-فيه ايه ياياسين ؟!

-الحقير لسة بيكلم اختك ياكريم، صدقني أنا بحاول أمسك نفسي معاها علشانك، هي متلزمنيش، لسة جاية من شركة الاتصالات دلوقتي ، بيكلمها وبيبعتلها رسايل بس اختك بتمسح الرسايل، انا بحاول امسك نفسي ياريت تكلمها وتفهمها أنها متجوزة 


شعر كريم بغصة تختنقه، حاول الهدوء فأردف :

-هزورها ياياسين، لازم نتكلم مبقاش ينفع وخاصة بعد موضوع حفلة جوازكم دي ، مش عايز حد يشك ، واتعامل ياياسين على انك عريس ياخي وهشوف خالد 

لكم القيادة بعنف صائحا:

-أنا مش عريس ياكريم سمعتني ..قالها وأغلق الهاتف يقود السيارة بسرعة جنونية حتى وصل للنيل توقف ينظر بحزن يقبع داخل صدره ذهب بشروده لذاك اليوم الذي جعله بلا نبض 

فلاش :

خرج من كليته وقام بمهاتفتها 

-لي لي ..انا جايلك حبيبتي..نهضت من جوار أصدقائها ترجع خصلاتها للخلف بفعل الرياح 

-جاي دلوقتي..ابتسم والسعادة ترتسم بعينيه قائلاً :

-اطلعي برة قدامي دقيقتين بس 

توترت مرتبكة فتحدثت بتقطع :


-بس .. أنا ، يعني عندي محاضرة دلوقتي مينفعش ياياسين .. مازالت الابتسامة تزين وجهه 

-مش هأخرك، اطلعي ياله وحشتيني..أغلق الهاتف يطلق صفيرًا ثم فتح هاتفه على الموسيقى الهادئة مبتسمًا بحبور، وصل بعد قليل مترجلا من سيارته متجها إلى وقوفها، ولكنه توقف عندما وجدها بتلك الثياب مرة أخرى ..اقترب إليها يرمقها بنظرات تود إحراقها ..توقف أمامها صامتًا وعيناه تحكي الكثير والكثير 


ابتلعت ريقها بصعوبة وهتفت: 

-ياسين لازم نتكلم ..أشار بيديه للتحرك ..ترجلت من سيارته متجهين لكافيه على النيل ..جلست بمقابلته تطالعه فترة من الصمت ثم تحدثت 

-أنا آسفة على اللي هقوله بس لازم تسمعني للآخر 


وصل النادل لمشروباتهم 

-عايزة كولا لو سمحت..قالتها بهدوء 

ثم اتجهت بنظرها لياسين الذي هتف 

-قهوة مظبوطة لو سمحت..قالها ثم اقترب يستند على الطاولة منتظر حديثها 

-ياسين انا مش هقدر اتجوزك، فكرت كويس مستحيل اقدر اعيش في مصر، عرفت من بابي إن  الظباط مابيسافروش وحياتكم بتكون مقيدة اوي، حقيقي آسفة ياياسين مش هقدر اكمل معاك وكمان انت بتقول ماينفعش نرتبط طول ماانت في الكلية ، ومينفعش نتقابل، حياتك غير حياتي، انا متعودة على الحياة في امريكا، هيكون صعب اوي اقدر اتأقلم على الحياة هنا..صمتت تنتظر حديثه، ولكنه ابتعد بنظره بوصول مشروباتهم ..استمعت لرنين هاتفها امسكته تنظر إليه ثم نظرت الى ياسين فتحدثت قائلة: 

-سوري ياياسين لازم ارد

-أيوة ياحسام ..نظرت بساعة يديها وأجابته: 

-تمام هستناك قدام الكلية بعد ربع ساعة، لا خلصت محاضراتي ..اوكيه 


حمحمت متوترة تطالعه: 

-دا حسام ابن شريك بابي، دكتور في جامعة بأمريكا، ونزل إجازة واتعرفنا على بعض في بارتي لريان ابن عمو عمر..واتقدملي وانا وافقت 


نهض من مكانه ملقيا بعض النقود على الطاولة، ثم ارتدى نظارته الشمسية 

قائلاً :

-ألف مبروك، اتمنى لك السعادة ..قالها واستدار سريعا


خرج من شروده وآه حارقة خرجت من أعماقه 

-ليه مكتوب عليك الغدر ياياسين، فوق وماتخليش حتة بت زي دي تلعب بيك..شغل مقود السيارة متجهة لمنزله 


وصل بعد قليل لغرفته 


دفع الباب وبحث عنها بعينيه..اقترب حيث جلوسها بالشرفة، تضع رأسها فوق ركبيتها تنظر للخارج بعينين خاوية من الحياة ..انحنى لمستوى جلوسها 

-ايه البرنسيسة عاجبتها القعدة، اجهزي يا..صمت للحظة يرمقها بإزدراء: 

-مش عارف اقول ايه ..مدام ولا آنسة، رغم اني اشك من كلمة آنسة دي ..رفعت نظرها إليه وأجابته بروح محترقة وقلبا يتمزق ألمًا

-إنت إنسان مريض  كلك عقد عايز تروح لدكتور نفسي، ابتسامة ساخرة تجلت بعينها وتحدثت متهكمة تغرز عيناها بعينيه النارية

-حتى الدكتور النفسي مش هيقدر يعمل معاك حاجة، احسنلك تشوف شيخ يطلع عفاريتك 

ضغط على فكها بقوة :

-عرفت أنه بيكلمك ياحقيرة، ومن زمان مش من دلوقتي ، بس ياترى الأمورة بتروح تقابله..ضغط بقوة يتحدث من بين أسنانه:

-عندك جرأة توقفي قدامي وبتتبجحي

حاولت الابتعاد قائلة :

-ابعد عني متلمسنيش 


-انتِ ايه ياشيخة رغم اللي أنتِ فيه بس لسانك اطول منك


ضغط على خصلاتها 

-تدخلي زي الشاطرة تعمليلي اكل، وتكوي الهدوم، وبعد كدا أشوف هعمل فيكي ايه 


دفعته بقوة وتحدثت بعينان تطلق سهامًا مشتعلة: 

-قولتلك مليون مرة بطل الهمجية اللي انت فيها دي، انا هنا مش الخدامة بتاعتك، ولأخر مرة هقولك طلقني لو فعلا راجل ، مع إني أشك ..سحبها بقوة خلفه يجرها من خصلاتها متجها للداخل ، فقد أخرجت شياطين الجحيم القابعة بداخله 

-هعرفك انا راجل ولا لأ يامؤدبة يابنت الناس المحترمة..توقفت متراجعة تمنعه بضراوة ..جذبها بقوة فلقد أظلم قلبه الحالك واحترق بنيران الغدر والخيانة يدفعها بغضب على الفراش 

-دلوقتي هعرفك انا راجل ولا لأ

هزت رأسها وتسابقت عبراتها ضربات قلبها مذهولة من تحوله 

ياسين متعملش كدا، انت عارف اخر جوازنا ايه من فضلك ماتخلنيش اكرهك 

ضغط على كتفها بقوة آلامتها 

-ليه ماشبهش الحيوان اللي بتكلميه، انحنى مقتربا من ثغرها ابتعدت تدفعه وتبكي تهتف من بين بكائها 

-ابعد ياياسين ..

ضغط على ثغرها بخاصته كالمنتقم من حبيبه، إلى أن صمتت مقاومتها، 


تراجع مبتسما بسخرية:

تؤ مش حلوة ..طعمها وحش ..قرص وجنتيها وتحدث مشمئزًا: 

-متخافيش مش هقرب منك لان مفيش حاجة تشدني، أشار عليها مستهزئا 

-إنتِ على بعضك ماتحركيش فيا حتى نظرة..ادخلي اجهزي علشان اليومين اللي قبل الفرح دول تروحي عند جاسر 

اهو حتى اطمن انك تحترمي نفسك


❈-❈-❈



اقترب وحاوطها بذراعيه ينظر لدموعها 

-بلاش دموع التماسيح دي، سبيها لليلة دخلتنا، دنى حتى اختلطت انفاسهما 

-اجهزي ياعروسة فرحنا بعد يومين ولازم نعمل دخلة بلدي، ودا أمر ياروح ياسين ..قالها مبتعدا يطلق صفيرًا وتحرك للخارج 

-هستناكي تحت، على الله تتأخري هطلع واقدم الدخلة على طول 


اهتز جسدها حتى شعرت بإنهيارها وعدم قدرتها على الوقوف، فهوت جالسة تضع أناملها على شفتيها 

تهمس لنفسها

-هو باسني ولا أنا بتخيل، وضعت كفيها على وجنتيها لتشعر بلهيبها 

-الواد دا هيموتني بسكتة قلبية ..بس وحياة ربنا ماهرحمك ياحضرة الظابط 

ظلت بمكانها لبعض الوقت تفكر بشيئا ثم نهضت من مكانها متجهة لغرفة ثيابها

الصفحة التالية