رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 29 - 4 - الخميس l 23/5/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل التاسع والعشرون
4
تم النشر الخميس
23/5/2024
❈-❈-❈
سحب كفيها باسطًا إليها عطرها
-فوقيها ، سحب عز ذراعه
-جاسر لو سمحت..نزع نفسه منه
-ياله ياطنط نهى طمنيني عليها، قربت نهى قنينة العطر من أنفها وحاولت إيفاقتها ولم تتحكم في عبراتها، استمعت لهمسها باسمه
-جا...سر..آه
استدار متجها للخارج يتخبط بخطواته، بمقلتين كالشلال وقلب يتهشم من الوجع يحاصره وخزات تشحذ روحه كبلور تهشم بقوة إعصار، حالة انهيار تامة تملكت منه، توقف يلتقط أنفاسه لعل يسحب بها خليطًا من الهواء الممزوج برائحتها العبقة أزال عبراته بظهر كفيه، توقف صهيب أمامه وانسابت عبراته رغمًا عنه
ألقى نفسه بأحضانه وارتفع صوت بكائه
-مش قادر ياعمو، انا بندبح ياعمو ليه بيحصل معايا كدا، ياريتني مُت ولا اتوجعنا م كدا
ربت صهيب على ظهره، ثم أخرجه من احضانه، يحتضن وجهه
-حبيبي أنا آسف، بس غصب عني ، والله يابني غصب عني، مش حمل تعب تاني
أزال عبراته وهز رأسه
-تمام ياعمو، بكرة ورقة طلاقها هتكون عندك ..قالها وخرج متجهًا لسيارته
استمع الى رنين هاتفه
-أيوة ياياسين !!
-جاسر إنت فين، انا في بيتك
قاد سيارته قائلاً :
-في الطريق، قالها وتحرك متجهًا إليه
وصل بعد قليل، وجده جالسًا أمام المسبح ، تحرك حتى هوى على المقعد
-عامل ايه؟!..مش المفروض تسافر بكرة العريش
تراجع بجسده ورفع رأسه ينظر للسماء
-عاليا !!
اشعل سيجاره وبدأ ينفثها قائلًا:
-مالها !!
اعتدل بجسده قائلاً:
-طلع ابن عمها بيضحك علينا، البنت مظلومة، يعني معملش فيها حاجة ومقربش منها ياجاسر
-طب ما دا معروف يابني،انت لسة واخد بالك من الموضوع دا ..توقف يطالعه لبعض الوقت ثم تحدث:
-استنى هي عاليا حكتلك ولا عرفت ازاي !!..ابتعد ببصره عنه، ثم اتجه يجذب منه سيجارته ينفثها بغضب حتى أصبح صدره محترق كرمادها
ظلت نظرات جاسر تحاوطه حتى توقف واتجه للمسبح
-عايز اعوم شوية، بما إن مراتك مش هنا ماتيجي نغطس شوية
مازالت عيناه متسلطتان بقوة تحاوطه، ثم رفع ذقنه
-مردتش عليا،عرفت منين؟!
ألقى هاتفه وقام بنزع قميصه وقفز بالمسبح دون حديث
ابتسامة ساخرة تجلت بملامح جاسر فنهض متجهًا للداخل ، استمع لرنين هاتفه رفعه مجيبًا
-أيوة يابابا!!
-حبيبي تعالى عايزك
-آسف تعبان وهنام، ياسين هنا على فكرة
مسح جواد على رأسه بإرتجافة يديه فهمس بصوت مجهد
-تعالى مامتك مقومة الدنيا حريقة هنا من وقت ماعرفت انك طلقت جنى
ذهب ببصره لياسين الذي يسبح كمحارب للمياه، فأجاب والده
-حاضر، نص ساعة واكون عند حضرتك
❈-❈-❈
صعد غرفته وهوى بجسده على فراشه، تجولت عيناه بالغرفة الجديدة التي شعر ببرودتها كجثة الموتى، فرد جسده وذراعيه ثم همس لنفسه:
-هتتحمل الوجع دا ازاي ياجاسر، إزاي هتقدر تعيش بالطريقة دي، قبض بكفيه على الفراش ونهض معتدلًا يفتح جهازه المحمول يشاهد بعض المشاهد التي أرسلت لعمه للضغط عليه
مشهد خلف مشهد لزوجته، توقف ببصره على أحدًا ما، جذب هاتفه سريعًا
-جواد!!..
اجابه على الجانب الآخر
-أيوة ياجاسر، إنت كويس
-كويس ..اسمعني كويس عايزك تعمل زي ماهقولك بالظبط
قص له المطلوب ..نقر جواد على مكتبه ثم أجابه:
-مين قالك كدا، ماهو لازم نتأكد، وبعدين هو مش أهبل علشان يقرب من ظابط
ارجع خصلاته بعنف وصاح به:
-لا عملوا أكتر من كدا، اسمعني وركز كويس، انا وجنى أطلقنا دلوقتي وعلاقتي بعمو بصهيب مش كويسة، فأنت هتعمل اللي طلبته من غير كلام
زفر جواد متأففًا وهتف بنبرة اعتراضية:
-بقولك دي بعيدة عن الشغل، مستحيل يحطوها في دماغهم وبعدين زمان خبر طلاقك نزل في كل الصفح ياحبيبي مالوش لزوم اللي هتعملوا، بلاش تضيع وقت على الفاضي على الولد دا .. ومستحيل يضر جنى أو غيرها، يارب ترتاح
-اعمل اللي طلبته وريحني ياجواد لو سمحت
مسح وجهه بجانب كفيه وهتف بملامح ممزوجة بالحزن والألم:
-جواد انا واثق في ذكائك، لازم تجبلي الولد وتعرفلي تبع مين بالظبط، وخليك ورا البت الكاستمر كمان
-تمام ..هشوف هعمل إيه وارد عليك
نهض متجهًا لخزانته وقام تبديل ثيابه، استنشق رائحتها العالقة بقميصه، وضعه بالخزانة واغلقها مستديرا بظهره عليها، دقات عنيفة كادت تصيب صدره بذبحة صدرية كلما تخيل أنها لم تعد ملكه، استدار يضرب بكفيه على الخزانة وآهات مرتعشة كحال جسده حتى استمع لرنين هاتفه مرة آخرى
اتجه إليه بحالة مزرية يطالعه، ثم رفعه وأجاب
-قول
-الولد وقف شوية قدام الحي دقايق والمدام خرجت، معرفش قالها ايه خلاها تضربه، هو طبعا ماسكتش وحاول يرد عليها في الوقت دا حضرة الظابط وصل وشافها، صمت للحظات وتحدث:
-سمعت بيقول كلام مش كويس
زي ايه..تسائل بها جاسر!!
حمحم الرجل وقص عليه مااستمع إليه
-عايزه، تجبهوله من تحت الارض، الصبح الاقيه عندي في البيت..قالها وأغلق الهاتف، ثم هاتف أحدهم
-عاملة ايه واخبار البيبي
ابتسمت بسعادة على سؤاله فنهضت من مكانها قائلة:
-معقول إنت بتسأل عن ابننا، وضع سلاحه بخصره وأجابها متهكمًا:
-طبعا، الاول مكنتش متأكد، دلوقتي لازم اطمن، تحرك للأسفل ومازال يهاتفها
-خلي بالك منه، انتِ متهمنيش اللي يهمني اللي في بطنك ..قالها وأغلق هاتفه هامسًا:
-حقيرة، شيلتيني ذنوب سنين لسة معشتهاش ياحقيرة ..تجول ببصره يبحث عن ياسين ..صاح بصوته
-ياسين!!
خرج من المطبخ وهو يحمل كوب كاستر يتناول منه
رمقه بصمت حتى اقترب منه قائلًا:
-مراتك مدلعاك ياسيدي، حتى وهي طفشانة منك مظبطاك حلويات
ضيق عيناه واقترب منه ونظراته تحاصره
-إنت عامل إيه يالا..جلس وبدأ يلوك من الكاستر، يهز أكتافه
-مقولتليش هترجع جنى إمتى، صمت رافعًا بصره إليه
-هو ليه عمك صهيب مقتنع إن الولد ابنك، هو ميعرفكش ولا ايه
جذب منه الكوب وصاح على الخادمة
-منيرة!!
هرولت إليه :
-نعم ياباشا!!
أشار لها على الكوب ثم هتف:
-دخلي دا، وروحي مش هرجع الليلة، وقت مااعوزك هتصل
-ومدام جنى ياباشا مش هترجع
ابتعد ببصره عنها واجابها:
-لأ..مدام جنى مبقتش هترجع، خدي حاجتك معاكي، انا مش هرجع حاليا على البيت
نهض ياسين بعدما غادرت منيرة واقترب منه:
-جاسر!!..اوعى تكون
قاطعه وهو يجذب مفاتيحه ونظارته
-اطلقنا، كل واحد راح في طريقه
-يخربيتك..قالها ياسين هادرًا
بدأ يثور حوله، يضع يديه على رأسه مذهولًا
-ايه اللي عملته دا؟!
-دبحت البت اللي بتموت فيك، غبي غبيييييي ..صاح بها
تحرك ولم يكترث لصياحه، وتحدث:
-رايح حي الألفي، لو حابب تروح، لو لا يبقى اقفل على نفسك كويس للحرامي يخطفك يابن جواد
توقف يراقب تحركه مذهولًا، يهز رأسه مستنكرًا مافعله:
-يالهوي عليك ياجاسر، ناوي على ايه
هرول خلفه وجذبه من ذراعه
-ناوي على ايه، ماهو ماقنعنيش بعد الحب دا كله تطلقها، دا البت مريضة بيك، ولا إنت ..
جاسر مبتردش ليه، عارف عمو صهيب ضغط عليك، بس مكنتش تسمع منه، كان شوية وهيهدى
نزع ذراعه ثم فتح باب سيارته
-لو خلصت نمشي،
توقف أمامه بعدما أغلق باب السيارة
احتضن أكتافه
-اسمعني ياجاسر لو سمحت
عارف عمك مصدوم وحقه، وعارف أنه ضغط عليك، وكمان فيروز ، بس جنى ذنبها ايه ..اقترب منه وتعمق بنظراته عله يكتشف مايخفيه أخيه
-أنا مش مصدق أنها هانت عليك، ولو بتفكر أنه طلاق لفترة تبقى غبي، لأنها وقتها مش هتسامح هتشوفك كسرتها
ابتسم بسخرية لم يستطع مدارتها وأشار بيديه:
-قولي لو مكاني هتعمل ايه وابوك بيخيرك بينك وبينه، وعمك بيخيرك بينه وبين ابوك..قولي لو مكاني هتتحمل تهدم اللي ابوك بيبنيه سنين علشان سعادتك، مفكر هتبقى سعيد تبقى اهبل ياياسين
السعادة الحقيقية لما تشوف اللي حواليك سعيد، حبيتك نفسها لما تلاقي نفسها منبوذة من الكل علشان فكرت في نفسها، هتكره حياتها معاك
بلاش تقول كلام وانت مش فاهم حاجة
لكمه بصدره وصاح بغضب أعمى
-لا هكون مرتاح علشان اخترت سعادتي، هعرف اتنفس وانام كويس وحبيبتي جنبي، هقدر اقاوم الصعوبات وهي بتقويني، قلبي هيبقى مرتاح وانا شايف صباحي بيها، مش علشان غيري يعيش مرتاح انا اموت
-غلط ..صرخ بها جاسر..قبض على ذراعيه يهزه بعنف
-غلط ياحضرة الظابط اللي بتفكر فيه، سعادة العيلة هي سعادتك اللي بتقول عليه دا مينفعش، انت مش عايش لوحدك، حق ابوك عليك تريحه، حق امك عليك تبقى شايفة سعادة ولادها وهم حواليها مش مطرودين من العيلة، حق اخوك عليك لما تبقى كبيره اول حد يفكر يلجأله انت مش يبقى غرقان ياياسين ..ودا اللي بعمله دلوقتي
ضرب على صدره وهتف بنبرة مكتومة
-نصيبي كدا، نصيبي اتألم علشان اشوف غيري سعيد، نصيبي ابقى كبير جواد الألفي علشان استحق اشيل اسم جواد الألفي، نصيبي يكون ليا اخوات بيحبوني وانا لازم احبهم، نصيبي يكون ليا عيلة وقت مااقع الاقي اللي يسندني، مش لما اقع اكون وحيد
عرفت ليه رضيت بكدا، مش انا اللي افرق الأخ من اخوه، ولا احزن امي واخليها كل ليلة نايمة ودموعها على خدها..اقترب ونظر داخل مقلتيه
-فوق ياياسين واعرف احنا تربية مين وقت ماتحس بكسرك هتلاقي اللي يقويك ..قالها واتجه إلى سيارته قائلا
-اركب عربيتك وتعالى ورايا، ولينا قاعدة مع بعض ..