رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 29 - 3 - الخميس l 23/5/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل التاسع والعشرون
3
تم النشر الخميس
23/5/2024
احس بألم حاد بكامل جسده والألم يخترق روحه كلما تذكر ما فعلوه بزوجته دون وعيها، فتابع بنبرة يرجوها التوسل
-حضرتك وعدتني ياعمو، وعدتني بابا مش هيعرف حاجة
-مش موافق ياجاسر..صرخ بها صهيب
ثم تحدث بصوت مرتعش
-اسمعني حبيبي، كل اللي عليك هتننازل عن القضية دي وتبعد، وهم حرين مع الباقي، مش مجبر يابني، زمان كانوا هيقتلوا ابوك، حبيبي اسمع مني واعملهم اللي عايزينه،
صمت للحظات متسائلا :
-هم عايزين ايه
-عمو لازم اقفل دلوقتي وهعدي عليك بالليل ، وامانتك جنى ياعمو، اعرف اني اتخليت عن روحي علشان روحي تبقى سعيدة، وعلشان متجيتش تقولي ضيعت بنتي، بنتك هتبقى في رعاية ربنا اولا ثم في رعايتك
-في آمان الله ياحبيبي
خرج من شروده على رنين هاتفه ..بأيدي مرتعشة مرر أنامله على اسمها الذي أنار فوق شاشته بصورتها
نعم محبوبة قلبه، رفع الهاتف وبصوت جعله متزنًا
-جنى!!
شهقات فقط تصيب اذانه، شهقات وصلت لآذانه كصوت رعد اصابه بالصمم ..حاول الحديث ولكنه كالذي أصيب بشلل ولم يعد يتحكم بحروفه
لحظات من الصمت المريب بشهقاتها التي اخترقت صدره كالسهام القاتلة فهمس بتقطع
-حبيبتي بلاش توجعي قلبي، جنى خلي بالك من نفسك
همست بتقطع :
-خيرتني ياجاسر، خيرتيني بين بعدك وحياتك، نسيت اقولك يابن عمي الاتنين واحد عندي
ساحت دموعه على وجنتيه يستمع لحديثها الذي مزق روحه..استرسلت بصوت متقطع :
-شايف جنى هتعرف تعيش بعيدة، ليه عملت كدا، ليه موتني بايدك ياجاسر
-جنى!!..همس بها
نهضت من فوق فراشها صارخة كالمجنونة
-اخررررص مش عايزة اسمعك، وعدتني مش هتسبني ومع أول مشكلة رمتني، وعدتني بالسعادة ومشفتش منك غير الوجع ..انا بكره نفسي قوي علشان وثقت فيك، بكره نفسي علشان بحبك، بكره قلبي اللي مش عارف يوقف عن النبض باسمك، ليه بحبك الحب دا كله
ليه ياجاسر ، ربنا يسامحك يابن عمي
ربنا يسامحك
-جنى اسمعيني ..عمو عنده حق، مش هتحمل وجعك ياقلبي، انا افتكرت الليلة اياها، وكنت متأكد الولد ابني، مش عايز اوجعك، عيشي حياتك ياجنى وانسيني
-بكرهك ياجاسر، بكرهك علشان انت كذاب، سمعتني، بكرهك علشان بتضحك عليا.. هوت بركبتيها على الأرض
جز على قبضته يكتم شهقاته وصوتها الممزق لقلبه، حاول ألا ينهار أمامها فهتف بصوت جعله متزنًا
-عملت الصح، مش هينفع نكمل مع بعض
❈-❈-❈
قاطعته هادرة تزيل عبراتها بعنف:
-جاسر تعالى خدني، كفاية بقى، انا قولت يومين وهترجع تاخدني، مش ترجع تموتني، حبيبي بيتنا وحشني، مش قادرة اعيش بعيدة، انا هسامحك بس متوجعنيش كدا..انا بعشقك ياجاسر
انفاس حارقة فقط تخرج من جوفه، وترجيها وعشقها له الذي بعث قشعريرة بجسده، ود لو أمامه الان لحطم عظمها بأحضانه
سحب نفسًا قويًا لتثبيط بكائه الذي تجلى بصوته
-مقدرش ازعل عمي ياجنى، مقدرش اوجعه، ومقدرش افرق بين ابويا وبين عمي، مش عايز بعد السنين دي كلها وابويا بيبني العيلة اهدمها علشان نفسي، زمان اتخليت عنك علشان عيلتي ودلوقتي بتخلى عن قلبي وسعادتي علشان عيلتي، وأنتِ كمان لازم تعملي زيي، احنا مش لوحدنا ياجنى، لازم نضحي
استمعت لطرقات على باب غرفتها
-جنى افتحي الباب ياماما، ياله ياجنى
صرخت بقهر شق قلبه وانزفه
-بكرهكوا كلكوا، مش عايزة اشوف حد ..سمعتني ياجاسر ، بكرهكوا كلكو وانت اول واحد ..قالتها هاوية على الأرض وتساقط هاتفها تبكي بنشيج
دفع عز الباب حتى كسره، وولج إليها بقلبًا مذعورًا خوفًا من أن تضر نفسها
وجدها جالسة على الأرضية تحتضن ركبتيها وتبكي بنشيج ..احتضنها بقوة
-جنى حبيبتي، خلاص ياقلبي ..تشبثت بعنقه تبكي بمرار الألم
-خدني من هنا ياعز، مش عايزة اشوف حد، ابعدني ياعز ..اقتربت والدتها تجذبها ببكاء ام منفطر قلبها على فلذة كبدها
-حبيبتي اهدي ياقلبي، أن شاءالله كله هيكون حلو..ضربت على صدرها تصيح ببكاء
قلبي مولع نار ياماما، عملت ايه في الدنيا دي علشان اتغدر من الكل
ليه كلهم دبحوني ياماما، بنتك عايزة تموت وترتاح ..صرخت بقوة تبكي بصوت مرتفع قائلة
-ياااااارب..ضمتها نهى تمسد على ظهرها
-حبيبتي يابنتي ..اهدي حبيبتي بكرة كله هيعدي..نهضت. بدأت تحطم في كل مايقابها
-بكرهكوا كلكم ..سمعتني يابابا، بكرهكوا كلكم، حتى جاسر بكرهوا، مبقتش عايزة أعيش في الدنيا الظالمة دي ..خلاص تعبت مبقاش فيا حال، وعلى لحظة ذهب عقلها جذبت مقصها تقطع شريانها، صرخ عز يشير بيديه
-حبيبتي اهدي، خلاص هعمل اللي أنتِ عايزاه جنى ياقلبي بلاش تعملي كدا، هتموتي كافرة، فين ايمانك..
تراجعت للخلف ودموعها تنساب كزخات المطر
-مبقتش عايزة الدنيا دي مبقتش عايزاها ياعز
ظل يهدئها بيديه ملوحًا:
-عايزة تسبيي عز ياجنى، هونت عليكي، مش بتحبي اخوكي
قالها وهو يتجه إليها بخطوات بطيئة
-جنى ياقلبي، هعملك كل اللي إنتِ عايزاه، سيبي المقص
هب جاسر فزعا بعدما استمع الى أحاديثهم وقاد السيارة بسرعة جنونية
كان يقف على باب الغرفة يطالع أفعالها بصمت ومحاولات عز مازالت مستميتة حتى وصل إليها وجذبها من كفيها
احتضنها يطالع والده بنظراته الحزينة..مسد على خصلاتها
-اشش..اهدي حبيبتي، تحرك بها إلى الفراش ..وساعدها بالتسطح قائلًا:
-ماما ..سبيها ترتاح، تحركت نهى إليها
-سبني مع اختك ياعز!!
-ماما!!..طالعته بغضب
-قولت سبني مع اختك، ايه مبتسمعش، اقفل الباب وراك ..قالتها وتحركت حتى تمددت بجوارها على الفراش تمسد على خصلاتها
رفعت رأسها تضعها بأحضانها
-جنى حبيبة ماما، ايه رأيك تتكلمي مع ماما
هزت رأسها رافضة وهمست بنبرة متحشرجة باكية:
-ماما عايزة أنام، لو سمحتي، انحنت نهى تلثم جبينها
-نامي ياروح ماما ..انا معاكي، عايزة أقولك كل حاجة في الدنيا دي نصيب يابنتي، مش عايزاكي تكوني ضعيفة
شهقة خرجت من جوفها تضع كفيها على فمها
-موجوعة قوي ياماما، حاسة بنار بتحرقني ومش عارفة اطفيها، الوجع دا هيفضل كدا
استندت نهى على ذراعيها ومازالت تداعب خصلاتها بحنو اموي قائلة:
-حبيبتي حاسة بيكي، بس مش دي اخر الدنيا، عارفة انك بتحبي جاسر، بس النصيب وقف لحد كدا، ربنا مش رايد انكم تبقوا مع بعض
أطبقت على جفنيها وصوره أمام ناظريها
-ماما !! عايزة اموت انا تعبت مبقتش متحملة ..قالتها وهي تغلق عيناها بوهنٍ
وضعت كفيها تقرأ بعض الأيات القرآنية حتى غفت وآثار دموعها على وجنتيها..أزالت نهى عبراتها تبكي بصمت على حال ابنتها الوحيدة
استمعت إلى صرير سيارة بالأسفل علمت بوصول جاسر، نهضت تجذب غطائها عليها
-ربنا يصبرك يابنتي ويحنن قلب ابوكي عليكي ..قالتها وتحركت للأسفل بعدما تيقنت من نومها ..
ولج جاسر للداخل يبحث عنها كالمجنون
-جنى فين ياعمو، عملت في نفسها ايه
توقف عز بعدما وجد حالة والده الرثة
قاطعته نهى
- نامت ياحضرة الظابط..وياريت تمشي من هنا قبل ماتحس بوجودك
ذهب ببصره لصهيب الشاحب، ثم اتجه لنهى
-عايز اشوفها ياطنط نهى لو سمحتي
طالعته للحظات بصمت موجع ثم أشارت له بالصعود
-نهى !! هتف بها صهيب الذي رجع بجسده للخلف مغلقًا عيناه بآلم يتسرب بصدره قائلًا:
-بنتك مطلقة، يعني بقت محرمة على ابن عمها
استدارت متحركة متجهة إلى غرفة ابنتها بعدما وجدته يأكل درجات السلم بخطواته غير مكترث لحديثهما، دفع الباب وولج للداخل..تسمر بمكانه وكأن الأرض تسحب من تحت أقدامه وهو يرى وجهها الشاحب وعبراتها التي تنسدل على وجنتيها بمنامها ..خطى للداخل، همست نهى تجذبه من ذراعه
-جاسر مينفعش..أخرجها، وأغلق الباب خلفه واتجه لملاكه الغافي ..علم من حالة نومها أنها فاقدة للوعي
جثى على ركبتيه أمامها مقتربًا من وجهها
-جنجونة قلبي.. سامحيني ياجنة حياتي..مرر كفيه المرتعش على وجهها يزيل عبراتها ووضع رأسه بجوار رأسه يتنفس أنفاسها مطبق على جفنيه يهمس لها
-قلبي بيحترق ياجنى، عايز ادمر الكون كله، أنا ضعيف قوي قوي، ياريت افوق من ابشع كوابيسي، قوليلي اعمل ايه وانا مخنوق بسياج من نار، دنى حتى وضع جبينه فوق جبينها وآهه حارقة بنيران عذابه
-بموت بصمت يابنت عمي، حبيبك بيموت بصمت، سامحيني واعرفي مستعد احرق الكون كله علشان اشوف ابتسامة من عيونك، مش عايز أعيش العمر كله مقهور عليكي وعلى عمو، افديكي بروحي ياأغلي من روحي
اقترب حتى لامس ثغرها بخاصته
-مبقاش ليا حق فيكي، لا لا يعني مبقتيش ملكي، آآآه ..قالها بشهقة خرجت رغمًا عنه، هب من مكانه يطالع نهى التي توقفت تبكي على ماصار إليهما..أشار عليها يزيل عبراته بقهر
-فوقيها مغمى عليها، عيونك ماتنزلش من عليها ياطنط لو سمحتي