رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 26 - 4 - الأثنين 6/5/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل السادس والعشرون
4
تم النشر الأثنين
6/5/2024
تمدد بجوارها يجذبها لأحضانه ، يمسد على خصلاتها
-آسف حبيبي صحيتك، نامي ياله انا عندي شغل مهم ، وهعدي على عمو باسم ..
استدارت إليه
-هو لسة تعبان..هز رأسه بالنفي وأجابها
-لا ..اتحسن بس للاسف طلق حياة بعد اللي حصلي عنده وقاعد لوحده، هي لما عرفت ماسبتوش وبابا بيحاول يقنعه يرجعها..ذهب بذاكرته لذاك اليوم
-مجبتش جنى معاك ليه ياجاسر، والله زعلت ..جلس بعدما خلع جاكتيه الشتوي واجابها
-جنى تعبانة لما تخف هجبها إن شاءالله ، أشارت له بالدخول
-لا لازم اروحلها انا، اطمن عليها، ادخل جوا الجو هنا برد، باسم دقايق وينزل لسة راجع من الشغل ..اومأ لها وتحرك للداخل
❈-❈-❈
فاق من شروده على لمسة كف جنى
-جاسر ..رحت فين
زفر مختنقا على ذاك اليوم الذي اعتبره يومًا مأسويًا فرفع نظره إليها
-حياة فعلا مظلومة، مكنتش تعرف اللي فيروز هتعمله، بدليل زعلت علشان أنتِ مرحتيش وكمان قالت هتيجي تزورك يعني نيتها مكنتش وحشة
اعتدلت تحتضن وجنتيه
-جاسر لازم ننسى اليوم دا لو سمحت، اليوم دا امسحه علشان أنا بجد بتعب جدا منه
نهض متجهًا للمرحاض هاربًا من نظراتها الحزينة
بحي الألفي وخاصة بغرفة ربى
نهض من مكانه يوضع طفله في مهده
-نامي دلوقتي ياروبي، حاولي تنامي حبيبتي علشان ماتتعبيش ..دثرها بالغطاء ثم انحنى يطبع قبلة على جبينها هامسًا:
-ربنا يخليكوا ليا..نصب عوده يغلق الإضاءة، وخرج متجهًا لمنزله
مرت الساعات ثقيلة عليه وهو يتقلب بفراشه، فنهض متجها لشرفته يستنشق بعض الهواء حتى يهدأ من لوعة إشتياقه وعشقه
زفر الهواء المكبوت بداخله مرة واحدة وارتفاع وهبوط صدره جعل ثورته الحارقة تتخطى ثباته ثم اتجه يحمل هاتفه متجهًا إلى معشوقته..ولج للداخل وجد جواد جالسًا بمكتبه يعمل على جهازه، طرق على باب الغرفة فسمح له بالدخول
-مساء الخير ياعمو..خلع نظارته الطبية وأشار له بيديه
-تعالى حبيبي..تحرك متجها إليه ثم توقف أمام مكتبه
-معطل حضرتك..ترك الجهاز بعدما اغلقه
-لو مش فاضي افضالك حبيبي..اومأ برأسه
-حبيبي ياعمو، نهض جواد متجهًا إليه يربت على كتفه ثم أشار إليه بالجلوس
-أكيد جاي علشان مراتك مش كدا..جلس أمامه يطأطأ رأسه للأسفل بخذي
-عارف حضرتك زعلان مني، بس والله ياعمو أنا كنت محروق أوي على جنى، وربى وقتها كسرتني، رفع رأسه يطالع عمه وعيناه يرتسم بها الاسف الشديد
-عارف إني مستهلهاش، زي ماانا متأكد مش هقدر أعيش من غيرها ياعمو
هز جواد رأسه ساخرًا ثم رجع بجسده يضع ساقًا فوق الأخرى يشبك أنامله يطالعه، ثم مط شفتيه
-قولتلي إنك مش عارف تعيش من غيرها، نهض عز عندما فهم ما يشير إليه فجلس على عقبيه يحتوي كفيه
-عمو جواد لو سمحت بلاش تحرمني من مراتي وابني
انحنى جواد يدقق النظر بعينيه وأردف:
-ليه انا اللي قولتلك اعمل غبي ومتخلف، انا اللي قولتلك اكسر قلبها بدل المرة 3مرات ، انا اللي قولتلك احلف على مراتك بالطلاق علشان عند وبس ..لكزه بإصبعه برأسه
-فين دماغك ياحضرة المهندس العبقري، ماسك شركة كبيرة عريضة وتحت ايدك آلاف من الناس بيسترزقوا وانت فاشل في حياتك، امتى هتقدر تسيطر على غضبك وتفرق بين حياتك الخاصة وحياتك الاجتماعية،
اعتدل بجلوسه يتكأ بجسده على المقعد ونظراته تخترقه ثم زفر بغضب وأشار بسبباته واستأنف حديثه مستاءً
-رغم انك دوست عليها قدامي الا خلتها تروح معاك وتصونك في ضعفك وحزنك، لكن انت عملت ايه
نهض ونصب جسده وغضبه ينفر بعروقه
-عاملتها وكأنها مش موجودة، محبتش اخواتها يدّخلوا في حياة اختهم، أوس جه ووقف قدامي وقالي اختي مش يتيمة يابابا علشان عز يعمل فيها كدا، استدار إليه يرفعه من جلوسه واستأنف :
-جاسر اللي يعتبر اخوك وصديق عمرك اللي جيت ومسحت بكرامته الأرض قدامنا جالي ووقف زي وقفتك كدا وقالي انا متنازل عن حقي يابابا، سيبه يغلط فيا ويعمل كل اللي عايزه، بس عند ربى ومش هرحمه، انا متنازل عن نفسي بس اختي كرامتها فوق راسي وهو داس عليها، لكمه جواد بصدره حتى تراجع للخلف
-ورغم كدا مخلتش حد يدخل في حياة اختهم وقولتلهم لما اموت اعملوا اللي عايزينه، انت عملت ايه
انحنى يغرز عيناه بعين عز وشرارات تريد إحراقه ..يضغط على كتفه
-روحت عملت لعبة خايبة الاهبل مايعملهاش طفل علشان ايه توجع جاسر
ضغط على فكيه يرمقه بنظرات نارية متحدث بهسيس
-ليه ياباشمهندس علشان قال ايه جاسر اتجوز أخته ..دفعه جواد على المقعد عندما فقد سيطرته على غضبه وبدأ يدور في الغرفة يمسح على وجهه بعنف
-إنت ياعز، انت تكسر ربى، ليه يابني دا انا السعادة مكنتش سيعاني لما قولتلي بتحبها، وشوفت الحب دا وقولت مستحيل يزعلها في يوم من الأيام دا هيكون سندها لو حصلي حاجة، هيفديها بروحه، لكن ايه اللي عملته، ولا حاجة ، اول ما حصلت عليها وانت بتذلها ..أشار ملوحًا بيديه وهتف بنبرة حادة
-لا فوق ، دي بنت جواد الألفي يالا، عندها بدل الاخ تلاتة وبدل الأب اتنين يعني متفكرش أنها وحيدة وملهاش سند، وروح اسأل ابوك وقوله ربى بنتك ولا لا، اقترب يغرز عيناه به
-لو قالك كلام غير دا هطلع اشلها من فوق واوصلها لحد عندك
جلس على مقعده محاولا السيطرة على أنفاسه التي شعر بإنسحابها من المكان، مما جعله يفتح زر كنزته الشتوية مطبق الجفنين ..اتجه عز إليه سريعا
-عمو جواد مالك ..أغمض عيناه يسحب نفسا ويطرده بهدوء قائلاً بصوت متقطع :
-أنا كويس يمكن علشان اتعصبت شوية، فتح عيناه يطالعه ثم تحدث:
-سبني لما اروق من ناحيتك ياعز وتحسسني انك هتصون وقبل ما تتكلم في حاجة الكلام اللي سمعته من فترة لربى، انا فعلا مكذبتش عليها، كان لازم أشدها علشان لما تثبت حبك ليها تكون مستعدة من غير ضغطوطات، لكن اقسم برب العزة ياعز لو حسيت مجرد احساس انك هتغدر بيها وقتها انا اللي هرفع قضية خلع مش طلاق
أشار بيديه للباب:
-روح دلوقتي وتعالى الصبح شوف ابنك، دا اللي عندي دلوقتي، استدار متحركًا والام الفراق كحمل جبال فوق ظهره قائلا
-حاضر ياعمو، هسمع كلامك واحترامه اكيد، اسبوع ياعمو واحد وبعد كدا هاخدها بيتي بعد إذنك ..تحرك بعض الخطوات إلا أن جواد أوقفه فاستدار إليه ..نهض جواد متجهًا إليه ثم توقف أمامه
-عايزاها تروح لأخوها الكبير، وتستأذنه، انا بعد كدا ماليش دعوة بمشاكل حد، ليها اخ كبير دا اللي ترجعله، علشان هو هيكون كبير العيلة من بعدي وحضرة المهندس العظيم عارف حقيقة صحة عمه، يعني ممكن الصبح أو في أي وقت يقولك عمك تعيش انت ...اقترب عز منه يحتضنه ومعالم الحزن سيطرت عليه قائلا بنبرة متحشرجة بالبكاء المختنق:
-بعد الشر عليك ياحبيبي يارب أنا وانت لا..ربت على ظهر يمسد عليه بقوة
-مفيش حد دايم يابني الدوام لله وحده، المهم ياحبيبي متزعلش مني، لازم احفظ كرامة بنتي، فلازم تتعب ياعز ، روح لجاسر وقوله عايز ارجع مراتي
اعتدل يزيل دموعه قائلا :
-لا ياعمو، هروح لجاسر علشان يرجع هنا، مبقاش ينفع يبعد أكتر من كدا، وزي ما حضرتك لسة قايل كبير العيلة ، ومينفعش كبير العيلة يكون برة العيلة
اومأ له جواد قائلا:
-تفتكر هتقدر تقنعه ياعز، انا مقدرتش ، ابتسم عز من بين وجعه يهز رأسه بالايجاب:
-لو انا مقدرتش فيه اللي يقدر ياعمو
ابتسم جواد عندما فهم ما يشير إليه فتحدث والراحة تخترق روحه
-عايزكم كدا دايما ياعز، اوعى تتخلى عنه، أو هو يتخلى عنك، تكونوا سواسية وتاخدوا معاكم جواد، القوة في الاتحاد ياحبيبي واللي يغلط توقفه بالعقل مش بالبلطجة يابن صهيب، وتأكذ ياعز عمر القرارات العصيبة مابترفع بلد، لازم تفكر وتوزن الكلام مليون مرة، ربنا ميزنا بالعقل ياحبيبي
جلس يرتدي نظارته مرة أخرى يشير بيديه
-عطلتني عن شغلي..اقترب منه عز متسائلًا
-عمو جواد حضرتك مش هتعمل العملية ..رمقه بنظرة اخرصته فأشار محذرا :
-لو حد عرف ياعز اعرف وقتها مستحيل اسامحك، اياك حد يعرف، ولا حتى والدتك سمعتني ..خليك راجل مع عمك يابن صهيب متخليش نظرتي فيك تنزل
امال بجسده يستند على المكتب وأردف:
-بس بيجاد يعرف، مااقتنعش بكلام الدكتور وهو اللي عرفني مش الدكتور زي ما حضرتك فاهم
-روح دلوقتي ياعز، بيجاد مستحيل يتكلم، هو راجع بكرة علشان سبوع ابنك وكمان فرح ياسين
جذب عز المقعد وجلس عليه بجواره
-عمو جواد مش هتحاول مع بابا تاني يرجع حي الألفي
تنهد جواد بألم وشعر بنخز بصدره ثم رفع نظره إلى عز :
-سيبه شوية ياعز، بلاش تضغط عليه، وقت مايحس أنه عايز يرجع هيرجع، بكرة هروح اشوفه واتكلم معاه تاني ..تذكر شيئا فأردف متسائلاً:
-هو ريان المنشاوي مازروش ولا إيه
نهض عز من مكانه وأجابه
-اه من يومين، همشي محتاج حاجة..توقف مستديرًا
-عرفت ولادك كلهم لازم يكونوا موجودين في اجتماع مجلس الادارة، وكويس إن بيجاد راجع متنساش أنه له نسبة برضو
-ماشي هكلمهم، ياسين هنا هقوله يعرف جاسر، واوس عارف طبعا
اومأ برأسه وتحرك قائلاً :
-تصبح على خير
-وانت من أهله قالها جواد متنهدًا، ثم رجع لعمله، قام برفع هاتفه
-عملت ايه فيه جديد؟!
-لا يافندم، من امبارح ومفيش جديد غير إن ابن عمها بيعدي عليها كل فترة والتانية
-وجاسر؟!
-لا ياباشا من وقت ماكان هنا امبارح مرجعش ومعملش حاجة..توقف ثم تحدث قائلا
-فيه حاجة يافندم حضرة الظابط قالي معرفكش، بس من وظيفتي لازم اقولك
-استمع إليه بتركيز حتى استمع لحديثه
-حضرة الظابط اتصاب بكتفه، هو راح للدكتور وخرج الرصاصة، الرصاصة في مكان مش خطير، بس لازم حضرتك تعرف